للمهمومات .. تعالوا أبيكم شويّ




أتمنى أتمنى من كل قلبي تقرون هالموضوع بعقولكم وتفهمومنه زيييين

.. كل مهمومه وتنتظر الفرج تقراه.. صدقوني بيريّحكم كثير

شخصيا إستفدت منه جدّا.. وكل ماضاقت فيني الدنيا لجأت للقرآن وصبّرت نفسي بهالكلام 💡

من كلام الشيخ الدكتور ..عائض القرني

(القواعد الكونية والشرعيّة في المحن والمصائب)

القاعده الأولى||

سنة التغيير والانتقال وتبدل الحال

وذلك ان الله قدر وجود الضدين،
فإذا وصل الضد الى حده انقلب إلى ضده، فالليل إذا أخذ مقداره، وانهى مشواره عقبه الفجر، سنة ماضية، وقاعدة دائمه ثابته، والنهار إذا قضى وقته المحدود، وعمره المعدود دهمه الليل واستولى عليه، لأن لكل منهما أجلا مسمى، وهذا عام في الساعات والأيام والشهور والأعوام وفصول السنه ومواقيت الثمار ،والحصاد،والحمل،والصحه،والمرض،والملك،والغنى والفقر،والعسرواليسر،والسرور والحزن،والاجتماع والفرقه،والحب والبغض،والعزه والذله،والكثره والقله،والنصر والهزيمه،والظفر والإخفاق،وغير ذلك من الصفات والأحوال،لأن هذا ماأراده الله لهذه الدار وماكتبه على أهلها من التقلب في الأطوار على طيلة الأعمار.

فمن هذه السنة الماضية والحكمة القاضية، نستفيد نتيجة عدم دوام الشدة وأنها سريعة الزوال ، وأنه لابد من تغيرها إلى الرخاء ،وعسرها إلى يسر، لأنه لو لم يحدث ذلك لكان في هذا نقص لحبل التقدير، ومعاكسة لسنة اللطيف الخبير،وهذا لايمكن أن يحصل أبدا،ولايقع هذا مطلقا، لأن سنة الله لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا

القاعدة الثانية ||

أن الشدائد تبدأ كبيرة ثم تصغر،
وأن هولها لا يستمر مع عمرها،بل لها صدمة مفجعة ، موجعة في أولها ، ثم تبدأ بالضمور والإضمحلال والانحسار كالجرح ينفجر ثم يبدأ بالإلتئام حتى يبرأ،فما على العبد إلا الصبر عند الصدمه الأولى،فعندها يكون الاحتساب والأجر،أما ماسوى ذلك فإن السلو يغلب النسيان والذهول وورود الواردات وانشغال القلب فكأن العبد ليس له كسب إلا في الصبر عند اللحظه الأولى، وهي التي يتميز فيها الرجال ،ويشرف فيها الأحوال،فمن وقعت به مصيبه فلا يظن أنه سوف يبقى في هذه المصيبه،قبل أن ينجلي ذلك الهول الذي ولف عليه عند حدوثها،وذلك الكرب الذي ألم به وقت نزولها،هذا لا يكون أبدا، فإن المحنة مثل الضيف يغادر المنزل فيختفي شخصه شيئا فشيئا إلى أن يغيب.
فمن لطف الله وكرمه سبحانه أن وطن النفوس على التعامل مع الشدائد ولو بشئ من المشقة والتعايش معها ولو بكثير من العنت ، لأن المصيبة ماحلت لتقضي على العبد مثلما يقضي عليه الموت، وإنما نزلت تمحيصا واختبارا وتهذيبا وتصفية وكفارة وتأديبا

القاعده الثالثه||

أنه لولا الشدائد ماعرفت قيمة النعم ولاذوق الراحة ، وطعم العافية.
فإن أحلى وأغلى ماتكون النعمة بعدما يصاب العبد بشدة ، ولو لم يصب بهذه الشدة لما شعر بما هو فيه من النعيم ولقضى عليه الملل والسأم والضجر، وذهل عما عنده من الخير ، وغفل عما لديه من النعم، ولكنه يوم يصدم بمحنة يستفيق فيذكر أيام الراحة وساعات السعود، فيقدرها حق قدرها ،ويعض عليها بالنواجذ،ويحدث لها شكرا، ويقيدها بالطاعة ، وهذا لمن عرف سنن ربه في المصائب
ولو أن العبد لم تمر به الشدائد لرأيت عيشه مشوبا بالقلق منغصا بالهموم،لأنه في رتابة دائمه ممله،وفي هيئه واحدة ثقيله،فالتبدل من حال آلى حال يعقب لذه وفرحه ونشوة لايجدها إلا صاحب المحنه
يقول أبو تمام

والحادثات وإن أصابك بؤسها
فهو الذي أنباك كيف نعيمها

فالصحيح لايعرف قيمة الصحة حتى يصاب،والمطلق الحر في الأرض لايقدر الحرية حتى يسجن،مثلما أن الشبعان لايجد للطعام مساغا حتى يجوع ، وكذلك الريان لايحس بالحاجه إلى الماء حتى يظمأ
والله المستعان

القاعدة الرابعه||

أن مما يخفف على المصاب أن كل يوم يمر به يلقي عن كاهله بعض هذه المحنه ويقربه من الفرج، لأن زمن المحنه محدود بزمن مؤقت لأجل مسمى فكلما مر بالمصاب ساعة فقد سقط عنه تبعه لأنه في طريقه إلى السير، فلا يتطاول المنكوب الزمن، فإن الفلك يدور لصالحه ، وعقارب الساعه تعلن دنو فرجه، والليل لابقاء له مع النهار، وقد ذكروا أن يحيى بن خالد البرمكي كتب لهارون الرشيد من السجن: اعلم ان كل ساعة تمر تأخذ بحقها من عذابي وبحقها من نعيمك حتى نلقى الله عزوجل أنا وأنت. وهذا كلام شريف يدل على حصافة العقل ، فصاحب المصيبه كلما غربت عليه شمس يوم فعليه أن يفرح لأنه ذهب بجزء من الألم والعذاب، وقد قال عماره بن عقيل
ترى كل يوم مر من سوء حالنا
يمر بيوم من نعيمك يسلب

القاعده الخامسه||

أن لله الخيار فيما حدث،وله سبحانه الحكمه المطلقه فيما حل ، فإن كل ماقدر على المسلم من خير وشر فهو خير حتى ذهب ابن تيميه إلى أن ذلك يعم ماقدره الله على العباد من المعاصي بشرط التوبه والندم والاستغفار والانكسار، فمادام أن كل مايصيب العبد خير له فكيف يكره العبد الخير ويفر من المصلحه ، وليعلم أنه ليس كل محنه تصيبه سوف يطلع على سر الخير فيها،لأن هذا ليس من شأنه، إنما هذا من شأن اللطيف الخبير ،وعليه القبول والتسليم، فليس الخير هو الذي يظنه العبد دائما خيرا ، وليس الشر هو الذي يتوهمه العبد شرا، ولو كان ذلك كذلك لكان العبد عالما بالغيب، كاشفا لأسرار القدر، عارفا بمواقع القضاء، وليس هذا إلا الله الواحد الأحد(لايسئل عما يفعل وهم يسئلون)

القاعده السادسه||

أنه إذا اشتد الكرب وبلغ غايته ووصل ذروته،جاء الفرج ، سنه ماضيه وحكمه قاضيه ،وكانوا يقولون : اشتدي ازمه تنفرجي
والعرب تقول:
إذا استوفى مقداره واكتمل آذن بالرحيل، لتنقلب الحال كما سبق في القاعده الأولى، فعندما يرى المصاب ازدحام الكرب ،وتكاثف الظلمه وشدة المحنه فسوف يفاجأ بزوالها لا محاله، لأن الله مابتلى بالمحنه ليديمها ،وكل شي يقبل التحول والزوال إلا الواحد المعبود بحق سبحانه، ومن استقرأ التاريخ ودرس العبر وطالع المثلات علم ان اكتمال الشئ نقصانه ، ونهايته خاتمته، سواء كان نعيما أو شقاء كما قال الشاعر: لكل شئ إذا ماتم نقصان

وقول آخر:

إذا تم شئ بدا نقصه
ترقب زوالا إذا قيل تم

وكانوا يقولون:
إذا أراد الله إهلاك نمله خلق لها ريشا فإذا طارت هلكت،لأن طيران النمل غاية الكمال،فإذا وصلت إلى هذه الغاية بدت سنة الله في كل من استوفى حقه بتغير حاله،وتبدل مقامه ،لتبقى السنه الإلهية في الكون محكمه ثابته دائما،فإذا اشتد ظلام الليل عقبه الفجر،وإذا اكتمل البدر أصابه النقص ، وإذا تم ضوء الشمس في الظهيره أدركها الزوال،وكذلك المصيبه إذا تعاظمت وتفاقمت فهي بشرى بزوالها وارتحالها.

القاعده السابعه||

أن العبد إذا أصابه اليأس وانقطعت به السبل وأظلمت في وجهه الحيل،جاء الفرج (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا)
لأن العبد إذا انقطع أمله في الناس وتكاثف ليل اليأس في قلبه،انبعثت فطرة الله في قلبه بالرجاء في الله ضرورة ،والرجوع إليه حتما،والانطراح على عتبات ربوبيته،وسجود القلب في مصلى عبوديته
(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)
حينها يفرد العبد ربه وإلهه بالرجاء والسؤال والأمل.

وهذا سر التوحيد، فيغيثه الله بالفرج، ويتداركه بالعون،ولذلك قال الشاعر:

فأقرب مايكون المرء من فرج إذا يئسا

لأن سنة الله الماضيه أن لا يخيب من رجاه،ولايرد من دعاه، ولكن من أشرك معه في المسأله والتوجه لم يحصل على مطلوبه ،ولم ينل مرغوبه، فإذا أخفق العبد في طلبه من الناس، وأحبط من جهتهم وجد الرغبه في ربه،وأفرد المسأله لمولاه،وعند هذه اللحظه يستجيب الأحد الصمد،فيكشف السوء عن عبده ويزيح الغمة عنه،ويبدله مكان العسر يسرا،ومكان الكرب فرجا،ومكان الغم سرورا ،فإذا بدأت تيأس من تحقق أمر، ومن حصول مطلوب فاعلم أنه قد دنا الفرج وحصل اليسر ،ونزل الغوث ،والله أعلم

تكسّرت يديّ وانا أكتب

عن Sama sama55

شاهد أيضاً

يابنات انا مشكلتي مشكله عويصه ساعدوني الله يخلي لكم اللي تحبونه ويحقق لكم امنايتكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم ان شاء الله طيبين يابنات انا مشكلتي مشكله …