لم يسجد لآدم ..وأقسم أن يستغرق حياته في إغواء ذرية آدم ..


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما نفخ الروح في آدم وعلمه الأسماء كلها وأمر الملائكة بالسجود له فسجدوا كلهم
إلا إبليس أبى وأستكبر وكان من الكافرين ..

وقـال : (( أأسجدُ لمن خلقتَ طيناً ))
وقـال تعالى : (( لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون ))

فلما سأله الله عز وجل عن سبب امتناعه من السجود واستكباره عن أمر ربه
.. والله تعالى أعلم به ..

فقال سبحانه له : (( مامنعك ألا تسجد إذ أمرتك ))

فأجاب الخبيث مفتخراً بأصله ، طاعناً على ربه تعالى في حكمته وعدله ..
(( قال أنا خير منه ، خلقني من نارٍ وخلقته مِن طين ))

فعامله الجبار بنقيض ما قصده وأذاقه وبال حسده ، وأثمر له استكبارُه الذل الأبدي الذي لاعز بعده
قال تعالى : (( قال اخرج منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ))

وقال سبحانه : (( أخرج منها مذءوماً مدحوراً ))
وقال عز وجل : (( اخرج منها فإنك رجيم ، وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ))

فطلب الأنظار ليأخذ بزعمه من آدم وذريته بالثأر ، وقد علم أنه لاسبيل له إلا على حزبه
وتابعيه من الكفار ، الذين هو إمامهم في الخروج عن طاعة الله والأستكبار ..

قال سبحانه : (( قال ربِّ فأنظرني إلى يوم يبعثون ، قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ))

أجابه الله تعالى إلى طلبه ليمتحن عباده .. (( ليبلوكم أيكم أحسنُ عملاً ))

فقابل النعمة بالكفران وجدد صفقة الخسران وأقسم ليستعملن مدته وليستغرقن حياته
في إغواء ذرية آدم الذين كان طرده وإبعاده بسببهم إذ لم يسجد لأبيهم ،
ولا رأى أن ذلك باستكباره عن أمر ربه ، بل قدس نفسه اللئيمة
وأسند الإغواء إلى ربه مخاصمة ومحادة ومشاقة ..

(( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم
وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ))

لم يقل من فوقهم .. لعلمه أن الله تعالى فوقهم ..

قال عز وجل : (( هذا صراطُ عليَّ مستقيم ، إنَّ عبادي ليس لك عليهم سلطان ))

عن deaa adas

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!