نقلاً عن موقع المحيط نتعرف على الدين الأمريكي الجديد
حوار : إيمان الشحات
محيط : في البداية ما الذى دفع سيادتكم الى كتابة هذا البحث ؟
د. فايزة خاطر : أثناء بحثي في الدكتوراة ، وجدت أن الاختراق الصهيونى للنصرانية فاق كل الحدود فقررت أن أبحث في هذا الموضوع فوجدت أن في أمريكا على سبيل المثال اختراع أديان من خلال المذهب البروتستانتى .
وفي بحثى للحصول علي درجه أستاذ مساعد بحثت في محورين من هذه القضايا .
المحور الأول :
عن شهود يهوه وهم فرقة دعت إلى عقيدة التوحيد، وصححت قول النصارى بالتثليث، وتمردت علي تقليد الآباء ولكن لم تنجُ من الأُخطبوط الصهيوني، فأصبحت أحد أرجله الذي سخرتها لتدمير العقائد.
أما المحور الثانى :
المورمون وهى فرقه تدعو إلى مساعدة اليهود للسيطرة علي العالم .
محيط : ما هو الدين الأمريكى الجديد ؟
د.فايزة خاطر : الدين الأمريكى الجديد عبارة عن مجموعة أمريكية من طوائف مختلفة (المورمونيون ـ النيون وعلماء المسيحية ـ شهود يهوه ـ مجموعه الأخوّة ـ جيش الخلاص ـ حركة العنصرة ـ كنيسة مون)
محيط : وما هو العلم المسيحي ؟
د.فايزة خاطر : العلم المسيحي يتبعه مجموعة من الشفائيين، زعموا أنهم يملكون نعمة شفاء الأمراض المستعصية، شفاءا فجائيا ودائما لا بالعودة إلى الطب بل بوضع الأيدي علي رؤوس المرضي، وبواسطة ممارسات لها طابع روحي ، حيث يعتقد الشفائيون أنّ الشفاء يحصل بفعل تدخل إلهي . كما يطلق على العلم المسيحي (المسيحية العلمية ) أو الطبية وهى طائفة انفصلت عن البروتستانتية في القرن التاسع عشر.
والمؤسسة لهذه الفرقة تدعى مارى بيكر إيدي (1821- 1910) ، عانت معظم سنوات عمرها من اعتلال دائم واضطراب، وقد لجأت إلى منوم مغناطيسي يسمى فايناس كويمبي قد ذاعت شهرته في الإستشفاء الذاتي، حيث عالجها وكانت تمدحه كثيرا، ثم شككت فيه واتهمته بانتحال معظم أفكاره منها، ورغم ذلك يعتبرها البعض من مصاف المبدعين الأمريكيين .
يقول مارك كوين في كتابه عن علم المسيحية : ” الأشخاص الأقل ظرفا نموذج السيدة إيدي يفتقر إلى سحر ومبالاة جوزيف سميث ، إلا أنها كصانعة دين فإنها تأتي في المرتبة الثانية بعده من بين المبدعين الأمريكيين ” .
وقد ثبت تاريخيا أن مسز إيدي اقتبست كل الأفكار المتضمنة لكتاب هيجل الذى أهداه لصديقه حيرم كرافت ، والثابت تاريخيا أنها عاشت في منزل حيرم كرافت، عند تتلمذها ولمدة عام علي يد فنخاس كويمبي .
وتقول مسز إيدي وهى تسرد قصة آلامها : ” في عام 1866 وهو التاريخ الذي وصفت فيه أساسا “العلم المسيحي”، وجاءت اللحظة وانفتح الباب وكنت أرقب وأشاهد ما يحدث ، وحضر العريس هيئة مضاءة بأنوار الروح وعالم القلب أن هذا هو الخلاص وها هو من أحببت يقف بهيئته الجميلة متميزا متفردا من بين عشرة ألاف، انتهى جوع الروح واحتقان الألم وتلاشت المعاناة ، الجمال بمادته وأسبابه هو الله وهو فكرته ولمست حافة علم المسيحية ” .
وتضيف إيدي أيضا : ” لقد أطلقت اسم المسيحية لأنه عاطفي وروحى ، ويقدم العون والمساعدة وأسميت الله العقل الخالد ، وما يموت ويخطئ ويعانى أسميته العقل الفاني ، وأسميت الحواس المادية بالخطأ والخيال وأطلقت علي الروح لقب مادة ، لأن الروح في حد ذاتها في غاية الأهمية وأضفت علي الله هيئه فردية لكن أنكرت هيئته الحقيقية ووصفت الحقيقي بأنه خالد ، أما المؤقت فهو غير حقيقي، الروح هي الحقيقة والمادة اللاحقيقية “.
وعندما صدر كتابها “العلم والصحة” في عام 1875م ، أثار ضجة وبعض الناس اعتبره هراء ، والبعض الأخر اعتبره من أشعار الرؤيا ، وأكدت إيدي أن كتابها نتيجة وحي مقدس مباشر ، وأنه يختلف جذريا عن اكتشافات كويمبي . لكن الدلالات تظهر كذب السيدة إيدي فقد صرح د كوشينج الطبيب المعالج للسيدة إيدي قائلا : ” لم أعلم في أي وقت من الأوقات أو اعتقد أنه لا أمل في شفاء السيدة إيدي، أو أنها كانت في حالة حرجه ، أو أنه كان أمامها ثلاث أيام فقط لتعيشها “.
الصهيونية المسيحية منهج أمريكي ثابت
وهناك وقفه إذا كان العلماء قد أثبتوا السرقات الأدبية للسيدة إيدي، سواء من كويمبي أو من هيجل، وهذا طبيبها المعالج يثبت كذب ادعائها فكيف يصدق هؤلاء أن هذا دين أو أن هذه الشخصية صانعة دين .
محيط : ما الذى تحدثتى عنه في بحثك (العلم المسيحي ووجووه الدين الأمريكي الجديد) ؟
د. فايزة خاطر: تحدثت عن عدم انفصام السياسة عن الدين، والدوافع وراء هذه الحروب الشرسة اقتصادية أكثر منها دينية أو عقائدية ، فتعمل أمريكا علي الهيمنة علي الشرق الأوسط لثرواته ومحاربة الإسلام باعتباره العقيدة التي يطلب معتنقِها الشهادة لينال الجنة من أجل الأرض والعرض وإعلاء كلمة الله ، لذلك استطاعت الصهيونية العالمية أن تكّون جيشا ثانيا باختراع أديان كثيرة منها ما ذكرت أنفا .وقد افتتح للعلم المسيحي نواد في الأحياء الراقية في مصر مثل جاردن سيتى والمعادى والعلم المسيحي من الطوائف التي ظلت لأكثر من عقد من الزمان جدلية أساسية من جدليات الديانة الأمريكية وأصدرت دوريات دعائية أهما مجلة كريستاين ساينس موينتور .
وقد بلغ عدد الكنائس في أمريكا الشمالية 698 كنيسة ، تطورت إلى3200 كنيسة ، كما تأسست كلية ماساثوستيس لعلوم ما وراء الطبيعة ثم نقلت الكلية إلى بوسطن. كما بلغ عدد معتنقى هذه الفرقه حوالى مليون وفي عام 1886م أسست الجمعية القومية لعلماء المسيحية.وتنبثق من العلم المسيحي قضية خطيرة جدا، وهى التي يعانى منها المسلمون وهى ما يطلق عليه (جزاء الآخر) ففي الوقت الذي يطلق فيه الغرب صيحات لقبول الآخر والتعددية ، يطلق أصحاب العلم المسيحي (جزاء الآخر ) بالعقوبات التي يخططون لها للمسلمين .
علم المسيحية كدين يقنع تابعيه بإنكار حقيقة كافة صور الشر التي يؤكد عليها الكتاب المقدس ، والصمت بخصوص جزاء الأخر الذي ينتظر أولئك الذين ينكرون أن المسيح أتى بشحمه ولحمه وقدم حياته فداء للكثيرين من سكان الشجرة الملعونة. ونرى هذا الشعار “جزاء الآخر” في فلسطين والعراق والشيشان والبوسنة والهرسك وأفغانستان ، ومن المفارقات أن العالم الذي يرفع شعارات الديمقراطية وينادى بحقوق الإنسان ، يصيبه العمى والصمم أمام قضايا المسلمين.
وقد تحدّث تولستوي عن الديانة الأمريكية ونفى أن يكون لهذه الديانة علم لاهوتى مفهوم ، فالحرية في سياق الديانة الأمريكية ، تعنى أن تكون الذات الأمريكية ليست من أصل أدم ، ولكن من أدم أخر أقدم من ذلك ، حيث كان رجلا قبل أن يكون هناك رجال ونساء وقبل الملائكة، وأي أمريكي لا يشعر بالحرية واقعيا إذا لم يكن وحيدا، ولا يسلم أي أمريكي نهائيا بأنه جزء من الطبيعة، وهذا يثبت أن هناك أيادي لعبت في الدين وغيرت توجيهاته .
محيط : في النهاية هل تحبي أن تضيفي شيئاً ؟
د.فايزة خاطر: نحن نواجه من الأعداء حروبا وإبادة وتشويها وقلبا للحقائق ، فلا مناص لنا إلا ببذل كل ما في وسعنا ، من جهد وطاقة كي نظفر بالإخلاص فنحن مكلفون به .
فنحن نحتاج إلى ترسيخ الإخلاص في ذواتنا ، لنقدم الأعمال الصالحة التي تكشف لنا أعدائنا ، فهناك شواهد ووقائع تاريخية كثيرة أثبتت أن هناك مخططات ضد الإسلام والمسلمين علي مر التاريخ ، خصوصا في زمن العولمة التي أصبحت فيه أمريكا هي الجند المهيمنون علي الشرق الأوسط .
************************************************** **************************************************
محيط : الدكتورة فايزة خاطر في سطور؟
الدكتورة فايزة محمد بكرى خاطر رئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالزقازيق سابقارزقها الله بثلاث أبناء بنت وولدين .
حصلت علي الليسانس في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر عام1973 ثم حصلت علي الماجستير وموضوعها “ابن تيمية ونقده للنصرانية “عام 1986 ثم حصلت علي الدكتوراه وموضوعها “المناظرات بين المسلمين والنصارى في العصر الحديث “1994.