لعلها من المدن القلائل التي شكلت موضوعا للغناء،
مااحلى ايفران
ومااحلى جماله
مااحلاها عشية (امسية)ما بين اغصانه
وانا وحبيبي ديما فرحان
مابين سواقي وشجر ووديان
وعدني حبيبي
يكمل لي رجائي بغابات ايفران
لقيته حدايا
جمال فتان
ومياه ذهبية تروي العطشان
مااحلاها عشيه فغابات ايفران
هكذا عبر المطرب البيضاوي(من الدار البيضاء) الراحل إبراهيم العلمي عن إعجابه بهذه المدينة، التي تغري دوما بالزيارة.
شلالات وبحيرات، غابات ووديان، تلال وسهول… ثلوج في الشتاء، زهور في الربيع، اعتدال مناخي في الصيف، هدوء في الخريف…
هذه هي مدينة ايفران، أشهر منتجع سياحي لعشاق السكينة والطبيعة، في عمق جبال الأطلس المتوسط.
سماها البعض بالجوهرة، وأطلق عليها البعض الآخر لقب «سويسرا المغرب»، ليس فقط بالنظر للثلوج التي تعمم بناياتها وأغراسها، ولكن لأنها، بشكلها الحالي، إنما ظهرت إلى الوجود في العقد الثالث من القرن العشرين على يد سلطات الحماية الفرنسية. لذلك تتميز بناياتها بالطابع الغربي.
ففي هذه البقعة الساحرة، التي كانت مدشرا وسلسلة كهوف، افتتن الفرنسيون ببحيراتها وشلالاتها ووديانها المنسابة وسط غابة الأرز الفيحاء، بقرودها وخنازيرها البرية و طيورها النادرة ونباتاتها الطبيعية، فأقاموا منها مصيفا ومشتى من طراز نادر.بتواجدك فايفران تنسى انك في بلد افريقي
ولدى جانب من المغاربة تعرف المدينة بأسدها الرابض في مركزها، ذاك الموجود في ألبومات معظم زوارها، والذي نحته إزميل فنان إيطالي أسره الفرنسيون، فقام بدوره بأسر أسد الأطلس المهدد بالانقراض.
«ايفران» كلمة أمازيغية، وتعني الكهوف، ولا شك أن التسمية مستوحاة من المغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي، وفي فترة من الفترات التاريخية الموغلة في القدم، كان يطلق عليها لقب «اورتي» باللهجة المحلية، أي بستان أو حديقة بالعربية، وهي بالفعل كذلك إذ تظللها الأشجار والنباتات الخضراء على مدار الايام، وتسكن في رحابها أنواع من الطيور النادرة.
مدينة ذات طابع خاص، لا تشبه في هندستها ومعمارها بقية المدن المغربية الأخرى.
وكل من قادته قدماه إليها يخيل إليه لأول وهلة، انها بلدة اقتطعت من أوروبا، وزرعت هنا وسط جبال الأطلس المتوسط، بقرميدها الأحمر، وشوارعها الشاسعة، وساحاتها الفسيحة، وبيئتها الفيحاء، واحترامها التام لخصوصيات زوارها من المواطنين والسياح الذين يقبلون عليها شتاء للتزلج، وربيعا للتنزه، وصيفا للاستجمام والتخييم في ربوعها، وخريفا للتمتع بالهدوء الذي لا يكسره سوى تساقط الأوراق الصفراء المذهبة على جذوع الأشجار.
CENTER]
يـــــــتــــبع