«ماكبوك آير» كمبيوتر حقيقي يجمع ميزات «آي باد»
صحيح ما يشاع بين الناس من أن الكمبيوتر اللوحي “آبل آي باد” جهاز يجمع بين سرعة التشغيل، ومتعة التجوّل بين وظائفه وتطبيقاته التي لا تكاد تعدّ أو تحصى، والبطارية ذات العمر المديد التي توفر عليك عناء البحث عن شاحن ومصدر للتيار الكهربائي أينما ارتحلت به. ويمكنه أيضاً أن يؤدي الكثير من المهمات التي كانت حكراً على أجهزة الكمبيوتر المكتبي، إلا أن كل هذه الصفات لا تكفي للقول بأن في وسعه أن يستبدل جهاز “اللاب توب”.
فماذا إذن لو فكّر أحد ما في تصميم “لاب توب” حقيقي يمكنه أن يؤدي كل وظائف “آي باد” دون إغفال أي منها، وأن يكون مجهّزاً بلوحة مفاتيح حقيقية، وبشاشة بالغة الاتساع، ويمكنه أن يختزن عدداً أكبر من الملفات يفوق ما يمكن لـ”آي باد” أن يختزنه منها، وأن يكون بمثل خفّة “آي باد” ولا يختلف عنه من حيث سهولة حمله ونقله؟.
هذه الجملة المتشعّبة من الأسئلة، هي التي وضعها خبراء شركة “آبل” في محور اهتماماتهم عندما عمدوا إلى تصميم “اللاب توب” الجديد الذي أطلق الشهر الماضي تحت اسم “ماكبوك آير” MacBook Air .
وعندما عمد خبراء في تجريب الأجهزة الإلكترونية إلى التنقيب في خصائص وخفايا “ماكبوك آير” الجديد بعد إطلاقه العالمي في 20 أكتوبر الماضي، ومن بينهم وات موسبيرغ الذي نشر مقالاً مطولاً حول الموضوع في عدد الاثنين الماضي من صحيفة “وول ستريت جورنال”، فلقد توصلوا إلى القناعة التامة من أن “ماكبوك آير” تمكّن بالفعل من تجسيد كل هذه الرؤى والأهداف، وربما يكون قد حقق أكثر منها.وخلافاً لكل الأجهزة التي سبق لشركة “آبل” أن أطلقتها في الأسواق على مدار السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، والتي رافق عمليات إطلاقها الكثير من الصخب والضجيج قبل أن تهبط إلى الأسواق، فلقد سجل “ماكبوك آير” سرعة خارقة في الوصول إلى مخازن “آبل” المادية والافتراضية معاً ليباع فيها بسعر 999 دولاراً. وكان هذا السعر مبعثاً للاستغراب بالنسبة لخبراء الأجهزة الإلكترونية لأنه ينخفض بكثير عن المستويات العادية لأسعار أجهزة “آبل”.
ويأتي “ماكبوك آير” بحجمين مختلفين؛ ويبلغ مقاس نسخة الأساس 11.6 بوصة (مقابل 9.7 بوصة لشاشة آي باد)، ويبلغ وزنه 2.3 باوند أو أكثر بقليل من كيلوجرام واحد (مقابل 1.5 باوند لآي باد أو 679 جراماً). وتباع نسخة القمّة بمبلغ 1299 دولاراً ويبلغ مقاس شاشتها 13.3 بوصة وتزن 2.9 باوند أو 1.3 كيلوجرام. ويمكننا أن نستنتج من ذلك أن “ماكبوك اير” أضاف أيضاً خفة الوزن إلى خصائصه المتنوعة.
وخلص ماسبيرغ من خلال تشغيل نسخة الأساس من “ماكبوك آير”، إلى أنه يمثل نجاحاً حقيقياً في محاكاة وظائف وتطبيقات “آي باد”. وكان من الواضح أن “آبل” عمدت إلى اختزال حجوم الذاكرات الإضافية “الفلاش” من أجل توفير حيّز كافٍ يتسع لبطاريات ذات حجم أكبر. وهذا يفسّر السبب الذي يجعل بطاريات “ماكبوك آير” أطول عمراً من كافة أجهزة اللاب توب الأخرى.
وعمدت “آبل” أيضاً إلى إعادة النظر في التقنية التي “ينام” فيها الكمبيوتر عندما لا يتم استخدامه حيث زادت من فترة “الاستعداد للعمل” التي يستهلك خلالها الجهاز أقل كمية ممكنة من طاقة البطاريات حتى تجاوزت 30 يوماً.
وما هذه إلا بعض التطورات التقنية الجديدة التي حظي بها “ماكبوك آير” والتي جعلت منه الجهاز الأكثر شبهاً من حيث الميزات التشغيلية بكل من الكمبيوتر اللوحي “اي باد” والهاتف المحمول “آي فون” في الوقت الذي احتفظ فيه بالشخصية الكاملة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة المتطورة “اللاب توب”.
الاتحاد