بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساكين نحن! غرقت قلوبنا في الشهوات والملذات.. أصابنا الخمول والكسل.. أصابنا الفتور والهوان.. أصبحنا عبيداً للدنيا دون أن نشعر
جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا *** وبنوا مساكنهم وما سكنوا.
فكأنهم كانوا بها ظُعنًا *** لمَّا استراحوا ساعة ظَعَنُوا
نقرأ الآيات فلا قلب يتأثر إلا من رحم الله منا!
نسمع الأحاديث فلا عين تدمع ولا قلب يخشع!
نحمل الموتى وندخل المقابر ونخرج والقلب هو القلب!
نسمع أنين الثكالى، وصرخات اليتامى، والأحداث في كل مكان والقلب هو القلب!! لا إله إلا الله! ماذا أصابك أيها القلب؟!
نكذب ونغتاب ونأكل الشبهات، بل ونقع في المحرمات!!
فنسأل -أيضاً- عن السبب، فإذا هو غياب هذا السر في كثير من قلوب الناس.
هذا السر أقضَّ مضاجع الصالحين، وأزعج قلوبهم، وأسال دموعهم، فعرفوا حقيقة هذه الحياة.
هذا السر يحفظ الأمن والأمان، وبه تكثر الخيرات، وتتنزل البركات، وبغيبته ينتشر الفساد، ويعق الأولاد.
فهل عرفته؟ إنه الحارس الأمين لقلبك المسكين، إنه المراقب، ولكن ليس المراقب الإداري ولا المراقب الصحي إنه المراقب الشرعي.
إنه مراقبة الله، سبحانه وتعالى،فاتق الله حيثما كنت،
وداوِ ضمير القلب بالبر والتقى ***فلا يستوي قلبان قاسٍ وخاشعُ
وانتبه لقوله تعالى: وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [هود:123]..وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ [البقرة:235].
وردد في كل لحظـة: وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً [الأحزاب:52]
وتذكر أنه: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر:19].
الموت باب وكل الناس داخله *** يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بما *** يُرضي الإله وإن فرطت فالنار
منقوول ➡