ماهو الحب هو الاسلام

خَلُوا بيني و بين الناس… أساس إ نساني بنى عليه صفوة الناس – محمد بن عبد الله عليه صلوات الله و سلامه – منطلقه للوصول إلى حوار هادئ مع أي إنسان ؛ و إن كان كافراً صنديداً !! فلم تر و لم تسمع البشرية أسلوب حوار كالذي شهدته جنبات مكة بين سيد من سادات قريش و قد أخذ زمام البدء في الحوار ؛ و بين معلم الأخلاق الأول الذي كان يتربع على قمة هرم أخلاقي عظيم … فلقد تنازل الحبيب محمد لمحاوره عن إدارة دفة الحوار.. و جعلها بيد عتبة بن ربيعة .. ولم يقاطعه أثناء حديثه البتة… وعندما أفرغ ما في جعبته قال له رسول الله : أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ في الوقت الذي يعلم فيه أنه مرسل من ربه.. وذاك الذي أدار دفة الحوار إن هو إلا في ضلال مبين… و مع ذلك كله أبى قدوة البشر إلا أن يسمح للتاريخ أن يسجلها واقعة أبدية في خانة ” حب الخلق “.. إنه الحب الذي لامه مولاه و عذله فيه ؛ فهو حب من طرف واحد !! حب جعله باخعاً نفسه على آثارهم… قلب شفيق مُحِبٌ أمام قلوب كرهت الحق و أتباعه!! قلوب تشتري الضلالة و تصُد عن السبيل .. ومع ذلك كله يكاد قلب الحبيب محمد أن يتفطر لشدة حرصه على أن يدخل الناس جميعهم الجنة ويجنبوا أنفسهم حر النار… ويعذله ربه في حبه لبني آدم أخيه في النبوة .

لقد كان شعار المرحلة الأولى أيام الدعوة المكية هو :” خلوا بيني و بين الناس ” فلقد حاول صناديد الكفر آنذاك أن يمنعوا رسول الحق من أن تقرع كلماته آذان الخلق!! فجاء التشكيك و التشويش تارة .. أو محاولات القتل أو الإثبات أو الإخراج تارة أُخرى… و بعد فترة ليست بالطويلة في عمر البشرية – ثلاثة و عشرون عاماً من بدء الحوار الهادئ – لم يعد للطواغيت قدرة للحيلولة بين الخلق و رسالة الحق.

لقد كان واقع حال المسلمين يومئذ يدلل على أن شعارهم هو ” الإسلام هو الحُبُ ” لأنهم رأوا في شخص رسولهم من جوامع الخُلُق ما لم تره عين و لم تسمعه أُذن .. كان همه الأوحد بعد رضوان ربه ؛ أن تصل الحقيقة إلى مسامع الناس دونما عائق… و من ثَّم تنفتح البصائر لاستقبال إشعاع الحب من ترياق قلبه فيملأ جنبات الكون.. حتى الجماد استشعر فقدانه عندما كان يتكئ على جذع نخلة ساعة الخطبة في مسجد المدينة المنورة !! فلما اتخذوا له منبراً .. حَنَّ الجذع لفراقه !! و بكى بكاءً سمعه من حوله من الصحب الكرام ؛ و ما هدأ حتى ربت عليه حبيب الخلق بيده الحانية المحبة.

هل عرف الكُره إلى قلب محمد سبيلا… ؟! نعم .. كَرِه رسول الله ألاَّ يُفصل بين ذات الخلق و أعمالهم و ما يصدر عنهم.. لأن هناك فارق بين كينونة بني آدم و أفعاله … فالناس لآدم ؛ و آدم من تراب… أليست هذه آصرة آسرة ؟! أما إن أصر أحد الخلق على إتباع الباطل و الهوى ؛ فإن سهام الكُرْهِ هنا تتجه إلى عمله لا إلى ذاته و كينونته من حيث هو إنسان .. فإن تطور الصد عن السبيل و بدأ يحول بين الخلق و سماع كلمة الحق بقوة السيف ؛ فإن سهام المنون سوف تتوجه لذاته ليست كراهية فيها … و لكن كي لا يحول بين عامة الخلق أن يروا نور الحق ؛ كما فعل صناديد قريش و طواغيت كسرى و قيصر محاولين جهدهم بالسنان و الحِراب إسقاط لواء ” خلوا بيني و بين الناس ” فنالت سهام الحق من أبدانهم و خروا صرعى .. فلم تر لهم بعد من باقية .

ثُمَّ رُفع لواء جديد كُتِب على حناياه ” الإسلام هو الحب ” رفرف في سماء بُخارى و طشقند شرقاً .. و شهدت له الآفاق غرباً حتى وقع مُضَرَّجَاً بدماء الغافقي عبد الرحمن في بلاط الشهداء غرباً .. فيا بئس ما فعلوا ، و يا ويح ما اقترفت أيديهم !! فلو أنهم خلوا بين الغافقي و بين الناس ما عرف السيف إلى قبضته سبيلا… و لمَّا لم يجد الحُب إلى قلوب أهل أوروبا سبيلا !! غار لواء الشرق حمية و ساح إلى أمان الله ( مانيلا اليوم عاصمة الفلبين ) دونما قطرة دم واحدة… حتى يبعثها لأهل الغرب قوية مدوية : إنكم إن خليتم بين الإسلام ( كلمة الحق ) و بين عموم الناس فإن راية ” الإسلام هو الحب ” كفيلة بأن ترفرف في سماء باريس و لندن و نيويورك … تماماً كما رفرفت في علياء طليطلة و قرطبة و جاكرتا و ( أمان الله ) في الفلبين.

عن abdullahothma

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …