أنقل لكم عن موضوع مهم لكل أم ولازم يكون لنا معرفه عنه
كلمات تصدرت نشرة تعريفية عن أحدث ماتوصل إليه العلم الحديث من علاج للأمراض المستعصية، فماهو علاج الغد؟ وماهي خلايا العمر؟، وكيف يمكننا أن نهديها لأبنائنا؟… هذا ما سنتعرف عليه مع ضيف “عربيات” البروفيسور/ حسان عبد الجبار أستاذ طب النساء والولادة الذي يدعو الأمهات إلى استخراج بوليصة تأمين لأطفالهن عند الولادة، ويتطلع إلى استثمار الدول في (بنوك الخلايا الجذعية) لتحقيق حلم الشفاء للمواطنين، ويؤكد أن أسرار المستقبل العلاجية تكمن في الحبل السري.
في البداية بروفيسور حسان ماهي الخلايا الجذعية؟
” stem cells ” أو الخلايا الجذعية هي عبارة عن خلايا منشئية تتكون منها أعضاء الجسم المختلفة أثناء التطور الجنيني… فهي خلايا غير مخلقة تتخلق لأعضاء وبالتالي ينشأ منها جسم الإنسان… وهي موجودة في مختلف أعضاء الجسم لإعادة تنشيط وتجديد الخلايا المصابة.
كيف تم اكتشافها ؟
منذ القدم في الطب نعلم أن هناك خلايا جذعية، ولكن لم نكن على دراية بإمكانية استخدامها، كما أننا كنا نعلم أن تكوين الجنين يبدأ بخلايا وكل خلية تعتبر خلية جذعية… ومع الوقت تبين لنا أن هذه الخلايا هي نفسها الموجودة في الدم والعظام وأخيراً في المشيمة التي من السهل الحصول عليها ومن هنا بدأت الأبحاث تتعمق في هذا المجال.
إذن الحبل السري لا يعتبر المصدر الوحيد للخلايا الجذعية ؟
لا، بل توجد ثلاث مصادر للخلايا الجذعية :
1 ) الخلايا الجذعية التي تؤخذ من (الأجنة البشرية) أي من الجنين الذي يتراوح عمره ما بين 5 أيام إلى أسبوعين والجنين في هذه المرحلة يكون غني جداً بالخلايا الجذعية التي تكون أي جزء من خلايا الإنسان… ولكن هذه العملية مكلفة جداً وتعتبر غير أخلاقية في بعض الدول لأنها شجعت بعض النساء على الإجهاض لبيع الأجنة، لذلك ابتعدنا عن هذه الطريقة ولا نستخدمها.
2 ) الخلايا الجذعية التي تؤخذ من البالغين، ومصدرها جسم الإنسان البالغ وهي تؤخذ من النخاع العظمي أي من نفس العظم مثل عظمة الحوض أو الصدر وهذه مشكلتها أنها تعتبر مؤلمة وتتطلب تخدير عام وتحتاج إلى وقت طويل، إضافة إلى أن كمية الخلايا الجذعية التي تؤخذ منها قليل جداً… كذلك بالإمكان الحصول عليها من الدم وفي هذه الحالة ينبغي أخذ كميات كبيرة من الدم ومن ثم تصفيته وفي النهاية لا نحصل إلا على كمية بسيطة جداً من الخلايا الجذعية.
3 ) المصدر الثالث والأخير وهو الأهم، الخلايا الجذعية التي تؤخذ من الحبل السري… وهذه الخلايا تكون إما موجهة أو غير موجهة، والخلية الجذعية هنا يجب توجيهها داخل الجسم، فبمجرد إعطاء الجسم خلية جذعية نجدها تتوجه إلى المكان المصاب وتتحول إلى الخلايا المطلوب علاجها.
هل بالإمكان توضيح هذه العملية بأمثلة؟
نعم، فعلى سبيل المثال مريض القلب ليس بالضرورة أن نعطيه خلية قلبية بل نعطي جسم الإنسان المصاب خلية جذعية عادية وهي تقوم بالبحث عن العضو المصاب وتتوجه إليه ثم تبدأ بالتحول إلى خلية قلبية.
إذن بوسع الخلايا الجذعية أن تتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا؟
صحيح، وهذا ما يجعل العلم الحديث ينظر إلى الخلية الجذعية كأنها (السحر الطبي).
ذكرت في إجابة سابقة أن المصدر الأهم للخلايا الجذعية هو (الحبل السري)، لماذا؟ وما مالذي يميز الخلايا الجذعية المأخوذة من الحبل السري عن غيرها؟
أثبتت التجارب أن الحبل السري أو (المشيمة) التي كنا تعتبرها في الماضي من المهملات هي في الواقع ثروة صحية لكونها غنية بالخلايا الجذعية مما يحد من ضرورة استخدام الأجنة البشرية لهذا الغرض، وتتميز عن غيرها بمميزات عديدة منها:
1 ) أنها متوفرة فقط أثناء الولادة أي نحصل عليها مرة واحدة في العمر.
2 ) تكلفة الحصول عليها منخفضة نسبياً مما يجعلها في متناول الجميع.
3 ) عملية الحصول عليها وتخزينها لا تتطلب أي تدخل جراحي ولا تحتاج إلى تخدير عام ولا تسبب أي ألم للجنين أو الأم، وبوسع الطبيب المختص القيام بها بسهولة.
4 ) تعتبر أفضل مصدر للخلايا الجذعية من حيث الكمية والنوعية والفاعلية.
5 ) تعتبر هذه الخلايا مطابقة تماما لخلايا المولود لذلك يستحيل رفضها مستقبلاً من قبل الجهاز المناعي الخاص به، وبالتالي يمكن استخدامها بأمان للطفل الذي أخذت منه، ومن هنا قد تكون بمثابة (بوليصة تأمين) تستخرجها الأم على حياة طفلها… وهي تستخدم بعد حفظها مرة واحدة فقط سواء لمن أخذت منه أو لأحد أفراد عائلته.
6 ) توجد نسبة تتراوح ما بين 25% و 40 % لاحتمال تطابقها مع بقية أفراد العائلة شريطة أن يتطابق HLA للخلية الجذعية مع خلايا الفرد المنقولة إليه… فإذا ثبت وجود هذا التطابق نتلافى رفض الجسم للخلية.
7 ) بالإمكان تخزينها لفترات طويلة تتراوح وفقاً للتجارب التي أجريت حتى الآن بين 15-20 سنة، كما تشير جميع الأبحاث إلى إمكانية تخزينها مدى الحياة.
هل بوسعك أن تصطحب قراء “عربيات” في رحلة تعريفية عن خطوات الحصول على الخلايا الجذعية، وماتتطلبه هذه العملية من إجراءات وفحوصات؟
في البداية لابد أن تطلب الأم ذلك وتكون على دراية تامة بآلية الحصول على الخلايا الجذعية وحفظها… بعد ذلك تخضع لكشف كامل عن طريق تحليل الدم للتحقق من عدم وجود الأمراض وخاصة المعدي منها مثل ( الكبد الوبائي، الايدز، وغيرها)… فتخضع لهذه التحاليل لضمان نظافة العينة وخلوها من الأمراض… بالإضافة لذلك من الضروري معرفة تاريخ الحمل وإذا ماكانت الحامل تعاني من السكر أو الضغط وغيره…. من هنا ننتقل إلى عملية التجميع، فبعد إتمام الولادة الطبيعية وقص الحبل السري من المولود وقبل أن نقوم بعملية سحبه من الأم وقبل ولادة المشيمة “أي وهي ما زالت في الرحم” نستخدم حقنه طبية موصولة بكيس (يشبه الكيس الذي يستخدم للتبرع بالدم من الشريان أو الوريد) ونقوم بإدخالها في الوريد السري الموجود في الحبل السري نفسه ونسحب الدم من المشيمة دون أن تشعر الأم بأي ألم… بعد ذلك يتم الحفظ في درجة حرارة منخفضة، وحرارة الجو الطبيعية تعتبر مناسبة دون الحاجة إلى ثلاجات شريطة أن لا تتجاوز فترة الحفظ قبل نقلها إلى المعمل 72 ساعة حتى لاتفسد العينة.
دعنا سيدي ننتقل معك إلى المعمل، هل تخضع العينة لاختبارات أخرى هناك؟
نعم، في المعمل يتم فصل الخلايا الجذعية عن المكونات الأخرى وهذه العملية تستغرق 4 ساعات تقريباً… وبعد الفصل يتم إحصاء عددها ويجب أن يكون بين 100 و 200 مليون خلية ليتم حفظها فإن كان عددها أقل من ذلك لا يتم الحفظ وهذا قد يحصل فقط إذا انفصل الحبل السري أثناء الولادة وفقدت المريضة بعض الدم فتصبح كمية الخلايا الجذعية أقل… و أخيراً يتم مجدداً التحقق من سلامة العينة وفحصها للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية وفي حالة وجود أي مرض معدي لا يتم حفظها.
بالرغم من أن الأم قد أجريت لها فحوصات من قبل؟
نعم، للتأكد من خلو الخلية الجذعية من الأمراض لابد من فحص الأم في البداية، ثم فحص العينة بعد ذلك في المختبر.
وفي حال تجاوز تلك المراحل بنجاح كيف تتم عملية الحفظ؟
يقوم المعمل بكتابة تقرير عن العينة ويعطيها رمز خاص ويتم تسجيله إلكترونياً في الحاسب الآلي ليكون لكل عينة رمز سري خاص بها ولايمكن فك الخلية لاحقاً إلا عن طريق هذا الرمز الذي يتم منحه للأم أو الأب، ثم تحفظ الخلايا في ثلاجة درجة حرارتها (-200).
حسناً، فلنفترض أن صاحب العينة قد تعرض لمشاكل صحية بعد سنوات كيف يمكنه الاستفادة منها؟
فلنفترض أنه بعد 40 سنة مثلاً احتاج هذا الشخص أو أحد أفراد عائلتة للعلاج عندها يتم طلب إرسال العينة إلى مقر العلاج في أي مكان في العالم حيث تخضع للفحص لمعرفة عدد الخلايا الجذعية والمفروض أن لا يكون قد تعرض لأي تغيير عن العدد الذي تم رصده قبل الحفظ ذلك أنه طوال فترة الحفظ يظل مجمداً ولكن يجري تكرار عملية إحصاء العدد للتحقق من أن الخلايا الجذعية المحفوظة تكفي لعلاج المرض الذي يعاني منه المريض.
باقي المقاله
أتمنى أكون ساهمت بشي وما يكون الموضوع مكرر 😆 🙄
وشكراً ❗