بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ما حكم شهادة الزور فى الاسلام ؟ مع العلم بأنه طالما هناك شهادة او قول زور فلابد ان ثمه ظالما وآخر مظلوما ويتدرج الظلم وقد يصل الى اقصى حد مستطاع بماقد ينجم عنه القتل او يتسبب عنه الاعدام ؟
ان شهادة الزور من اكبر الكبائر وعندما تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائ ، وذكر شهادة الزور قال : ( ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور ) ظل يكررها حتى ظن أصحابه انه لا يسكت ، وقالوا ليته يسكت 0
هذا لان شهادة الزور تجمع الظلم كله ، فالذى اشرك بالله شهد زورا ، فتبدا شهادة الزور من قمه الايمان الى آخره ، ولذلك فعندما ذكر الله جل جلاله صفات عباد الرحمن ، قال فيهم : ( والذين لا يشهدون الزور ) 0 فلا يمكن ان يدخل الانسان فى العبادية الا من لا يشهد الزور ، ومن اسباب فداحة هذا الجرم ، أنه لا يوقع الظلم فقط ، ولكنه ايضا يشرع الظلم ، لان القاضى يحكم بالبينات ، فاذا كانت هذه البينات كاذبة ملفقة فهى تضلل القاضى 0
كذلكفى مقاييس العادية بين البشر ، وبدون الرجوع الى التدين ، فمن يجعلك موضعا للنقصية فقد سقطت فى نظرة ،وان أعنته على امره كشاهد زور ، يرتفع الرأس على الخصم بشهادتة وتدوس القدم على كرامته0 فقد كان يجب على شاهد الزور أن يثور لكرامته ، لمجرد أن يطلب منه ذلك ، لان اختيارة لشهادة الزور معناهانه لم يجد أدنأ منه للقيام بهذه المهمة 0 وقد يسعد من يطلبك لشهادة الزور بك ، لانك تعينه على قضاء حاجته ، ولكن لو قدر لك ان تشهد امامه فلن يصدقك ابدا – ولو كنت صادقا – لانه جرب عليك وجرب معك عدم الامانة ، ولو لصالحه 0
أما عن موقف المظلوم بالنسبه لربه ، فيقول العارفون فى ذلك : لو عرف الظالم ما يقدمه الى المظلوم من خير ، لضن عليه بظلمه ، لانك عندما تظلم انسانا فانما تسلبه حقا له من الله 0 وبذلك فانك لا تعاند بذلك شخصا ، وانما تعاند معطى الحق ، فتصبح العداوة بينك وبين الله , ولذلك فان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، فالظالم أحمق يسلب المظلوم شيئا ومقابل ذلك يجعل الله فى جانبه ، فهو بذلك أعطى المظلوم خيرا عظيما 0
ولقد أباح الله تعالى المظلوم ان يقول ما فى نفسه ، ولا يكبت ظلمه فى نفسه – اذا كان الكبت يتعبه – قال تعالى : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم )
أما من يستطيع ان يكظم غيظه ، فهو درجه اعلى ، وعندما ننظر الى ما ذكر القرآن فى ذلك تجده يقول : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )0 فمعنى ذلك أنه يوجد غيظ فى نفس الانسان وصدرة ، ولكنه مظلوم ومكظوم 0 فان استطاع المرء أن يكظم غيظه فهذا عظيم وأكرم وأرقى ، وتأتى بعد ذلك الدرجة التى تعلوها بأن يعفو ، وذلك الاحسان ،فجعل الاسلام الاحسان أرقى وأثوب ، وجعل الاسلام الانفعال باخراج الغيظ من نفس الانسان ومن قلبه 0 أما المرحلة الاعلى فهى تأتى لمن لا يستطيع كظم غيظه صمام أمان ، ليطمئن المظلوم ويرتاح ، وتدرج الارتقاء الايمانى الى درجة الاحسان ، وبأن يدعو المظلوم لظالمه بالهداية 0
اللهم ثبتنى واجعلنى هاديا مهتديا
امينننننننننننن يارب العالمين
من اختكم فى الله مسلمه اون لاين