السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
جاءت تشتـكي من سرعة غضب زوجها، ثم جاء يشتكي من زوجته، وقال: إنها امرأة غضوب، فقلت لهما: إن الغضب نعمة من نعم الله تعالى أن أحسن الزوجان استخدامها، بل أحيانا يشتكي بعض الأزواج من عدم غضـب الزوج في موطـن يستحق الغضـب واتخاذ موقف. وهنا نتساءل متى يكون الغضـب جيدا في العلاقة الزوجية؟ ومتى يكون سيئا؟ وأي صنف من الأزواج في مجال الغضـب يصنف بين الحاصلين على درجة عشرة على عشرة؟…
اربط غضبك
فكم من زوج غضب فطلق ثم ندم بعد طلاقه، وكم من زوجة قالت لزوجها أوصلني عند أهلي في لحظة غضب فاستجاب لها ثم ندمت على ما ذكرت، بل إنني أعرف زوجة قالت لي: مرة ((لقد قلت لزوجي في لحظة غضب: طلقني، وأنا مطلقة منذ خمس عشرة سنة، ونادمة على ما فعلت ويا ليتني لم أقل له ذلك)) ولذلك ينبغي أن يتعلم الزوجان فن إدارة الذات والتحكم بالغضب، ويجب أن نفرق في العلاقة الزوجية بين الطرف الآخر المتعمد في تصرفه، والناس الآخرين ومنهم الجاهل والسفيه والمريض.. وأن نعرف الظروف التي يمر بها أحد الزوجين لكي نتخذ القرار السليم في الغضب من عدمه؟!
علاج الغضب
فالغضب جمرة تتوقد في جوف الزوجين ولهذا نرى حمرة العينين وانتفاخ الأوداج عند الغضب، ولأن الغضب من الشيطان والشيطان من نار، فقد أوصانا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام إذا غضب أحدنا أن يتوضأ، لأن الماء يطفئ النار، وإذا كان واقفا فليجلس وان كان جالسا فليستلق، كما أن للصحبة أثرا، فإذا كان أحد الزوجين يرافق أهل الحلم والصبر، كان صبورا وحليما، والصديق يتأثر بصديقه، ولا ننسى ونحن نحدث عن الغضب أن نبين أن هناك غضبا محمودا، وهو الغضب لله.
من أي صنف أنت؟
الأزواج والزوجات في موضوع الغضب أربعة أصناف:
الأول: سريع الغضب سريع الرضى.
الثاني: بطئ الغضب سريع الرضى.
الثالث: سريع الغضب بطيء الرضى.
الرابع: بطئ الغضب بطئ الرضى.
ولنأخذ هذه الأصناف بشئ من التفصيل، ولنتعرف على الصنف الذي منه الأزواج الحاصلون على عشرة من عشرة؟!
1 – سريع الغضب سريع الرضى:
هذا الصنف من الأزواج لا يحسن إدارة ذاته ونفسه، وكلمة واحدة تؤثر فيه ويتفاعل معها ثم بكلمة أخرى يهدأ ويرضى، وهذا الصنف يؤذي في التعامل ولا يعرف الطرف الآخر كيف يتعامل معه باستمرار، بل مزاجه متقلب وقد يغضب من كلمة اليوم، ولو قيلت له بعد أسبوع قد لا يغضب فهو حسب حالته النفسية يغضب ويرضى.
2 – بطئ الغضب بطئ الرضى:
وهذا صنف آخر من الأزواج لا يغضب، ولكنه إن غضب فلعله يقاطع الطرف الآخر أسبوعا أو أكثر، ومن عجائب ما رأيت أن زوجا غضب من زوجته، فلم يحدثها ثلاثة أشهر وهما يسكنان في بيت واحد إلا أن حسنة هذا الصنف أنه بطئ الغضب.
3 – سريع الغضب بطئ الرضى:
وهذا شر الناس فانه يغضب لأي شئ ولكنه لا يرضى بسرعة، ولا يقبل أي اعتذار أو تأسف على الخطأ، بل انه حتى إذا أراد أن يصفح أو يعفو يتخذ هو القرار بغض النظر عن اعتذار الطرف الآخر وتقديم الهدايا له.
4 – بطئ الغضب سريع الرضى:
وهذا خير الناس، وهو الصنف الذي نريد وهو الذي ينتمي إليه الأزواج الحاصلون على درجة عشرة على عشرة في علاقتهم الزوجية، فالحلم والحكمة صفاتهم، ولا يمنع ذلك من غضبهم بحكم طبيعتهم البشرية، ولكنهم إذا غضبوا سريعوا الرضى عندما يعتذر إليهم.
ويمكن للزوجين أن يدربا نفسيهما على ذلك من خلال القراءات التي تحث على الحلم وإدارة الغضب من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وكتب السلوك والأخلاق أو من خلال التدريب الذاتي للنفس أو بمصاحبة أفراد من هذا الصنف أو ربما غير ذلك من الأفكار التي تساهم في إدارة الذات