السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
۩ الكّفيل ، الوكيل ۩
قال الله تعالى : ( وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ) ،و قال تعالى : ( فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) .
و ( الكفيل ) معناه : القائم بأمور الخلائق المتكفِّل بأقواتهم و أرزاقهم .
هذا ، و من صدقَ مع الله بذلك و رضي به سبحانه كفيلاً أعانه على الوفاء ، و يسَّر له الأمر من حيث لا يحتسب .
و ( الوكيل ) معناه : الكافي الكفيل ، و هو عام و خاص :
أما العام : فيدل : عليه قوله تعالى : ( وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) و قوله تعالى : ( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) أي التكفِّل بأرزاق جميع المخلوقات و أقواتها ، القائم بتدبير شؤون الكائنات و تصريف أمورها .
و الخاص : يدلُّ عليه قولُه تعالى : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ) و قوله : ( وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ) ، أي نعم الكافي لمن التجأ إليه و الحافظ لمن اعتصم به ، و هو خاص بعباده المؤمنين به المتوكلين عليه .
و التوكل على الله وحده هو الأصل لجميع مقامات الدين ، و منزلته منها كمنزلة الجسد من الرأس ، فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن ، فكذلك لا يقوم الإيمان و مقاماته و أعماله إلاعلى ساق التوكل .
۩ مختصر فقه الأسماء الحسنى ۩
لفضيلة الشيخ : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر _ حفظهما الله _