السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
\ مرَّت سنة, على ألمٍ ذُقتهُ كأنَّهُ الموت .. \ ” تجربة شخصية “
..
ليست كـ غيرها, بـ النسبة لي ..
بل هِيَ شيءٌ, مرارتُهُ كـ الموت ..
كانَ نِتَاجاً لـ إهمالٍ, ليسَ كـ مِثْلِهِ إهمـــال ..
رُبَّما كان ” للعجلة “, و عدم التروِّي, دافعاً للألم أن يتمرَّد أكثر ..
لكن, شيءٌ واحد خَرَجًتُ بـِهِ و هو أنَّ ” رحمة الله من العَبْدِ قَريب” ..
..
بلا تكثيرِ حديث, ولا إطالَةٍ في مُقَدِّمة ..
خيرُ الكلامِ ما قَلَّ و دَل, و أسمى الكلام ما كان نُصحاً و زيادَةِ عِلْمٍ و خبرة ..
لم أظنُّني سـ أتجرأ في الحديث عن هذا الموضوع ..
الذي جُلُّهُ ” خاص جداً ” بي ..
لم أَكُن لـ أبوح بـ مكنونه, لولا إيماني اليقين بـ الله ..
و أنَّهُ بـ توفيقه قد يَكتبُ في بعض المواضيع البركة و القبول ..
و يجعل فيها نفعاً كبيراً ..
..
قد يكون موضوعي لـ الوهلة الأولى, مُجَرَّد قِصَّة أو موقف ..
تُقرأ لـ إشباع غريزة الفضول, و حُب التطلُّع ..
لكن الحقيقة تقول : أنَّ الذكي من اعتبرَ بـ غيره ..
و استفاد من القصص ما يفيده في مستقبله ..
و الأسمى من ذلك, هو حرصنا في البوح فقط عمَّا قد يكون نفعه أَعَمُّ من الصَّمت ..
لذلك, سأتطرق في حديثي عن شيء, قد لا يفهمه أحد ..
إلاَّ من غَرِقَ في بحر الألم الذي غاصت فيه أكثر القلوب ..
و لن يشعر بـ شعوري المُسَطَّر هُنا, مخلوق ..
إلاَّ من قد ذاق المُرَّ كما ذقته ..
بعض البَشَر, قد يقرأ هموماً لـ غيره تُكتب ..
و جروحاً قد يبوح بها من ضاقوا ذرعاً بـ كبتها ..
فـ لا يفهمها حق الفهم, ولا يعلم ما سبب اندفاع هذا الشخص في البوح ..
هكذا أنا, لم يدفعني ” فراغ ” أو مُجَرَّد ” بوحٌ و تمضية وقت ” ..
أو لـ ألقى من الردود من يآزروني, و يشعروا فقط بـ شعوري ..
دون ” استفادة ” و كسبِ ” عِلْمٍ ” لـ يدحضوا بـ “ دروس الآخرين ” ..
شَرًّا قد ينساقُ إليهم, إن هُم عنهُ تغافلوا ..
..
كانَ يوماً بالنسبة لي لا يُنسى, هكذا فجأةً أتاني عارضٌ كـأنه الموت ..
انقلبت حياتي رأساً على عَقِب, بلا عِلْمِ أحدٍ ولا شعوره ..
كنت اخفي كُل ذلك, بـ ابتسامةٍ, كانت تعجبهم و تأسرهم ..
ابتسامة, كانوا يشكروني عليها, و يقولون : تكفينا بشاشتك .. !
و لو عَلِمُوا بـ ما في داخلِ القَلْب من أنين ..
لـ ما غرَّتهم ابتسامتـي أبداً ..
لكن سُبحان من يحي القلوب, و يروي عطشها ..
لم تكن ابتسامتي بمقدوري, ولا بإرادتي ..
بل بلا شعور, تُرْتَسَمُ على شفاهي, إن رأيتُ أحداً ..
تُخفي بـ قدرة الله وَجَعَ القلب ..
كَأن لم يُكن شيئاً, و كأن لم يُكن في قلبي من الوَجَع ما لا أستطيع بِهِ النومَ ليلاً ..
بـ راحة ..
يتمرَّدُ الألم بلا شعور الآخرين, و بلا انتباههم ..
لم تدمع عيناي أبداً, لأني لا زِلْتُ مخلوقةٌ على الفطرة ..
و ما تربَّيتُ عليه من صغري إلى الآن, ما زالَ محفوراً في قلبي ..
و لو عذَّبني و قطَّع قلبي, ذَلِكَ العارضُ الأليم ..
ما كُنْتُ لـ أنظرُ في عيون الخلق, ولا لـ عذوبة كلماتهم ..
بل ما كنتُ لـ أنظرَ إلاَّ للسماء ..
و الدُّمع في عيناي ما زالَ في حَبْسٍ مُريب ..
أتعلمون .. ؟!
و الله, ما كان الدَّمعُ لـ ينهمر, إلاَّ حينَ سماعي لـ ترتيلٍ حزين ..
من أصحاب القرآن, بـ أصواتهم العذبة ..
ما كُنتُ لـ أحبذَ شيئاً سواهُم, و سوى كلامِ الله سبحانه ..
شيءٌ في كامنِ روحي, لا يودُّ البوح بـ سرٍ دفين جداً ..
و الله لا يعلمه إنسٌ ولا جِن, لا يعمله إلاَّ من خلق القلوب و سوَّاها ..
عيبي الذي دَعَى العارض لي, و سَمَحَ لَهُ بـ تعذيبي ..
كَان بـ سبب ” الشفافية الزائدة “, و عدم الكتمان عن نِعَمِ الله لي ..
لم أكن لـ أصمتُ لو سألني أحدٌ عن شيء, و إن كان يخصُّني ..
لا استطيع الكّذِبَ ولا استطيع مجاراتهِ أو أن أُصَرِّف سؤاله, فـ أُخبره بـ عدم رغبتي في الجواب ..
بل كنتُ أجيبهم و لو لم يكن القلب مِنِّي راضياً ..
اتحدث بـ كُلِّ سلاسة, كأنِّي لا أعلم أنَّ ” العين حق ” ..
بل كأنِّي ما قرأتُ من القصص ما يُشيب لها الرأس ..
لكن على هذا, ما زال نبضُ القلب مؤمناً أن لآ إله إلاَّ الله ..
..
قد لا تفهموني في كلامي هذا, و تتعجَّبون كثيراً من تداخله ..
لا أحد يفهمه غيري, لأن من سطَّره هو قلبي و عقلي, الذي يفهمني بعد الله ..
أكثر من أي شخصٍ آخر ..
قد تكون لـ قصَّتي الآن شعورٌ في قلوبكم, أنَّها فقط مُجرَّدُ بوحٍ لا يضُرُّكم ..
لكن رجاءً من قلوبكم, لا تكملوا حديثي هُنا, مالم توعدوا أنفسكم أمام الله ..
أنَّكم لن تخرجوا من هنا إلاَّ بـ فائدة ..
يتبــــع