صوتٌ ينقرُ بخفّةٍ زجاجَ نافذتي
تَكْ تَكْ تكْ
تَكْ تَكْ تكْ
رائحةٌ تتهادى إلى أعصاب شمّي
هاتِ لكْ …
هاتِ لكْ …
طفلي الصغيرُ المستغربُ يسألُني
ما كلُّ ذاكْ !
ما كلُّ ذاكْ !
ذاكَ من نشتاقُ كلّ عام ٍ يا صغيري
تعال أُرِكْ !
تعال أُرِكْ !
والريحُ رَشَقتْ قطراتٍ بلّلتْ بشرتي
طَفِّي ظمأكْ !
بالمطر !
طَفِّي ظمأكْ !
بالمطر !
أهلاً يا زائرَنافذتي الزُّجاجيّةَ أيُّها العتيقُ الجديدْ !
عسى قطراتِكَ اللؤلؤيّة تُخْبِي لمعانَ نيرانِ الحقدْ
و هديرَ سيولكَ يمحو بجريانه آثام النفسِ والجّسد ْ
وعسى ضبابكَ يُخفي آثارَ جرائمَ اقترفَها البشرُ باليدّْ
يا مطر !
أمُّكَ الغيمةُ بكتْ وبكتْ و بكتْ لأمد ْ
من قال أنَّ الدموعَ للضعفاءِ يا ولدْ !
من قال أنَّ الذكرياتِ للماضي البعيدْ !
ونسيَّ أنّها تحملُ في أحشائِها جنينَ الغدّْ
يا مطر !
يا براءةَ طفلٍ حالمٍ! خافَ من برقِكَ والرّعدْ
يا ابتسامةَ حزنٍ وحدقة ٍتوّسَّعَتْ شغفاً وودّْ
وعصافيرَ خبَّأتْ صمتها بين أغصانِ الرَّندْ
وصيادينَ صارعتْ مجاديفُهم أمواجَ المد ّْ
يا مطر !
ياحاملَ الخيراتِ والنعم والوعد كما قال الجدّْ
لِمَ تنسحبُ وتبتعدُ عن طَرْقِ نافذتي باليدّ !
لِمَ يتخافتُ صوتُكَ ويختفي بثنياتِ السدّْ !
ارسمْ بريشتكَ ندىً على لون الزَّهَرِوالخد ّْ!
و بعودةٍ مباركةٍ ،كم أنتظرُ صوتَكَ أنْ يَعِدّْ !
فإلى نغماتِ طرقاتِكَ العذبة ورائحتِكَ سأفتقد ْ
يا مطر!
******
( بقلمي )
( بقلمي )