اسم الله الشكور (جل جلاله)
اسم عظيم من أسماء الله يدعو للعطاء، ويشجع على البذل، فهو دفعة للقرب من الله
معنى اسم الله الشكور
الشكر في اللغة: تعني الزيادة مهما كان الشيء المقدم قليلا.
نقول ناقة شكورأي: بعلف قليل تعطي إنتاجاغزيرا.
ونقول أرض شكور أي: بسقي قليل تنتج الكثير.
وتعني :الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء أضعافا مضاعفة ( ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور).الشورى3.
فحتى لو اقتصرالعمل على مجرد ابتسامة، أوقبلة على يدي الوالدين، أوإزالة تراب عن الطريق، فالشكوريشكر لنجدها في ميزان حسناتنا يوم القيامة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لايحقرن أحدكم من المعروف شيئاولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).
والشكور وردت بصيغة المبالغة عن الشكر
فالله تعالى يشكر حتى على النية الحسنة ولو لم تترجم إلى عمل فعلي، فلو تمنيت أنت كون غنيا لتتصدق بأموالك على الفقراء فإن الله يجازيك على هذه النية الحسنة، وحلاوة الشعوربأن الله يشكرك أحلى من كل عطاء تأخذه .
والله تعالى الشكور يشكر اليسير من العمل فيجازي عنه بالكثير، كتلك المرأة البغي التي سقت كلبا فشكرها الله فغفرلها فدخلت الجنة، والإعرابي لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناقة مخطومة (أي ممسوكة من ذمامها) فقال: يا رسول الله هذه في سبيل الله فقال له النبي: لك بها سبعين ناقة في الجنة كلها مخطومة.
علاقة الشكور بأسماء أخرى من أسماء الله الحسنى
صفة الشكور لهاعلاقة باسم الله الحميد لأن الحمد والشكرعلاقة بين العبد وربه في اتجاهين مختلفين :
فالحمد منك إليه: يعطيك فتحمده فيعطيك.
أما الشكر فمنه إليك: تحسن فيشكرك.
والشكورلهاعلاقة بالغفورأيضا . فإن اقترفت ذنبا أوسيئة فإنه يغفرها ويشكرك على الحسنات حتى لاتتوقف عند ذنوبك فهوغفورشكور،يغفرالذنوب ويشكرالحسنات.
كما يرتبط اسم الشكور بالعليم ،فالله تعالى مطلع على كل شيء بخلاف العبد الذي قد تحسن إليه فلا يعلم مصدر الإحسان.
الشكوروالجنة
الشكرزيادة ومضاعفة للجزاء، فالشكورسبحانه يجازي عمل الدنيا بالجنة التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرعلى قلب بشر،ويجازي سنين معدودة بالخلد في الجنة” . فلك أن تصح فلاتمرض أبدا، وأن تشب فلا تهرم أبدا،وأن تنعم فلا تبتئس أبد، وأن تحيا فلا تموت أبدا ” ، وسقف بيتك في الجنة عرش الرحمن. وكل هذا من الشكورالذي جزاك عن الدنيا المحدودة بجنة خالدة لامنتهى لها.
مواقف مع اسم الله الشكور
وتروي كتب التاريخ الإسلامي عن رجل يدعى أبا نصرالصياد ،وكان رجلا فقيرا معدما، فدخل إلى المسجد وجلس يبكي من شدة احتياجه وفقره، فسأله الإمام عن سببحزنه، فأخبره أنه قد ترك أهله دون طعام، فقال له :”قم معي إلى البحر،فصل ركعتين لله ثم ارم شباكك ” ، ففعل فإذا بسمكة كبيرة تعلق بالشبكة، فباعها واقتنى بثمنه ارقاقة لأهله، في طريق العودة لبيته التقى بامرأة وطفل جائعين ينظران للرقاقة التي يحملها، فأعطاهما إياها فتبسم الطفل ودمعت عينا الأم. وعاد إلى بيته خاوي الوفاض، وماهي إلاساعات قليلة حتى طرق الباب ليجد وراءه رجلا يعطيه مالا كان مدينا به لوالده المتوفى، وتاجربالمال حتى نماه فأصبح يتصدق بألف درهم عن كل يوم. وأعجبته نفسه لكثرة صدقاته فرأى في المنام أن الميزان قد وضع. وينادي مناد: أبونصرالصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك، يقول فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات، فقلت: أين الأموال التي تصدقت بها؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات. وبكيت وقلت: ما النجاة وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: نعم , بقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتين) في كفه الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات. فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح كفة الحسنات.. وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا
فنجا بفضل الشكورالذي يضاعف الفعل القليل إلى حسنات كثيرة.
هذه مقتطفات بسيطة أبحرنا فيها عن معانى اسم عظيم من اسماء الله الشكور نسأل الله أن يجازينا بالقليل مع إساءتنا بما عظيم ما عنده