د. وليد الرشودي : مهلاً يا دكتورعائض القرني
لجينيات ـ من غرائب الزمان وعجائب الأيام ما نسمعه بين الفينة وأختها من تتابع دعوات غريبة لم تستفد من تجارب من سبقها ولم تستوعب عِبر الذين شمروا قبلها، ومن تلك الدعوات ما نسمعه ونقرأه هذه الأيام من تصريحات للدكتور عائض القرني ومن معه في دعوة لميثاق شرف يريدون إبرامه مع حسن الصفار ومن معه.
والدكتور عائض – وفقه الله – يحتاج إلى أن يكتب عن نفسه وعجائبه؛ وكأنه أخذ على عاتقه أن لا يخرج من أمر يشذ به إلا تبعه بغيره، فمن فيلم هدى المنصور إلى مدح فرنسا وأنه رأى فيها إسلاماً ولم ير مسلمين، وكتابه إلى أوباما، ثم كلمات غنى بها محمد عبده وغير ذلك من الأمور، وكأن الدكتور عائض الذي ذكر عن نفسه استعراضه لكتب السنة ومسند أحمد وكثير من مصادرها غاب عنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إياك وما يعتذر منه” حسنه الحافظ في زهر الفردوس والألباني في صحيح الترغيب والترهيب، وكل ما سبق حمالة أوجه، لكن اليوم خلاف ذلك، افتئات على أهل السنة ومصادرة لرأيهم وأحادية غريبة لميثاق شرف فاشل سلفاً.
يا دكتور عائض: ميثاق شرف مع من؟ ونحن اليوم نرى استنقاص الخليفة الراشد وأول المبشرين بالجنة، ولم يحرك الصفار ساكناً مع غضبه لما نيل من السيستاني بالحق.
وأي جامع يجمعك مع القوم وأنت تعلم أن نصف دينهم التقية.
وعن أي رموز تتحدثون لحماية جنابها، فرموزنا أهل السنة نجوم تتلألأ في السماء، ورموزهم أنت يا دكتور عائض أعلم بها !!!
أيحمى جناب أبي لؤلؤة المجوسي المعظم عندهم؟
أم جناب عبد الله بن سبأ اليهودي؟
أم القرامطة العبيديون الذين سرقوا الحجر الأسود؟
أم ابن العلقمي؟ أم الحلاج؟ أم غيرهم من هذه الرموز العفنة.
أي احترام وحمى تحمي به جناب من قتل الفاروق رضي الله عنه.
يا دكتور عائض: ألم تقنعك تجارب من سبقك، ألست من المعجبين بالدكتور القرضاوي؛ وقد حكى لك تجاربه المريرة مع التقريب.
يا دكتور عائض: سل من شئت عن تسخيري وكيف غضبته لما نال القرضاوي من الشيعة، مع أن تسخيري أول مدعي التقريب.
يا دكتور عائض: إن كنت تريد أن تصل إلى جادة مستقيمة فطالب الصفار بالبراءة من المواقع التي تقع في إمامك إمام الهدى ابن باز رحمه الله، والتابعة لأعوانه، أو ليس ابن باز رحمه الله أولى من حمي جنابه من أهل هذا الزمان.
يا دكتور عائض كفاك استغفالا لنفسك قبل استغفال الآخرين، اقرأ معنا:
نبرأ إلى الرحمن جـل جلالـه ========== من نهج رافضـة أولـي بهتـان
سبـوا صحابتـه وآذوا شرعـه ========== فالرفـض والتزويـر مقترنـان
اقرأ لشيخ الديـن فـي منهاجـه ========== يشفـي غليـل الوالـه اللهفـان
يكفيك ما قد قاله الشعبـي فـي ========== أهل الضلال عصابـة الشيطـان
إذ شابهوا أهل الصليب ووافقـوا ========== حتى اليهـود مراتـع الأوثـان
زادوا على الفئتين في تشنيعهـم ========== لصحابـة جلـو عـن البهتـان
حمر مع سرب البهائم أصبحـوا ========== رخماً مع ذي الريش والطيـران
كتب الروافض قد عرفت ضلالها ========== حذراً من الشر القريـب الدانـي
فعقولهم قـد أخلـت سردابهـم ========== هم ينبشـون الأرض كالفئـران
لما أتـى التتـار كانـوا حزبـه ========== دكـوا معاقلنـا مـع الصلبـان
النار لابن العلقمي مـن نسلهـم ========== حفـر القليـب لدولـة الإيمـان
وابـن الباسيـري خـان خليفـة ========== وسعى لذبح الديـن فـي بغـدان
وكذا نصير الديـن منهـم إنـه ========== حقـاً عـدو الديـن والـديـان
أفتـى لهولاكـو يجـرد سيفـه ========== حتى أباد بـه أولـي العرفـان.
أتعلم لمن هذه الأبيات يا دكتور عائض، أو قد نسيت هي لمن؟ إنها لك أيها الدكتور.
وأنظر شرحها لكاملة الكواري، والأبيات كما في الشرح تحمل الأرقام 138-151.
ترى هل كنت قبل مخطئ واليوم عدت إلى الصواب، ألم تقل إنهم أولي بهتان، فكيف تصدقهم اليوم.
ألم تعلم أنك بهذا الميثاق المزعوم أول من تخالف به نفسك يا دكتور عائض.
ثم يا دكتور: أليس كتاب الله أولى بالحمية من كل شيء؟ فهل سيقرون لك بالبراءة من زعم التحريف والتبديل.
أو ليس أعظم عرض في الدنيا كلها عرض محمد صلى الله عليه وسلم، فهل سيتضمن ميثاق الشرف المزعوم وجوب توبتهم من الطعن في عرض عائشة رضي الله عنها وعن أبيها؟!
دعني أخفف عليك قليلاً وأُخرجك من دائرة التراث إلى دائرة الحديث الحاضر، هل سيتضمن ميثاق الشرف الولاء الحقيقي للبلاد التي هم يعيشون فيها؟
بمعنى هل سيقدمون مصلحة المملكة العربية السعودية على مصلحة إيران؟
أتحدى أن يوافقون على ذلك صراحة فإن وافقوا جدلاً هل سيتعاونون مع الجهات المختصة في البحث عن المارق النمر الذي دعا إلى الخروج على خادم الحرمين الشريفين، ثم هل سينبذون مسمى الخليج العربي بالخليج الفارسي؟
وهل سيقللون المخالفة ويرجعون للمتابعة في الأهلة وترك إتباع السيستاني الذي يخالف بلادنا في كل الأعياد؟
وغيرها من الأسئلة التي تحمل كل من عرف القوم أن يجيبوا لن يستجيبوا لك.
اعلم يا دكتور عائض أن ميثاق الشرف المزعوم سيحترق، وأول من يحرق عائض القرني، فأبصر الطريق ولو مرة ولا تتعجل، فكم تأسفت على عجلتك التي أوقعتك في مهالك لولا لطف الله بك لكنت في أمر صعب وأنت أدرى بها مني؟
يا دكتور عائض: أُحذرك نفسك تبصر في حالك ولا تقدم على أمر حتى تشاور من هم خير منك، وإياك والاغترار بنفسك وإيهامها لك بأن قامتك تساوي مع قامات الآخرين.
وتدبر حالك أن يكون وراءك أناس يتخذونك غرضا مستهدفا بالسهام، فإن نجحت شاركوك نجاحك وإن كانت الأخرى تبرأوا منك.
يا دكتور عائض: الحياة قصيرة وأنت خير من يعظ ويذكر، فعظ نفسك هذه المرة وذكرها الله والدار الآخرة، واغمض عينيك وراجع ذاكرتك وتاريخ أمتك الناصع وسلفها الأماجد فهل ترى فيهم أحداً سبقك إلى ذلك، فإن لم يكن فتذكر قول الإمام أحمد رحمه الله لعبد الرحمن بن ميمون: “إياك أن تقول بمسألة ليس لك فيها إمام”
يا دكتور عائض: اعلم أني حينما أكتب هذا إنما أكتبه ديانة أدين الله تعالى به، ثم تحذيراً لمن قد يفتتن بك، فتكون إمام ضلالة له في هذا الأمر.
وأخيراً أذكرك قول الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)”.
والله المسئول المرجو بالإجابة أن يلهمنا رشدنا ويسلك بنا سبيل سلف أمتنا، وأن يقينا شر أنفسنا والشيطان،والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الأمين وأصحابه وآل بيته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.