فيِ زَمنٍ كَثُرَ فِيهِ الاِفتِرَاءُ و البُهْتـَانْ وفَسُدَ فِيهِ الأَصْـحَابُ و الخِـلاّنْ
وَ ضَاعَتْ فِيهِ القِيَمُ و الأَخْلَاقُ الكِـرامْ تَشَتَّتَ شَبَابُ الأُمَّةِ وَ بَاتُواْ فيِ ضَيعَانْ
فَكَـانَ لَنَـا في آي التَّحْـرِيمِ مَثَلاَنْ اِمْـرأةُفِرْعَـــونَ و مَريَـمُ دُرَّتَـانْ
وَ فيِ حَيَـاةِ المَبْعُوثِ رَحْمَةً للأنـــام صَحَبِيَاتٌ أَنْفَسُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ وَ المَرْجانْ
نَسْتَنِيرُ مِن سِيَرِهُنَّ بِقَبَسَاتِ الإِيمـَانْ نَذْكُراليَوم مِنْهُنَّ الجَلِـيلَةَ أُمَّ رُومـَانْ
▓
﹀
يقول السمهودي رحم الله:
فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم ■□■□ إن التشبّـه بالكرام فلاحُ
أم رومان الكنانية صحابية عظيمة اختارتها مشرفات الأقسام الدينية جازاهن الله عنّا كل خير، لتكون ملهمتنا في الإعداد لحملات الخير و التقوي، فتشرفت مجموعتنا بحمل اسمها، و كان من الواجب علينا أن نجمع بعضا من شذر حياتها حتى تستفدن منه أخياتي و نستفيد نحن أيضا .
امَرْأَةٌ مِنْ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ , زَوْجَةْ أَفْضَلِ اَلْخَلْقِ بَعْدَ اَلْأَنْبِيَاءِ
لَهَا مَكَانَة رَفِيعَة , وَمَنْزِلَة كَبِيرَة بَيْنَ نِسَاءِ اَلْمُسْلِمِينَ
هِيَ : أُمُّ رُومَانَ بِنْت عَامِرِ بْنِ عُوَيْمِرِ بن عبد شمس بْنِ عِتَابِ بْنِ أُذَيْنَةِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ دَهْمَانِ
بْنِ اَلْحَارِثِ بُنّ غَنَمِ بْنِ مَالِكٍ بُنّ كِنَانَةِ بْنِ خُزَيْمَةِ
بْنِ مُدْرِكَةِ بْنِ إِلْيَاسِ بْنِ مُضَرِ بْنِ نِزَارِ بْنِ مِعْدِ بْنِ
عَدْنَانْ اَلْكَنَانْيَةِ اَلْمُضَرِيَّةِ اَلْعَدْنَانِيَّةُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا .
وَقَالَ اِبْنُ إِسْحَاقَ : أُمُّ رُومَانَ اِسْمُهَا زَيْنَب بِنْت عَبْدِ بْنِ دَهْمَانِ ,
أَحَد بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةِ بْنِ خُزَيْمَةَ .
هِيَ اَلزَّوْجَةُ اَلثَّانِيَةُ لِأَبِيبَكْرِ اَلصِّدِّيقِ , تَزَوَّجَهَا فِي اَلْجَاهِلِيَّةِ عَبْدُ اَللهِ بْنِ اَلْحَارِثِ بْنِ سَخْبَرَةِ اَلْأَزْدِيِّ فَوَلَدَتْ لَهُ اَلطُّفَيْلَ .
وَكَانَتْ قَدْ حَضَرَتْ إِلَى مَكَّةَ مَعَ زَوْجِهَا عَبْد اَللَّهِ اَلْحَارِثِ بْنِ سَخْبَرَةِ
, اَلَّذِي حَالَفَ أَبَا بَكْرٍ , وَذَلِكَ قَبْلَ اَلْإِسْلَامِ ,
وَلَمَّا مَاتَ اَلْحَارِثُ تَزَوَّجَهَا أَبُو بَكْرِ اَلصَّدِّيقِ . صِهْرُهَا رَسُولُ اَللَّهِ أَفْضَلُ خَلْق اَللَّهِ تَعَالَى ,
وَابْنَتُهَا أُمُّ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلصِّدِّيقَةُ بَنَتْ اَلصَّدِيقَ عَائِشَةرَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا ,
اَلْمُبَرَّأَة مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ . وَابْنُهَا هُوَ اَلْفَارِسُ اَلصَّحَابِيُّ اَلْجَلِيلُ عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ .
قَالَ اِبْنُ حَجَرٍ : أُمُّ رُومَانَ بِنْت عَامِرِ بْنِ عُوَيْمِرِ .
اِمْرَأَةُ أَبِي بَكْرِ اَلصِّدِّيقِ وَوَالِدَةُ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ وَعَائِشَةِ …
وَاخْتُلِفَ فِي اِسْمِهَا فَقِيلُ زَيْنَبَ وَقِيلَ دَعْد .
إِسْلَامُهَا رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا :
لَقَدْ كَانَتْ مِنْ اَلْمُبَادِرِينَ اَلْأَوَائِلِ لِلْإِسْلَامِ , أَسْلَمَتْ مَعَ زَوْجِهَا أَبِي بَكْرِ اَلصِّدِّيقِ
عَنْ عُرْوَةِ بْنِ اَلزُّبِيرِ : إِنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ اَلنَّبِيِّ , قَالَتْ : لَمْ أَعْقِلْ أَبَوِيّ إِلَّا وَهُمَا يُدِينَانِ اَلدِّينَ
, وَلَمْ يَمُرْ عَلَيْهِمَا يَوْمَ أَلَّايَأْتِيَنَا فِيهِ رَسُول اَللَّهِ طَرَفَيْ اَلنَّهَارِ بِكُرَةٍ وَعَشِيَّةَ .
فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوس فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ اَلظَّهِيرَةِ ,
قَالَ قَائِل : هَذَا رَسُولُ اَللَّهِ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ :
مَاءٌ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ اَلسَّاعَةِ إِلَّا قَالَ : إِنِّي قَدْ أَذِنَ لِي بِالْخُرُوجِ .
فَقَوَّلَ عَائِشَة رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا : لَمْ أَعْقِلْ أَبَوِيّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يُدِينَانِ اَلدِّينَ , يَدُلُّ
عَلَى أَنَّ أُمَّ رُومَانَ قَدْ أَسْلَمَتْ بَعْدَ أَبِي بَكْرِ اَلصِّدِّيقِ بِقَلِيلِ .
قَالَ اِبْنُ سَعْدٍ : أَسْلَمَتْ أُمّ رُومَانَ بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَبَايَعَتْ وَهَاجَرَتْ
إِلَى اَلْمَدِينَةِ مَعَ أَهْلِ رَسُولِ اَللَّهِ وَأَهْلِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ قُدِّمَ بِهمْ فِي اَلْهِجْرَةِ ,
وَكَانَتْ أُمُّ رُومَانَ اِمْرَأَةً صَالِحَةً .
أُمُّ رُومَانَ وَخِدْمَتهَا فِي دَارِ اَلْأَرْقَمِ :
كَانَتْ أُمّ رُومَانَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا تَخْدِمُ رِجَالُ اَلدَّعْوَةِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ
فِي دَارِ اَلْأَرْقَمِ اِبْنَ أَبِي اَلْأَرْقَمِ , وَتَحْمِلُ هَمّ اَلْمُسْلِمِينَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ ,
وَقَدْ فَتَحَتْ اَلصَّحَابِيَّة لِلصَّحَابَةِ وَقَبْلَهُمْ اَلنَّبِيّ لِيَزُورُوا
اَلصَّدِيق فِي بَيْتِهِ , وَيَتَشَاوَرُوا فِي شُئُونِ اَلدَّعْوَةِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ
أُمُّ رُومَانَ تُهَيِّئُ عَائِشَةً لِرَسُولِ اَللَّهِ :
عِنْدَمَا تَزَوَّجَ اَلنَّبِيُّ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَامَتْ أُمُّهَا أُمُّ رُومَانَ رَضِيَ اَللَّهُ
عَنْهَا بِتَهْيِئَتِهَا إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ , ثُمَّ سَلَّمَتْهَا إِلَيْهِ
فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : تَزَوَّجَنِي اَلنَّبِيُّ وَأَنَا بَنَتْ سِتَّ سِنِينَ ,
فَقَدَّمْنَا اَلْمَدِينَةَ , فَنَزَلْنَا فِي بَنِي اَلْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجِ ,
فَوَعْكَةٌ ,فَتَمْرُقُ شَعْرِي , فَوَفَّى جَمِيمَةَ , فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ ,
وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَة وَمَعِي صَوَاحِب لِي , فَصَرَخَتْ بِي ,
فَأَتَيْتهَا لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي , فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ اَلدَّارِ ,
وَإِنِّي لِأَنْهَج حَتَّى سَكَنَ بعض نفسي ،
ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ، ثم أدخلتني الدار ،
فإذا نسوة من الأنصار في البيت ، فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر ،
فأسلمتني إليهن ، فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله ضحى ، فأسلمتني إليه ،
وأنا يومئذٍ بنت تسع سنين .
وَفِي رِوَايَةٍ لِأَبِي دَاوُدَ : فَذَهَبْنَ بِي وَهِيأَنْنِي وَصْنَعنَنِي .
فَسَلَّمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَغَسَلْنَ رَأْسَيْ وُأَصْلِحنَنِي , فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُول اَللَّهِ ضُحَى ,
فُأَسْلِمنَنِي إِلَيْهِ .
تَمْرُقُ شَعْرِي : . فَوَفَى : أَيٌّ نَمَا وَكَثُرَ وَكَمَّلَ . جَمِيمَةُ : تَصْغِيرُ اَلْجَمَّةِ ,
وَهِيَ اَلشِّعْرُ اَلنَّازِلُ إِلَى اَلْأُذُنَيْنِ .
أَنْهَجُ : أَيٌّ أَتَنَفَّسُ تَنَفُّساً سَرِيعًا مِنْ شِدَّةِ اَلْحَرَكَةِ .
عَلَى خَيْرٍ طَائِرٍ : أَيْ عَلَى خَيْرِ حَظٍّ وَنَصِيبٍ .
يَرُعْنِي : يَفُزْ عَنِّي وَيُفَاجِئْنِي
اَلْوَعْكَ : أَلَمُ اَلْحُمَّى .
وَفَاتُهَا رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا :
تُوُفِّيَتْ أُمُّ رُومَانَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا فِي عَهْدِ اَلنَّبِيِّ فِي ذِي اَلْحِجَّةِ سَنَةِ سِتٍّ مِنْ اَلْهِجْرَةِ .
قَالَ اَلذَّهَبِيّ رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى : وَفِي ذِي اَلْحِجَّةِ مَاتَتْ
أُمُّ رُومَانَ بِنْت عَامِرِ بْنِ عُوَيْمِرِ اَلْكَنَانْيَةِ أَمْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا
فِي اَلسَّنَةِ اَلسَّادِسَةِ مِنْ اَلْهِجْرَةِ , وَأَخْرَجَ اَلْبُخَارِيّ مِنْ رِوَايَةٍ مَسْرُوق
عَنْهَا حَدِيثاً وَهُوَ مُنْقَطِع لِأَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهَا , أَوْ قَدْ أَدْرَكَهَا فَيَكُونُ
تَارِيخ مَوْتِهَا هَذَا خَطَأ . و ورجح الحافظ ابن حجر أنها ماتت بعد السنة الثامنة
والله أَعْلَمُ .
فَرَضِيَ اَللَّهُ عَنْ اَلْمَرْأَةِ اَلصَّالِحَةِ اَلْمُجَاهِدَةِ اَلصَّابِرَةِ
أُمّ رُومَانَ بِنْت عَامِرٍ , وَأُمّ اَلصَّدِيقَةِ , وَعَنْ زَوْجِهَا , رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ جَمِيعًا
˙·•ღ✿*´•·.·´جماعةُ أمِ رُومَانْ الكِنَانِيَّةْ`·.·•`*✿ღ•·˙