السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أغلب البنات ، قبل الزواج ، أو عندما يقترب موعد زواجها ، فإنّها ترسم لحياتها الزوجية صورة معيّنة وأحلام كبيرة
وتقول سأعامل زوجي كذا … وأربّي طفلي هكذا …وسأفعل هكذا …..
وبالنسّبة لتربية أطفالها ترسم صورة معيّنة ،
أنا عني ، بدأتُ بقراءة كتب التربيّة وعلم النفس ، وأساليب تربيّة الطّفل
أنا عني ، بدأتُ بقراءة كتب التربيّة وعلم النفس ، وأساليب تربيّة الطّفل
وخصوصّاً وأنا حامل بطفلي الأوّل ….
ولكن ….عندما يولد الطفل تبدأ التحديات ، ويبدأ فشل بعض النظريات ، ودوامة : ما قرأت والتطبيق ، ونصائح أمي وحماتي وجيراني ووووو………
: ” أنيّم البيبي بسرير لوحده ولا لأ ؟ ، أرضعه كل ما استيقظ ليلا ولا لأ ؟، ألفه باللّفة ولا أخليه من دون …؟
لو عنده مغص أدّلكه بزيت الزيتون ولا أديه ينسون ولا كمون ، ولا دواء من الصيدليّة ؟؟ ولو وضع إصبعه بفمه ، أتركه ولا أربط يده بشي ولا أشيلها وبس ؟؟ وأطعمه شيء معين قبل الست شهور ولا بس حليب ؟؟؟ ومتى أعلمه على الحمام ؟؟ ومتى أدربه يمشي ؟؟؟وووووووووووووو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ “
وعلشان هو طفلي الأوّل وأريد أن يكون كامل ومرتّب ، وما فيه عيب ، أطبّق عليه كلّ القوانين وكلّ النظريات
وأُجهده وأطلب وأتمنى منه الكثير ، وهو الصّغير الغضّ الّلين المسكين …..
ومن جد من جد …. هو الضحيّة …الطفل الأول …
عدا عن شعور الأمّ لما تلد أول مرة … من الألم … والكآبة أحيانا ، وتكون مشاعرها مختلطة .. وتحسّ أنّ تربيتها له واجب ومسؤولية فقط وليس حبّ وحنان وعطف ….
و أغلب من تعرفتُ عليهنّ ، يعانين نفس المشاعر :
فتور مشاعر الأم تجاه الطفل الأول …
فتور مشاعر الأم تجاه الطفل الأول …
والله في مرة وحدة وكانت صيدلانية مثقفة ، تقول لي :
” لا أشعر بأي مشاعر نحو ابني الأول ، ولكني أحبّ جدا طفلتي الثانية …..”
وأنا انذهلت من كلامها ، وقلت لها :
” لكن المفروض أن لا تُشعري طفلك الأول بهذا الشعور وتحاولي أن تعّوّضيه ..”
وتذكرتُ وقتما وُلِدَ طفلي الأوّل ، كانت مشاعري ، واجب وليس كشعور الأمّ ، مع أني لم أقصّر معه بإذن الله .
ولكن لما يكبر يتغير شعورك وتحبيه أكثر ، وتعامليه بحنان أكثر ….
أما عند ولادة طفلي الثاني : أحسسّتُ أنّ قلبي قفز من صدري ودخل في صدره ، لحظة رؤيتي له ..
وكنت أغيّر له الحفّاض وأستيقظ معه في الليل وأنا سعيدة جدا ومليئة بمشاعر الأمومة والحنان …
وتركته يمشي براحته ، ويأكل براحته ، وعلّمته على الحمام بالسنة وسبع شهور ، وبدأتُ تعليمه الحروف بعد الثلاث سنوات …يعني على الأربع كان متقنهم ….
أما طفلي الأوّل فمشى بالتسع أشهر ، وتعلّم الحمام بالسنة والنصف ..والحروف من قبل الثلاث سنوات …
أحسسّتُ كم كنت مستعجلة لأفخر به ….
لذلك ومن تجربتي الخاصّة ومن تجارب الكثيرات شعرتُ أنّ الطفل الأوّل مظلوم ، ولما يكبر يبدأ يستشعر بالظّلم حتى لو كنا نعامله كإخوته ، ومنصفين بحقه … ويكون معاند أكثر من إخوته ، وحسّاس جدا …
وأنا ، بعد تفكير طويل وتجارب وخبرة ، شعرت أنّ السبب هو ما ذكرناه سابقا : لأنه الطفل الأوّل ….
أختي الكبرى تزوّجتْ وصار عندها ست أطفال ، ومازالت تشعر بالظلم ، وتسرد ذكريات ظلمها …
صديقتي في أيّام المدرسة كان ترتيبها الأولى بين إخوتها ، وكانت دوما تشكو لي وتتظلّم من معاملة أبويها لها …
مع أني كنت أرى تعاملهما معها رائع جدا ….
مع أني كنت أرى تعاملهما معها رائع جدا ….
وكثيرات غيرهن …..
طفلي الأوّل : أصبح عمره أربع عشرة عاما وشهرين ، والحمد لله ، وهو حسّاس لكلّ كلمة ويتظلّم ، بالرغم أننا إن شاء الله ، لا نفرّق بينه وبين أخيه ، وحتى نميّزه أكثر لأنه أكبر بثلاث سنوات عن أخيه …
ومن ثم جلسنا معه ، وتحدثنا معه ،فاستجاب ، وأصبح تظلّمه أقل بكثير والحمد لله ….
مع استمرار التوعية وإعطائه الحب والحنان والرعاية ومن دون دلال زائد …
وكم سُعدتُ به كثيرا عندما أتى إليّ وأنا في المطبخ وقال :
” ما ما ! معك حق ، لما تنصحيني أدرس أوّل بأوّل ، رح أكون مرتاح بالامتحان ..
ولما تنصحيني أعمل تمارين رياضة ، أحسّ نفسي خفيف وشجاع …
ولما تنصحيني ما أجلس كثيرا على الكومبيوتر ، علشان نظري وصحتي ..”
وقبّل رأسي ، وأنا حضنته وبكيت ، بكيتُ لأنه أصبح كبيرا ويحسّ بحبنا ، ويستشعر المسؤولية بدل الظلم ….
من جد شعور لايوصف عندما يكبر طفلك أمامك ، وترين ثمار ما زرعت طوال سنوات …
كلامه هذا لي جعلني أكتب هذا الموضوع … لأنه طفلي الأول وقد كبر ،
وأصبح بِ طولي 🙁 وأصبح مسؤولا …( ما شاء الله تبارك الله )
وأصبح بِ طولي 🙁 وأصبح مسؤولا …( ما شاء الله تبارك الله )
ومرّت فلاشات ذكريات تربيته وطفولته أمامي ……