عند هذا يبدأ الشاب – أو الفتاة في بعض المرات – بمحاولة زيادة هذه العلاقة الناشئة عن مجرد الكلام إلى رؤية صورة الحبيب ، وشيئا فشيئا تزيد هذه العلاقة وتستعر نار الشهوة والحب في الطرفين فيكون اللقاء ويتلوه اللقاء حتى يحصل المحظور والعياذ بالله !
والذي يحدث في أكثر الحالات أن الشاب يقوم بتسجيل المكالمات الغرامية هذه ، والتي – بالطبع – فيها اسم الفتاة وسنها ومعلومات كثيرة عنها وعن عائلتها ، وهذه المعلومات تكون من الكثرة بحيث يتأكد من يسمعها أنها فعلاً لهذه الفتاة وأنه لا مجال للإنكار أبدا ..
وعندما يحصل الشاب على الصورة فإنه يكون قد حصل على الدليل الثاني
وإذا تطورت العلاقة إلى الخروج مع ذلك الشاب فإنه قد يكون هناك تسجيل فيديو فيكون هذا هو الدليل الثالث ..
وهذه الأدلة – وغيرها – تساعد الشاب على ابتزاز الفتاة ، وإجبارها على قبول مطالبه التي لا تنتهي إلا برغبته هو ، وبعد أن تكون الفتاة قد استخدمت من قبله ، وربما من قبل أصدقائه أيضا .
ويخطئ من يظن أن كل شاب معاكس يتمنى أن يصل إلى ما يريده من الفتاة حتى يستخدمها بهذه الطريقة ، فإن هناك نسبة بسيطة جداً منهم تكون مخلصة لمن يحبون ، ويكون الابتزاز والإجبار ليس وارداً عندهم ، بل يكون الحب صادقاً ومن القلب .. ويختم هذا الحب بالزواج !
لكن هذا لا يعني أنه حب جائز .. بل هو محرم …! ولا بد من الزواج حتى تكون هذه العلاقة مباحة .
وإلى أختي الفاضلة التي انتبهت لنفسها قبل أن تلطخها أوحال المعصية وتحيط بها قيود العار .. أقول :
قد تكونين الآن في مرحلة من هذه المراحل ، وقد تكونين متيقنة مِنْ أن مَنْ تكلمينه لن يقتنع بهذه المرحلة إلا كممر أو وسيلة لبلوغ المرحلة التي بعدها ، وأنتِ تعلمين أنكِ وأنتِ تتحدثين معه قلتِ له الشيء الكثير ، قلتِ له اسمك وعمرك واهتماماتك ، وقلتِ له تفاصيل حياتك وحياة عائلتك ، وقلتِ له الكثير من التفاصيل التي يمكنها أن تكون خطراً كبيراً عليكِ إذا وصلت إلى أهلكِ !
ربما أنكِ الآن في حيرة من أمرك ! تقولين : ماذا أفعل ؟ هل أصدق كلامه المعسول وأستمر في هذه العلاقة ؟ أم أقطع الصلة بهذا الرجل وغيره وأرفض هذه العلاقات المشبوهة ؟!
وإذا توقفت ..! ماذا عن الأدلة التي يملكها عليكِ ؟! وهل سيسكت عنكِ أهلكِ إذا عرفوا ما الذي فعلتيه ؟
قد تكونين في حيرة من أمركِ – ويحق لكِ هذا – ، وسأناقشكِ لعل الله أن يدلكِ على الطريق الآمنة ، ويدلكِ على الأجوبة الصحيحة لهذه الأسئلة .
أيتها الأخت : متى تنوين التوقف ؟ وما هو الحد الذي إذا وصلتي إليه ستقررين قطع العلاقة بمن تكلمينه ؟
وإلى متى التسويف ؟؟
أيسركِ أن تقعي في المنكر ؟؟
وهل أنتِ متيقنة من إخلاص هذا الشاب لكِ ؟؟ وما الذي يضمن لك أنه سيتزوجك بعد أن يحصل منكِ على ما يريد ؟!
ألم تسمعي اعترافات كثير من الشباب بأن ما يفعلونه ليس إلا من باب ” الوناسة وسعة الصدر ” ؟
ألم تقرئي أو تسمعي عن عشرات الفتيات اللواتي فقدن عفتهن ثم ذهب فرسان أحلامهن وتركنهن يتجرعن المرارة والألم ؟ لماذا تحول فرسانهن إلى ذئاب .. وتظنين أن فارس أحلامكِ سيبقى حملا وديعا ؟!
هل رأيتِ لصا يطرق باب الدار ليستأذن أهل البيت في سرقة منزلهم ؟! إن هذه ليست طريقة اللصوص ، فاللصوص يأتون من النوافذ في حين غفلة من أهل البيت .. ألا تشعرك هذه العلاقة بأنك الدار التي تسرق ؟! ألا يخيل إليكِ أن المعاكس لص يحاول اقتحام ذلك السور الذي أمركِ الله بحفظه إلى أن تهدينه لزوجك كدليل واضح على عذريتك وشرفك وعفتك ؟؟!
لو رأيتِ نارا تتأجج في حفرة كبيرة فهل ستفكرين في الاقتراب منها ؟! أنا لا أطلب منكِ إلقاء نفسكِ في النار .. كلا ، بل أطلب منكِ الاقتراب فقط ..
إن هذا جنون بلا شك ، فالعاقل لا يقترب من المكان الذي فيه إيذاء له .. وهذا صحيح ، والعاقلة لا تضع نفسها قريبا من حفرة النار هذه بحجة أنها تضيع الوقت وتسلي نفسها .. بل تفر من هذا المكان حفاظا على نفسها وعلى سمعة عائلتها .
الذي أنصح به كل فتاة تورطت في علاقة كهذه ، أن عليها أن تبادر بقطع هذه العلاقة من الآن، فإن كانت في البداية فهذا خير ، وإن كانت قد وقعت في شي من الحرام فلتعلم أن فعل الحرام لمرة أفضل من فعله عشر مرات ..
وباب التوبة مفتوح ولم يغلق إلى الآن .. فبادري قبل أن تبلغ الروح الحلقوم وتنقطع عليك طرق التوبة !
واعلمي أن الرجوع للحق خير لك من التمادي في الباطل بحجة أن هذه آخر مرة أو أن هذا الشاب ليس كغيره أو أنك ستتوقفين عند حد معين ، ورجوعك قبل أن تكلمينه بالهاتف خير لك من التوبة بعد هذا ، ورجوعك بعد أن تتبادلي معه الصور خير لك من رجوعك بعد الخروج معه ، وتوبتك قبل الخروج خير لك من التوبة بعد وقوعك في جريمة الزنا والعياذ بالله !
تذكري – أختي المؤمنة – قول الله تعالى { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً }53/الزمر … واعلمي أن كثيرات غيرك وقعوا في الحرام أو مقدماته ، فمنهن من تابت فتاب الله عليها وبدل سيئاتهن حسنات ، ومنهن من لقيت الله ولما تتب من ذنوبها وسيلقين الله وقد سجلت هذه الخطايا في صحائفهن ، فبأي وجه سيلقينه سبحانه وتعالى ؟!
إذن : لا تتمادي في الحرام واسمعي نداء العقل قبل أن يُغلق عليكِ باب العودة ! واحذري كل الحذر من التسويف فإنه داء لا علاج له إلا العزيمة الصادقة على التغيير .
عندما تعود الفتاة لوعيها ولدينها وتعرف أن السبيل الوحيد للرجل لكي يصل إليها هو الزواج فإنها تواجه خطراً يتمثل في الأدلة التي تدينها عند أهلها ، وتختلف الأدلة هذه من رقم الهاتف ومعلومات عامة عنها ، إلى صورتها وتسجيلات لمكالماتها الغرامية مع هذا الرجل ، إلى أخطر شيء وهو تسجيل فيديو لها وهي تمارس الحرام معه سواء أكانت الفاحشة والعياذ بالله أم مقدماتها !
والذي أعتقد أنه أكثر ما يؤرق هذه الفتاة وأمثالها هو تسجيل المكالمات في الدرجة الأولى , والمعلومات الشخصية في الدرجة الثانية ، أما الفيديو فهذه مرحلة متقدمة لا تصل إليها كثير من الفتيات إلا بعد أن يغيب عنها العقل والدين والخوف من الله والناس في تلك اللحظة !
ومهما يكن الدليل الذي يحتفظ به الشاب والذي بواسطته يستطيع أن يبتز هذه الفتاة , فإن هذا – كما ذكرنا سابقا – لا يبرر لها التمادي في الباطل .. كلا , بل يجب عليها أن تتوقف فوراً قبل أن تتوغل قدماها أكثر في هذه المشكلة ، وتصل لمرحلة اللاعودة ، أو العودة بعار يلازمها طول حياتها ..
وبما أن أغلب المعاكسين يكون كاذباً في زعمه أنه يحب فتاته وأنه لا ينام الليل من التفكير بها وأنه يتشوق لسماع صوتها أو رؤية صورتها وأنه وأنه ……. إلخ ، فإنهم لا يجدون حرجاً في ابتزاز الفتاة التي لا تستجيب لهم ، وخصوصاً أن الفتاة التي تربت في بيئة محافظة تجد حرجاً كبيراً جدًا في الخروج مع الغريب إما خوفاً من الله أو خوفاً من الأهل أو خوفاً من الفضيحة .. فالكلام في الهاتف شيء ، والخروج في صحبة رجل غريب شيء آخر !
وفي الوقت الذي يجد المعاكس فتاته قد أوصدت أمامه السبل فإنه يلجأ للابتزاز والتهديد بالأدلة حتى ترضخ الفتاة لما يريده منها ؛ والذي لا تعلمه الفتاة – غالباً – أن استجابتها لتهديده سيكون دليلا جديداً وأداة ابتزاز أقوى تضعه هي بنفسها في يده ! فتظن أنها حينما ترضخ له هذه المرة فإنه سيتركها وشأنها !
وليس هناك حل لها إلا التوقف عن الانحدار في هذا المستنقع الآسن فورا ، والبعد عن هذا الشاب بدون أي تردد ، وذلك بقطع علاقتها به وتحمل تبعات تصرفها الخاطئ ، فإن وقوعها تحت رحمة أهلها – مهما فعلوا بها – أفضل لها بكثير من الوقوع تحت رحمة شاب طائش لا هم له إلا قضاء حاجته منها .. فقط !
وهنا نطرح هذا السؤال : ما الذي يجب أن تفعله الفتاة حتى تتخلص من الأدلة التي تدينها ؟ أو على الأقل تتخلص من تأثيرها السلبي القوي عليها في حالة وصولها لأهلها ؟
أولا : يجب أن تفكر الفتاة بهدوء وتعقل وبعيداً عن التفاؤل الزائد أو التشاؤم الزائد ، ثم تجيب عن هذه الأسئلة :
“ هل من الممكن أن يوصل الشاب ما عنده من الأدلة لأهلها ؟ وهل الأدلة هذه كافية لإدانتها عند أهلها ؟ وما هي العقوبة التي يمكن أن تقع عليها من قِبَل أهلها ؟! “
فإن كان يغلب على ظنها أنه لن يفعل لأنه لا يمتلك دليلا كافيًا ، أو أنه حتى لو فعل فسيكون إنكارها سهلا لضعف حجته وعدم قدرته على إدانتها عند أهلها ، أو أنها تعرف أن أهلها لن يهتموا كثيرا بما حصل – وهذا النوع من العائلات موجود بيننا ! – ..
المهم أنه ترجح لديها أن أدلته لن تكون سببا في مشكلة تحل بها .. فهذه عليها أن تستر نفسها ، وتكفيها التوبة النصوح وصدق الرجوع إلى الله ، كما أن عليها أن تحمد ربها عز وجل على أن هداها للتوبة قبل أن تفقد شرفها وتشوه سمعة عائلتها .
ولا أنصحها أبداً بالاعتراف على نفسها لأن هذا ليس من المصلحة في شيء (1).
أما إن غلب على ظنها أن هذا الشاب سيوصل ما لديه ، وأن أدلته قوية ( كالصورة أو التسجيل الصوتي أو المرئي ) فهذه هي من أوجه الكلام لها ان تتصل ع هيئه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبلغهم بكل شي وسوف يكون الامر سري وحتى اهلها لايعرفون عن الموضوع بشرط ان تخبرهم انها تريد الامر سري فلا تترددي بالاتصال بهم وسوف ينقذك الله ثم الهيئه من ذالك الذئب ولن يقدر ان ياذيك مرة اخرى في حياتك كلها .
أعيد كلامي لكِ أختي الكريمة وأقول :
مهما كان الدليل قويًا فإن عليكِ أن توقفي علاقتك بهذا الشاب، ومهما يكن دليله قويًا إلا أن الدليل الجديد سيزيده قوة إلى قوته .. ولا تظني أن الرضوخ لهذا الشاب سيجعله يتركك في حال سبيلك !
والذي عليكِ أن تفعليه هو أن ترفعي شعار ( بيدي لا بيد عمرو ) !!
فإذا كان الخبر سيصل لا محالة للأهل .. فلتكوني أنتِ من يوصله لهم ، أو فليكن شخص ثالث تثقين به من العائلة ، بحيث يخبر الأهل عن توبتك الصادقة ورجوعك عن هذا الخطأ مع تحملك لأي عقاب قد يلحقه بكِ أهلكِ . وتأكدي أن أهلكِ أرحم بكِ من ذلك الشاب العابث .. مهما كان نوع العقاب !
وفي العادة ، إذا أحس الأهل من ابنتهم التوبة الصادقة والندم على ما فعلت فإنهم مهما كانت ردة فعلهم ( المقاطعة / الحبس في البيت / بل حتى الأذى الجسدي ) ، فإنها ستكون أفضل لها من أن يأتي الكلام من الشاب لسببين :
الأول : أنها في نظرهم مقرة بخطئها معترفة به ونادمة عليه ..
الثاني : أنها أتت واعترفت باختيارها ولم يجبرها أحد ، وهذا يدل على أنها صادقة في توبتها ، وهذا سيجعلهم في صفها ضد هذا المعاكس .
أما إن جاءهم الخبر من ذلك الشاب فما الذي سيشعرهم بأن ابنتهم تائبة ؟! أو ما الذي سيؤكد لهم أنها اعترفت وعرفت خطأها ؟
وأحب أن أؤكد على أني عندما أنصح الفتاة بالاعتراف قبل أن يصل الخبر من غيرها ، فإني لا أطلب منها أن تعترف .. وليكن ما يكون !!
كلا ، بل يجب عليها أن تبحث عن شخص قريب منها بحيث لا تجد حرجاً كبيراً في مصارحته ، ويكون يغلب على ظنها أنه سيساعدها ، وهذا الشخص إما أخ أكبر أو أخت أو عمة أو خالة أو صديقة … إلخ المهم : أن يكون ممن يستحق أن تصارحه بمشكلتها ويكون على استعداد للمساعدة .
ويمكنها أن تستخدم أسلوب الرسائل إن خشيت من المواجهة ، ولتبين لأهلها أنـها نادمة وتائبة وأنها ستتحمل أي شيء يفعلونه بها .
ولتحرص على الوقت المناسب، فإن ما تقوله لهم سيسبب لهم صدمة قوية، فلتحسن اختيار الوقت المناسب .
وأنصحك بمقارنة الأمرين معاً حتى تعلمي أيهما أخف ضرراً : اعترافك وتحملك لما سيأتيكِ من أهلك ، أو الصبر حتى يصل الخبر وينكشف المستور !
نعم ، أنا لا أزعم أن الاعتراف سهل ولكني متيقن أنه أسهل من الصبر حتى يأتي الدليل ، وأسهل من اكتشاف الأهل لأخطائكِ السابقة من خلال ذلك الشاب المعاكس .
قد تقولين هذا صعب جداً !! وأقول لكِ : نعم هو كذلك ولكنه الحل الوحيد ، وهو أخف الضررين !
كثير من الفتيات اللاتي وقعن في العشق للغرباء حالهن كحال هذه الزهرة ، الواحدة منهن تخرج للدنيا ويشتد عودها فإذا هي وحدها بلا معين .. الوالد مشغول بعمله ، الأم مشغولة بعملها أو بمشاغل تافهة تبعدها عن ابنتها ، وهذه الفتاة تريد من يقترب منها ، تريد من يستمع إليها ، تريد من تحبه ويحبها ، تريد من تبادله المشاكل والهموم والأفراح فلا تجد أحداً ..
فتبقى هذه العواطف مكبوتة في نفسها وتظل تتقلب وتتحرك ، وربما خرج بعضها على شكل اكتئاب أو بكاء حار ، ولكنه لا يغني بأي حال عن الشخص الذي تنتظره هذه الفتاة !
وإن من الفتيات من يكرمها الله بصديقة مخلصة تكون لها مكان الأم والأب والأخوات ، ويجعل الله في هذه الصديقة بديلا مناسبًا يساعد هذه الفتاة على تجاوز مرحلة المراهقة الصعبة إلى بر الأمان ، ولكن كثيرات من الفتيات لا يجدن هذه الصديقة !
فالملاحظ في مثل حالة هذه الفتاة أنها تشعر بفراغ عاطفي كبير ، وقد يصاحبه فراغ ديني يجعل من مفهوم “الحرام” مختفيا عند هذه الفتاة ، بل قد يزيد الأمر صعوبة أن تكون الأسرة متفككة .. فلا الأب ولا الأم يعلمون ما الذي تفعله هذه الفتاة ، ولا من هن صديقاتها ، ولا إلى أين تخرج ، ومع من تخرج !
وعلى أية حال ، ستحاول الفتاة هنا أن تسد هذا الفراغ بأي وسيلة ، وإلا فستشعر باكتئاب وحزن شديد .
وقد تكون الملتزمة بالدين ، أو المتقيدة بالعادات والتقاليد ، في حال أفضل من غيرها لكونها لا تستطيع أن تفعل ما تشاء .. ولكن هذا لا يعني أن وقوعهما في الحرام – تحت تأثير هذا الفراغ العاطفي – مستحيل .
ولهذا فإن الفراغ العاطفي هنا قد يملؤه الإعجاب ببعض صديقاتها ، أو معلماتها ، وربما الإعجاب ببعض المشايخ ، أو بغيرهم من الرجال والنساء … ولكن يبقى الخوف من الله أو الناس رادعا لهذه الفتاة من الوقوع في الحرام ! وعندما تتجاوز هذه الفتاة مرحلة المراهقة ستكون قد تجاوزتها بأمان ..
أما الفتاة التي قلنا إنه لا يردعها دين ولا عقل ولا خوف من والد أو والدة ، والتي حلت صديقاتها محل الوالدين والإخوان ، فما الذي نتوقعه من هؤلاء الصديقات ؟ وما هو التأثير السلبي على الفتاة ( خصوصا المراهقة ) من هذه العلاقة ؟
1- بعض الفتيات ستجعل عواطفها متعلقة بأناس لا يمكن أن تصل إليهم : كاللاعبين والمغنين والفنانين ، فتجد هذه الفتاة قد تعلق قلبها بالمغني الفلاني أو الممثل الفلاني ، فتشتري أفلامه وتحتفظ بصوره وتكتب اسمه على دفاترها وكتبها ، وتبقى تحبه وتعشقه ولكن – لحسن حظها – لا تستطيع أن تصل إليه !
2- أما النوع الآخر فهن من يقعن في حب رجال يكون الوصول إليهم سهلا ، سواء كان ذلك عن طريق الهاتف أو الرسائل أو بالاتصال المباشر ! وهذه وقوعها في المنكر أسرع وتعلقها بالمحبوب أعظم وأشنع بكثير من التي تحب شخصاً تعلم أنها لا يمكن أن تصل إليه .
لماذا هذا التعلق بالرجل ؟؟ وهل حب الفتاة هنا حب حقيقي أم أنه غير ذلك ؟؟
الذي أعتقده أن هناك ثلاث أسباب , وهي :
1- عدم وجود من تستقبل منه الكلام الجميل .
2- عدم وجود من يستقبل منها مشاكلها ويحاول أن يحلها لها أو يساعدها في الحل .
3- أن هذا بالنسبة لها تفريغ لعواطفها المكبوتة .. وهي فرصة لا يمكن التفريط فيها .
السبب الأول في هذا التعلق الغريب هو عدم وجود البديل المباح ، سواء أكان هذا البديل أماً أم أباً أم أختاً أم أخاً أم غير ذلك ، وإنه من الغريب جداً – وقد ذكرت هذا سابقًا – أن كثيرًا من الفتيات لا يسمعن كلمات الحب والغزل والمدح إلا عن طريق الحرام !! فعندما تسمع كلمة : ” أنا أحبك ” لأول مرة يكاد قلبها يطير فرحا بها ، وكذلك عندما يقال لها : ” أنت جميلة ” أو ” اشتقت لك كثيراً ” أو غير هذا من الكلمات التي ينبغي أن تسمعها البنت من أبويها وإخوتها …
ولو كانت تسمع مثل هذه الكلمات بالحلال لأصبح احتمال انجرافها وراء من يُسمعها إياها بالحرام أقل . ولكن الذي يحصل أنها لا تسمع منها شيئا حتى تسمعها من الغريب ! أما الوالد والوالدة فقد تسمع منهما ما يزيدها هما إلى همها ، وربما لا تسمع منهما شيئا ألبته .
السبب الثاني هو عدم وجود من يستمع إليها ويتعاطف معها ! وهي تريد من تتحدث معه وتشتكي له ، وشكواها للرجل ستذهب عنها مشكلة عدم وجود من يسمعها ولكنها ستوقعها – غالباً – في مشكلة التعلق بالشخص الذي يساعدها في حل مشاكلها ، فهي ستتخلص من مشكلة عدم وجود من يستمع إليها ، ولكنها ستقع في مشكلة التعلق به !
السبب الثالث هو تفريغ عاطفة جياشة في نفسها بعد أن فتح لها هذا الشاب المجال لذلك ، ولو أن الباب كان مفتوحاً في السابق لما خرجت هذه العاطفة بشكل يغيب معه العقل والخوف من الله !
وأعتقد أن هذا الحب – في البداية – ليس حبًا حقيقيًا في أغلب الحالات بل هو حب زائف ، ولكن لأن الفتاة تكون في حالة لا تسمح لها بالتفكير الصحيح فإنها لا تنتبه لهذا ! فهي غالبا ما تكون صغيرة ، بالإضافة إلى أنها تكون كالمريضة التي تستسلم للطبيب الذي يعالجها مما فيها من المرض المؤلم .
ولهذا فقد تحب الفتاة هذا الشاب وغيره معه ، وهذا ما لا يكون عند العشاق في العادة !
وأخيرا لا بد أن نسأل : على من يقع الخطأ هنا ؟؟ ومن هو الجاني ؟؟
الخطأ الأول هو خطأ الأهل لأنهم أهملوا ابنتهم ولم يحموها من المخادعين ولم يكونوا لها درعاً من ألاعيبهم، بل كانوا عونا للشيطان على ابنتهم .
الخطأ الثاني هو خطأ الفتاة نفسها لأن الله أعطاها عقلاً تفكر به ، وهي تعلم أن ما تفعله خطير جدًا عليها ، وقد تقول الفتاة أن أهلها هم الجناة ، ونقول نعم هم – غالبا – من بدأ مشكلتك ولكن هل معنى هذا أن تستسلمي لنداء العاطفة وتسلمي قلبك لمن يلعب به يمنة ويسرة حتى تكونين له كالجارية التي لا تعصي له أمراً ؟؟!!
الخطأ الثالث هو خطأ الفتاة أيضا عندما تعلم أنها قد وقعت في المحذور وقد تعلق قلبها برجل أجنبي عنها ، ثم تنتبه لنداء الدين والعقل الذين يخبرانها بخطأ ما تفعله ثم لا تتصرف أي تصرف ، وتبقى تؤمل نفسها بأن حبيبها سيأتي عليه اليوم الذي يلتفت فيه إليها ، وتبقى تكلمه وتراسله لتطلب عطفه عليها ، تشتكي له حبها له وتعلقها به ، كل هذا ليتزوجها وهو لا يلقي لها بالاً ، وهذه لو كان لها كرامة كغيرها من الفتيات لرفضت تصرفه هذا مع تكرر رفضه لها ، ولو كان لها عقل تفكر به لأخبرها بأن الوصال هنا مستحيل فلماذا لا يكون الهجر والابتعاد ؟
ألا تعلم الفتاة أن هذا الشاب لا يستطيع أن يتحمل تبعات الزواج ، وأن ما يريده هو المتعة الوقتية فقط ؟! وهل ترضى هي أن تكون من نصيب هذا الشاب العابث لمدة قصيرة حتى يجد غيرها من الفتيات ؟!
وكلامنا هنا عن تلك الفتاة التي حفظت شرفها وسمعتها ، أما الأخرى التي استجابت للشيطان وعصت الرحمن فستكون في حال لا يعلمه إلا الله .
الخطأ الرابع هو خطأ الصديقات ، لأن الصداقة لا تتوقف حدودها عند تبادل الكتب أو القصص أو الغيبة والنميمة أو تبادل الأفلام والصور !! هذه مظاهر للصداقة السطحية والسيئة في بعض المرات … إن على الصديقات أن يساعد بعضهن بعضًا في تجاوز مشكلة تقع فيها إحداهن بكل ما يستطعن من قوة ، قد تكون الفتاة لوحدها ضعيفة ولكنها مع صديقاتها ستكون أقوى ..
والحل لهذه المشكلة هي أن تصارح البنت أمها وأباها بحاجتها لمن يستمع إليها وينزل لمستواها العمري , وتخبرهم بأنها تحتاج لمن تحبه ويحبها قبل أن تجد هذا عند غيرهم .
فإن لم تجد أذنا تسمعها فالخطوة التالية هي أن تبحث عن بديل جائز كالصديقات المخلصات وتقترب منهن كثيراً وتفرغ عندهن ما تستطيع من عواطفها وهمومها ومشاكلها .
الخطوة الثالثة هي الدخول في حرب مع النفس هدفها نسيان هذا المحبوب بأي وسيلة ، وقطع جميع الطرق المؤدية إليه مهما كانت حاجتها لهذا الشخص ! ومع الزمن ستنساه وترتاح ..
قد تقولين أنني أطلب شيئا صعب المنال ، وأقول لكِ : نعم هو صعب ولكنه مع الوقت سيصبح سهلاً إن شاء الله . اعزمي وتوكلي على الله وابدئي من اليوم ، ولا تظني أن حبك الذي مدته سنة أو سنتان أو أقل أو أكثر سيذهب في يوم أو يومين ..!
وهذه النقطة هي – على حسب علمي – منشأ أغلب العلاقات المحرمة ، وبداية وقوع الكثيرات في الحرام ، وسبب رئيس في تعلق القلب بالغرباء … فهلا انتبه لها الآباء والأمهات قبل فوات الأوان ؟!
الحب المستحيل
الحب المستحيل هو الذي يدخل الفتاة في نفق مظلم من الأوهام والأحلام ، فتبقى الفتاة تتمنى وتحلم بتحققه وتدفع نفسها للعيش في هذا العالم من الأوهام والتخيلات التي لا تنتهي إلا على صفحة الواقع الذي يرفض مثل هذا الزواج .. فيمضي عمرها ، والسنة تتلوها الأخرى وهي تحلم !
ولهذا فيجب على الفتاة أن تصحو من هذه الحالة ، وأن تقنع نفسها أن هذا الحب لا نهاية له لأنه كالسراب للظمآن ، وإن فاتها من تحب فستجد غيره بإذن الله …
فإن أقنعت نفسها بأن حالتها ليس لها علاج فستبقى تنتظر وهما وحلما لا يمكن أن تحصل عليه .
أقول أن هذا “حب محرم … وزيادة على كونه محرماً فهو حب مستحيل ولا يمكن أن يتحقق فلماذا تظل الفتاة متمسكة بمن تحب وهي تعلم سلفاً أن اقترانها به مستحيل ؟!
5 – كيف أنساه ؟
تطرح الفتاة التي خرجت للتو من علاقة عاطفية هذا السؤال كثيراً بينها وبين نفسها ، فتقول : عرفتُ الآن أن من أحبه لا يستحق حبي لسبب أو لآخر ، ولكني ما زلت أحبه مع أني أعلم أنه لا يستحق !
فماذا أفعل ؟!
الذي أراه هو أن تحاول الفتاة أن تفكر بطريقة إيجابية وأن تتفاءل وسوف تنسى هذا الرجل مع الوقت والجهد … أما إن تركت لنفسها الحبل على الغارب فإنها ربما تُغَلِّبُ جانب العاطفة على نداء العقل فتعود بنفسها لذلك الشاب العابث !
أيتها الأخت :
إن إطلاق العنان للعواطف سهل جدًا ، بينما كبتها وتنظيمها وضبطها هو الصعب ، وكل عمل تريدين أن تقومي به يحتاج منكِ لأمرين : الوقت .. والجهد .
إن حباً استمر لسنة أو أقل أو أكثر لا يمكن أن ينسى في لحظة ، نعم قد تستطيعين – وهذا هو الصحيح – أن تقطعي هذه العلاقة الآن ، ولكن تبعاتها ومتعلقاتها لا يمكن أن تزول بهذه السرعة ، فإن لهذا الحب آثارًا تبقى في النفس لمدة تختلف من فتاة لأخرى على حسب قوة العلاقة الماضية وعلى حسب قوة شخصيتها وعزيمتها وثقتها بنفسها وهمتها ..
وسأذكر بعض النقاط التي أرى أنها مفيدة في هذا الموضوع ، والتي أرى أنها مفيدة لأي فتاة تريد أن تنسى علاقتها العاطفية الماضية :
أولا : الابتعاد التام عن أي شي يذكرها بمن تحب : كالرسائل ، والهدايا ، والبطاقات ، وغير ذلك مما قد يذكرها بهذا الشخص .. ففي عالم الإنترنت نستطيع أن نقول : إن على الفتاة أن تغير بريدها الإليكتروني ، وأن تحذف جميع الرسائل التي تبادلتها مع ذلك الرجل , ويجب ألا تدخل أي منتدى حوار تتوقع وجوده فيه ، وكذلك يجب أن تغير اسمها الذي تعود أن يعرفها به ..
والهدف من هذا كله هو إخفاء من تحبه النفس عن العين والأذن , وهذا يساعد كثيرا في عملية النسيان .
ثانيا : عدم الرجوع لهذه العلاقة مرة أخرى لأي سبب ، فإن الشاب المعاكس قد يحاول أن يسترضي هذه الفتاة لعلمه بضعفها وحاجتها له ، ولذلك فعلى الفتاة أن تحذر من الرد عليه أو مناقشته أو الدخول معه في أي حديث حتى لو كان لنصحه أو تذكيره بالله !
وعليها أن تتذكر نصيحة العالم للتائب الذي قتل مائة نفس ، حيث أمره أن يهجر قريته التي ينتشر فيها الظلم والبغي إلى قرية أخرى ..
ثالثا : إشغال النفس بأي نشاط ذهني أو بدني ، فإن النفس الفارغة قريبة من المنكر ، ووقوعها في الحرام أسهل نظراً لعدم وجود البديل المباح الذي يشغلها عن تذكر من كانت على علاقة به ،
ومن هذه الأنشطة :
الدخول في دورات لتعلم أي شيء مفيد لها كفتاة : كالطبخ والخياطة وتربية الأولاد والتعامل مع الزوج وتنظيم البيت ، وكذلك تستطيع الدخول في دورات عامة كدورات تعليم الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية ..
وقد تكون الرياضة أيضا مما يفرغ ما في نفس الفتاة من هم وحزن ومما يعين على سرعة تحسين نفسيتها واسترجاع روح الأمل والتفاؤل التي كانت عندها قبل هذه الأزمة العاطفية .
رابعا : إن أي عمل تريدين أن تقومي به على الوجه الصحيح فإنه لا بد لكِ أن تكتبيه في ورقة ، ثم تكتبي المدة التي تتوقعين أن تؤدينه فيه ، وتكتبي كذلك أي تفصيلات أخرى تعينك في تحقيق هذا الهدف ، وبهذا يكون تحقيق الهدف أيسر وأسهل من مجرد الاكتفاء بالنية الداخلية في نفسك ، فإن نسبة نجاحك في تأدية هذا العمل الذي لم ينتقل من ذهنكِ إلى الورق ستنخفض بشكل كبير .
ولذلك فأنصح أي فتاة تريد أن تنسى حبها أن تقوم بعمل خطة مكتوبة على ورقة ، وتكون في هذه الورقة خانة متابعة يومية تسجل فيها إجابة على هذا السؤال : ( هل استطعتُ اليوم أن أتقدم في العلاج ؟ ) .
والتقدم في العلاج يعني أن هذا اليوم مر دون لقاء مع الحبيب السابق .. سواء في الهاتف أو غيره من أدوات الاتصال المختلفة !
قد يقول البعض أن هذه طريقة متعبة ، أو طريقة ليس لها قيمة ، وأقول : جربي هذه الطريقة لأسبوعين أو ثلاثة وسترين مدى الحماس والتفاؤل الذي ستحسين به حينما تشاهدين بنفسك تقدمك في العلاج وأنكِ استطعتِ في هذين الأسبوعين أن تبتعدي تماماً عن الرجل الذي كنتِ على علاقة به ..
وأنبه على أمر مهم : لا تجعلي هذه الورقة مخفية في الدرج أو الدولاب بل اجعليها في مكان بارز تشاهدينه كثيرا في اليوم الواحد .
خامسا : من الضروري أن تستعيني بشخص يساعدك في الاستمرار على هذا الجهد ، وهذا الشخص يجب أن يكون كتوما وحكيما وقريبا منكِ ، المهمة الأولى لهذا الشخص هي أن يدعمك ويساندك عاطفيا، ومهمته الثانية أن يتابع معكِ تقدمك في خطة نسيان الحب القديم بالسؤال والتذكير والنصح .
وليس هناك أفضل لكِ من الأم أو الأخت أو العمة أو الخالة ، فإن تعذر ذلك فإن في الصديقات بديلاً لكِ عنهن ، المهم : ألا تكوني وحدك لأن الطريق صعبة وتحتاج لأنيس ومعين ومذكر وناصح .
هذه بعض الأفكار التي قد تكون مفيدة لكِ في باب ( كيف أنساه ؟ ) , ولكن هناك عشرات الأفكار الأخرى التي تستطيعين أن تفكري بها في جلسة استرخاء وتَفَكُّر ، مع نفسكِ أو مع شخص تختارينه ويكون عونا لكِ في إيجاد طرائق متعددة تكون سبباً في استرجاعك لثقتك بنفسك ومن ثم المضي قدما في رحلة النسيان .
وأخيراً :
عندما أقول إن النسيان صعب وإنه شاق فلا أعني بهذا أن أقول للفتاة : هذا أمر صعب فاتركيه وأكملي ما كنتِ عليه حتى تغرقي تماماً في الهم والحزن والتخبط العاطفي … كلا , بل القصد هو أن تعلمي أن الهدف الصعب يحتاج إلى مزيد من الجهد والإصرار والعزيمة ..
أختي الفاضلة :
إن أي رجل يريد أن يتزوج فإنه يضع في ذهنه مواصفات ومقاييس معينة لزوجة المستقبل ، ومن ثم يبدأ في البحث عن فتاة تكون مواصفاتها قريبة من تلك المواصفات التي وضعها في ذهنه ، فلماذا لا تعملي على أن تكوني تلك الفتاة التي يتمناها الرجل ؟؟
مثلا : الرجل – أي رجل – في العادة يبحث عن امرأة متدينة لتحفظ شرفه ، ولا يحب أن يتزوج من امرأة لها تاريخ سيئ مع الرجال حتى ولو كان هو ذلك الرجل .. لأن من وقعت معه في الحرام ربما تقع مع غيره في المستقبل !
فلماذا لا تعملين جاهدة على أن تتركي عنكِ تلك الأفعال والمظاهر التي تنفر الرجال عنكِ كالوقوع في علاقات غرامية مع الشباب ، وكالظهور بشكل مقزز يعكس قوله صلى الله عليه وسلم (( كاسيات عاريات )) لجذب أنظار الشباب ؟!
ولماذا تتركين لنفسك الحبل على الغارب وتكون النتيجة ضياع العشيق والزوج معا ؟! وربما ضياع الشرف أيضا !
مثال آخر : الرجل الملتزم يحب أن يتزوج من ملتزمة تكون عونا له في دينه ودنياه ، ولا يحب أن يتزوج ممن تكون بلاء عليه ، فإن كنتِ تريدين مثل هذا الرجل فاعلمي أنه يريد حافظة للقرآن ، أو مهتمة بالعلم الشرعي ، أو داعية إلى الله ، أو صالحة تقية عابدة ، فاجتهدي في أن تكوني متميزة في أمرٍ معين من هذه الأمور حتى يرغب بكِ من يبحث عن مثل هذه المواصفات .
ومثال ثالث : الشخص المثقف وصاحب الاطلاع والطموح يحب أن يتزوج من امرأة لا يكون بينه وبينها بون شاسع في الثقافة , وعلى من ترغب بالاقتران بمثل هذا الرجل أن تقرب المسافة بينها وبين هذه النوعية من الناس بأن تكون هي صاحبة اطلاع وثقافة تلفت أنظار هؤلاء إليها .. كأن تكون طالبة دراسات عليا ، أو أن تكون كاتبة معروفة بكتاباتها الرصينة .
إلى غير ذلك من الأمثلة ..
ليس الهدف من هذا الكلام هو أن نقول للفتاة : تعلمي حتى تنالي زوجا مناسبا لكِ ، بل نقول : تعلمي وأخلصي النية لله , واعلمي أنكِ تعملين لنيل غرض شريف لا ينكره عليكِ أحد .. فإن حصل هذا وتزوجتِ فهو خير ، وإن لم يكتب الله لكِ الزواج فستكونين قد بذلتِ الأسباب وهذا اقل ما تفعلينه .
وليس الهدف هو أن أدعو الفتاة أن تنزع عنها جلباب الخجل وأن تطلب من الرجال أن يتزوجوها , بل أقول لها إنك إن أهملتِ نفسك وكنتِ كأي فتاة أخرى فستتساوى فرصتكِ مع فرص الأخريات , ولكنك إن ارتفعتِ عنهن درجة أو درجتين أو أكثر فستلفتين الأنظار إن شاء الله ..
وأعود لأذكركِ با ان : الزواج قسمة ونصيب !
وختاما
هذا الكتاب موجه بالدرجة الأولى إلى الفتيات ، أن اعلمن أنكن تختلفن في طريقة التفكير والتعامل مع قضية “الحب” وقضية العلاقات العاطفية عن طريقة وتفكير الرجال، وأن العلاقات العاطفية لن تقف عند حد تبادل الرسائل أو المكالمات، بل إنها غالبا ما تكون سببا في ضياع سمعتك وسمعة أهلك وضياع شرفك ومستقبلك.
ولتعلمي يا فتاة أن الغاية النبيلة لا تبررها وسيلة دنيئة في الدين وفي عرف الناس ، فإما الزواج وإما الصبر حتى يكتب الله لك ما يحب .
أسأل الله أن يحفظ نسائنا من كل سوء وأن يقيهن شياطين الإنس والجن .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
و صلى الله وسلم على نبينا محمد ..