السلام عليكم
هل يشي ابنك بحماقات أخيه الأكبر أو أصدقائه؟، هل هو دائم الثرثرة بقصص وحكايات تلصص عليها ويحكيها من باب التسلية أو الوقيعة بين أطراف الحكايات..؟ انتظري قليلا قبل أن تحكمي عليه وتتهميه بأنه فتان..
نعم هناك العديد من الأطفال في أعمار متعددة من هم مصابون بمرض الفتنة ونقل الأخبار والأقاويل التي من شأنها أن تحدث مشاكل لا حصر لها.. سواء من أهل البيت أو مع الأصدقاء والجيران لكن معالجة الأمر تتطلب شيئا من الحرفية والمهارة في التعامل معه..
لابد من حثه على احترام خصوصية الآخرين، ولكن في نفس الوقت لابد أن نراقب محيطه لعل وعسي قد يتعرض لحوادث خطيرة وتكون شكواه مبنية على حقائق لا بغرض الوشاية.
أغلب حالات الوشاية تكون بين الإخوة والأخوات، ودائما ما يكون الأخ الأصغر هو صاحب الوشاية إذ يشتكي من أخيه أو أخته الأكبر بأنهم أخذوا منه لعبته أو قاموا بضربه.. وهكذا.
ما التصرف السليم الذي يجب إتباعه في هذه الحالة؟
إذا لم تشهدي الجدال ولم تحضريه فلا تأخذي جانب أحد الأبناء وتبديه عن الآخر، حاولي أن تطمئني الصغير وقولي له أخوك [أو أختك] [كان له الحظ بأني لم أراه].
إذا كان الصغير قد تعرض بالفعل لضربة قوية من أخيه الأكبر فعليك أن تطلبي التفسيرات اللازمة مع الأخ الأكبر ولكن في خصوصية بينك وبينه، بعيدا عن مرأى ومسمع الصغير كي لا تثيري الغيرة بينهما.
يشير الخبراء هناإلى أن الوشاية بالنسبة للطفل تثير الأهل بأن الصغير يتبع القوانين وبمعني أنه إذا كان الطفل يشي بأن أخاه الأكبر قد تفوه بكلام بذيء، أو أن أخته الأكبر تتحدث في التليفون من وراء علم الأهل، فهو يشعر بالفخر بأنه قد تعرف أنه تعدى على قوانين الأهل ويريد أن يشير إليهم أنه أصبح بالنضج الكافي ليتعرف عليها.
ولكن مع ذلك لابد ألا نشجع هذا السلوك، فهو يقلل من التآخي والحب بين الإخوة ويعيق من استغلال الطفل الذاتي، فالطفل يحتاج إلى أن يلمع بنظر الأهل كي يشعر بوجوده وأهميته.
يجب على الأهل في هذه الحالة أن يشرحوا للطفل بأن هذا ليس مكانه بأن يحلل ويراقب تصرفات غيره [أخيه ، أخته، أصدقاؤه] وأن عليه أن يحترم خصوصيات الآخرين.
المهم في حالة أي خطر؟
المشكلة كلها تكمن هنا كيف للأهل أن يحثوا أطفالهم على عدم الوشاية بالآخرين وفي نفس الوقت تشجيعه على القدوم والتحدث معكم في حالة حدوث أي تصرف خطير أو حدث غير مقبول؟
لا يجب على الأهل يعاقبوا الطفل أو يوبخوه إذا وشي عن حادث ما أو عن واقعة حدثت، مهما كانت تافهة أو غير مهمة، ولكن يجب أن نفهمه ونعلمه الفرق بين ما هو خطر وما هو تافه.
فعلى سبيل المثال قد تقول الأم لطفلها: [هل تعتقد بأنها مسألة خطيرة للغاية إذا لم يقم أخوك الأكبر بغسل أسنانه قبل النوم].. هل تعتقد ذلك، وما رأيك؟.. ألم يحدث ذلك يوما؟ أعطيه الفرق كي يفكر ويقرر كي يتصرف على الفرق.
وفي المقابل، لابد أن نفهم أولادنا أهمية اللجوء إلينا في حالة الخطر أو إذا ما تعرض أحد لمشكلة ما، مثل شجار ما قام في المدرسة.. أحد تعدى عليه بالضرب أو قام بإيذائه دون سبب أو بسبب له ولغيره.
بهذه الطريقة يتعلم الطفل أن يفرق بين الوشاية [عندما ينقذ أحد الأصدقاء] ومساعدة الغير في وقت الحاجة بالإفصاح وقول المشكلة.
هل هو نقص في الثقة بالنفس؟
الطفل الذي يشي بالغير يحاول أن يرفع من شأنه بنظر الأهل أو المعلمة في الفصل بأن يشير بإصبعه إلى أخطاء غيره التي لم يقم هو بها.
عندما يعيب في زملائه، فهو يحدد رغبته في عدم الاندماج، هذا السلوك من الممكن أن يخفي وراؤه نقصا في الثقة بالنفس، وعلى الأهل أن يعززوا من ثقته بنفسه عن طريق الرياضة مثلا كإشراكه في ألعاب تضم فريق كرة القدم ومدارس التنس وغير ذلك، فهو سيكتسب بذلك الثقة بالنفس ويتعلم أن يكون اجتماعيا أكثر فائدة.
منقول للفايده