هذه الأشياء الثلاثة تجعل الغذاء صحيحاً وصحيا ومفعما بالحياة والصحة والحب.


مرحبا اخواتي الفراشات

اسعد الله اوقاتكن بكل خير وصحة

غذّي
جسمك
قلبك
و روحك

إذا نظرنا إلى نمط حياتنا الحديثة، المتسارعة باستمرار، نجد أن اعتناء المرء بجسمه أصبح في أوقات الفراغ فقط.

إن التغيرات التي حدثت في السنين الأخيرة على عادات العمل، الطعام، نمط الحياة وأساليب الراحة؛ قد قادت إلى تغيرات في سلوك الإنسان.

نمط الحياة الحالي سبّب تناقضاً في النفس حيث تخرّب التوازن الفريد فينا.

لقد اضطربت الحدود المشتركة بين الجسد والعقل والروح، التي تعمل سوية لصنع ودعم الحيوية والطاقة وإحساسنا بالسعادة والحياة الجيدة.

إن الإنسان يجب أن يبدأ حياته من منتصف سرّته ، التي تتوضع في مركز جسده ومركز نفسه.

هناك ثلاث طرق هامة يستطيع من خلالها المرء أن يوقظ الطاقة الساكنة في السرة وحالما تستيقظ هذه الطاقة فإنها تصبح باباً يستطيع المرء من خلاله أن يختبر وعياً أبعد من حدود الجسد.
هذه الطرق هي:
الغذاء الصحيح، التمارين الصحيحة والنوم الصحيح.

لقد فقد الإنسان الصلة بهذه الأمور الحيوية التي تساعد على إيقاظ الطاقة الكامنة في مركز السرة.

في هذا الموضوع نتعرف سويا اخواتي الفراشات حول الغذاء الصحيح.

الإنسان هو النوع الوحيد الذي غذاؤه لا يمكن التنبؤ به. غذاء جميع الحيوانات محدد،

حاجاتها الفيزيائية الأساسية وطبيعتها تحدد ما ينبغي أن تأكل و ما لا ينبغي، وكم يجب أن تأكل و متى تتوقف عن الأكل.

لكن الإنسان أبداً لا يمكن حصره، فهو غير محدد. فلا طبيعته تخبره ماذا يجب أن يأكل، ولا إدراكه يدله على كمية أكله، ولا فهمه يقرر متى يتوقف عن الأكل.

وكما أن ولا واحدة من هذه الخصائص الإنسانية يمكن التنبؤ بها، فقد سارت حياة البشر في عدة اتجاهات غامضة مشكوك فيها.

لكن لو وُجد قليل من الفهم–لو بدأ الإنسان بالحياة مع قليل من الذكاء ، حتى مع قليل من التفكير، أو بفتح العينين قليلاً ؛ عندها لن يكون صعباً أبداً أن ننتقل إلى الغذاء الصحيح. إنه سهل جداً ولا يوجد أمر أسهل من ذلك.

لنفهم الغذاء الصحيح نستطيع تقسيمه إلى جزئين.

أول شيء: ماذا يجب أن يأكل الإنسان وماذا يجب أن لا يأكل؟

جسم الإنسان مصنوع من عناصر كيميائية. جميع عمليات الجسم هي كيميائية بحتة.

إذا أخذ الإنسان كحولاً يتأثر جسمه بهذه المادة ويصبح متسمماً وغير واعي.

مهما كان الإنسان بصحة جيدة ومهما كان مسالماً فإن كيمياء السموم ستؤثر في جسمه حتماً. مهما كان الإنسان طاهراً : إن أعطيته سماً فسوف يموت.

سقراط مات من التسمم وغاندي مات من رصاصة. الرصاصة لا ترى إن كان المرء مؤمنا أم مذنباً، كذلك السمّ لا يرى إن كان المرء سقراط أم شخصاً عادياً.

كذلك المواد الضارة والسموم والغذاء لا ترى من أنت ولا صفاتك!!

فتأثيراتها مباشرة تذهب إلى كيميائية الجسم وتبدأ بالعمل.

بهذه الطريقة أي طعام ضار أو سام يبدأ بالأذية وصنع الاضطرابات في وعي الإنسان. أي طعام يقود الإنسان إلى أي نوع من اللاوعي، أي نوع من الهيجان، أي نوع من الخطورة والاضطراب: يكون مؤذياً. ويصبح الأذى والضرر أعمقاً وأشد عندما تبدأ هذه الأشياء بالوصول إلى السرّة!

ربما لا تكون مدركاً أن في العلاجات الطبيعية حول العالم بكامله، لصقات الطين، الغذاء النباتي، الغذاء الخفيف، الضمادات الرطبة وحمّام المياه المعدنية ؛كلها تستخدم لعلاج الجسم. لكن لم يفهم أي معالج حتى الآن أن تأثير الضمادات الرطبة أو الطينية أو الحمّام على الجسم لا ينتج أساساً من نوعياتها الخصوصية، بل من طريقة تأثيرها على السرّة .

لكن المعالجة الطبيعية لا تزال غير مدركة لهذا. المعالجة الطبيعية تعتقد أن التأثيرات المفيدة ربما تأتي من وضع لصقات الطين أو حمّام المياه المعدنية أو الضمادات الرطبة على المعدة!

نعم لها فوائد، لكن الفوائد الحقيقية آتية من إيقاظ الطاقة في المراكز الخاملة ضمن السرّة.

إذا أسيئت معاملة مركز السرة، و إذا أخذنا غذاءً خاطئاً أو نظاماً غذائياً سيئاً، عندها يبدأ هذا المركز ببطء وببطء بالنوم. غالباً ينتهي الأمر بنومه. وعندها حتى لا نلاحظه أنه موجود كمركز هام للطاقة
.

عند ذلك نلاحظ وجود مركزين فقط:

أحدهما العقل حيث تجري الأفكار باستمرار، والآخر هو إحساس خفيف تجاه القلب حيث تنبع العواطف.

أعمق من هذا ليس لدينا أي اتصال بأي شيء. لذلك: كلما كان الأكل أخفاً، كان أقل تسبباً بالشعور بثقل الجسم، وتكون بداية رحلتنا الداخلية أهم وأكثر قيمة.

من أجل غذاء صحيح: أول شيء ينبغي تذكره هو أن الغذاء يجب أن لا يسبب أي إثارة، ويجب أن لا يكون ساماً، ويجب أن لا يكون ثقيلاً.

بعد الأكل بطريقة صحيحة يجب أن لا تشعر بالثقل أو بالنعاس. لكن ربما جميعنا نشعر بالثقل و النعاس بعد وجباتنا، لذلك يجب أن نعلم أننا نأكل بطريقة خاطئة.

طبيب عظيم جداً، هو (Kenneth Walker) كتب في سيرته الذاتية :

طبقاُ لتجربته طيلة حياته يستطيع القول أن أي شيء يأكله الناس، نصفه يملأ معدتهم ونصفه الآخر يملأ معدة الأطباء! لو أنهم يأكلون فقط نصف ما يأكلون عادة، عندها لن يمرضوا أبداً، ولن يكون هناك حاجة للأطباء.

يمرض بعض الناس لعدم حصولهم على طعام كافٍ، وبعضهم يمرض من الأكل المفرط. بعض الناس يموت من الجوع وبعضهم يموت من زيادة الأكل.

لقد كان عدد الناس الذين ماتوا من زيادة الأكل أكبر دائماً من عدد الذين ماتوا من الجوع. قليل من البشر مات من الجوع. حتى لو أراد المرء أن يبقى جائعاً، لا يوجد إمكانية أن يموت حتى لفترة ثلاثة شهور على الأقل.

أي شخص يستطيع العيش دون طعام لفترة ثلاثة شهور. لكنه إذا أفرط في أكله لثلاثة شهور لن يكون هناك أي إمكانية لبقائه على قيد الحياة!!!!!!!

إن أفكار بعض الناس تجعلنا نشعر بطريقة غريبة. كان هناك إمبراطور عظيم يُدعى (نيرو). كان عنده طبيبان مهمتهما فقط جعله يتقيأ بعد وجبات طعامه، وبذلك يستطيع الاستمتاع بالأكل على الأقل 15-20 مرة في اليوم!

يتناول وجبة ثم يبتلع دواءً يجعله يتقيأ فيأكل مجدداً. ونحن لا نقوم بشيء مختلف كثيراً عن هذا. نيرو كان عنده أطباء في قصره لأنه كان إمبراطوراً.
نحن لسنا ملوكاً أو مثله لكن لدينا أطباء مجاورين لنا دائماً.
كان نيرو يتقيأ كل يوم، ونحن نتقيأ كل بضعة أشهر. إننا نأكل غذاءً خاطئاً و نجمّع كل أنواع المأكولات وبعدها يعطينا الطبيب منظفاً ! بعدها نعود مجدداً لأكل الطعام الخاطئ.
نيرو كان رجلاً حكيماً! لقد كان يقوم بالتنظيف يومياً، ونحن نقوم بذلك كل شهرين أو ثلاثة. لو كنا مثل نيرو لكنا فعلنا نفس الشيء. لكن لا عون لنا، ولا نملك التسهيلات لذلك لا نستطيع القيام بذلك. نحن نضحك على نيرو مع أننا نعيش بطريقة لا تختلف كثيراً عن حياته.

تصرفاتنا الخاطئة في الأكل قد أصبحت خطيرة علينا. لقد أصبحت مكلفة جداً، فهي تقودنا إلى الحدود الدنيا للحياة. إن غذاءنا لا يبدو أنه يجلب لنا الصحة، بل إنه يسبب المرض! وهذه حادثة مفاجئة غريبة عندما يبدأ الطعام بجعلنا نمرض.

كأنك تقول أن شروق الشمس صباحاً يصنع الظلام.

لكن معظم أطباء العالم متفقون على أن أغلب أمراض البشر بسبب الغذاء الخاطئ.

لذلك أول أمر يجب على كل شخص أن يكون واعياً مدركاً له هو طعامه. و أنا أقول هذا خاصة للمتأمّل. من الضروري للمتأمل أن يبقى مدركاً لما يأكل، و كمية أكله، وتأثيراته على جسمه. إذا اختبر إنسان طعامه لبضعة أشهر وهو واعي، سوف يكتشف بالتأكيد الغذاء الصحيح المناسب له، أيٍّ من الغذاء يعطيه الهدوء والسلام والصحة. لا يوجد صعوبات حقيقية، لكن لأننا لا نعطي أي انتباه لطعامنا، نحن غير قادرين أبداً على اكتشاف الغذاء الصحيح.

الشيء الثاني حول الغذاء هو: إنّ حالة الذهن عندما نأكل أكثر أهمية مما نأكل.

الطعام سيؤثر فيك بطريقة مختلفة إنْ أكلت وأنت فرح مبتهج عن حالة أكلك وأنت ممتلئ بالحزن والقلق.

إنْ كنت تأكل و أنت منزعج، عندها حتى أفضل غذاء سيكون له تأثير سام. و إنْ كنت تأكل بفرح، عندها من الممكن تحويل السم وتفادي كامل تأثيره، وهذا ممكن جداً. لذلك حالة ذهنك و أنت تأكل مهمة.

في روسيا، كان هناك عالم نفس عظيم هو (بافلوف). لقد قام ببعض التجارب على الحيوانات وتوصل إلى استنتاج مذهل. لقد جرب على بعض الكلاب والقطط:

قدم طعاماُ لقطة مع مراقبتها بجهاز أشعة سينية لرؤية ماذا يحصل في معدتها بعد تناولها الطعام. عندما يصل الطعام إلى المعدة تبدأ المعدة فوراً بإفراز العصارات الهاضمة. لكن بافلوف جلب كلباً في نفس التوقيت ووضعه على النافذة، عندما نبح الكلب، خافت القطة وأظهر الجهاز أن إفراز العصارات الهاضمة توقف. لقد انغلقت المعدة وانكمشت. بعدها أُبعد الكلب، لكن لمدة ست ساعات بقيت معدة القطة بنفس الحالة.

رغم إبعاد الكلب لم تبدأ عملية الهضم وبقي الطعام غير مهضوم في المعدة طوال هذه المدة. بعد ست ساعات بدأت العصارات الهاضمة تتدفق مجدداً، لكن الطعام أصبح صلباً صعباً وغير قابل للهضم. أي أنه عندما أصبح ذهن القطة قلقاً بسبب وجود الكلب توقفت معدتها عن العمل.

إذاً ماذا عن حالتنا نحن؟

إننا نعيش بقلق لمدة 24 ساعة في اليوم. إنها لمعجزة كيف يتم هضم الطعام الذي نأكله، كيف استطاع الوجود أن يستمر بالرغم منا نحن!

ليس لدينا أدنى رغبة لهضم طعامنا. إنها بالتأكيد معجزة أيضاً أن نبقى أحياء!

يجب أن نكون شاكرين دائماً وسعداء.

لكن في بيوتنا، الجلوس إلى طاولة الطعام هي أكثر الحوادث كآبة.

الزوجة تنتظر طوال اليوم قدوم زوجها إلى البيت ليأكل، وعندها تفرّغ أمامه جميع انفعالاتها العاطفية التي قد جمّعتها طيلة النهار. تفرغها وهو يأكل!. إنها لا تعلم أنها تقوم بدور العدو! لا تعلم أنها تدس السم في صحن زوجها.

الزوج أيضاً، قلق ومنزعج من العمل. إنه يرمي طعامه في معدته بأي طريقة ويرحل.

ليس لديه أدنى فكرة؛ أن العمل الذي أجراه بسرعة وهرب منه، ينبغي أن يكون عبادة. إنه عمل يجب أن لا يتم بعجلة.

يجب أن تأكل وكأنك تذهب في رحلة سعيده وانت مطمئن بكل حب مع اسرتك !

حتى أن الأكل أكثر أهمية، فهو يقدم التغذية للجسم، فيجب أن نأكل بحالة سعادة قصوى، بحالة عبادة مليئة بالمحبة.


كلما كنا أكثر استمتاعاً وسعادة وأكثر استرخاءً ودون قلق عند تناول الطعام، عندها يبدأ طعامنا بالتحول إلى الغذاء الصحيح
.

إن النظام الغذائي (العنيف) لا يعني أن الإنسان يأكل غذاء غير نباتي فحسب، بل إن الأكل يكون عنيفاً أيضاً عندما نأكل بغضب. كلا هذين الأمرين شديدي العنف.

عندما يأكل المرء بغضب أو بقلق وانزعاج فهو أيضا يأكل بعنف. إنه لا يدرك أبداً أنه عنيف عدواني كأنه يأكل لحم أخيه!! إن لحم جسمه يحترق من الداخل بسبب الغضب والقلق، لذلك طعامه لا يمكن أن يكون غير عنيف.

الجزء الآخر من الغذاء الصحيح أنك يجب أن تأكل بسلام ومتعة.
إنْ لم تكن بمثل هذه الحالة، من الأفضل أنْ تنتظر ولا تأكل لفترة. عندما يصبح دماغك مستعداً تماماً، عندها فقط يجب أن تأكل وجبتك.

ما هي المدة اللازمة لراحة الدماغ؟ لو كنت مدركاً كفاية، فأطول مدة تبقى فيها جائعاً تصل إلى يوم كامل. لكننا لا نضايق أنفسنا أبداً بسماع الجسد والدماغ. نحن نأكل كامل طعامنا بآلية ميكانيكية بحتة. واحدنا يبلع طعامه بسرعة ويغادر الطاولة مسرعاً. وهذا مرض خطير جداً.

على مستوى الجسم، الغذاء الصحيح يجب أن يكون صحياً، غير منبّه، وغير عنيف؛ وعلى المستوى النفسي ينبغي أن يكون الدماغ بحالة سعادة وابتهاج؛ وعلى مستوى الروح يجب أن يكون هناك شعور بالامتنان والشكر. هذه الأشياء الثلاثة تجعل الغذاء صحيحاً.

فلله الحمد والشكر والمنه .
دمتن بصحة وعافية

– من كتاب (الرحلة الداخلية- The Inner Journey


عن mangood

شاهد أيضاً

محتارة ساعدوني

راح ادخل في الموضوع على طول انا شفت الدكتور عبد الباسط في قناة بداية قبل …