إعاقتي سر سعادتي
أبصرت عيناي الجملتين النور من أبوين محبين مثالا للطيبة يحتذي بهم ، وترعرعت في جو أسري أحسد عليه لما كان و لازال يسوده الحب والترابط ، لم أكن أعي معناه حتى بلغت من العمر ما يؤهلني أن أفهم وأفسر وأستنتج .
تزوجوا أخواتي الثلاثة في مقتبل شبابهم ، منهم الأكبر والأصغر سنا مني ، وتهللت الأسارير في دارنا سنة بعد سنة بمناسبة عقود قرانهم .
وجاء حفل قراني آخرهم وكنت قد بلغت من العمر 32 وكان ختامها مسك ، رزقني الله بزوج قمة في الطيبة والأخلاق النبيلة وعلى قدر من الجاه والجمال .
• أحبني حبا جما ، وبادلته نفس المشاعر إن لم تكن تفوقها كما وكيفا .
• أسكنني جنة ملؤها العز والكرامة وجعلتها مضجعا هنيئا يسكن إليها وفيها .
• وهبني الذهب والياقوت ، ومنحته أيام عمري بساعاته ودقائقه .
وبعد مرور السنة الأولى بدأت إعاقتي تتجلى أمامنا ، لم يشأ العلي القدير أن يقر عيوننا بالخلف الصالح ، وأخذت الأيام والشهور تتوالي علينا ونظرات القريب والغريب تنهشنا ومشينا في طريق العذاب سويا من طبيب الى مستشفى ومن مستشفى الى مركز انجاب ، الى أن اجمعوا بعدم وجود عائق سوى ارادة الله .
• سعادتي بدأت تتسلل مني .
• دمعاتي لا تفارق خدي وكأني عقدت معها اتفاقية شهرية تتجدد مع بداية كل دورة شهرية .
• فارقت صديقاتي وجالست كتاب الله (القرآن الكريم) وألفته وأحببته ، ومن هنا جاء الفرج .
اقترب موعد ولادة أختى الصغرى ووكلتني بأن أتولى جهاز ولادتها ونفاسها ، فرحت كثيرا وسعد زوجي لانشغالي بأمور التجهيز ورحت أجول وأصول في الأسواق وبين المحلات ، لتظهر أختى وكأنها ملكة على عرشها في يوم ولادتها بولدها “يوسف” جعله الله من الذرية الصالحة .
وهنا صور الجهاز
لم أكن أعلم بأن إعاقتي ستغير حياتي ، كان زوجي دائما يردد بأن العاهة الحقيقية هي عاهة العقل، الإنسان يتميز بالعقل… أما عدم الانجاب فلا يؤثر عليك ، أنت إنسانة مؤمنة بقضاء الله ، ونجح بتغذية احساسي بالتميز والايمان .
وبفضل من الله وتشجيع من زوجي الحبيب ومساعدته ، أبصر مشروعي النور وبدأت بتصميم مفارش الولادة بدءا من صديقاتي وزميلاتي في بلدي العزيز الكويت الى أن وصلت سويسرا
ومضيت في مشروعي الى هذه الدقيقة التي أخط فيها لكم قصتي المتواضعة لأضعها بين يديكم وأنا على يقين بأن الله معي سواء كنت أما أم لا !
الخلاصة :
قال الله في كتابه العزيز “الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”
والجواب
“أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”
الرجاء من كل أم تقرأ قصتي أن تدعي لي بالذرية الصالحة المعافاة