هذه هي حياتي…عندما مرضت زوجة أبي

هذه هي حياتي…عندما مرضت زوجة أبي
لشخصية الإنسان جوانب مختلفة, منها الواضح وكثير منها خفي. وقد يكون لبعضها أثر عظيم في حياته دون أن يعرف, ومن الممكن أن يصنع هو منها الأثر الذي يريد إن أعطاها حقها من الاعتبار والاهتمام. ومن خلال مواقف معينة في الحياة يستطيع اكتشاف تلك الجوانب ثم الاستفادة منها.
أهمية ما سبق دفعتـني للكتابة عن هذا الموقف من حياتي, وإن كان البعض يراه عاديا وقصيرا, إلا أنه عرفني بخصلة نبيلة في ذاتي أحببتها وفرحت بها, ولعل من تقرأ كلماتي ترى فيها إشارات تعينها على الاستفادة من مواقف حياتها المختلفة ومعرفة جوانب القوة والضعف في شخصيتها… لنبدأ معًا…
كنت أظن في نفسي عدم التميز لاعتقادي المُسبق أنه لابد له من خصال فائقة للعادة وغير معروفة, لكن ظهر لي فيما بعد أن التميز قد يكون بأشياء بسيطة ولكنها قوية, والذي أقصده أننا نحن من نعطي للأشياء أهميتها وليس الناس, ولا يحتاج الأمر سوى لقناعة ومبدأ واضح ومن ثم الثبات عليه.
أحبتـي :
مرضت زوجة أبي ( خالتـي ) ولم يكن لها من البنات غير أختي الكبرى والتي تسكن في منطقة بعيده, واتصل أخي ليطلب مني المساعدة -بحكم كبر سنها-, استجبت له فورا وبعد مراجعات للمستشفى ظهر في تشخيص الأطباء إصابتها بورم كبير يصل قطره (10سم) في الرحم, وقرر الأطباء استئصاله, مما أحزنني وآلمني كثيرا…
قد يظن البعض منكم أن علاقتي بها كانت عكس ما تعارف عليه الناس اليوم من العداء بين البنت وزوجة أبيها- وهذه الفكرة أرفضها تماما- وحتى تتضح لكم الصورة فإن أمي موجودة والحمد لله مع أبي وكان يحصل بينهم مثل ما يحصل بين الضرائر, أي أن علاقتي بها عادية وهناك من المواقف العالقة بعقلي منذ الطفولة كانت من الممكن أن تكون سببا في الكره أو عدم المُساعدة.
بقيت خالتي في بيتها حتى موعد العملية وكان أخي يحرص على إخراجها من جو الخوف والقلق بل الوسواس الذي عاشته, ومن ذلك أننا خرجنا جميعا للتنـزه والمبيت في الطائف, وفي تلك الليلة نمت معها في مكان واحد, وأثار حزنـي أنها لم تنم تلك الليلة بل كانت تتردد على دورة المياه أكرمكم الله بسبب أثار المرض… والحقيقة أن هذا المنظر أبكاني ولم أستطع النوم -ولم يعلم أحد بذلك-, لعلكم تظنون أن الدافع الحب!! لا أخفيكم أن الجواب: لا, بل كان الدافع هو الرحمة والتألم لحال مريض أراه يتألم أمام عيني ويعاني, وإن لم أكن أحبه بل وإن كرهته في يوم من الأيام…
دخلت خالتي المستشفى ورافقتها تاركة زوجي وطفلي, والحقيقة أني رأيت منها الاعتراف بالجميل والدعاء لي بالأجر والثواب من الله تعالى, –وأيقنت حينها أن عمل الخير يسعدني كثيرا ويجعلني أشعر بفضل الله ونِعَمِه علي- وانتهى الأمر على خير وعملت العملية وبقيت معها إلى أن جاءت أختي وحلت محلي…
فراشاتي الغاليات:
قد يبدو الموقف بسيطا وسريعا, غير أنه كشف لي بعد ذلك أهمية العمل الخيري والتطوعي في حياة الإنسانة المسلمة, -بشرط الإخلاص الذي أسأل الله تعالى أن يرزقنيه وإياكم- ولابد أن نعلم أن مجالاته متعددة ولا يشترط فيها الالتحاق بالمؤسسات الخيرية أو الخروج الدائم من البيت بل يمكن للمسلمة أن تقوم به بطرق مختلفة وتبدأها مع القرابات والأهل الذين هم أحق الناس بذلك, ولا تمنعها عدم المحبة لشخص بعينه من مساعدته؛ لأن الدافع هنا هو الرحمة والرفق بالمسلمين .
أخيرا….
إليكم بعض الفوائد التي استخلصتها من الموقف السابق:
1. الاستفادة من مواقف الحياة في اكتشاف جوانب الشخصية سواء الخيرة أو الشريرة.
2. معرفة جوانب القوة أو الخير ودعمها, ومعرفة جوانب الضعف أو الشر والتغلب عليها.
3. دور العمل الخيري في التعريف بنعم الله تعالى على الإنسان وفضل الله عليه.
4. دور العمل الخيري في إشباع حاجة الإنسان إلى خدمة الناس وبذل المعروف.
5. على المسلم أن يكون رحيما رفيقا بالمسلمين خصوصا إذا احتاجوا إليه.

إن رأيتم غيرها فيما كتبت فلا تبخلوا علي به؛ لأنه سيكشف لي المزيد من جوانب حياتي…
والحمد لله من قبل ومن بعد.

عن aladwaniq123456

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …