حفلت حياة الداعية الشيخ ابراهيم الطلحة بالكثير من الأحداث ذات العبر والدروس قبل أن ينتقل إلى حياة جديدة عن سابقتها من قيادة الشلل والعربجة إلى قيادة الشباب إلى الخير في ميدان الدعوة إلى الله، وقد أعطت روح الشيخ المرحة بعدا كبيرا لهذا الحوار ولطفها بالكثير من المواقف المرحة والصعبة والأحداث التي مرت به في حياته. فقد فتح قلبه لنا في زيارة أسعدتنا في المجلة رغم قصرها لكنها جلسة كانت جلسة ممتعة كشف فيها جوانب يحتاج أن يتعرف عليها الرائعون والرائعات في مجلتهم روائع ليستفيدوا من هذه التجربة بحلوها ومرها. وهي تميزت برغبة جامحة مفيدة لقرائنا الرائعين وقارئاتنا الرائعات في حوار سيستكمل في القادم من أعداد المجلة إن شا الله .
حوار- محمد بن سعد السهيمي
تحدث عن توبته خطوة بخطوة الشيخ إبراهيم الطلحة:
توبة صديقي أفقدتني صوابي وكنت أظنه نكتة جديدة سمعتها
كانت الذنوب عظيمة
مرحبا بك ياشيخ إبراهيم ضيفا علينا في مجلة “روائع” وبودنا لونتحدث معك عن قصة الهداية وتحولك من طريق الغواية إلى طريق الإيمان خطوة بخطوة سنتوقف معك فيها على محطات؟
في البداية أنا سعيد إني أزوركم اليوم في مجلة روائع الموجه للشباب وأتمنى أن تحظى باهتماماتهم وتطلعاتهم، وأما بالنسبة لقصتي مع الهداية فهي لم تكن متوقعة، ولم تكن هناك مقدمات كبعض الشباب يهتدي بعد أن يتلقى صدمة إما بوفاة والد أو والدة أو صديقة أو حادث يحصل له أو يرى رؤيا.. وحقيقة في السابق كانت لدينا ذنوبا عظيمة وتصل إلى حد ترك الصلوات، ولكن كان هناك عامل كان مساعدا في تقبلي للهداية وتهيئي لها حيث إن والدي يحفظ القرآن كاملا ووالدتي حريصة على أداء الصلاة وكذلك بقية أفراد العائلة كانوا حريصين على الصلاة والصيام، فكان هذا عاملا مساعدا لي فيما بعد، وأنا كنت أرفض مثلا الصلاة من أجل الصحبة السيئة التي كنت أصاحبها، لذلك أنبه دائما الآباء والأبناء على حد سواء أن يختاروا أصحابهم بدقة، ودائما ما أحرص عليها في محاضراتي وتوجيهاتي للشباب أن يحرصوا على الصحبة الصالحة، وكيف أن موسى نبي الله عليه السلام معينا له وصاحبا في دعوته لفرعون، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يهاجر إلى المدينة لوحدة بل هاجر معه أبوبكر رضي الله عنه وحقيقة الأسرة كان لها دور كبير، بل إنني سبحان الله! عندما أسير مع الشباب وأعود إلى البيت متأخرا لم أكن أنام إلا بعد سماع شريط قرآن أو شريط محاضرة وهذا بصفة يومية وأحيانا أذهب وأتوضأ وأصلي ركعتين مع أنني لم أكن أصلي الفروض ولكن كان يوجد خير عندي، ولذلك أنادي في المحاضرات بأن الشباب فيهم خير ولكن من يستطيع أن يصل إلى هذا الخير والنور في قلوب الشباب، فكانت حقيقة حياة البعد عن الله مؤسفة وحياة المعاصي كان فيها ضيق وضنك..
وبالمناسبة أنا كان لدي شلل كثيرة وكل أنواع الشلل وفي كل شلة أنا الزعيم وربما يرجع ذلك إلى جرأتي وقدرتي على الإدارة وكذلك لروحي المرحة حيث كنت “فكاهي” الجلسة أو “وسيع الصدر” وهذه مشكلة إذا كان الشاب في مجموعة والكل يبحث عنه حيث يكون في تغيره صعوبة ويجد أصدقاؤه صعوبة في تركه، ومع أنني مررت بظروف مادية وحياتية صعبة إلا أنني واصلت دراستي وحصلت على الثانويةالعامة، وحقيقة كان يوجد لدي شيء من الخير ولكن لم أذكر أن أحدا نصحني بأسلوب جيد، كل من ينصح يقوم بالنصح بطريقة فيها شدة وهذا ما ينفرني، ولي مواقف من بعض الملتزمين إلى الآن أذكرهم وقابلتهم وقلت لهم: إنكم فعلا كنتم تنصحونني ولكن أسلوبكم سيء، وكنت أكرهكم.
كنت أكرههم
ومتى شعرت إنك تميل نفسك لأهل الخير؟
الحقيقة ذلك يعود إلى مرحلة الثانوية الصناعية التي هي كانت في بداية حبي للمطاوعة كما يقولون، حيث لم أكن أحبهم، وحصلت لي مواقف من بعضهم ومواقف سيئة جعلتني أكره كل المطاوعة، فكان هناك شخص واحد فقط هو من غير نظرتي للمطاوعة هو الشيخ محمد الغيلان وهو كان مدرس ثقافة إسلامية في الثانوية الصناعية، وحقيقة لم يكن الشيخ محمد هو مدرس الثقافة الإسلامية الوحيد، ولكن كان هناك كثر، ولكن أسلوبهم كان جافا وتعاملهم فيه غلظة، لكن أتى الشيخ محمد الغيلان وغير مفهومنا عن أهل الدين كلهم حيث لم يكن ينادينا إلا بحي الله الدعاة، وحي الله الصالحين ومن هذه العبارات المشجعة والرسائل الإيجابية، وكان كل الفصل و”الزاحفين” لايحبون سوى محمد الغيلان، وحقيقة هذا الرجل جاء إلى المعهد الصناعي وغيره تماما حيث كان مليئا بالمنكرات للأسف، وكنا لا نصلي حتى في المعهد حيث كانت الصلاة على قولتهم “فري”. اللي يبغي يصلي.. يصلي، واللي ما يبغي .. بكيفه!!.
ولكن جاء محمد الغيلان وغير المعهد برفق وليس بالقوة، وأكبر “الداشرين” في المعهد يقولون: محمد الغيلان غير المطاوعة، غير المشايخ كلهم.
لماذا الشيخ الغيلان نال ذلك القبول منك شخصيا وأنت كنت تكره أهل الخير؟
كان أسلوبه رائعا كان دائما يأتي علينا ونحن مجتمعين ويقول لنا: ياشباب اليوم في محاضرة في السكن وأتمنى أنكم تحضرون وأتشرف إني أشوفكم ياشباب، ترى أمنية لي، وكنا نحضر ونحن لم نحضر محاضرات في حياتنا ولم نحضر إلا من أجل محمد الغيلان لأخلاقه وتعامله معنا بل كنا إذا حدثت مشكلة دراسية في المعهد نذهب إليه ويساعدنا كان يضحي بأوقاته بل أنشأ لنا تسجيلات إسلامية داخل المعهد وكنت أشتري منها وأول مرة أشتري من تسجيلات، بل إننا أحيانا في الفسحة نروح لغرفة المدرسين حتى نسلم عليه من حبنا له، وكنا ننتظر حصته بفارغ الصبر، وهكذا كل الطلاب فيما أعرفه، وكان يأخذ أرقامنا ويتصل علينا، وقلب المعهد حتى أصبح كجامعة الإمام، واستقام كثير من الشباب على يديه..
وأنا لم تكن استقامتي بسبب الشيخ محمد بل كانت بأسباب صديق عزيز علي جدا.
هذا هو سبب هدايتي
لعلك تكشف لنا من هو هذا الصديق الذي استطاع أن يغير مجرى حياتك وكيف حدث ذلك؟
بعد أن تخرجت من المعهد دخلت الكلية التقنية، وكان عندي زميل وصديق غالي علي ومثل ما يقولون صديقي الروح بالروح اسمه فهد، وهذا كان صديقي الخاص، وفهد كما يقولون أنا اللي “دشرته”، وهو لم يكن يعرف شيئا، حتى أنه إذا مرني في البيت ينزل من سيارته وأنا أسوق لأني كما قلت لكم من قبل أنا القائد دائما فأنا أسوق بالشباب وأنا اللي أعرف الرياض شارع شارع، والشباب ما يعرفون شيئا وكنت أنا اللي أعلم فهد وأنا اللي خرجته من بيته..
وفهد هذا كان يحبني “مرة” حتى لو أطلب عيونه كان أعطاني إياها، كنت أنام معه وأول ما يقوم من النوم يتصل بي وأنا أول ما أقوم من النوم أتصل به، وكنا مع بعض لا يفرقنا إلا النوم بل أحيانا أنام عندهم في البيت، أذهب معه حتى في مشاويره الخاصة، وإذا أراد أن يوصل أهله يمرني وأنا إذا كنت أريد أوصل أهلي أمر عليه، ولم يكن أحد يعلم هل السيارة التي معنا لمن هل هي لفهد أم لي لأني أنا الذي كنت أسوقها.
أين فهد
المهم مرة من المرات اتصلت على بيت فهد فردت والدته سألت: أين فهد؟
قالت: ذهب يصلي..!!قلت: إذا رجع قولي له إبراهيم اتصل عليك إبراهيم ..
وبعدها بدأت أفكر لايكون تطوع وصار يصلي! وإلا أمه تريد تصرفني.. وقلت في نفسي أنتظر نصف ساعة وبعدها أتصل به، وعندما اتصلت به مرة ثانية رد علي فهد قلت: مرحبا فهد ماهي أخبارك هل أسلمت؟!!. أقولها بسخرية من باب الإستهزاء.خير!
أمك تقول إنك رايح تصلي، قل: نعم رحت المسجد، قلت فهد أنت تصلي..؟.
أنا مستغرب وبصراحة قال كلمة هزتني ومع أنه لم يكن له سوى يومين أو ثلاثة مستقيم. قال لي: إلى متى يا إبراهيم ما نصلي..؟ وقال: أنا الآن سأمر عليك .. وبعدها الشيطان جاءني كيف يمرك وهو مطوع..؟ ووضع الشيطان في رأسي فكره وهي يجب أن أغير فهد، وجاءني فهد وهو متغير ووجهه متغير، والثوب قصير، وشماغ مطاوعة، وشخصية مطاوعة، قلت له، فهد سلامات.. جاك مس؟ جاك جني شي..؟
قال:لا، بس يا أخي ملينا من المعاصي، قلت: زين وين الأغاني؟ طلع الرجال جمع الأغاني وحطها في البيت، قلت له: لحظة ، وأروح وأجيب أغاني من السيارة وأشغلها، هو في البداية استحى وكان يبغاني أركب معه في السيارة، وبعد فترة قال: إبراهيم، إسمع.. عندي شريط بشغلة، وإذا ما أعجبك نطلعه، قلت زين: وأنا كنت أسمع أشرطة من قبل زي ما قلت لكم من قبل يصير عندي خوف من الله وأشغل أشرطة وبعدها بدأ يحن قلبي من الشريط هذا، ولا أذكر الشريط بالضبط هو للشيخ أحمد الطويل أو الشيخ سعد البريك، وكان هذا الكلام بعد حرب الخليج مباشرة، وبدأت أسمع أشرطة معه، وفهد سوى معي طريقة جيدة حيث عندنا في الكلية ساعات في الليل وساعات في النهار، وكانت ساعاتي تختلف عن ساعاته، أنا في الليل وهو بالنهار، فكان يمرني وهو اللي يوديني للكلية وكله حرص أنه لا يمرني أحد ويخرب ما بناه معي، وهذه طريقة جيدة وكان ينتظرني في السيارة ساعتين أو ثلاث ساعات حتى أنتهي وهو مصاحب للشيخ أحمد الطويل آنذاك، وبعدها أنا لا شعوريا بدأت أتقدم في الدين، أول الأمر بدأت أصلي، ثم بدأت أسمع محاضرات دينية، ثم أمزق كل شيء اسمه منكر كان عندي، أعواد ودخان وأغاني وأشرطة فيديو كلها كسرناها وما لحقت الدش وإلا كان رحت فيها..
اجتمع علي مجموعة صالحة في الحارة وهم من قبل كانوا موجودين وما نصحوني، ويوم التزمت جاءوني فقلت لهم أين أنتم من أول؟ والحمد لله كانوا عونا لي في الهداية.
لم يصدقني
بدأت في الذهاب مع مجموعة صالحة وبدأت في تكوين نفسك لو تحدثنا عن هذا المرحلة المهمة؟
كانت مرحلة جديدة في حياتي فقد بدأت أحضر دروس مع مجموعة طيبة عند شيخ معروف عندنا في البديعة اسمه الشيخ سعد العريفي كان يدرسنا درس قرآن ودرس في الفقه وكنت وقتها لا أعرف شيئا ولا أستطيع أن أقول كلمتين على بعضها، لكن صارت لي مشكلة كبيرة وتعتبر أكبر مشكلة صارت لي في البداية بل مشاكل، فأنا مشهور على مستوى شلل المملكة حيث جاءت اتصالات من جميع أنحاء الشلل اللي يعرفوني، واحد قال: ما أصدق إنك تطوعت يا إبراهيم، أريد أن أشوفك، جاء وشافني عند الباب وراح، فيه أصدقاء لي كانوا يزورونني دائما يوم علموا بالخبر قاطعوني ، وكان فيه واحد يعينني وهو لم يكن ملتزما حيث هو من شلتي اسمه منصور الهديان، والآن هو مشرف حلقات في السويدي، وسأخبركم عن سبب هدايته، فمنصور علم إني التزمت فاتصل علي وقال سمعت يا أبا راشد عنك خبر حلو فاالله يوفقك ولا تجيء الشلة واترك الشباب والله يوفقنا ونصير مثلك إن شا الله، وهو غير ملتزم، وهو كذلك عنده بيئة صالحة والحقيقة كانت هناك مشكلة تواجهني في طلبي للعلم الشرعي وأتعبتني كثيرا.
ماهي هذه المشكلة التي سببت لك المتاعب في طلبك للعلم؟
المشكلة الكبيرة التي قلت لكم، كانت تواجهني إذا أردت أن أستذكر دروسي حيث إني كنت لا أستطيع القيام بذلك حيث يأتيني الشيطان ويذكرني بالماضي ويقول لي أنت منافق أنت مرائي اترك المطاوعة وربك غفور رحيم، وأنت لا زلت صغيرا، حتى أني مرة من المرات اتصلت بفهد قلت له: يافهد لا عاد تمرني أنا خلاص ما أبغي أتطوع، كان بيني وبين الشيطان صراع ولم يكن لدي علم أستطيع أن أتغلب على الشيطان به، فكنت أقول لفهد لا تمرني خلاص فكان يقول سأمر عليك دقائق وسأجلس معك، وبعدها على كيفك، وسبحان الله! ذهبنا بالسيارة واستمعت لشريط وكلمتين طيبتين وإذا الذي كان عندي يزول تماما وأصبح قلبي عامرا بالإيمان.
ليس مثل أول
وهل انتهت هذه الأفكار والهواجس أم كانت تعاودك؟
كانت تلك الخواطر الشيطانية تأتيني وتعاودني بين الحين والآخر، وكانت هناك فتن وشهوات وغيرها تواجهنا ونحن كنا شبابا كنت أحاول مقاومتها حتى إنني تعبت من كثرة ما تعرضت له ولكن ليس مثل أول وكان فهد يساعدني وكنا نحضر محاضرات لبعض المشايخ وأنا هنا أنصح الشباب لا يجلس أحد لوحده فالشيطان يلعب بتفكيره، والحمد لله كان إمام مسجد الدكتور عبدالعزيز التركي، وهو معروف فاظطررت أن أذهب إليه، وللأسف كان جماعة في مسجدنا كلهم مشايخ ودعاة ولم يستقبلني أحد منهم ولا أحد رغبني في المسجد، مرة أثناء خروج الشيخ من المسجد لحقته أريد أن أشكي له فأنا أتعب وأتعب كثيرا وهو لم ينتبه لي، وجاءني الشيطان، وش بتقول له؟ بتفضح نفسك، وجاءني صراع داخلي فرجعت، بعد ذلك قررت أن أذهب إليه، وبعد الصلاة كملته، شيخ عبدالعزيز أنا عندي مشكلة وأحتاج مشورتك المهم قال وأنا بعد أريد أن أتحدث معك، ما رأيك بأن تزورني في المنزل؟ أنا فرحت فعلا وزرته في البيت أشكي له كل شيء، وكان عمري وقتها 21 عاما، قال لي إبراهيم ، لماذا لاتتزوج؟ كان السؤال مفاجئا لي ولكني قلت له كيف لي أن أتزوج وأنا طالب ولا أملك مالا وسيارتي لوبعتها لا تأتي لي ولو أربعة آلاف ريال فقال لي: لا تحمل هم الزوجة والمهر ييسرها الله فقلت: الزوجة ليست مشكلة ولكن المهر فقال : الله ييسر إن شا الله وسأساعدك.
الدراسة ليست عائقا
وهل فعلا وجدت الأمور تتيسر وما موقف الأسرة من هذا الأمر؟
بعد أن خرجت من عند الشيخ ذهبت إلى الوالد والوالدة كلمتهم حول الموضوع قالوا يا ولدي أنت تعرف ظروفنا وما نقدر وأنت طالب وأنا ماكان عندي مصدر دخل سوى مكافأة المعهد وأنا أقول للآباء ترون الأبناء يعانون في الجامعات وفي الكليات كلهم يعانون وخاصة أول ما يدخل الجامعة أو الكلية والدراسة ليست عائقا للزواج وأنا أقول بالعكس هذا يشكل حافزا للاستمرا في الدراسة وأنا الحمد لله واصلت الدراسة الجامعية فيما بعد وأنا السبب المباشر الذي دعاني للزواج هو الرغبة الملحة في المحافظة على ديني وكانت هناك عوامل مساعدة لي أولها جاءني أحد الأصدقاء اسمه بدر أبانمي الآن نقيب في الأمن العام قال لي: إبراهيم أنا خطيب في مسجد خارج الرياض حوالي 100 كم لماذا لا تأخذه وتصبح خطيب فيه قلت والله ما عندي مشكلة لكن ما عندي علم قال: لو ذهبت لهم أنت ستكون أعلم واحد فيهم فهم في قرى وليس لديهم علم أصلا وفيه واحد من الشباب حولك خطيب تروحون مع بعض كل أسبوع والحمد لله تيسرت وهذا الرجل الذي كنت أذهب معه لا زال حتى الآن خطيبا في نفس القرية.
الشيخ الجارالله
يبدو أنك حققت انطلاقة كبيرة في العمل على الثبات على الدين بعد أن أصبحت خطيبا؟
هذا الفتح الأول في طريق المحافظة على الثبات على الدين وطلب العلم وأما الفتح الثاني فكان ذهابي إلى الشيخ عبدالله بن جارالله رحمه الله الذي كان جارا لنا حيث جئت إليه بمنزله وقد كان الشيخ مريضا فعرضت عليه رغبتي في طلب العلم والقراءة عليه فوافق الشيخ فلازمت الشيخ سنتين وقرأت عليه كتاب التوحيد وحفظت عنده عمدة الأحكام والزاد وقرأت عليه تفسير الجلالين وحفظت بعض الآيات وكنت آتي الى الشيخ يوميا وهذا الأمر أعطاني دفعة إيمانية، وقد كان استقامتي على بداية شهر رمضان وسبحان الله رمضان مفتاح التوبة كثير من الشباب يعود ويرجع في رمضان ورمضان فرصة عظيمة للتغيير فذهبت في رمضان مع صحبة صالحة نحسبهم كذلك من ضمن المجموعة الشيخ بدر الحميد والشيخ فهد الحميد شيخنا في مكة وهو على استقامته من قديم الله يثبته على الحق فكان الشيخ فهد يعلمنا ويدرسنا وكان عنده مثل الطلاب وكان البرنامج فيه حلقة للقرآن الكريم وكانت هذه الحلقة أقوى دافع إيماني لي في تلك الفترة.
نعود لموضوع الزواج ومتى كانت بداية نهاية تلك المرحلة والمعاناة؟
بعد انتهاء شهر رمضان عدت للحديث مع الأهل عن أمور الزواج وبدأنا البحث عن امرأة واستعجلت الأهل في البحث وقلت لهم يجب أن ننتهي مبكرا والحمد لله في محرم قبلت بي ثلاث عوائل فاستخرت الله واحترت بينهم فذهبت إلى الوالدة وقلت لها لمن ترتاحين أكثر فقالت لعائلة العمير والحمد لله تقدمنا لهم رسميا وقلت لهم أريد الزواج خلال ثلاثين يوما قالوا: كيف؟ قلت مادخلي دبروا أنفسكم..
وأنا المشكلة ما عندي ريال واحد، وكان زوج أختي توفي الله يجزاه الجنة اتصلت أختي وقالت قول لهم الذهب اللي يبون علي، شوي اتصلت أختي الثانية قالت: هذه عشرة آلاف من عندي، وهي كانت مدرسة والشباب اللي كانوا معي تقاطوا وجابوا لي مبلغا طيبا، والشيخ عبدالعزيز التركي اتصل وأعطاني مبلغ، وبعدها بأسبوع أعطاني مبلغا أخر، وبعدها أعطاني مبلغا، وجاء خير واجد ولله الحمد، حتى زاد عن المهر، أبو الزوجة الله يعطيه الصحة والعافية كان مريضا، وقدمنا له ثلاثين ألفا قال وش هذي؟ قلنا له ثلاثين ألف، قال: لا إنا ما نبي مهر نبيك أنت، أعطنا عشرة وخذ العشرين معك، وقال يا جماعة الخير على ما تشهدون إنا مانريد منه شي ولا نريد عرس ولا شيء، وهذي البنت موجودة أن يريد يأخذها وعليها ملابسها الحين، وكان الوالد وعمي موجودين، قال الوالد: لا.. بد من عمل عرس إن شا الله والمهر وصل ثلاثين، والحمد لله خلال ثلاثين يوما تزوجت من عائلة طيبة وامرأة صالحة ولله الحمد.
مصاعب متعددة
لكن بعد تلك التطورات في حياتك وبداية تحصيلك العلمي ألم تفكر في دعوة زملائك السابقين وهل توقفت في ذلك؟
الحقيقة لم أنس زملائي القدامى وفعلا حرصت على الذهاب إليهم لكن صار لي معهم موقف عجيب، فعندما ذهبت أنصحهم، وهذا أكبر خطأ أن الواحد يروح لأخوياه الأولين لوحده، وقلت أحدث عليهم في الرصيف اللي يجلسون فيه، وحضرت كلمة وحفظتها زين ورحت عندهم، حيث عندهم وسلمت عليهم والشباب هلا إبراهيم ما شاء الله تطوعت، إيه يا اللحية، إيه يا الثوب، ومن كلام الشباب، المهم جلست عندهم وقلت لهم يا شباب أبي ألقي عليكم كلمة قالوا تفضل، قلت: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: وأنسى كل اللي محضرة ولا تذكرت ولا شيء، وعرقت وحالتي حالة، ولا قدرت أركب كلمتين على بعضها، المهم سبحان الله تغطيت بغترتي وقمت ومشيت ولا مني الشباب وقالوا لا عاد تروح لوحدك، وبعدها بدأت أخطب، وأطور نفسي وألقي كلمات بدون ورقة، كنت أحفظ، وكان واحد من الشباب يساعدني ومع ذلك كنت مواصلا على الشيخ الجارالله. رحمه الله .، وكنت أدرس عند الشيخ ابن باز رحمه الله في بلوغ المرام ودرست سنتين كاملتين عند الشيخ ابن جبرين، وكنت أوديه بالسيارة وأجيبه، ودرست عند الشيخ الفوزان في بلوغ المرام، وما استطعت أن أوصل لأني كان عندي مواد بالليل وكانت متعارضة مع موعد الدرس والحمد لله كنت ألقي كلمات في المساجد ولم أخرج أي شريط، وكنت أروح الشمال والجنوب وأدعو إلى الله في القرى وآخذ معي أشرطة، بعد ذلك كانت وفاة الشيخ ابن جار الله رحمه الله، كانت مثل الصدمة علي، لأني كنت عند الشيخ مثل ابنه، كنت آخذ الكتب وأوديها المطابع، وأطبعها وأقوم بالأشياء الخاصة للشيخ، وكان يساعدني الشيخ ماديا وقف معي، وكان الشيخ رحمه الله قمة في التعامل، قمة في الإخلاص، قمة في الكرم، قمة في التواضع والعلم، وللشيخ مناحي العجمي كتاب في سيرة الشيخ رحمه الله، وذكرت بعض القصص بعد وفاة الشيخ تأثرت بها تأثرا كبيرا جدا، حتى أن أمي كانت تبكي عشاني تعرف إني كنت عند الشيخ يوميا ..
فكنت أقول من يضمني الآن..؟ من الشيخ اللي يقدر أجيه في بيته وأطلب عنده..؟ فوجدت الشيخ محمد المعيوف مدرس في معهد إمام الدعوة الشيخ كفيف لكنه علامة لازمته 5 سنوات وأول ما ذهبت إليه أنا وأحد الشباب قلت يا شيخ أبغي أطلب العلم عندك ، قال يا إبراهيم كم أنت حافظ من القرآن؟ قلت: 10 أجزاء، ياشيخ، قال: ياإبراهيم، إذا حفظت القرآن تعال، قلت: يا شيخ، ماهي المشكلة ، أحفظ القرآن عندك، وبالفعل حفظت القرآن على يد الشيخ ابن معيوف وقرأت على الشيخ كتب كثيرة قرأت عنده ألفية ابن مالك، وحفظت 300 بيت، وحفظت عند الشيخ متن الرحبية، وحفظت عنده الزاد وقرأت عليه في العروض والقافية وكنت أحضر دروسه في بيته يوميا، وفعلا الشيخ الله يحفظه ويوفقه علمني أشياء كثيرة كان يعلمني الأدب في التعامل مع الآخرين، علمني أني ما أتكلم في المشايخ والعلماء، علمني أمورا في العبادة في التواضع هذه كانت من أهم الأمور التي استفدتها من الشيخ، وأنا أدعو للشيخ دائما وأخصه بالدعاء في أي موطن إجابة حتى في عرفات، بعدها كان طالب العلم هو أقوى سلاح أواجه به الشيطان، والحمد لله بدأت ألقي المحاضرات وكان السبب في إبراز الشيخ عبدالمحسن الأحمد، وأذكر أن الشيخ كان له محاضرة في أحد الأماكن وكان عبدالمحسن الأحمد ومن ضمن الجمهور وأذكر أنه تعشى معنا ذلك اليوم وأنا أعرف عبدالمحسن الأحمد من الطفولة وأعرف إخوانه كلهم، قال لي الشيخ وش رأيك نأخذه معنا المدارس، فكلنا نأخذ، معنا للمدارس وكنا أربعة صالح الحمودي وإبراهيم الطلحة و عبدالمحسن الأحمد و أبو زقم سلطان الدغيلبي، كنا نروح المدارس سوى وكان عبدالمحسن في بداية التزامه وبرز عبدالمحسن وانقطع عنا وبعدها برز أبو زقم وانقطع كذلك فبقيت أنا والحمودي ولن ننقطع إن شاء الله، والجبيلان معنا بس أنه في القصيم والجبيلان أعتبره شيخي في الدعوة والتعامل مع الآخرين، أنا أعرف الشيخين في دينهم وحرصهم على التوحيد وفي نشرهم للخير وعبادتهم ويتمتعون برحابة صدر فلا يتكلمون في الناس ولا المشايخ. وكان لهم دور بارز في إخراجي، وكان أول محاضرة لي في محفل كبير ببيوت الشباب بجدة ذهبت أنا والشيخ سليمان ويوم رحت معه أثنى على وقال: أسلوبك جيد اطلع، وبعدها صرت مع الشيخ أستفيد منه، وكنت معه يوميا لفترة ما هي قصيرة كان جزاه الله خيرا يمرني بالسيارة من عنيزة ونسافر جدة الشرعية مكة، وكان يجيب التذاكر ويقول امشي عندنا محاضرة في المدينة الفلانية ومخالطتي للجبيلان بكثرة لأن الحمودي كان عنده ظروف لفترة وطلع لنا شريط في ذلك اسمه أين الطريق، ولهذا كان للجبيلان والحمودي دور كبير في بروزي في الدعوة، وبعده الحمد لله طلت في قنوات في قناة الشارقة وعدة قنوات وسماري..
والحمد لله أنا مواصل دراستي حيث تخرجت من كلية التقنية وقدمت على جامعة الإمام فرفضوا وقالوا معك ثانوية صناعية، فأعدت دراستي للثانوية من المعهد العلمي بإشارة من الشيخ المعيوف فأصبحت عندي ثانويتان وأنا الحمد لله الآن في المستوى الثامن في كلية الشريعة جامعة الإمام وإن شا الله ناوي على الماجستير وعلى الدكتوراه بإذن الله، والحمد لله لي الآن دروس في الانترنت في غرفة الأحبة في الله على البالتوك كل يوم اثنين الساعة 11 مساء بعنوان كيف نفهم القرآن، وأنا أحب أقرأ التفسير كثيرا، وعندي تعليقات على تفسير ابن السعدي مع الشيخ ابن باز ومع الشيخ ابن عثيمين وعندي أكثر من 600 شريط دروس للشيخ ابن عثيمين وعلى فكرة أنا لا أسمع المحاضرات وكل أشرطتي في السيارة دروس وغالبها أشرطة ابن عثيمين ونسأل الله أن يوفقنا ويثبتنا وإياكم على الحق..
” المعذره على الأطاله لكن نقلتها لأخذ الفائده”