يقول الدكتور عبد الله:
بعد أربعة اشهر يصاب بالتهاب في الغشاء البلوري المحيط بالقلب..مما اضطرنا إلى فتح القفص الصدري ..وتركه مفتوحا ليخرج الصديد!!!!
وامه تنظر إليه وتردد: أسأل الله أن يشفيه….هو الشافي المعافي…
ثم تنصرف عنه إلى كرسيها وتفتح مصحفها…
كنت انظر إليها أحيانا… ومصحفها بين يديها… لا تلتفت إلى ما حولها…. كنت أدخل غرفة الإنعاش … فأرى أنواع المرضى ومرافقيهم.. أرى مرضى يصرخون…و آخرين يتأوهون
..ومرافقين يبكون ..وآخرين يجرون وراء الأطباء ..
وهي..على كرسيها ومصحفها ..لا تلتف إلى صارخ..ولا تقوم إلى طبيب..و لا تتحدث مع أحد..
كنا أشعر أنها *جبل *
بعد ستة أشهر في الإنعاش ..كنت أمر على الصغير فأراه لا يتكلم ..ولا يتحرك .. صدره مفتوح!!
ظننا أن هذه هي نهايته وخاتمته..والمرأة كما هي تقرأ القرآن .. صابرة لم تشتك.. ولم تتضجر..والله ما كلمتني بكلمة واحدة..و لا سألتني عن حالة ولدها!!
إلا إن ابتدأت أنا أحدثها عنه..وكان زوجها قد جاوز الأربعين..يقابلني أحيانا عند ولده..
فإذا التفت إلي ليسألني ..غمزت الأم يده..وهدأته ورفعت من معنوياته..وذكرته بأن الله هو الشافي..
بعد شهرين..تحسنت حالته..حولناه إلى قسم الأطفال في المستشفى …تحسن كثيرا
ماسوا معه أنواع العلاجات والتدريبات..بعدها ذهب الطفل إلى بيته ماشيا ..يرى ..ويتكلم !!!!!!
كأنه لم يصبه شئ من قبل!!!!!!!!!!
لم تنته القصة…
العجيب بعد سنة ونصف…كنت في عيادتي ..فإذا بزوج المرأة يدخل علي وزوجته وراءه تحمل بين يديها طفلا صغيرا صحته جيدة..
وكان للطفل مراجعة عادية عند احد الزملاء لكنهم جاوؤا للسلام علي
قلت للزوج: ما شاء الله هذا الرضيع رقمه ستة او سبعة في العائلة؟؟؟
قال الزوج:
هذا هو الثاني والولد الأول الذي عالجته العام الماضي
وهو أول مولود لنا
بعد17 سنة من العلاج من العقم!!!!!!!!!!!!!
قال الدكتور :خفضت رأسي وأنا أتذكر صورتها عند الولد..
لم أسمع لها صوتا..ولم أر منها جزعا
قلت في نفسي: سبحاااااااااااان الله…بعد17 سنة من الصبر وأنواع علاج العقم..ترزق بولد تراه يموت أمامها مرات ومرات…
وهي لا تعرف إلا لا إله إلا الله ..الله الشافي ..المعافي
أي اتكال ….وأي امرأة هذه…
(من كتاب عاشق في غرفة العمليات للشيخ العريفي)