من كتاب هل تبحث عن وظيفة
هل أدلك على عبادة من أعظم العبادات.. كان رسول الله r يفعلها على جميع
أحواله.. بل أمر الله تعالى المؤمنين بفعلها بعد الصلاة.. وبعد الصيام.. وبعد الحج.. بل وأثناء القتال.. وقبل الطعام وبعده.. وقبل النوم وبعده.. وقبل دخول الخلاء وبعده.. وهي مع ذلك لا تحتاج إلى استقبال القبلة .. ولا ستر العورة.. ولا فعلها في جماعة.. ولا السفر لأجلها.. ولا إنفاق ريال واحد لأجلها..
هذه العبادة.. يستطيع فعلها الكبير والصغير.. والغني والفقير.. والرجل والمرأة.. والعالم والجاهل.. والمشغول والفارغ..
هل عرفت هذه العبادة ؟؟
هي التي مدح الله تعالى الصالحين والصالحات بأنهم يفعلونها دائماً فقال:
﴿ والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مفعرة وأجراً عظيماً.. ﴾
وقال r :} ألا أنبئكم بخير أعمالكم , وأزكاها عند مليككم , وأرفعها في درجاتكم , وخير لكم من إنفاق الذهب والورق , وخير لكم من تلقوا عدوكم , فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟! قالوا : بلى , قال : ذكر الله تعالى {(21)..
قال معاذ بن جبل t : ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله..
وكان أبو هريرة t يسبح في اليوم والليلة أكثر من أثنى عشر ألف تسبيحة!!
ويقول :هذا التسبيح أفتك به نفسي من النار.. ومن أفضل الأذكار.. قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة.. قال r :} من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت “(22) وقال r:}
ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء{(23)
فكن ذاكراً لله على جميع أحوالك.. نعم.. قد تقصر في قيام الليل.. أو صيام النافلة.. أو الصدقة.. فانتبه أن تتكاسل نفسك عن الذكر.. وهو لا يكلفك شيئاً.. وقد قال ربك عز وجل:﴿ فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون.. ﴾
(21) رواه الترمذي وابن ماجة , وهو صحيح.
(22) رواه النسائي وابن السنيي, وهو صحيح.