هل شعرت بالألم ؟
الألم ليس مذموما ً دائما ً ،
و لا مكروها أبدا ً ، فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم ..
إن الدعاء الحار يأتي مع الألم ،
والتسبيح الصادق يصاحب الألم ،
وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء الطلب يثمر عالما ً جهبذاً لأنه احترق في
البداية فأشرق في النهاية ، وتألم الشاعر
ومعاناته لما يقول تنتج أدبا ً مؤثرا ً خلابا ً لأنه انقدح مع
الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الأفئدة ، ومعاناة الكاتب تخرج نتاجا ً حيا ً جذابا ً يمور بالعبر والصور والذكريات ..
إن الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ولم تلذعه الأزمات ولم تكوه الملمات . إن هذا الطالب يبقى كسولا ً مترهلا ً فاترا ً…
وإن الشاعر الذي ماعرف الألم ولا ذاق المر ولا تجرع الغصص تبقى قصائده ركاما ً من رخيص الحديث ، وكتلا ً من زبد القول ،
لأن قصائده خرجت من لسانه وليس من وجدانه وتلفظ بها فهمه ولم يعشها قلبه وجوانحه ..
وأسمى من هذه الأمثلة وأرفع : حياة المؤمنين الأولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد الملة فإنهم أعظم إيمانا ً ، وأبر قلوبا ً ، وأعمق علما ً لأنهم عاشوا الألم والمعاناة : ألم الجوع والفقر والتشريد والطرد والإبعاد والقتل والتعذيب ، فكانوا بحق الصفوة الصافية …
وفي عالم الدنيا أناس قدموا أروع نتاجهم لأنهم تألموا : فالمتنبي وعكته الحمى فأنشد رائعته :
وزائرتي كأن بها حياء *
فليس تزور إلا في الظلام
والنابغة خوفة النعمان بن المنذر بالقتل ، فقدم للناس :
فإنك شمس والملوك كواكب * إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وكثيرُ أولئك الذين أثروا الحياة ، لأنهم تألموا
إذن لا تجزع من الألم ، ولا تخف من المعاناة ، فربما كانت قوة لك ومتاعا ً إلى حين ….
كان لهذه الكلمات وقع جميل على قلبي فأحببت أن تجدوا منها ما وجدت
من كتاب لا تحزن لشيخنا عائض القرني حفظه الله
منقــــــــــــــــــــــووووول
😆 🙂 😆 hy: