مدّ يد المساعدة
هل أنت متشوّقة لأن يبدأ طفلك بالتعرّف على مفهوم المساعدة والمشاركة؟ إنّ ثمانية عشر شهراً ليس بالعمر المبكر لكي تبدئي بتعليمه المشاركة في مهام بسيطة داخل المنـزل. استفيدي من رغبته وتعطّشه لتقليد الآخرين، إذ أنّ أكثر ما يفرحه هو إعطائه الفرصة للمشاركة في جميع الأمور الشيّقة التي يشاهدك تقومين بها. فباستطاعته مساعدتك في حمل الغسيل ووضعه في الغسالة، أو القيام بفرك شعره بالشامبو، أو حتّى حمل المفاتيح عندما تكون يداك ممتلئتان بالأغراض. سيغمر الفرح طفلك عندما توكل إليه هذه المهام الصغيرة، كما وأنّ إشراكه في المسؤوليّات العائليّة يشكّل تجربة من شأنها تعزيز قوّته واستقلاليّته. أمّا في إطار الأعمال المنـزليّة اليوميّة، فعمر طفلك مناسب لكي تحدّدي له وقتاً للترتيب بعد كلّ جولة لعب. ولمَ لا تدعيه يساعدك في الحديقة أيضاً؟ إشتر له مرشّة صغيرة ودعيه يقوم بريّ الشتول حيث لا يشكّل سكب الماء على الأرض أيّ ضرر. أعطه الإستقلالية لكيّ يتدبّر هذه الأعمال بمفرده – فإنّ تخطّي الصعوبات هو طريقة رائعة لتعزيز مهاراته في حلّ المشاكل. ولكن عليك أن تبقيِ قريبة منه، فهو ما زال يحتاج الى مساعدتك باستمرار، في كلّ خطوة يقوم بها.
ما زالت العناية بالبشرة مهمّة
وإن كان طفلك لم يعد بحاجة إلى الحفاضات سوى خلال القيلولة، والمسافات الطويلة، والّليل، يبقى أنّ طريقتك في الاهتمام ببشرته لا يجب أن تتغيّر. تصبح بشرة الأطفال، لسبب أو لآخر، أكثر حساسيّة إثر تجفيفها جزئياً وتنظيفها. أمّا بالنسبة لناحية الغيار، فإنّ البشرة التي تنعم بالصحة هي تلك التي تبقى جافّة، إذ أنّ البشرة الرطبة سرعان ما تصبح حسّاسة وعرضة للطّفح الجلدي في ناحية الغيار. وللتّخفيف من رطوبة الحفاضات، عليك تبديلها باستمرار، كلّما لزم الأمر، واستعمال حفاضات ذات قدرة كبيرة على الإمتصاص، خاصّة خلال الّليل. أمّا إذا كنت تستعملين الحفاضات المصنوعة من قماش قطنيّ، فمن الحكمة أن تحرصي على تفقّدها وتبديلها. تذكّري أنّ أيّة تغيّرات في نظام طفلك الغذائي، وأيّ مرض قد يصيبه، وحتّى تناوله للمضادّات الحيويّة، هي عوامل قد تؤدّي إلى تغيّرات في خصائص برازه، ممّا قد يسبّب احمرار البشرة وتهيّجها عند المؤخّرة. عالجي هذه التهيّجات باكراً وبصورة نهائيةً لكي لا يصبح الذهاب إلى الحمّام مشكلة بالنسبة إلى طفلك.
تعرّفي أكثر، من خلال أخصّائيّينا، إلى كيفية تجنّب الطفح الجلدي ومعالجته في ناحية الغيار.
إليك نصيحة موجزة: من الصعب على الأطفال التحكّم بحاجتهم الى التبوّل خلال الليّل. لذلك قد يسمح تخفيف كمية السوائل المعطاة لهم بعد الساعة السادسة مساءً، وجعلهم يبوّلون قبل الخلود الى النوم، بالتخفيف من تبلّل السرير. وفي الوقت المناسب، سيتعلّم طفلك الإستيقاظ عندما يحتاج الى دخول الحمّام خلال الليل. وإلى ذلك الحين، أبقي الفراش مكسوّاً بأكياس بلاستيكية سميكة أو بأغطية خاصّة مانعة لتسرّب السوائل إلى الفرشة.
حان الوقت لاتّخاذ التدابير اللازمة في ما يتعلّق بمناعة طفلك. هل حدّدت موعداً مع الطبيب؟
نظراً إلى أنّ طفلك أصبح يقضي معظم وقته واقفاً على رجليه، فلا بدّ من أنّه ينزعج أكثر فأكثر من أن يجد نفسه محتجزاً في المهد أو مقيّداً داخل عربة أو كرسي للأطفال. علماً أنّه لا شكّ في وجود الكثير من الحالات التي لا تزال تدعو إلى احتجازه ضماناً لسلامته. فهو ليس جاهزاًً بعد للجلوس على كرسي عاديّ لتناول الطعام لأنّه على الأرجح سيسعى إلى الوقوف عليه بدل الجلوس بهدوء، كما وأنّ عمليّة الأكل ما زالت فوضويّة وتسبّب الاتِّساخ. وكذلك فإنّه، رغم معارضته لك، ما يزال صغيراً جداً لكي يتمكّن من التخلّي نهائيّاً عن عربة الأطفال. أمّا فيما يختصّ بوقت النوم، ستلاحظين أنّ صغيرك يقضي معظم وقته محاولاً إيجاد طريقة ليتسلّق خارج مهده. إنّ العديد من الأطفال يلازمون مهدهم بفرح إلى أن يتعدّوا السنة الثانية من العمر، وهذا بالطبع أسهل للأهل. ولكن إن كنت تخشين أن ينجح طفلك في الهرب، أو السقوط أرضاً خلال محاولته، فهذا هو الوقت المناسب للتفكير في نقله إلى سرير كبير، وتأكّدي من شراء حواجز أمان ذات نوعيّة جيّدة يمكن تثبيتها على جانب السرير لمنع طفلك من الخروج. قومي بتجربتها خلال عدّة ليالي لكي تتأكّدي من نجاح الأمر، وذلك قبل أن تتكبّدي عناء تفكيك المهد ووضعه جانباً. واستعدّي نفسياً لمرحلة تدريب يتعلّم خلالها طفلك البقاء في السرير إلى أن يغفو. أمّا طفلك، فما إن يكتشف أنّه لم يعد محجوزاًً خلال الّليل، ستزول رغبته في القفز خارج سريره كلّما سنحت الفرصة.
محبّو الكتب
إنّ صغر عمر الأطفال لا يمنعهم من الإستمتاع بروائع الكتب. فإنّ الجلوس قرب طفلك ليلاً واختيار مجموعة من كتبه المفضّلة لقراءتها له، سيعزّز الرابط بينكما. إنّ قراءة القصص لطفلك هي أيضاً طريقة رائعة لتعزيز نموّه الّلغويّ. اختاري كتب القصص البسيطة جداً، والتي تحتوي على الكثير من التكرار والقافية، كما يمكنك أن تجرّبي أيضاً كتب “الكلمات الأولى” (الكلمة الواحدة) التي تملؤها صور واضحة للأشياء، والألوان، والحيوانات، والأشخاص التي تقومين بتسميتها له الواحدة تلوى الأخرى. يمكنك حتّى أن تعتمدي كتب الأرقام ذي قوافي العدّ، بغية جعله يعتاد على طابع الإيقاع في العدّ، وصوت سلسلات الأرقام. إستفيدي من كلّ فرصة لتعزيز المفردات اللغويّة لدى طفلك، فهو الآن أشبه بالاسفنجة فيما يتعلّق بالكلمات الجديدة، وما من شيء يفرحه أكثر من استكشاف عالمه. تذكّري دائماً أنّ قدرة الأطفال على فهم الّلغة تفوق بكثير قدرتهم على لفظ الكلمات. وإن كان طفلك لا يُظهر اهتماماَ خاصّاَ بقول العديد من الكلمات المعروفة، لا شكّ أنّ باستطاعته فهم قسم كبير جداً ممّا يقال. فاستمرّي إذاً بالقراءة، لأنّ كلّ هذه اللغّة تُمتصّ وتُخزّن في عقله الصغير المنهمك!
سحر الفقاقيع
لما لا نلهو بفقاقيع الصابون في الحديقة. إشتر قارورة جاهزة من المتجر، أو لمزيد من المرح (والفوضى)، إصنعي خليطك الخاصّ؛ أضيفي قدر ثلثَي الكوب من سائل الصابون إلى الماء حتّى يصبح لديك الكثير من الفقاقيع. إنّ جميع الأطفال، بدءاً بسريعي الانفعال وصولاَ إلى الأكثر حساسية، سيستمتعون ويهدؤون عند اللعب بالفقاقيع.