**********
(( حدثت لي شخصيا))
اتصلت بي اختي لتبلغني بالخبر المفجع..
ابنه خالتي الذي يبلغ التاسعه عشر من العمر حصل له حادث..حيث كان يسير في طريق مظلم واذا بامرأه تحاول قطع الطريق لتلحق بزوجها وابنها الصغير في الجهه المقابله..
لكن القدر كان اسبق..حيث ارتطمت بسيارة ابنه خالتي لتلاقي حتفها امام مرأى طفلها وزوجها…
بكيت كثيرا..واتمت خالتي وزوجها امور العزاء و الدّيه وما الى ذلك…ومرت الايام تلو الايام….مايقارب التسعه اشهر..
كانت اياما حافله بالاحداث..
وجديرة بان تنسينا ذلك الامر..
انجبت طفلي الاول .. وتزوجت ابنه خالتي الاخرى..وعاد المسافر..
ووووو…احداث كثيرة مرت عليناجاءت الاجازة وكما المعتاد..
نخرج الى الحدائق والمتنزهات للترفيه..كغالبيه الاسر..
وفي احدى المرات..ذهبنا الى حديقة مجاورة لمنزلي..
كانت حديقة صغيره جدا ربما لاتكفي الا لعائله واحده..ولما وصلنا..سالني زوجي ان كانت مليئة فاخبرته انني لا ارى الا رجل واحد مستلقي على الارض يعبث بجواله وطفل صغير يلعب بجواره..
واقف زوجي على ان ننزل فيها حملت طفلي ذو السبعه اشهر على يدي..وترجلنا من السيارة وفور وصولنا الى باب الحديقة اذا بالطفل يركض مسرعا نحونا..
كان يبلغ السنه والنصف تقريبا..او ربما السنتين..
اخذ يتكلم بكلام الاطفال الذي لا يفهم..
قال زوجي ربما ليس عريبا..فضحكت كثيرا واخبرته انه طفل لا يجيد الكلام..
واذا بالطفل تزيد نبرته..واخذ يقترب منى ويمسك عبائتي..ضحك زوجي وقال اين بابا..؟
دخلنا الحديقه والطفل متشبث بي بطريقه عجيبه..
يركض امامي ويتكلم..ثم يجلس وكانه يقول(لنجلس هنا)
طفل غريب واحساس انتابني اغرب..احببته رغم اننا لم نكمل الدقيقه منذ بدايه لقائنا
ومازال الطفل يتمتم بلام كثير وكانه يروي لنا قصه ما..هممت بالجلوس الى جانبه واللعب معه ولكن والده باغتنا وامسك بيده فجاة ثم التفت الى زوجي وقال..(انه وحيد لذلك يتصرف هكذا)..
اجتذبه بقوة ثم غادروا الحديقه وهم يمشون على ارجلهم..
لم اهمس بكلمه واحدة..
ودار في راسي الف سؤال..
ماذا يقصد والده بقوله(وحيد)؟؟
لماذا هو وحيد.؟
لماذا احببته بهذه السرعه..؟
والسؤال الصاعقه…………..7
7
7
7
7
7
7
7
7
(هل يكون هذا الطفل ولد المراة التي ماتت امام مرأى طفلها وزوجها..؟)
فالصفات متطابقه…
انهم زوج وولد فقط..
الجنسيه هي نفسها
الطفل وحيد
وفي نفس الحي الذي توفيت فيه وكذلك يوجد بيتها..!!!
رباااااااه
هل يعقل..؟
ومضى الاب وابنه في طريقهم
ومضينا نحن في طريقنا..
اليوم صباح يوم جديد منذ التقيت الطفل بالامس ولا يكاد التفكير ينفك عني.
وتخنقني عبرة ساخنه ويقتلني الالم..
عالم صغير واحداث كثيرة وجنون السرعه يحصد الارواح…
~~~~~
في الجهه المقابله ام جيراننا تفجع بوفاه اصغر ابنائها واكبرهم في حادث مفجع..وقد مر على ذلك مايقارب الخمس سنوات
ومازالت تذكرهم في كل مجلس..وكل وقت ولا ملامه عليها…
قالت لي ذات يوم..( ابنتي والله اني ابكي عليهما كل يوم وكل يوم انام في سرير ابني الصغير لارى ماحفره على خشب السرير”خالد”فازداد بكاء وحرقه وكانه يقول لي امي لا تنسي خلودي فها انا حفرت اسمي حفرا..
قبليه في كل يوم وادعي لي)
اخبرتني امي انها في احد الايام كانت تسير في احد الاماكن العامه واذا بها تصرخ(خلووووووووووودي!!)
هب ابنائها لتهدئتها فافجعهم ما رأوا….( طفل يشبه خالد كثيرا بل انه نسخه منه)
ذهبت اليه وقبلته وضمته وانصرفت وهو لايدري عن السبب..!!
ربآآآآآآآآآآآه
طفل مكلوم يفقد امه
وام مكلومه فقدت طفلها..ودموووووووووع تنسجها عيون المحبين..لترسم صفحات من الالم…وتبقى صورهم عالقه في الاذهان لالف ليله وليله..
رباه ارحم موتى المسلمين واربط على قلوب ذويهم..واحفظنا من شر السيارات القاتله والشباب المتهور..
وارع اللهم ذلك الطفل الصغير واصلح قلبه وثبت والده يااارب..
(جوانب من القصه):
* الخطا في الحادث كان على المراة وليس على ابنه خالتي بتقرير المرور وشهاده الشهود ولم يكن طيشا منه…
*ام الجيران تربي ابني بنتها الكبيرة التي توفيت مع ابنها لاصغير في نفس الحادث
*زواج ابنه جيراننا اخت خالد هذا الاسبوع.
~~~~~~~~~~
(وهكذا تدور عجله الحياة..)