بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .
هذه مجموعة من التنبيهات والوصايا لطلاب العلم اسأل الله أن ينفع بها وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص .
* عن أبي إدريس الخولاني قال : من تعلم صرف الحديث ليستكفيء به قلوب الناس لم يرح رائحة الجنة .
* عن إبراهيم بن أدهم قال : لم يصدق الله عز وجل من أحب الشهرة .
* عن عبيد بن عمير قال : إن الله يبغض القاريء إذا كان لباساً ركاباً خراجاً ولاجاً .
* عن محمد بن واسع قال : بلغني أن بعض من يلقى في النار يجر أقتابه ( أمعاؤه ) تدور به كما تدور الرحا فيقال : ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : بلى ولكن كنت آمر بالمعروف وأخالف إلى غيره ، وأنهى عن المنكر وأقع فيه .
* عن وهب بن منبه قال : إن للعلم طغياناً كطغيان المال .
* عن محمد بن النضر الحارثي قال : كان يقال أول العلم الاستماع له ثم الإنصات له ثم حفظه ثم العمل به ثم بثه .
********************************
فيا طالبة العلم .. الله الله في الإخلاص . هل تعلمون أخواتي أن بعض التابعين – وهم من هم – قالوا : أشد شيء على النفس الإخلاص إذ ليس لها منه نصيب . والله سبحانه هو المستعان فالهجي دائماً بدعاء اللهم ارزقنا الإخلاص واستعيذذ بالله من الشرك والرياء والنفاق ، وجاهدي نفسك قدر استطاعتك لتحققي الإخلاص واستشعري نظر الله إليك وقدرته عليك ، وفقني الله وإياكن لما فيه رضاه .
وأبشركن بكلمة قالها غير واحد من السلف : طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله .
قال الشيخ الخضير معلقاً على هذه الكلمة : هذه أثرت عن أكثر من شخص، والعلم الشرعي عبادة، العلم الشرعي المتلقى من الكتاب والسنة عبادة محضة، لا يجوز فيه التشريك، ولا يجوز الدخول فيه بغير نية خالصة صالحة، لكن حال كثير من طلاب العلم اليوم يجاهدون، بل كثير منهم يصرح بأنه عجز عن أن يخلص في طلب العلم فهل يترك؟ نقول: لا، لا تترك، جاهد، وإذا علم الله منك صدق النية أعانك، ووفقك؛ لأن الترك ليس بحل، ليس بحل الترك إطلاقاً، اطلب العلم وجاهد نفسك وحاول أن تخلص لله -عز وجل- ثم بعد ذلك يأبى إلا أن يكون لله، أما أن تقدم على طلب العلم لغير الله بهذه النية، ولا تجاهد نفسك، ولا تسعى لتزيل النية ما هو بصحيح، ما هو بصحيح، بل من يطلب العلم لغير الله ليقال عالم أو ليتكسب به، هذا أمر عظيم، الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار: رجل طلب العلم تعلم وعلم إنما طلبه ليقال عالم، يتصدر المجالس هذا، نسأل الله العافية على خطر عظيم.
وبعد ذلك .. العمل العمل يا طالبة العلم حتى لا يذهب عنك علمك . كما قيل : إن العلم ينادي العمل ، فإن أجابه حل وإلا ارتحل .
وإياك والكبر ( طغيان العلم ) فتضيع دنياك وآخرتك .
يسر الله لنا جميعاً سبل الهدى وأعاذنا من غضبه وعذابه .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .