يستخدمه مئات الملايين كل يوم للتواصل عبر الإنترنت

ونظراً لأهمية الرمز، فلقد حظي باهتمام كبير من شعوب العالم قاطبة.

وفضل الطليان والفرنسيون أن يطلقوا عليه اسم “الحلزون” بسبب شكله الالتفافي، وأطلق عليه النرويجيون اسم “ذنب الخنزير”، وشبّهه الألماني بـ”ذنب القرد”.

ورأى فيه الصينيون شبهاً بـ”الفأر الصغير”، ويسميه الروس “رأس الكلب”، واستقرأ فيه الفنلنديون شكل “ القطّة النائمة”.
وبصرف النظر عمّن أصاب أو أخطأ في هذه التشبيهات، فإن من المؤكد الآن هو أن الرمز “آت” أصبح أساسياً ولا يمكن الاستغناء عنه أو إسقاطه من أي عنوان للبريد الإلكتروني. ولعل من الغريب أن ملايين الناس يستخدمونه كل يوم من دون أن يتساءلوا ولو لمرة واحدة: من أين جاء؟.

ونظراً لهذه الأهمية التي ينطوي عليها هذا الرمز، فلقد عمد متحف الفن الحديث في نيويورك إلى إدراجه ضمن الرموز المصممة الأكثر أهمية وضمّته إلى أرشيف التصاميم الهندسية التراثية الأكثر تأثيراً بالبشرية.

وليس من المعلوم تماماً متى استخدم الرمز “آت” للمرة الأولى، إلا أن من المرجّح أن ذلك يعود للقرن السادس أو السابع الميلادي وحيث كان يستخدم وفقاً لمفهومه اللاتيني الذي يعني “عند فلان” أو “موجه إلى فلان”. وأما من حيث التركيب اللغوي، فالرمز يتألف من دمج الحرفين الإنجليزيين a و d وبحيث يلتف الحرف الثاني حول الأول.

وتزعم نظرية أخرى أن الرمز ظهر للمرة الأولى في القرن السادس عشر عندما استخدمه تجار البندقية كاختصار لاسم وحدة قياس أطوال معروفة باسم “أمفورا”.

ويقول مؤرخو الطباعة والكتابة إن الظهور الأول للرمز “آت” كان في عام 1885 عندما أضيف إلى أحرف الآلات الطابعة اليدوية التي بدأت بإنتاجها شركة “أميريكان أندروود” منذ ذلك الوقت. وكان يستخدم كرمز اختصار للعبارة: “بفائدة قدرها كذا”.

وجاء استخدامه الأول كمفتاح للدخول إلى الإنترنت في عام 1971 عندما عمد مبرمج كمبيوتر أميركي يدعى ريموند توملينسون لإضافته إلى لوحة مفاتيح الكمبيوتر واستخدمه باعتباره “لازمة” لا بد منها في عنوان البريد الإلكتروني عندما يتم إرسال الرسالة الإلكترونية من كمبيوتر إلى آخر.

ومنذ ذلك الوقت ظل هذا الرمز يحتفظ بهذه الوظيفة الحساسة.

عن صحيفة (إنترناشونال هيرالد تريبيون)

دنيا