۩ لماذا تضحك يامحمد؟؟۩ مسابــقة بريق الأمل





مدخل:

الحمد لله ذي العظمة والكبرياء،والعزة والبقاء،والرفعة والعلاء،والمجد والثناء،تعالى عن الأنداد والشركاء،وتقدس عن الأمثال والنظراء،والصلاة والسلام على نبيه محمد خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء،عدد ذرات الثرى،ونجوم السماء.
أما بعد:
ماأحوجنا نحن الكبار وماأحوج أبنائنا إلى القدوة الصالحة
تلك القدوة التي نتأسى بها ونسترشد بأقوالها وأفعالها ونسير على خطاها فلقد شاءت إرادة المولى أن نحيا في هذا الزمن الغابر الذي أصبحت المصالح الشخصية فوق كل اعتبار من أهم أهداف الإنسان في حياته اليومية فالكل يبحث عن مصالحه الشخصية أيا كانت حتى لو كانت هذه المصالح تتعارض مع مصالح الآخرين أو مع المصلحة العامة.
فنرى القوي يتحكم بالضعيف،والغني يبخل على الفقير،والرئيس يتسلط على المرؤوس، وهذا كله ناتج بسبب طغيان الأهواء الشخصية.






لماذا تضحك يامحمد؟
ماالذي تصنعه مع الطفل وقد احتمى بطفولته؟!
مالذي تصنعه مع الطفل وقد أقسم الله به(ووالد وماولد)،وبشر به(يازكريا إنا نبشرك بغلام).
ماالذي تصنعه معه والله هو المدافع عنه(إن الله يدافع عن الذين آمنوا)
اصنع مابدا لك! فسيبقى طفلك سيد القلب..فدمعة صغيرة منه تثير فيك كل أحزان الضمير .. وضحكة واحدة تهدم عليك كل أركان المنطق،ببرهان أشعة الثغر المنير!
اصنع مابدا لك! فطفلك قد يرضى منك أي طعام، إلا الذي على المائدة!
فاحذر أن تغاضبه لأنك لو فعلت،ستخضع له طويلا حتى يرضى..
حتى لو ضربته.. سيكون هذا الضرب سببا للقبلات وللاعتذار!
فامسح بيديك.. أو بشفتيك عن خده الدموع..ولاتطمح أن يخضع لك إلا جوابا على خضوع!..
اصنع مابدا لك!.. فطفلك سيأسرك عندما يشكوك إلى قلبك بنبرة حزينة لحنها الدلال!..
ماذا نصنع مع الأطفال وهم ((قرة العين،وزينة الحياة)) وإخوة الأمطار والأموال والجنات؟!..
(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا*يرسل السماء عليكم مدرارا*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).
ماذا نصنع مع أطفالنا وهم أوراق الورد في شجرة العمر، وألحان الفرح التي تلون الحياة؟!.
تشرد منهم طرفة مرة ..فنستمتع بها ألف مرة !..
كل حركاتهم تدهشنا كأن لم يأتها قبلهم إنسان!
اللفتة،البسمة،وعثرة اللسان..كلها تعجبنا.. ويعجبنا منهم حتى ماقد يعاب!
ماذا نصنع مع أولادنا وفي قلوبنا كنوز رحمة ومحبة، نعيمنا في أن يكتشفوها لينهبوها؟! وكلما ازدادوا لها نهبا،ازددنا لهم حبا!! وكما تمتص النبتة كل روح المحبة،يمتص أولادنا أعمارنا…. فإذا نحن شيخوخة ،وإذا نحن سعداء!…


كنت في زيارة صديق لي،وحينما كنا نتناقش في قضية أدبية،دخل علينا طفلان صغيران يلهثان ابن..وبنت.. يطرد أحدهما الاخر في مرح… كان ركضهما جميلا ودخولهما مفاجئا..
حينما شعر الابن أن أخته قد تحصنت في مكان منيع قال لها:ياملعونة!!! أخرجي
قلت: أستغفر الله العظيم.
قل: أستغفر الله يامحمد…
كانت ثورة الأب على ابنه أقوى وأسرع من نطقه بالاستغفار حيث صرخ بابنه قائلا:
أسكت يامحمد،ومن أين جئت بهذا الكلام؟؟؟
أمسكت بيد الصغير وأجلسته بجواري، وكان أبوه يتحدث إلي قائلا:
أدري من أين يأتي الأولاد بهذا الكلام يبدو أنه الاختلاط بالآخرين.
رأيت محمد يداري ضحكة كادت تنفجر، وقد لفت نظري بضحكته المكبوتة،فسألته:
لماذا ضحكت يامحمد؟؟؟ قال: أخاف أن يضربني أبي.
ووعدته بالحماية من أبيه إذا أجاب عن سؤالي.. فقال ببراءة الطفل الصغير:
أضحك على أبي الذي يريد معاقبتي على كلمة ((ياملعونة))
مع أنه يقولها لأمي كثيرا!!
وزاد غضب الأب، ولكنني طلبت منه الهدوء وقلت له بعد خروج الطفلين:
أرأيت ياأبا محمد أهمية القدوة لأولادنا؟؟؟؟؟
قال: صدقت،وماكنت أتوقع أن أسمع هذا الكلام من محمد…
قلت: إن أهم مانعاني منه في التربية ضعف إحساس الأبوين بأهمية القدوة العملية للأولاد، حيث لايلتفتان لهذا الأمر إلا حينما تحصل المفاجأة، وقد تحصل المفاجأة بعد فوات الأوان..

مخرج:



{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا } [ سُورَةُ الأَحْزَابِ : 21 ]

ملاحظة:
الموضوع من بطون الكتب وصفحات الانترنت.



عن

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!