نونية الإمام القحطاني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه ،،،
وبعد :
فنونية الإمام القحطاني رحمه الله من أروع المنظومات في العقيدة وأصول الدين والأحكام الشرعية والأخلاق ، وأسهلها للحفظ ، وأعذبها عبارة ، وقد حوت أكثر مباحث العقيدة والتوحيد والأحكام الفقهية .
أبو عبد الله محمد بن صالح القحطاني، المعافري الأندلسي المالكي :
686 بيتاً
مقدمة النونية
يا منزِّل الآيات والفرقان
إشرح به صدري لمعرفة الهدى
يسِّر بِِهِ أمري وقَضِّ مآربي
واحطُطْ بِِهِ ِوزري وأخلص نيَّتي
واكشف به ضري وحقق توبتي
طَهِّرْ به قلبي وَصَفِّ سريرتي
واقطع به طمعي وشرّف همتي
أسهر به ليلي وأظْمِ جوارحي
أمزُجْه يا رب بِلَحْمِي معْ دمي
بيني وبينـك حرمة القرآن
واعصم به قلبي من الشيطان
وأَجِرْ بـه جسـدي من النيران
واشْدُدْ به أزري وأصلح شاني
واربح به بيعي بلا خسران
أجمل به ذكري وعلِّ مكاني
كثِّرْ بِِهِ ورعي وأحْيِ جَناني
أسبل بفيض دموعها أجفاني
واغسل به قلبي من الأضغاني
أنت الذي صورتني وخلقتني
أنت الذي علمتني ورحمتني
أنت الذي أطعمتني وسقيتني
وجبرتني وسترتني ونصرتني
أنت الذي آويتني وحبوتني
وزرعت لي بين القلوب مودةً
ونشرت لي في العالمين محاسناً
وجعلت ذكري في البرية شائعاً
والله لو علموا قبيح سريرتي
ولأعرضوا عني وملّوا صحبتي
لكن سترت معايبي ومثالبي
فَلَكَ المحامد والمدائح كلها
ولقد مننت عليّ ربِّ بأَنْعُمٍ
فوحق حكمتك التي آتيتني
لئنِ اجْتَبْتَنِي من رضاك معونةٌ
لأُسبحنك بكرة وعشيةً
ولأذكرنّك قائماً أو قاعداً
ولأكتمنّ عن البرية خلتي
ولأقصدنّك في جميع حوائجي
ولأحسمنّ عن الأنام مطامعي
ولأجعلنّ رضاك أكبر همتي
ولأكسونّ عيوب نفسي بالتقى
ولأمنعنّ النفس عن شهواتها
ولأتلونّ حروف وحيك في الدجى
وهديتني لشرائع الإيمان
وجعلت صدري واعيَ القرآن
من غير كَسْبِ يَدٍ ولا دُكَّان
وغمرتني بالفضل والإحسان
وهديتني من حيرة الخذلان
وعطفت منك برحمةٍ وحنان
وسترت عن أبصارهم عصياني
حتى جعلت جميعهم إخواني
لأبى السلام عليّ مَنْ يلقاني
وَلَبُؤْتُ بعد كرامةٍ بِهوانِ
وحلمت عن سقطي وعن طغياني
بخواطري وجوارحي ولساني
مالي بشكرِ أقلهن يدان
حتى شددت بنورها برهاني
حتى تقوِّي أيدُها إيماني
ولتخدمنك في الدجى أركاني
ولأشكرنّك سائر الأحيان
ولأشكونّ إليك جهد زماني
من دون قصد فلانةٍ وفلانِ
بحسام يأسٍ لَمْ تَشُبْه بناني
ولأضربنّ من الهوى شيطاني
ولأقبضنّ عن الفجور عناني
ولأجعلنّ الزهد من أعواني
ولأحرقنّ بنوره شيطاني
(بعض من معتقد أهل السنة في كتاب الله عزوجل وبعض صفاته)
أنت الذي يا ربِّ قلتَ ونظمته ببلاغةٍ أزليَّةٍ
وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه
فالله ربي لم يزل متكلما
نادى بصوتٍ حين كلّم عبدَه
وكذا ينادي في القيامة ربنا
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا
هذا حديث نبينا عن ربه
لسنا نشبه صوته بكلامنا
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته
وهو المحيط بكل شيء علمه
من ذا يكيف ذاته وصفاته
سبحانه ملكا على العرش استوى
وكلامه القرآن أنزل آيه
صلى عليه الله خير صلاته
هو جاء بالقرآن من عند الذي
تنزيل رب العالمين ووحيه
وكلام ربي لا يجيء بمثله
وهو المصون من الأباطل كلها
من كان يزعم أن يباري نظمه
فليأت منه بسورة أو آية
فلينفردْ باسم الألوهية وليكن
فإذا تناقض نظمه فليلبسن
أو فليقرّ بأنه تنزيل من
لا ريب فيه بأنه تنزيله
الله فصله وأحكم آيه
هو قوله وكلامه وخطابه
هو حكمه هو علمه هو نوره
جمع العلوم دقيقها وجليلها
قصص على خير البرية قصة
وأبان فيه حلاله وحرامه
من قال إن الله خالق قوله
من قال فيه عبارة وحكاية
من قال إن حروفه مخلوقة
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا
والوقف في القرآن خبث باطل
قل: غير مخلوق كلام إلهنا
أهل الشريعة أيقنوا بنزوله
وتجنب اللفظين إن كليهما
يأيها السني خذ بوصيتي
واقبل وصية مشفق متودد
كن في أمورك كلها متوسطا
واعلم بأن الله رب واحد
الأول المبدي بغير بداية
وكلامه صفة له وجلالة
ركن الديانة أن تصدق بالقضا
الله قد علم السعادة والشقا
لا يملك العبد الضعيف لنفسه
سبحان من يجري الأمور بحكمة
نفذت مشيئته بسابق علمه
والكل في أم الكتاب مسطّر
فاقصد هُدِيت ولا تكن متغاليا
دِنْ بالشريعة والكتاب كليهما
والخير والشر اللذان كلاهما
ولكل عبد حافظان لكل ما
أُمِرَا بِكَتْبِ كلامه وفعاله
والله صدق وعده ووعيده
والله أكبر أن تحد صفاته
حروفه ووصفته بالوعظ والتبيانِ
تكييفها يخفى على الأذهانِ
من قبل خلق الخلق في أزمانِ
حقاً إذا ما شاء ذو إحسانِ
موسى فَأَسْمَعَهُ بلا كتمانِ
جهراً فيسمع صوته الثقلانِ
قول الإله المالك الديانِ
صدقا بلا كذب ولا بهتانِ
إذ ليس يُدْرَكُ وصفه بعيانِ
أبداً ولا يحويه قطر مكانِ
من غير إغفالٍ ولا نسيانِ
وهو القديم مكوّن الأكوان
وحوى جميع الملك والسلطان
وَحْيَاً على المبعوث من عدنان
ما لاح في فلكيهما القمران
لا تعتريه نوائب الحدثان
بشهادة الأحبار والرهبان
أحد ولو جُمِعَتْ له الثقلان
ومن الزيادة فيه والنقصان
ويراه مثل الشعر والهذيان
فإذا رأى النظمين يشتبهان
ربَّ البرية وليقل سبحاني
ثوب النقيصة صاغرا بهوان
سمّاه في نص الكتاب مثاني
وبداية التنزيل في رمضان
وتلاه تنزيلا بلا ألحان
بفصاحة وبلاغة وبيان
وصراطه الهادي إلى الرضوان
فيه يصول العالم الرباني
ربي فأحسن أيما إحسان
ونهى عن الآثام والعصيان
فقد استحل عبادة الأوثان
فغدا يجرع من حميم آن
فالعنه ثم اهجره كل أوان
إلا بعبسة مالك الغضبان
وخداع كل مذبذب حيران
واعجل ولا تك في الإجابة واني
والقائلون بخلقه شكلان
ومقال جهم عندنا سيان
واخصص بذلك جملة الإخوان
واسمع بفهم حاضر يقظان
عدلا بلا نقص ولا رجحان
متنزه عن ثالث أو ثان
والآخر المفني وليس بفان
منه بلا أمد ولا حدثان
لا خير في بيت بلا أركان
وهما ومنزلتاهما ضدان
رشدا ولا يقدر على خذلان
في الخلق بالأرزاق والحرمان
في خلقه عدلا بلا عُدْوان
من غير إغفال ولا نقصان
إن القدور تفور بالغليان
فكلاهما للدين واسطتان
بجميع ما تأتيه محتفظان
يقع الجزاء عليه مخلوقان
وهما لأمر الله مؤتمران
مما يعاين شخصه العينان
أو أن يقاس بجملة الأعيان
(الحياة في القبر والبعث يوم القيامة وصفة مجئ الله تعالى )
وحياتنا في القبر بعد مماتنا
والقبر صح نعيمه وعذابه
والبعث بعد الموت وعد صادق
وصراطنا حق وحوض نبينا
يسقى بها السني أعذب شربة
وكذلك الأعمال يومئذ ترى
والكتب يومئذ تطاير في الورى
والله يومئذ يجيء لعرضنا
والأشعريّ يقول: يأتي أمره
والله في القرآن أخبر أنه
وعليه عرض الخلق يوم معادهم
والله يومئذ نراه كما نرى
يوم القيامة لو علمت بهوله
يوم تشققت السماء لهوله
يوم عبوس قمطرير شره
والجنة العليا ونار جهنم
يوم يجيء المتقون لربهم
ويجيء فيه المجرمون إلى لظى
ودخول بعض المسلمين جهنما
والله يرحمهم بصحة عقدهم
وشفيعهم عند الخروج محمد
حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا
فالله يجمعنا وإياهم بها
حقا ويسألنا به الملكان
وكلاهما للناس مدخران
بإعادة الأرواح في الأبدان
صدق له عدد النجوم أواني
ويذاد كل مخالف فتان
موضوعة في كفة الميزان
بشمائل الأيدي وبالأيمان
مع أنه في كل وقت داني
ويعيب وصف الله بالإتيان
يأتي بغير تنقل وتدان
للحكم كي يتناصف الخصمان
قمرا بدا للست بعد ثمان
لفررت من أهل ومن أوطان
وتشيب فيه مفارق الولدان
في الخلق منتشر عظيم الشان
داران للخصمين دائمتان
وفدا على نجب من العقيان
يتلمظون تلمُّظ العطشان
بكبائر الآثام والطغيان
ويبدلوا من خوفهم بأمان
وطهورهم في شاطئ الحيوان
جنات عدن وهي خير جنان
من غير تعذيب وغير هوان
(أداء الصلاة في وقتها والزكاة والحج والصيام وبعض السنن)
وإذا دعيت إلى أداء فريضة
قم بالصلاة الخمس واعرف قدرها
لا تمنعن زكاة مالك ظالما
والوتر بعد الفرض آكد سنة
مع كل برّ صلّها أو فاجر
وصيامنا رمضان فرض واجب
صلى النبي به ثلاثا رغبة
إن التراوح راحة في ليلة
والله ما جعل التراوح منكرا
والحج مفترض عليك وشرطه
كبر هديت على الجنائز أربعا
إن الصلاة على الجنائز عندنا
إن الأهلة للأنام مواقت
لا تفطرن ولا تصم حتى يرى
متثبتان على الذي يريانه
لا تقصدن ليوم شك عامدا
فانشط ولا تك في الإجابة واني
فلهن عند الله أعظم شان
فصلاتنا وزكاتنا أختان
والجمعة الزهراء والعيدان
ما لم يكن في دينه بمشان
وقيامنا المسنون في رمضان
وروى الجماعة أنها ثنتان
ونشاط كل عويجز كسلان
إلا المجوس وشيعة الصلبان
أمن الطريق وصحة الأبدان
واسأل لها بالعفو والغفران
فرض الكفاية لا على الأعيان
وبها يقوم حساب كل زمان
شخص الهلال من الورى إثنان
حران في نقليهما ثقتان
فتصومه وتقول من رمضان
بيان عقيدة الروافض
لا تعتقد دين الروافض إنهم
جعلوا الشهور على قياس حسابهم
ولربما نقص الذي هو عندهم
إن الروافض شر من وطئ الحصى
مدحوا النبي وخونوا أصحابه
حبوا قرابته وسبوا صحبه
أهل المحال وحزبة الشيطان
ولربما كملا لنا شهران
واف وأوفى صاحب النقصان
من كل إنس ناطق أو جان
ورموهم بالظلم والعدوان
جدلان عند الله منتقضان
(المدح والثناء على النبي وآله وخلفائه وصحابته)
فكأنما آل النبي وصحبه
فئتان عقدهما شريعة أحمد
فئتان سالكتان في سبل الهدى
قل إن خير الأنبياء محمد
وأجل صحب الرسل صحب محمد
رجلان قد خلقا لنصرمحمد
فهما اللذان تظاهرا لنبينا
بنتاهما أسنى نساء نبينا
أبواهما أسنى صحابة أحمد
وهما وزيراه اللذان هما هما
وهما لأحمد ناظراه وسمعه
كانا على الإسلام أشفق أهله
أصفاهما أقواهما أخشاهما
أسناهما أزكاهما أعلاهما
صديق أحمد صاحب الغار الذي
أعني أبا بكر الذي لم يختلف
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم
وأبو المطهرة التي تنزيهها
أكرم بعائشة الرضى من حرة
هي زوج خير الأنبياء وبكره
هي عرسه هي أنسه هي إلفه
أوليس والدها يصافي بعلها
لما قضى صديق أحمد نحبه
أعني به الفاروق فرق عنوة
هو أظهر الإسلام بعد خفائه
ومضى وخلى الأمر شورى بينهم
من كان يسهر ليلة في ركعة
ولي الخلافة صهر أحمد بعده
زوج البتول أخا الرسول وركنه
سبحان من جعل الخلافة رتبة
واستخلف الأصحاب كي لا يدعي
أكرم بفاطمة البتول وبعلها
غصنان أصلهما بروضة أحمد
أكرم بطلحة والزبير وسعدهم
وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى
قل خير قول في صحابة أحمد
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم
والله يوم الحشر ينزع كل ما
والويل للركب الذين سعوا إلى
ويل لمن قتل الحسين فإنه
لسنا نكفر مسلما بكبيرة
روح يضم جميعها جسدان
بأبي وأمي ذانك الفئتان
وهما بدين الله قائمتان
وأجل من يمشي على الكثبان
وكذاك أفضل صحبه العمران
بدمي ونفسي ذانك الرجلان
في نصره وهما له صهران
وهما له بالوحي صاحبتان
يا حبذا الأبوان والبنتان
لفضائل الأعمال مستبقان
وبقربه في القبر مضطجعان
وهما لدين محمد جبلان
أتقاهما في السر والإعلان
أوفاهما في الوزن والرجحان
هو في المغارة والنبي اثنان
من شرعنا في فضله رجلان
وإمامهم حقا بلا بطلان
قد جاءنا في النور والفرقان
بكر مطهرة الإزار حصان
وعروسه من جملة النسوان
هي حبه صدقا بلا أدهان
وهما بروح الله مؤتلفان
دفع الخلافة للإمام الثاني
بالسيف بين الكفر والإيمان
ومحا الظلام وباح بالكتمان
في الأمر فاجتمعوا على عثمان
وترا فيكمل ختمة القرآن
أعني علي العالم الرباني
ليث الحروب منازل الأقران
وبنى الإمامة أيما بنيان
من بعد أحمد في النبوة ثاني
وبمن هما لمحمد سبطان
لله در الأصل والغصنان
وسعيدهم وبعابد الرحمن
وامدح جماعة بيعة الرضوان
وامدح جميع الآل والنسوان
بسيوفهم يوم التقى الجمعان
وكلاهما في الحشر مرحومان
تحوي صدورهم من الأضغان
عثمان فاجتمعوا على العصيان
قد باء من مولاه بالخسران
فالله ذو عفو وذو غفران
(رواية الحديث )
لا تقبلن من التوارخ كلما
ارو الحديث المنتقى عن أهله
كابن المسيب والعلاء ومالك
واحفظ رواية جعفر بن محمد
جمع الرواة وخط كل بنان
سيما ذوي الأحلام والأسنان
والليث والزهري أو سفيان
فمكانه فيها أجل مكان
(معتقد اهل السنة في آل البيت وبيان معتقد الروافض وبيان معتقد الخوارج )
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم
لا تنتقصه ولا تزد في قدره
إحداهما لا ترتضيه خليفة
والعن زنادقة الجهالة إنهم
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا
لا تركنن إلى الروافض إنهم
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد
حب الصحابة والقرابة سنة
إحذر عقاب الله وارج ثوابه
واعرف عليا أيما عرفان
فعليه تَصْلَى النار طائفتان
وتنصه الأخرى إلها ثاني
أعناقهم غلت إلى الأذقان
بفساد ملة صاحب الإيوان
شتموا الصحابة دون ما برهان
وودادهم فرض على الإنسان
ألقى بها ربي إذا أحياني
حتى تكون كمن له قلبان
(الإيمان قول وعمل واعتقاد)
إيماننا بالله بين ثلاثة
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى
عمل وقول واعتقاد جنان
وكلاهما في القلب يعتلجان
(وعظ وتذكير)
وإذا خلوت بريبة في ظلمة
فاستحي من نظر الإله وقل لها
والنفس داعية إلى الطغيان
إن الذي خلق الظلام يراني
(نصيحة الى طالب العلم بإتباع الهدى والتحذير من علم النجوم والأفلاك والفلسفة والمنطق)
كن طالبا للعلم واعمل صالحا
لا تتبع علم النجوم فإنه
علم النجوم وعلم شرع محمد
لو كان علم للكواكب أو قضا
والشمس في الحمل المضيء
والشمس محرقة لستة أنجم
ولربما اسودا وغاب ضياهما
أردد على من يطمئن إليهما
يا من يحب المشتري وعطاردا
ِلمَ يهبطان ويعلوان تشرفاً؟
أتخاف من زحل وترجو المشتري
والله لو ملكا حياة أو فنا
وليفسحا في مدتي ويوسعا
بل كل ذلك في يد الله الذي
فقد استوى زحل ونجم المشتري
والزهرة الغراء مع مريخها
إن قابلت وتربعت وتثلثت
ألها دليل سعادة أو شقوة
من قال بالتأثير فهو معطل
إن النجوم على ثلاثة أوجه
بعض النجوم خلقن زينة للسما
وكواكب تهدي المسافر في السرى
لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا
والله يمطرنا الغيوث بفضله
من قال إن الغيث جاء بهنعة
فقد افترا إثما وبهتانا ولم
وكذا الطبيعة للشريعة ضدها
وإذا طلبت طبائعا مستسلما
علم الفلاسفة الغواة طبيعة
لولا الطبيعة عندهم وفعالها
والبحر عنصر كل ماء عندهم
والغيث أبخرة تصاعد كلما
والرعد عند الفيلسوف بزعمه
والبرق عندهم شواظ خارج
كذب أرسطاليسهم في قوله
الغيث يفرغ في السحاب من السما
لا قطرة إلا وينزل نحوها
والرعد صيحة مالك وهو اسمه
والبرق شوظ النار يزجرها به
أفكان يعلم ذا أرسطاليسهم
أم غاب تحت الأرض أم صعد السما
أم كان دبّر ليلها ونهارها
أم سار بطليموس بين نجومها
أم كان أطلع شمسها وهلالها
أم كان أرسل ريحها وسحابها
بل كان ذلك حكمة الله الذي
لا تستمع قول الضوارب بالحصا
فالفرقتان كذوبتان على القضا
كذب المهندس والمنجم مثله
الأرض عند كليهما كروية
والأرض عند أولي النهى لسطيحة
والله صيرها فراشا للورى
والله أخبر أنها مسطوحة
أأحاط بالأرض المحيطة علمهم
أم يخبرون بطولها وبعرضها
أم فجروا أنهارها وعيونها
أم أخرجوا أثمارها ونباتها
أم هل لهم علم بعد ثمارها
الله أحكم خلق ذلك كله
قل للطبيب الفيلسوف بزعمه
أين الطبيعة عند كونك نطفة
أين الطبيعة حين عدت عليقة
أين الطبيعة عند كونك مضغة
أترى الطبيعة صورتك مصورا
أترى الطبيعة أخرجتك منكسا
أم فجرت لك باللبان ثديها
أم صيرت في والديك محبة
يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى
فهما إلى سبل الهدى سببان
متعلق بزخارف الكهان
في قلب عبد ليس يجتمعان
لم يهبط المريخ في السرطان
سريعة وهبوطها في كوكب الميزان
لكنها والبدر ينخسفان
وهما لخوف الله يرتعدان
ويظن أن كليهما ربان
ويظن أنهما له سعدان
وبوهج حر الشمس يحترقان
وكلاهما عبدان مملوكان
لسجدت نحوهما ليصطنعان
رزقي وبالإحسان يكتنفاني
ذلت لعزة وجهه الثقلان
والرأس والذنب العظيم الشان
وعطارد الوقاد مع كيوان
وتسدست وتلاحقت بقران
لا والذي برأى الورى وبراني
للشرع متبع لقول ثان
فاسمع مقال الناقد الدهقان
كالدر فوق ترائب النسوان
ورجوم كل مثابر شيطان
إذ كل يوم ربنا في شأن
لا نوء عواء ولا دبران
أو صرفة أو كوكب الميزان
ينزل به الرحمن من سلطان
ولقل ما يتجمع الضدان
فاطلب شواظ النار في الغدران
ومعاد أرواح بلا أبدان
لم يمش فوق الأرض من حيوان
والشمس أول عنصر النيران
دامت بهطل الوابل الهتان
صوت اصطكاك السحب في الأعنان
بين السحاب يضيء في الأحيان
هذا وأسرف أيما هذيان
ويكيله ميكال بالميزان
ملك إلى الآكام والفيضان
يزجي السحاب كسائق الأظعان
زجر الحداة العيس بالقضبان
تدبير ما انفردت به الجهتان
فرأى بها الملكوت رأي عيان
أم كان يعلم كيف يختلفان
حتى رأى السيار والمتواني
أم هل تبصر كيف يعتقبان
بالغيث يهمل أيما هملان
بقضائه متصرف الأزمان
والزاجرين الطير بالطيران
وبعلم غيب الله جاهلتان
فهما لعلم الله مدعيان
وهما بهذا القول مقترنان
بدليل صدق واضح القرآن
وبنى السماء بأحسن البنيان
وأبان ذلك أيما تبيان
أم بالجبال الشمخ الأكنان
أم هل هما في القدر مستويان
ماء به يروى صدى العطشان
والنخل ذات الطلع والقنوان
أم باختلاف الطعم والألوان
صنعا وأتقن أيما إتقان
إن الطبيعة علمها برهان
في البطن إذ مشجت به الماآن
في أربعين وأربعين تواني
في أربعين وقد مضى العددان
بمسامع ونواظر وبنان
من بطن أمك واهي الأركان
فرضعتها حتى مضى الحولان
فهما بما يرضيك مغتبطان
بالمنطق الرومي واليوناني
(شريعة الإسلام هي أفضل شريعة وهي شريعة كل الرسل من النبي آدم إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم)
وشريعة الإسلام أفضل شرعة
هو دين رب العالمين وشرعه
هو دين آدم والملائك قبله
وله دعا هود النبي وصالح
وبه أتى لوط وصاحب مدين
هو دين إبراهيم وابنيه معا
وبه حمى الله الذبيح من البلا
هو دين يعقوب النبي ويونس
هو دين داود الخليفة وابنه
هو دين يحيى مع أبيه وأمه
وله دعا عيسى بن مريم قومه
والله أنطقه صبيا بالهدى
وكمال دين الله شرع محمد
الطيب الزاكي الذي لم يجتمع
الطاهر النسوان والولد الذي
وأولو النبوة والهدى ما منهم
بل مسلمون ومؤمنون بربهم
دين النبي الصادق العدنان
وهو القديم وسيد الأديان
هو دين نوح صاحب الطوفان
وهما لدين الله معتقدان
فكلاهما في الدين مجتهدان
وبه نجا من نفحة النيران
لما فداه بأعظم القربان
وكلاهما في الله مبتليان
وبه أذل له ملوك الجان
نعم الصبي وحبذا الشيخان
لم يدعهم لعبادة الصلبان
في المهد ثم سما على الصبيان
صلى عليه منزل القرآن
يوما على زلل له ابوان
من ظهره الزهراء والحسنان
أحد يهودي ولا نصراني
حنفاء في الإسرار والإعلان
ولملة الإسلام خمس عقائد
لا تعص ربك قائلا أو فاعلا
جمل زمانك بالسكوت فإنه
كن حلس بيتك إن سمعت بفتنة
أد الفرائض لا تكن متوانيا
والله أنطقني بها وهداني
فكلاهما في الصحف مكتوبان
زين الحليم وسترة الحيران
وتوق كل منافق فتان
فتكون عند الله شر مهان
(الوضوء والغسل وسننهما وأحكامهما)
أدم السواك مع الوضوء فإنه
سم الإله لدى الوضوء بنية
فأساس أعمال الورى نياتهم
أسبغ وضوءك لا تفرق شمله
فإذا انتشقت فلا تبالغ جيدا
وعليك فرضا غسل وجهك كله
واغسل يديك إلى المرافق مسبغا
وامسح برأسك كله مستوفيا
وكذا التمضمض في وضوئك سنة
والوجه والكفان غسل كليهما
غسل اليدين لدى الوضوء نظافة
سيما إذا ما قمت في غسق الدجى
وكذلك الرجلان غسلهما معا
لا تستمع قول الروافض إنهم
يتأولون قراءة منسوخة
إحداهما نزلت لتنسخ أختها
مرضى الإله مطهر الأسنان
ثم استعذ من فتنة الولهان
وعلى الأساس قواعد البنيان
فالفور والإسباغ مفترضان
لكنه شم بلا إمعان
والماء متبع به الجفنان
فكلاهما في الغسل مدخولان
والماء ممسوح به الأذنان
بالماء ثم تمجه الشفتان
فرض ويدخل فيهما العظمان
أمر النبي بها على استحسان
واستيقظت من نومك العينان
فرض ويدخل فيهما الكعبان
من رأيهم أن تمسح الرجلان
بقراءة وهما منزلتان
لكن هما في الصحف مثبتتان
غسل النبي وصحبه أقدامهم
والسنة البيضاء عند أولي النهى
فإذا استوت رجلاك في خفيهما
وأردت تجديد الطهارة محدثا
وإذا أردت طهارة لجنابة
غسل الجنابة في الرقاب أمانة
فإذا ابتليت فبادرن بغسلها
وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا
وإذا عدمت الماء فكن متيمما
متيمما صليت أو متوضئا
والغسل فرض والتدلك سنة
والماء ما لم تستحل أوصافه
فإذا صفى في لونه أو طعمه
فهناك سمي طاهرا ومطهرا
فإذا صفى في لونه أو طعمه
جاز الوضوء لنا به وطهورنا
ومتى تمت في الماء نفس لم يجز
إلا إذا كان الغدير مرجرجا
أو كانت الميتات مما لم تسل
والبحر اجمعه طهور ماءه
إياك نفسك والعدو وكيده
أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا
فقليل مائك في وضوئك خدعة
وتعود مغسولاته ممسوحة
وكثير مائك في وضوئك بدعة
لا تكثرن ولا تقلل واقتصد
لم يختلف في غسلهم رجلان
في الحكم قاضية على القرآن
وهما من الأحداث طاهرتان
فتمامها أن يمسح الخفان
فلتخلعا ولتغسل القدمان
فأداءها من أكمل الإيمان
لا خير في متثبط كسلان
حتى يعم جميعه الكفان
من طيب ترب الأرض والجدران
فكلاهما في الشرع مجزيتان
وهما بمذهب مالك فرضان
بنجاسة أو سائر الأدهان
مع ريحه من جملة الأضغان
هذان أبلغ وصفه هذان
من حمأة الآبار والغاران
فاسمع بقلب حاضر يقظان
منه الطهور لعلة السيلان
غدقا بلا كيل ولا ميزان
والما قليل طاب للغسلان
وتحل ميتته من الحيتان
فكلاهما لأذاك مبتديان
فكلاهما في العلم محذوران
لتعود صحته إلى البطلان
فاحذر غرور المارد الخوان
يدعو إلى الوسواس والهملان
فالقصد والتوفيق مصطحبان
(الاستنجاء وأحكامه)
وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة
من أجل أن لكل مخرج غائط
وإذا الأذى قد جاز موضع عادة
لم يجزنا حجر ولا حجران
شرجا تضم عليه ناحيتان
لم يجز إلا الماء بالإمعان
(نواقض الوضوء)
نقض الوضوء بقبلة أو لمسة
أو بوله أو غائط أو نومة
ومن المذي أو الودي كلاهما
ولربما نفخ الخبيث بمكره
وبيان ذلك صوته أو ريحه
أو طول نوم أو بمس ختان
أو نفخة في السر والإعلان
من حيث يبدو البول ينحدران
حتى يضم لنفخة الفخذان
هاتان بينتان صادقتان
(موجبات الغسل)
والغسل فرض من ثلاثة أوجه
إنزاله في نومه أو يقظة
وتطهر الزوجين فرض واجب
فكلاهما إن انزلا أو اكسلا
واغسل إذا أمذيت فرجك كله
دفق المنى وحيضة النسوان
حالان للتطهير موجبتان
عند الجماع إذا التقى الفرجان
فهما بحكم الشرع يغتسلان
والانثيان فليس يفترضان
(أحكام الحائض والنفساء)
والحيض والنفساء أصل واحد
وإذا أعادت بعد شهرين الدما
فلتغتسل لصلاتها وصيامها
فالنصف تترك صومها وصلاتها
وإذا صفا منها واشرق لونه
تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها
فالشرع والقرآن قد حكما به
ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل
عند انقطاع الدم يغتسلان
تلك استحاضة بعد ذي الشهران
والمستحاضة دهرها نصفان
ودم المحيض وغيره لونان
فصلاتها والصوم مفترضان
إن الصلاة تعود كل زمان
بين النساء فليس يطرحان
أو لا فغاية طهرها شهران
(حكم مسّ النساء)
مس النساء على الرجال محرم
لا تلق ربك سارقا أو خائنا
حرث السباخ خسارة الحرثان
أو شاربا أو ظالما أو زاني
حد الزنى وحكم شرب الخمر
قل إن رجم الزانيين كليهما
والرجم في القرآن فرض لازم
والخمر يحرم بيعها وشراؤها
في الشرع والقرآن حرم شربها
فرض إذا زنيا على الإحصان
للمحصنين ويجلد البكران
سيان ذلك عندنا سيان
وكلاهما لا شك متبعان
(اشرط الساعة)
أيقن بأشراط القيامة كلها
كالشمس تطلع من مكان غروبها
وخروج يأجوج ومأجوج معا
ونزول عيسى قاتلا دجالهم
واذكر خروج فصيل ناقة صالح
والوحي يرفع والصلاة من الورى
واسمع هديت نصيحتي وبياني
وخروج دجال وهول دخان
من كل صقع شاسع ومكان
يقضي بحكم العدل والإحسان
يسم الورى بالكفر والإيمان
وهما لعقد الدين واسطتان
(مواقيت الصلاة )
صلّ الصلاة الخمس أول وقتها
قصر الصلاة على المسافر واجب
كلتاهما في أصل مذهب مالك
وإذا المسافر غاب عن أبياته
وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا
والشمس حين تزول من كبد السما
والظهر آخر وقتها متعلق
لا تلتفت ما دمت فيها قائما
وكذا الصلاة غروب شمس نهارنا
والصبح منفرد بوقت مفرد
فجر وإسفار وبين كليهما
وارقب طلوع الفجر واستيقن به
فجر كذوب ثم فجر صادق
والظل في الأزمان مختلف كما
إذ كل واحدة لها وقتان
وأقلّ حد القصر مرحلتان
خمسون ميلا نقصها ميلان
فالقصر والإفطار مفعولان
في الحضر والأسفار كاملتان
فالظهر ثم العصر واجبتان
بالعصر والوقتان مشتبكان
واخشع بقلب خائف رهبان
وعشائنا وقتان متصلان
لكن لها وقتان مفرودان
وقت لكل مطول متوان
فالفجر عند شيوخنا فجران
ولربما في العين يشتبهان
زمن الشتا والصيف مختلفان
(الائتمام بالإمام وسجود السهو)
فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتا
ولكل سهو سجدتان فصلها
واسكت إذا ما كان ذا إعلان
قبل السلام وبعده قولان
(فرائض وسنن الصلاة)
سنن الصلاة مبينة وفروضها
فرض الصلاة ركوعها وسجودها
تحريمها تكبيرها وحلالها
والحمد فرض في الصلاة قراتها
في كل ركعات الصلاة معادة
وإذا نسيت قراتها في ركعة
إتبع إمامك خافضا أو رافعا
لا ترفعنْ قبل الأمام ولا تضع
إن الشريعة سنة وفريضة
لكن آذان الصبح عند شيوخنا
هي رخصة في الصبح لا في غيرها
أحسن صلاتك راكعا ساجدا
لا تدخلن إلى صلاتك حاقنا
فاسأل شيوخ الفقه والإحسان
ما إن تخالف فيهما رجلان
تسليمها وكلاهما فرضان
آياتها سبع وهن تبياني
فيها ببسملة فخذ مثاني
فاستوف ركعتها بغير توان
فكلاهما فعلان محمودان
فكلاهما امران مذمومان
وهما لدين محمد عقدان
من قبل أن يتبين الفجران
من أجل يقظة غافل وسنان
بتطمن وترفق وتدان
فالإحتقان يخل بالأركان
(صيام شهر رمضان واحكامه)
بيت من الليل الصيام بنية
يجزيك في رمضان نية ليلة
رمضان شهر كامل في عقدنا
إلا المسافر والمريض فقد أتى
وكذاك حمل والرضاع كلاهما
عجل بفطرك والسحور مؤخر
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا
من قبل أن يتميز الخيطان
إذ ليس مختلطا بعقد ثان
ما حله يوم ولا يومان
تأخير صومهما لوقت ثان
في فطره لنسائنا عذران
فكلاهما أمران مرغوبان
أطبق على عينيك بالأجفان
(نواهي نهى عنها الشرع )
لا تمشِ ذا وجهين من بين الورى
لا تحسدن أحدا على نعمائه
لا تسع بين الصاحبين نميمة
شرّ البرية من له وجهان
إن الحسود لحكم ربك شان
فلأجلها يتباغض الخلان
(العين والسحر وحكمه وحده)
والعين حق غير سابقة لما
والسحر كفر فعله لا علمه
والقتل حد الساحرين إذا هم
يقضى من الأرزاق والحرمان
من ههنا يتفرق الحكمان
عملوا به للكفى والطغيان
(طاعة الوالدين وطاعة السلطان في غير معصية )
وتحرّ برّ الوالدين فإنه
لا تخرجنّ على الأمام محاربا
ومتى أًمرت ببدعة أو زلة
الدين رأس المال فاستمسك به
فرض عليك وطاعة السلطان
ولو أنه رجل من الحبشان
فاهرب بدينك آخر البلدان
فضياعه من أعظم الخسران
(حرمة الاختلاء بالأجنبية ووجوب غض البصر)
لا تخل بامرأة لديك بريبة
إن الرجال الناظرين إلى النسا
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها
لا تقبلن من النساء مودة
لا تتركن أحدا بأهلك خاليا
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا
لو كنت في النساك مثل بنان
مثل الكلاب تطوف باللحمان
أكلت بلا عوض ولا أثمان
فقلوبهن سريعة الميلان
فعلى النساء تقاتل الأخوان
ومحاسن الأحداث والصبيان
(الطلاق)
لا تجعلن طلاق أهلك عرضة
إن الطلاق مع العتاق كلاهما
واحفر لسرك في فؤادك ملحدا
إن الطلاق لأخبث الأيمان
قسمان عند الله ممقوتان
وادفنه في الاحشاء أي دفان
(الصديق)
إن الصديق مع العدو كلاهما
لا يبدو منك إلى صديقك زلة
في السر عند أولى النهى شكلان
واجعل فؤادك أوثق الخلان
(منهيات )
لا تحقرن من الذنوب صغارها
وإذا نذرت فكن بنذرك موفيا
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا
والقطر منه تدفق الخلجان
فالنذر مثل العهد مسئولان
عن عيب نفسك إنه عيبان
(النهي عن الجدال وخاصة مع أهل الأهواء والبدع واحكامه)
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما
واحذر مجادلة الرجال فإنها
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد
فاجعل كتاب الله درعا سابغا
والسنة البيضاء دونك جنة
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى
واطعن برمح الحق كل معاند
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه
أصل الجدال من السؤال وفرعه
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به
فلربما انهزم المحارب عامدا
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا
ولربما ضحك الخصوم لدهشة
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح
واحذر مناظرة بمجلس خيفة
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا
ويكون بينكما حكيم حاكما
إن الجدال يخل بالأديان
تدعو إلى الشحناء والشنآن
لك مهربا وتلاقت الصفان
والشرع سيفك وابد في الميدان
واركب جواد العزم في الجولان
فالصبر أوثق عدة الإنسان
لله در الفارس الطعان
متجرد لله غير جبان
كالثعلب البري في الروغان
حسن الجواب بأحسن التبيان
لفظ السؤال كلاهما عيبان
فالعجب يخمد جمرة الإحسان
ثم انثنى قسطا على الفرسان
فلربما ألقوك في بحران
فاثبت ولا تنكل عن البرهان
إن البلاغة لجمت ببيان
فكلاهما خلقان مذمومان
حتى تبدل خيفة بأمان
وانصفه أنت بحسب ما تريان
عدلا إذا جئتاه تحتكمان
(فوائد ودرر للإنسان المسلم السني)
كن طول دهرك ساكتا متواضعا
واخلع رداء الكبر عنك فإنه
كن فاعلا للخير قوالا له
من غوث ملهوف وشبعة جائع
فإذا عملت الخير لا تمنن به
أشكر على النعماء واصبر للبلا
لا تشكون بعلة أو قلة
صن حر وجهك بالقناعة إنما
بالله ثق وله أنب وبه استعن
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا
وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا
فهما لكل فضيلة بابان
لا يستقل بحمله الكتفان
فالقول مثل الفعل مقترنان
ودثار عريان وفدية عان
لا خير في متمدح منان
فكلاهما خلقان ممدوحان
فهما لعرض المرء فاضحتان
صون الوجوه مروءة الفتيان
فإذا فعلت فأنت خير معان
حذر الممات ولا تقل لم يان
فالعسر فرد بعده يسران
فجسوم أهل العلم غير سمان
فالله يبغض عابدا شهواني
(احكام عامة للمسلم في الاكل والشرب والدواء والنكاح والجماع)
اقلل طعامك ما استطعت فإنه
واملك هواك بضبط بطنك إنه
ومن استذل لفرجه ولبطنه
حصن التداوي المجاعة والظما
أظمئ نهارك ترو في دار العلا
حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا
إياك والغضب الشديد على الدوا
دبر دواءك قبل شربك وليكن
وتداو بالعسل المصفى واحتجم
لا تدخل الحمام شبعان الحشا
والنوم فوق السطح من تحت السما
لا تفن عمرك في الجماع فإنه
إحذرك من نَفَسِ العجوز وبضعها
عانق من النسوان كل فتية
نفع الجسوم وصحة الأبدان
شر الرجال العاجز البطنان
فهما له مع ذا الهوى بطنان
وهما لفك نفوسنا قيدان
يوما يطول تلهف العطشان
سيما مع التقليل والإدمان
فلربما أفضى إلى الخذلان
متألف الأجزاء والأوزان
فهما لدائك كله برءان
لا خير في الحمام للشبعان
يفني ويذهب نضرة الأبدان
يكسو الوجوه بحلة اليرقان
فهما لجسم ضجيعها سقمان
أنفاسها كروائح الريحان
(حكم المعازف والنايات)
لا خير في صور المعازف كلها
إن التقي لربه متنزه
وتلاوة القرآن من أهل التقى
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة
وحنينه في الليل أطيب مسمع
والرقص والإيقاع في القضبان
عن صوت أوتار وسمع أغان
سيما بحسن شجا وحسن بيان
من صوت مزمار ونقر مثان
من نغمة النايات والعيدان
(الزهد في الدنيا وحقوق اليتيم والجار والضيف وحكم القسم بالله)
أعرض عن الدنيا الدنيّة زاهدا
زهد عن الدنيا وزهد في الثنا
لا تنتهب مال اليتامى ظالما
واحفظ لجارك حقه وذمامه
واضحك لضيفك حين ينزل رحله
واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا
واصدق ولا تحلف بربك كاذبا
وتوق أيمان الغموس فإنها
فالزهد عند أولي النهى زهدان
طوبى لمن أمسى له الزهدان
ودع الربا فكلاهما فسقان
ولكل جار مسلم حقان
إن الكريم يسر بالضيفان
فوصالهم خير من الهجران
وتحر في كفارة الإيمان
تدع الديار بلاقع الحيطان
(النكاح وعدة المرأة والطلاق)
حد النكاح من الحرائر أربع
لا تنكحن محدة في عدة
عدد النساء لها فرائض أربع
تطليق زوج داخل أو موته
وحدودهن على ثلاثة أقرؤ
وكذاك عدة من توفي زوجها
عدد الحوامل من طلاق أو فنا
وكذاك حكم السقط في إسقاطه
من لم تحض أو من تقلص حيضها
كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر
عدد الجوار من الطلاق بحيضة
فبطلقتين تبين من زوج لها
وكذا الحرائر فالثلاث تبينها
فلتنكحا زوجيهما عن غبطة
حتى إذا امتزج النكاح بدلسة
إياك والتيس المحلل إنه
لعن النبي محللا ومحللا
لا تضربن أمة ولا عبدا جنى
فاطلب ذوات الدين والإحصان
فنكاحها وزناؤها شبهان
لكن يضم جميعها أصلان
قبل الدخول وبعده سيان
أو أشهر وكلاهما جسران
سبعون يوما بعدها شهران
وضع الأجنة صارخا أو فاني
حكم التمام كلاهما وضعان
قد صح في كلتيهما العددان
حكماهما في النص مستويان
ومن الوفاة الخمس والشهران
لا رد إلا بعد زوج ثاني
فيحل تلك وهذه زوجان
ورضا بلا دلس ولا عصيان
فهما مع الزوجين زانيتان
والمستحل لردها تيسان
فكلاهما في الشرع ملعونان
فكلاهما بيديك مأسوران
(الجنة وصفتهاوصفة اهلها وحورها)
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب
في جنة طابت وطاب نعيمها
أنهارها تجري لهم من تحتهم
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد
قصرت بها للمتقين كواعبا
بيض الوجو
شاهد أيضاً
(_.·´¯`·«¤° الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية (_.·´¯`·«¤°
بسم الله والصلاة والسلام على خير الآنام السلام عليكم سؤال: ما رأيكم في أمر التميمة …