صبآح / مسآء الخير ^^
كيف حال الفراشات الجميلات؟! وكيف الصوم معكم؟
في هذا الموضوع أطرح عليكم مشاركتي في مسابقة وصف الأنمي تحت إشراف mon papillon
بذلت فيه كل جهدي واخترت فكرة مختلفة شوي.. والحمد لله تبدو النتيجة مرضية..
قبل البدء أحب أعرفكم عالشخصية اللي رح تمثلني هنا “ويمكن في المراحل القادمة كمان” وهي:
هارو
أعتبرها الـOC بالنسبة لي يعني دائماً أي قصة أي شخصية رح تمثلني فهي تحت مسمى هارو..
والصورة تخيل قريب نوعاً للشكل الخارجي اللي في بالي..
فيه شخصية أخرى وهي إضافية، رح تخمنون هويتها لما تقرون المشاركة 

أما الشخصية المختارة و”الأساسية” في هالمرحلة هي إيتاشي طبعاً =)
****** ** *
دلفتُ إلى القطار على عجلة أحمل حقيبتي المنتفخة بالأوراق والملازم، ولسوء حظي كان القطار قد ازدحم تماماً فاضطررت للوقوف والتمسك بتلك الحلقات البيضاء المعلقة بالسقف، حسناً.. بعد إعادة التفكير فقد بدا لي حظاً جيداً أن أجد ولو بقعة صغيرة لأقف فيها على الأقل.
لم تمضِ ثوانٍ على إغلاق باب القطار وانطلاقنا حتى تناهى إلى سمعي صوت مألوف ينادي باسمي، التفت جانبي لأجد أحد زملائي منذ الثانوية المحظوظين جالساً على المقعد الطرفي قرب الباب، ابتسمت له بود:
– آه صباح الخير إيتاشي! كيف الحال؟
وكالمعتاد فقد تبادلنا حديثاً سطحياً عن الأحوال وآخر الأخبار دام للحظات قليلة، ثم حل الصمت البغيض..
تلك اللحظة التي طالما كرهتها عند مقابلتي لزملائي السابقين، حاولت النبش بعقلي عن أي موضوع آخر لنتناقش فيه وأكسر به ملل انتظار وصولي.. لكن محاولتي البائسة انتهت بي لأتأمل المكان وأنقل ناظري بين الناس على مضض.
اختلستُ إليه نظرة للحظة، كانت نظرة فقط واستحالت إلى تأمل مطوّل، تذكرت صديقتي “دان” التي أفتقدها اليوم لتغيبها.. وتذكرت حماسها واحمرار وجنتيها اللطيف عندما تحدثني عنه وتصفه لي.
أعترف أن شخصيته الرزينة رائعة حقاً لكنني لم أكن أراه بذلك السحر والوسامة خاصّة بوجود تلك الخطوط تحت عينيه، لحظة.. ربما لم ألحظ ذلك إلا توّاً!! فتلك التجاعيد الخفيفة الموحية بتعب دفين لم تكن تزيده إلا وسامة وجاذبية!
رغم أنني كنت أنتقد الرجال ذوي الشعر الطويل، إلا أن إيتاشي بطريقته البسيطة في جمع تلك الخصلة قد جذبتني بشكل غير رأيي وجعلني أستغرب من نفسي! لكن أكثر ما شدني حقاً هو عينيه الحادتين، فقد شعرتُ بطريقة ما أنها تخفي حزناً عميقاً خلف وشاح من الهدوء والحزم والغموض.
أثناء تأملي به جالت بمخيلتي جملة من محادثة قبل أسابيع، عندما كانت دان تفضي إليّ بمشاعرها بعد إحدى المحاضرات التي جمعتها بذلك الشاب الجالس أمامي:
“أوه هارو! ليتكِ شاهدته وهو يشرح النظرية! سيدهشكِ كثيراً برجاحة عقله وسرعة بديهته وذكائه الذي يفوق الوصف“
ابتسمت دون إدراك وزفرت بعمق، لكن ابتسامتي تلاشت حين انتبهت إلى حركاته التي بدت مرتبكة.. يلتفت حوله كثيراً ويفرك أصابعه بتوتر، يعبث بخصلات شعره حيناً.. ثم يعبث بياقة قميصه الأسود حيناً آخر، كنتُ لأتجاهله بالطبع لكن فضولي وارتباكه الذي نقله إليّ دفعني لأسأله باهتمام:
– اممم.. إيتاشي؟ أهناكَ ما يشغل بالك؟
التفت إليّ بشيء من الفزع، ولأقول الصدق فقد استغربتُ لردة فعله.. إيتاشي الذي اشتهر بهدوئه وثقل تصرفاته يستجيب لي بتلك الطريقة الغريبة؟؟ قام من مكانه حاملاً كتبه وملازمه المرتصة فوق بعضها وابتسم بارتباكٍ واضح مشيراً إلى مقعده قائلاً:
– آه لا شيء، فقط كنتُ أفكّر.. كان عليّ أن أنهض لتجلسي بدلاً مني..
تساءلتُ بدهشة ورفضت عرضه مستطردة:
– ماذا؟؟ إنه.. ههههه.. حسناً، شكراً لك.. لكنني مرتاحة هكذا..
هزّ رأسه نافياً وقال باصرار:
– تعرفين ما يقال.. السيدات أولاً، لذا لا بأس..
ابتسمتُ دون أن أعلق، فهو كما عرفته دوماً ولم يتغير، يكنّ احتراماً شديداً للجميع ويؤثرهم على نفسه.. أعترف أنني معجبة به وبأخلاقه الراقية!
ومع هذا لم يصعب عليّ أن أدرك أن توتره بتلك الطريقة لم يكن أبداً لأجل تبادل الأماكن.
في تلك اللحظة كان القطار قد توقف عند محطتنا المنشودة.. لذا خرجنا نسابق الجموع المحتشدة ونسارع الخطى متجهين إلى الجامعة مشياً على الأقدام.
لاحظتُ أن تصرفاته المتوترة تلك لا زالت مستمرة، لم أشأ إزعاجه فبقيت صامتة أتأمل المباني من حولي واختلس النظر إليه من وقت لآخر.. حتى فاجأني بندائه:
– هارو..
التفت إليه وأبديت نظرة الاهتمام علّه يبوح بما ألجمه صمتاً طوال الطريق، قال لي بتردد:
– هل تأتين إلى الجامعة وحدكِ غالباً؟
شعرتُ بتوجس من تساؤله بعض الشيء، فنظراته وهو يلقي بالسؤال تلقي إليّ بشيءٍ آخر، أجبته بعفوية:
– ليس دائماً..
أشاح بوجهه نحو الأمام وهمهم باستطراد:
– آها.. فهمت..
فجأة شعرتُ بدافع ما – أستطيع وصفه بالتهوّر-، لستُ أدري إن كنتُ قد أدركت الأمر الذي يخفيه أما لا، كل ما أعرفه أنني فاجأته هو الآخر بقولي:
– إنها مريضة اليوم!
انتبهت إلى تهوري هذه المرة! فقد نظر إليّ باندهاش شديد، ارتبكتُ فقلت بسرعة:
– أقصدُ.. دان! دان صديقتي.. التي ترافقني يومياً إلى الجامعة.. أعتقد أنك تعرفها فهي زميلتك في عدد من الشعب الدراسية..
لم أتوقع أن أجد منه ردة الفعل تلك، عندما تبددت تلك الحدة عن عينيه واستحالت قلقاً جلياً على وجهه:
– أجل أعرفها جيداً، قلتِ أنها مريضة؟؟
أجبته مطمْئِنة:
– آه إنه الزكام فقط، زكام شديد قليلاً.. لكنها ستتحسن عمّا قريب..
– أحقاً؟ مجرد زكام؟؟
قال ذلك وقد أوحى إليّ بمدى انفعاله بالموقف، ارتسمت على شفتي ابتسامة جانبية وقد فهمت ما كان يجول بدواخله، لذا قلتُ له بنبرة ذات مغزى:
– أجل.. أتهتم لأمرها لهذه الدرجة؟!
ارتخت ملامحه وعادت السكينة إلى وجهه للوهلة الأولى، لكنه فجأة أشاح بناظريه إلى الصرح الجامعي الشامخ الذي وصلنا إليه للتوّ، انشغل بالنظر إلى اسم جامعتنا المكتوب بحروفه الضخمة على الواجهة وقال بانقباض:
– ما الذي تتحدثين عنه؟ ليسَ الأمر وكأنني…
قاطعته لأكمل جملته وأنا أحاول تصيّد الاحمرار الذي كسا وجنتيه:
– … معجبٌ بها؟؟ سأعتبره اعترافاً!
توقف دون سابق إنذار ورمقتني عيناه السوداوين بنظرة غامضة لثوانٍ، ثم أغمضها ورسم على محيّاه ابتسامة شبه ساخرة وقال معلقاً:
– أتساءل ما الذي تفعلينه بقسم الفنون! كان يجدر بكِ أن تطمحي للتحقيق الجنائي أو المحاماة!
لبرهة حدقتُ فيه ببلاهة حتى أدركتُ مقصده أخيراً، عندها ضحكتُ وقلتُ مستطردة:
– حسناً.. سأنتظرك قرب الكافتيريا بعد انتهاء المحاضرات لنذهبُ سويّاً ونطمئن عليها، ما رأيك!؟
استدار ماضياً في طريقه بعد أن اتسعت ابتسامته لتوحي إليّ برضا تام وكأنه انتظر دعوة كهذه منذ زمن، ثم لحقتُ به نحو البوابة الضخمة المفتوحة على مصراعيها ليستقبلنا نسيم صباحيّ عليل تطايرت معه خصلات شعره الطويلة بشكل طالما سحر صديقتي العزيزة، والتي على الأغلب تنتظرها مفاجأة من العيار الثقيل بعد ظهر اليوم!
***** * * * *
أوووه! نسيت أقول لكم إني حطيت شوي من بهاراتي الخاصّة لطبخ القمرة اللي اخترتها في مشاركتي 



~>ما عرفت إيش أختار اسم قلت خلي آخذ نفس الاسم من قصتنا ^^”
طبعاً التقيد بصفحتين وورد والتركيز على الوصف أكثر من الحدث يعتبر تحدّي بالنسبة لي..
أتمنى إني وُفقت في هالتجربة وما نسيت نفسي وأنا انخرط في الكتابة ×)
~> حتى العنوان ما عرفت كيف اختاره! خخخخ
إن شاء الله استمتعتوا ولو شوي 

دعواتكم لي.. 

