ربي..
طالت بي الآلام في عالم سوَّدته قلوب البشر..
ربي..
طغوا عبادك و تجبَّروا..
ظلموا عبادك الصالحين..وتمادوا..
..
ربي..
بكيت لبكاء أخواني من عبادك..
رأيت دموعهم غطَّت وجوههم آلاماً أيا رب..
..
كم ضاقت بي الدنيا لأجلهم..
و أنا أراهم ضائقون .. ومن الناس متألمون..
يا رب..
ما أظناني هو أنهم طيبون..
لا يستحقون إلاَّ الخير و التقدير..
لكن الشياطين البشرية طالت أياديها لهم..
فآذوهم .. وعذَّبوهم ..
لم يتركوا شيئاً يضيق بهم إلاَّ فعلوه يارب..
..
لكنهم صابرون..
نعم ربي..
صابرون مثابرون..
لك طائعون..
..
أيا رب..
فلسطين تريدنا..
لكننا أدرنا ظهورنا..
..
أيا رب إني أنا أريدها..
لكن ما الفعل..؟!
كم تمنيت و منى عيناي رؤية القدس محررة..
لكنها أمنيـة .. و ستتحقق ولو بعد حيـن..
..
يا رب..
فلسطين بكت .. تألمت .. ضاقت ..
و أبناء المسلمين في سبات ..
نعم ربي..
أبناء المسلمين في سبات ..
و عقولهم تردَّت للممات..
نعم و أقسم بـك..
لم أرى في عقولهم سوى تقليـد للكفار الفجرة..
لم أجـد تفكيراً أو حتى تخطيطاً لنصرة الدين..
بل إتجاهاً لنصرة الشهوات..
نعم ربي..
تألمت لألم قدسنا المسلوب..
بكيت لبكاء قدسنا المسلوب..
ضقت لضيق قدسنا المسلوب..
..
آهٍ أيا ربي ثمَّ آه..
ليت لي قدرة فـآخذ بثأرك.. يا فلسطين ..
ليت لي قدرة فـآخذ بثأرك.. يا فلسطين ..
ليت لي قدرة فـآخذ بثأرك.. يا فلسطين ..
..
رفعةً يا فلسطين..
رفعةً يا أبناء فلسطين..
الشهادة يا أسود القدس..
الشهادة يا صقور القدس..
الشهادة يا أبناء القدس..
العلو و الرفعة يا أخواني..
الجنـة يا أخواني..
الجنة يا أخواني..
الجنة يا أخواني..
..
يا رب..
أرزقني رؤيـة أخواني في جنانـك الطيبة يارب..
هم عبادك..هم الصابرون لأجلك..
هم المثابرون..
هم قاهروا قلوب الصهاينة اليهود..
هم أهـل الصبر و القوة ..
بك يارب..
بك يارب..
بك يارب..
..
فلسطين..
كم أهوى أرضـك..
كم أحب أهلك..
كم أتمنى أن ترى عيناي أرضـك سالمة من عدوان الآثمين..
فلسطين..
كم أحسّ بوجعك الذي آلمني منذ طفولتي..
كم كنت أحب رسم القدس الأبيَّة في كراستي..
كم كنت أحب أن أرسم علم بلادي و علم بلادك يا فلسطين..
كم كان ولا زال لك في داخلي قدراً كبيراً..
لا يعلمه إلاَّ خالقي جلَّ في علاه..
..
فلسطين..
اعذريني إن لم أستطع سوى أن أرفع كفَّاي للخالق الجليل سبحانه..
اعذريني إن لم أستطع نصرتـك إلاَّ بالدعاء..
اعذريني يا غاليـة..
اعذروني أخواني أبناء فلسطين..
اعذروني أخواتي فتيات فلسطين..
اعذروني فـ و الله كم أتمنى أن أنصرك لو بروحي..
لكن مالذي بيدي و أنا لست إلاَّ فتاةً ترجو من الخالق نصرةً لك..
و اللهِ لو أرى صحوةً لقلوب المسلمين نصرةً لك..
سأكون بروحي قبل جسدي معـك..
..
ليت جسدي يكون حصنـك من رصاصات الغدر..
ليت دمـي يرويـك يا فلسطين..
ليتني و ليتني..
وما بيدي سوى الأماني..
ليتها تتحقق .. وما ذلك على الله ببعيــــد..
..
فلسطين..اعذرينا..
إن أخذتنا الأماني عن نصرتـك..
بالفعل لا بالقول فقط..
..
فلسطين لا تلومينا..
فكم أحببت الحجر و الشجر منـك..
أرى فيها صورتـك..
أرى فيها عزمــك و قوتــك..
أرى فيها مالم أراه في صورة أحـدٍ من الناس..
أرى فيها دفاعـك و إستماتتـك في نصرة أرضك..
بينما غيرك في الدنيا لاهون..
..
اعذرينا يا أبيَّة..
اعذرينا يا أبيَّة..
اعذرينا يا أبيَّة..
..
قد أصحبنا متفرجين .. نرى العذابات تكسوكم ..
فنقف وقفة المتفرِّج .. و كأنها مسرحية مؤثرة ..
لا تهتز لها سوى الكلمات
التي لا تسمن و لا تغني من جوع ..
أمَّا القلوب ..
فقد أصبحت ذا معدن آخر ..
سرعان ما تتلاشى فكرة نصرة الأرض المقدسة
و القدس الشريف ..
و سرعان ما تتجه القلوب لشهواتها ..
فقط ألسنتنا تردد .. اللهم انصر فلسطين ..
و لكن ..
..(( لن يغيِّر الله ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم ))..
..
فلسطين ..
ربما داس أرضك من تنجَّست الكرة الأرضية بهم ..
ربما اعتدى عليك الضالون و المغضوب عليهم فلم ننصرك ..
ربما تشتت الأيادي العربية .. فأصبحت أحزاباً ..
لكن ..
لا عليك ..
فإن تشتت القلوب .. مصيرها العودة ..
و إن اتجهت لما يضيرها .. مصيرها الصحوة ..
و إن غاب الآباء .. فـ الأبناء حاضرون ..
..
نقول: قلوبنا معك .. قلوبنا معك .. قلوبنا معك ..
فما أغباها من قلوب .. تسعى للقول لا بالفعل ..
..
ما أقساها من قلوب .. تقول فلا تفعل ..
تصرخ .. فلا تنصر ..
ما هكذا الفعل .. ما هكذا النصرة ..
نريد يداً .. نريد سلاحاً .. نريداً أياديَ متكاتفة تسعى للحق ..
لا كلاماً لا يسمن ولا يغني من جوع ..
..
لكِ في قلبي مداداً من شوق ..
ربما لم تطأ قدماي أرضك ..
ربما لم تتأمل عيناي قدسك ..
لكن لكِ أيا فلسطيننا نبراساً من نور في حنايا فؤادي المعذَّب لأجلك ..
لازال قلبي ينبض بسرعة عالية ..
في كل حين أتذكر فيه عذابك و صبرك ..
لازال أخواني أبناء أرضك في قلبي و روحي ..
و لازالت الباسلات أخواتي من أبناء أرضك في قلبي و روحي ..
لست بقائلةً ذلك عبثاً ..
بل إنه بخاطري لو أحكي ما يحمله لكِ قلبي ..
لا قولاً فقط .. بل إنه نبض في القلوب متسارعٌ ..
..
فلسطين ..
ربما كلماتي تطول .. وصفاً لما في قلبي ..
لكن صبراً لكِ و لقلبي المكلوم بك ..
إن زادت جراح قلبك .. فإنك منصورة ..
..(( ألا إنَّ نصر الله قريب ))..
لكن ..
حينما نرى صحوةً للقلوب ..
و قياماً للعرب النائمون .. الذين بقوا في سباتٍ مميت ..
..
فلسطين ..
أنا إبنتك .. إن كنت كذلك ..
إسمي ..(( خلود ))..
و دوماً أقول .. خلوداً في قمم العز يا فلسطين ..
خلوداً في ميادين الشرف و النصر يا فلسطين ..
خلوداً .. كما بقيتي خالدةً في العز .. تسمو أرضك الطاهرة ..
فلسطين ..
إن نامت عيناي تحت الثرى ..
اعلمي ..
أني قد وددت حين حياتي أن أراك في خير و نعمة ..
لكن .. إن كان حلمي لم يتحقق حين حياتي ..
سأبقى و إن ضمَّني التراب ..
آملةً أن يصحوا العرب فينقذوك ..
كوني في عِزَّةٍ و إن طالت الآلام بكِ يا أبيَّة ..
..
كم يضيق قلبي .. فيعتصره الألم دوماً ..
حين أراهم ينجسون أرضك .. و يهدمون بيوتك ..
و يسعون في خرابك ..
هذا قلبي ..
نصفه سعودي .. و النصف الآخر فلسطيني ..
كما قلت لكِ من قبل ..
كنت هكذا في صغري .. فكبرت و كبر حبك بقلبي ..
حفظك الله يا فلسطين .. حفظك الله يا منبع الطهر ..
يا غالية في قلوب المسلمين ………
..
ابنة الإسلام: خوخة بنت محمد