(CNN)
على عكس ما يعتقده كثيرون، أظهرت دراسة حديثة أجريت بجامعة “كيل” البريطانية،
أن الإنسان عندما يقوم بتوجيه السباب والشتائم،
فإن ذلك يخفف من حيث لا يدري من آثار الآلام والأوجاع البدنية التي تصيبه، لا تلك النفسية فقط.
/~..’
وكشفت الدراسة أن الشتائم تعطي الإنسان قدرة أكبر على تحمل الألم،
بل وتخفف من وطأته عليهم، وهو الأمر الذي أثار حيرة العلماء نظراً لعجزهم عن تفسيره.
وذكر رئيس فريق البحث الذي أجرى الدراسة، ريتشارد ستيفنز،
أن مصدر إلهام الدراسة كان عندما شعر بالألم الشديد
عندما ضرب أصبعه بمطرقة عن طريق الخطأ،
أثناء إصلاحه لنافذته، مما دعاه لأن يشتم بقسوة، وهو الأمر الذي خفف من أوجاعه.
وأضاف ستيفنز: “كنت أنا وزوجتي أثناء وضعها لابنتنا الصغيرة، نعاني كثيراً،
فأنا أخذت أشتم بسبب التوتر الذي أصابني،
بينما كانت زوجتي تسب بسبب أوجاع عملية الوضع،
وهو ما دعانا للاعتذار إلى القابلة المشرفة على الولادة،
والتي أخبرتنا أن هذا الأمر طبيعي وهي تسمعه باستمرار.”
ولإجراء التجربة: قام ستيفنز وفريقه، بإحضار مجموعة من المتطوعين،
حيث طلبوا منهم أن يضعوا أكفهم في أوعية مليئة بالماء المثلج،
وأن يصمدوا قدر المستطاع مرددين شتيمة معينة.
وبعد ذلك، طلب ستيفنز من المتطوعين بأن يقوموا بوضع أيديهم مرة أخرى في الأوعية
وأن يرددوا كلمة عادية، تستخدم لوصف شيء عادي كطاولة أو ما شابه،
إذ تبين أن المتطوعين عندما قاموا بترديد الشتيمة
تمكنوا من الصمود 40 ثانية أطول من المدة التي تمكنوا فيها من تحمل المياه الباردة
وهم يرددون كلمة “مهذبة”،
مما دل على أن الشتائم تساعد على تقوية قدرة احتمال الألم عند الناس.
وبيّن ستيفنز أنه “رغم أن الشتائم لها وقع سيء اجتماعياً، ويُنظر لها على أنها فعل مشين،
إلا أن لها جانبها المشرق،
وهو المتمثل بأنها قادرة على مساعدتنا على تنظيم أحاسيسنا، وهو تأثير مفيد بالفعل.”
/
من جهتها أشارت العالمة النفسية الأمريكية بولا بلوم،
إلى أن تجربتها دلت على صحة ما ورد في الدراسة،
وخصوصاً عندما يقع الناس في مواقف صعبة مثل السقوط في حادث،
أو الإصابة بجروح.
وذكرت بلوم أن هذه الدراسة قد تغير النظرة الاجتماعية إلى الشتائم، قائلة:
“هذه الدراسة تزيل الحاجر الأخلاقي الموضوع حول استخدامنا للغة،
فنحن نحكم على الأشياء والتصرفات بشكل متسرع،
وهو ما قد يتعارض مع نتائج الأبحاث العلمية،
فنحن نعتقد أن الشتم أمر سيء، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك.”
(^_^)