◊●◊●◊●◊ بُـــــــشْـــرَى مُــعَـــجّــلًــةٌ لـلـمُـؤمْــــن ◊●◊●◊●◊




مـــــا المقــــصود بعاجــل بـــــشر ى المـــــؤمن؟



الســـــؤال :
مـــــاالــــفرق بين عــاجل بشرى المؤمن ،



وبـــــين مــا يعـــــــطى لأحـــــد
مــــن العطـــايا والكـرم من الله على أيـــــدي النـــــــــاس ،
مقــــابل خيريعـــــمـــله الإنـــــسان


ولا يـنـتــظر مقــــــابلا لـــــــه،



لكنه يفـــاجـأمـــــثلا بهـــــــــدية ،
أو بــــــــــتســهـــيل مـــعامــلات وتـــــــيسير أمــــــــــــــور؟

هـــــــل يـــــــــنـــــقـص من أجـــــرالإنـــــــــــسان؟


وهل كـــــما يقال هـو من عــاجل بـــــــــشرى المؤمـــن؟


وما المقـــصودبـــــــــــعاجل بشـــــــرى المــــــؤمن؟


الجـــــــــــــــواب :الحــــــــــــــــمد لله ،،


عــاجل بــشرى المؤمن أن يعــــمل المؤمــــن العــــمل الصـــــالح


مخلصـا لله فــيه ، لا يـــرجو بـــــه غــــير وجــــه الله ، فيــــطلع النــــــاس عــــــــــليه، فــــــيثـــنوا عـــــــليه بـــــــه ، فيــــــسره ذلك ويســــتبشر به خـــــيرا ،فـــــــــــتلك عـــــــــــــــــاجل بـــــــــــشرى المـــــــــــــؤمن .


ومــــــــن ذلك الر ؤيـــــــا الصالحـــــــــة


يــــــــراها في نومـــــــــه أو تُرى لـــــــــــه .



ومن ذلك وقــــــــــــــوع محبته في قلوب النــــــــــاس ،
ورضـــــــــــاهم عنه .



ومن ذلك أن يجـــــــــــــــد في نفسه راحـــــــة
للعــــــمل الصـــــالح وانشراح صــــــــــــــــــدر .



ويكـــون ذلك وأمـــــثاله مــن دلائـــــل محـــــــبة الله لـــــــــــه وقــــــــبول عـــــــمله ،فيعــــــــجل الله لـــــــــه البـــــــــشرى في الـــــــدنيا بهــــــــــذا الـثــــناء والــــرضاوالقــــبول من النــــاس ،
ويــــدخر له في الآخــرة جــــــز يل الــــــــــثواب .

روىالبخاري (3209) ومسلم (2637) عـــن أبي هُرَ يْرَةَ


_رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ_عـــَنْ الـــنَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _قال :


((إِذَا أَحَــــبَّ اللَّهُ الْعَبْـــدَ نَــادَى جِبْرِيلَ :


إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُــــــــــلَانًا فَــأَحْبِبـــــْهُ .


فَيُحِبُّــــــهُ جِبْرِ يلُ، فَيـُـــــــنَــادِي جِبْرِ يلُ فِي أهل السَّمَاءِ :


إِنَّ اللَّهَ يُحِـــــبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ


. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُــــــــــــــولُ فِي الْأَرْضِ))


ورواه الترمذي (3161) وزاد : ( فَـــــــــذَلِكَ قَــــــــــــوْلُ اللَّهِ :


{إِنَّ الَّلــذِينَ آمَـــــنُوا وَعَمِـــلُوا الصــَالِحَاتِ


سَيَــــــجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَـــــــــــنُ وُدًّا} .


قـــــــال النـــــــووي_رحمه الله :_


” وَمَعـــــــــْنَى ( يُوضـــــــَع لَهُ الْقــبُول فِي الْأَرْض )


أَيْ : الْحُـــــــبّ فِي قُلــــُوب النَّـــــــــاس , وَرِضَــــــاهُمْ عَنْهُ , فَـتـَمِيل إِلَيْـــــــــــهِ الْقُـــــلُوب , وَتَرْضَى عنــــــــْهُ.


وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَة : فَـــــتُوضَع لَـــــــــــهُ الْمَحَــبَّةانتهى .

وقــــــــــــــــــــال ابن كثير _ رحمـــــــــــــــــــه الله ” :


يخـبر تــعالى أنــــــه يــــــغرس لعــــباده المؤمـــــنين اللـــــذين يعـــملون الصـــالحات في قـــــلوب عــــباده الصـــــالحين مــودة ،وهـــــــــــذا أمرلا بـــــــدمنه ولا محيـــــــــــــد عنه ” انتهى .


تفسير ابنكثير” (5 / 267) وراجع : “فتح القدير(3 / 504)

وروى مسلم (2642) عَـــــــــــــــنْ أَبِي ذَرٍّ _ رضي الله عنه_ قَــــــــــالَ :


قِيــــــــلَ لِرَسُولِ اللَّهِ_ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_


: أَرَأَيْتَ الــــــــرَّجُلَ يَعْــــــــــــمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَــــــــــيْرِ


وَ يَحْمَـــــــــــدُ هُ النَّـــــــــــــــاسُ عَلَيْهِ ؟


قــــــــــــــــــــــــَالَ: (تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ).


قال النـــــــووي رحمه الله : ” قَـــــالَ الْعُـــــــــــــلَمَاء :



مَعْنى ههَذِهِ الْبُشْرَى الْمُــــعَجَّلَة لَــــــــــهُ بِالْخَيْرِ ,
وَهِـــيَ دَلِيل عَلَى رِضَاءاللَّه تَـــــعَالَى عَنــــْهُ ,وَمَحَــــــبَّته لــــــــــــــَهُ , فَيُــــــحَبِّبهُ إِلَى الْخَـــلْق كَمَــــا سَـبَقَ فِي الْحَــــــــــــدِيث ,
ثُمَّ يُـــــــــوضَع لَــــــــــــــهُ الْقَـــــــبُول فِي الْأَرْض.


هـــــــــــــَذَا كُلّه إِذَا حَـــــــــمِدَهُ الــــــــــنَّاس مِــــــــــــــنْ غَيْر تَـــــعَرُّض مِنْهُ لِحَـــمْدِهِمْ , وَإِلَّا فَـــــــالـــتَّعَرُّض مـــــَذْمُوم . انتهى .


وقـــــــــــال ابن الجوزي_رحمه الله :_


والمــــــــعنى : أن الله تـــعالى إذا تــقبــــل العــــــــــــمل أوقع في الــــــقلوب



قــــــبول العامل ومــــدحه ،
فيكون مــــــــــــا أوقع في القـــــلوب مـبشر بالقبول ،
كما أنـــــــــه إذا أحـــــــب عبــــــدا حببه إلى خــــــــلقه وهم شــــــــهداءالله في الأرض ” انتهى


.كشف المشكل”(ص245 )




وقا ل الـــــــسيوطي_رحمه الله :_



أي هــــذه البشرى المعــــجلة دليل للبشــــرى المــؤخرة إلى الآخرةانتهى .
شرح السيوطي على مسلم” (5 / 556)


وســـــئل ابن عــــثيمين :



مــــــا معنى الحـــــــديث الــذي يـــقول :
( تلك عاجل بشرى المؤمن)؟



فأجــــاب رحمه الله تعالى :
المؤمن يبشر في الــدنيا بــعمله الصـالح مــن عـــــــــــــــدة وجــــــــــوه :


أولا : إذا شرح الله صــدره إلى الــــــــــعمل الصـــالح وصار يطمئن


إليه ويفــرح به كان هــــذا دليلا على أن الله تـــعالى كتبه من الــسعداء ؛


لقـــــــول الله تبارك وتعالى:


( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى )


فــــــــــــــمن بشرى المؤمن أن يجـــــد من نفسه راحة في الأعمال الصالحة ورضابها وطمــــــــــــــأنينة إلــــــــــيها ؛ ولهـــــــذا كانت الصــــلاة قرة عين رسو ل الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .



ومن البشرى للمؤمن :
أن يثـــــني النــــاس عليه خيرا ؛فإن ثنــــاء الناس عــــــليه بالخير شـهادة منهم له على أنــــــــه من أهــــــــــل الخير .


ومنها : أن تُرى له المــرائي الحسنة في المنام.


انـــــــــتهى باختصار .


فتاوى نور على الدرب” (111 / 45-46)

وقـــــــال رحمه الله :



ليس من الر ياء أن يــفرح الإنسان بعلم الناس بعـــــبادته ؛
لأن هـــــذا إ نــــــما طرأ بعدالفــراغ من العـــبادة ،


وليس من الر يــــاء أن يــُـــسر الإنسان بفـــــــعل الطــــــــاعة ؛ لأن ذلك دليـــــل إيمـــانه ؛ قـــا ل النبي صلى الله عليه وسلم : ( مـــــــن سرته حســــنـــــته وســــاءته ســــيئـــته فــــذلك المـؤمن ) ” انـتهى . مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين” (2 / 207)


وروىالبخاري (6990) عــــــــــــن أبي هُرَ يْرَ ةَ رضي الله عنه قَــــــــالَ :


سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُـــــــــــــــــــولُ :


( لَمْ يَبـْقَ مِنْ النُّــــــبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ


قــــَالُوا: وَمــا الْمُبَشِّرَاتُ ؟


قَـــالَ : الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ).


وروى الترمذي (2273) وحسنه عـــن أبي الدَّرْدَاءِ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قــــَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :


{لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَــــــــاةِ الـــــــدُّنْيَا )


فَقَـــــــــــــالَ : ( هِيَ الرُّؤْيَاالصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْتُرَى لَهُ ) .


وصححه الألباني فيصحيح الترمذي .



قـــــال السعدي رحمه الله :


أمــــــــــــاالبــــــــشارة في الـــــــــــــــــــدنيا ، فهي :الـــــــــثناء الحسن ،


والمــــــودةفي قــــلوب المؤمنين ،


والـــــــــــرؤيا الصالحة ،


ومـــا يراه الـعـبد من لطـــــف الله بــــه وتيــــــــــسير ه لأحسن الأعمال والأخــــلاق ، وصرفه عن مســاوئ الأخــــلاقانتهى . تفسير السعدي” (ص 368)

أمــــا ما يُـعطاه الإنسان مــقابل خير يعمله أو خير يعلّمه ،


كـــهدية أو تسهيل مـــعاملة أو قـضاء حاجة، فلا يقـــــال فيــــــــــــه أنـــــــه مـــــن عـــــاجل بشــــــرى المــؤمن ؛ فــــإنه فوق أنـــــــــه يــــغاير المعــــنى المـــــــــــتقدم لبشرى المؤمن ، فـــــــــــــــــإن منه المحمــــــــــــــود ،


كمن قضى لمسلم حـــاجة فقــــــــضى الله حـــاجته ،


وكمن كوفئ على خيرعلـــــمه ، دون أن ينتـــظر من أحــــد شيئا ،


ومـــــــــنه المـــذموم،كــــــهدايا العمال ؛فإنهـــــا غلول ، وكالإكراميات والأعــطيات الـــــتي تُعـــــطي بــــغـير الحــــق .



ومن ثَــــمّ :
فــقد لا يضره هـــذا العطاء ،
ولا ينقص من أجرمعـــروفه الذي عــــمله لله ،حيث أخلص في عمله ، ولم ينتظرمن أحد نــــوالا ولا ثنــاء ، وقد يـــضره وينقص من أجره .


وقد روىأحمد (17477) عَنْ خَــــــــــــــالِدِ بْنِ عَـــــــــدِيٍّ الْجُــــــهَنِيِّ _ رضي الله عنه_ قَـــــــــالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ يَــــــــــــقُولُ :


(( مَنْ بَلَــــــــغَهُ مــــــَعْرُوفٌ عَنْ أَخِــــــــــــيهِ مِنْ غَيْرِمَسْـــــــــــأَلَةٍ


وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْــــيَقْبــَلْهُ وَلَا يَــــــرُدَّهُ ،فَإِنَّمَــــا هُوَ رِزْقٌ سَــــــــاقَهُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ إِلَيْـــــــــهِ))


صححه الألباني في “الصحيحة” (1005) وأصله في الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه.

وروىمسلم (1906) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍ و قَالَ : قَالَ رَسُولُ


اللَّهِ_ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_: (( مَــــــا مِنْ غَــــــــازِيَةٍ أَوْ سَرِيَّةٍتَــــــــغْزُوفَـــــــــــــــتَغْنَمُ وَتَسْلَمُ إِلَّا كَانُوا قَدْ تَــــعَجَّلُوا ثُــــلُثَيْ أُجُورِهِمْ وَمَا مِنْ غَــــــــــازِيَةٍ أَوْ سَرِ يَّةٍ تُخـــْفِقُ وَتُـــــــــــــصَابُ إِلَّا تَمَّ أُجُورُهُمْ )).

قــــــــــــال النووي رحمه الله :


الـــــــــــغَنِيمَة فِي مُقـــــــــــَابَلَة جُــــــــــزْء مِنْ أَجْر غَزْ وهمْ , فَإِذَا حَصَلَتْ لَهُمْ فــــــــــَقَدْ تَعَـــــــــــــــجَّلُوا ثــــــــــُلُـثَيْ أَجْــــــــــرهمْ الْمُــــــــــــتَرَ تَّب عَلَى الــــــــْغَزْو , وَ تَــــكُون هَـــــــــــذِ هِ الْــــــــغَنِيمَة مِنْ جُمْــــــــــــــلَة الْأَجْر , وَهــــــــَذَا مُوَافِق لِلْأَحَادِيثِ الصَّحِــيحَة الْمَـــشْهُورَة عَنْ الصّــــــَحَابَة كَقَوْلـــــــــِهِ:


( مِنَّــا مَنْ مَـــاتَ وَلَمْ يَأْكُل مِنْ أَجْره شَـــــــــيْئًا


وَمِنَّـــــــا مَنْ أَيـــــــْنَــعَتْ لَهُ ثَــمَــــــــرَته فَــــهُوَ يَـــــــهْــــــدُ بُــــــهَـــــــا )


أَيْ : يَجــْتَــنِـــــــــــيهَاانتهى .

وقــــــــال حسين الجـــعفي : ر بمـــــا عطش حمزة – الز يات المقرئ المشهور – فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه .


وذكر جر ير بن عبد الحـــــميد أن حمزة مر به فطلب ماءً


قال : فـــأتيته فلم يشرب مني ،لكــــــوني أحـــضر الــــقراءة


عــــــــنده .تاريخ الإسلام” (9 / 385)


أما عـــاجل بشرى المؤمن : فشيء يلقى في قـــــلوب الــــــناس ، لايمكن دفعه ، من حسن الثناء ، والرضا والقبول .


وللاستزادة : راجع جواب السؤال رقم : 6356

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،



والله تعالى أعلم .
الإســلام ســــــــؤال وجــــواب،،


عن sterben

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!