فقال النبي صلى الله عليه وسلم ماهذا؟
فقالت عائشة أن الناس يخافون عليك يارسول الله .
فقال : احملوني اليهم فأراد ان يقوم فما استطاع.
فصبوا عليه سبع قرب من الماءلكي يفيق فحمل النبي وصعد به على المنبر فكانت آخر خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم .وآخر كلمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر دعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال الرسول: أيها الناس كأنكم تخافون علي.
قالوا: نعم يارسول الله .
فقال الرسول صلى الله عليه السلام : أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا ، موعدكم معي عند الحوض،والله لكأني انظر إليه من مقامي هذا ،أيها الناس والله ما الفقر أخشى عليكم ،ولكني اخشى عليكم الدنيا ،أن تتنافسوها كما تنافس فيها الذين من قبلكم فتهلككم كما تهلكهم .
ثم قال صلى الله عليه وسلم :أيها الناس الله الله بالصلاة الله الله بالصلاة ((تعني حلفتكم بالله حافظوا عليها )).
فظل يرددها ثم قال:أيها الناس اتقوا الله في النساء أوصيكم بالنساء خيراً، ثم قال: ” أيها الناس أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله” فما أحد فهم ما العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه .وقد فهمه ابو بكر الصديق رضي الله عنه.
وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأن على رؤوسهم الطير فلما سمع ابو بكر كلام الرسول لم يتمالك نفسه فعلى نحيبه ( البكاء مع الشهقة) وفي وسط المسجد قاطع رسول الله وبدأ يقول له : فديناك بآبائنا يا رسول الله فديناك بأمهاتنا يا رسول الله فديناك بأبنائنا يا رسول الله فديناك بأزواجنا يا رسول الله فديناك بأموالنا يا رسول الله ويردد ويردد فنظر الناس إلى ابو بكر شظرا (( كيف يقاطع رسول الله )
فقال رسول الله : أيها الناس فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به إلا ابو بكر فلم أستطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله تعالى عز وجل وكل الأبواب إلى المسجد تسد إلى باب أبو بكر لا يسد أبداً.
ثم بدا يدعي لهم ويقول آخر دعواته قبل وفاته((أراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله أيدكم الله حفظكم الله)).
وآخر كلمة قبل أن ينزل من على المنبر موجه الأمر من على منبره:أيها الناس أقرئوا مني السلام على من تبعني إلى يوم القيامة،” وحمل مره أخرى إلى بيته، دخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن أبو بكر وكان بيده سواك فظل النبي ينظر إلى السواك ولم يستطع أن يقول أريد السواك فقالت عائشة:فهمت من نظرات عينيه انه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فأستكت به (أي وضعته في فمها) لكي ألينه للنبي فأعطيته النبي فكان آخر شيء دخل إلى ريق النبي ريقي،” ريق عائشة” فتقول عائشة:كان من فضل ربي علي أنه جمع ريقي بريق النبي قبل ان يموت .
ثم دخلت ابنته فاطمة وهي تبكي .بكت لأنها معتادة أن يقبلها الرسول بين عينها ولكنه لا يستطيع الوقوف .
فقال لها رسول الله : أدني مني يا فاطمة فهمس لها فبكت .
ثم قال لها الرسول مره ثانية أدني يا فاطمة : فهمس لها فضحكت.
فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سألوا فاطمة ماذا همس لك فبكيتي ؟ وماذا همس لك فضحكتي ؟
فقالت فاطمة : لأول مره قال لي : يا فاطمة أني ميت الليلة فبكيت . ولما وجد بكائي رجع وقال لي :أنتي يافاطمة أول أهلي لحاقاً بي . فضحكت .
فقال الرسول اخرجوا من عندي في البيت ، ثم خرجوا .
وقال أدني مني يا عائشة ، ونام على صدر زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها .
فقالت عائشة : ( كان يرفع يده للسماء ويقول بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى ) .
فتعرف من خلال كلامه أنه يخير بين البقاء في الدنيا أو الرفيق الأعلى .
فدخل الملك جبريل على النبي وقال: ملك الموت بالباب ويستأذن ان يدخل عليك وما أستأذن من أحد قبلك قال له:أأذن له يا جبريل ودخل ملك الموت وقال: السلام عليك يا رسول الله أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله .
فقال النبي : بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى وقف ملك الموت عند رأس النبي ( كما سيقف عند رأس كل واحد منا ) وقال أيتها الروح الطيبة روح محمد ابن عبد الله أخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راضي غير غضبان تقول السيدة عائشة : فسقطت يد النبي وثقل رأسه على صدري وقد علمت انه مات وما ادري ما أفعل فما كان مني إلا ان خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة .
وقلت: مات رسول الله مات رسول الله فأنفجر المسجد بالبكاء ، فهذا علي أقعد من الخبر وهذا عثمان كالصبي يأخذ بيده يمنة ويسرة وهذا عمر ابن الخطاب يقول إن قال أحدكم ان النبي قد مات سأقطع رأسه بسيفه إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى أما أثبت الناس فكان أبو بكر رضي الله عنه فدخل على النبي وحضنه وقال واخليلاه وا حبيباه واابتاه وقبل النبي وقال: طبت حياً وطبت ميتاً فخرج ابو بكر رضي الله عته إلى الناس وقال : ” من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت” ثم خرج يبحث عن مكان يأوي إليه ليبكي فيه وحده .
هذه هي النهاية فكل من قرأ القصة ووجد حب النبي فحب النبي يكون في أربع أمور هي :
كثرة الصلاة عليه – زيارة مدينته – إتباع سنته – دراسة سيرته
اعمل الأربعة فستشعر أن حب النبي قد تغير في قلبك فيبقى أحب غليك من والدك وولدك ومالك وأهلك والناس أجمعين .
أقول قولي هذا وأسأل الله أن يجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى من لجنان رفقاء للنبي صلى الله عليه وسلم.