السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا اخواتي الفراشات
يعتقد الكثيرون أن التهاب المفاصل هو من الأمراض التي تصيب الراشدين فقط،,
إلا أن ثمة نوعاً منه يصيب الأطفال ويعرف باسم التهاب المفاصل الرثواني الشبابي. كيف يمكن تشخيص هذا المرض عند الأطفال،
وما أعراضه وسبل الوقاية منه؟
يصيب مرض التهاب المفاصل الرثواني الشبابي، كما يشير اسمه، مفاصل الجسم: المعصم، الكاحل، الركبة، الكوع، مفاصل الأصابع. ويؤدي إلى تورمها، ما يصعب على الشخص المصاب تحريكها بشكل سليم، ناهيك عن الألم الذي يشعر به. في الإجمال ينتشر التهاب المفاصل الشبابي بين الأطفال تحت عمر الـ 16 سنة، وغالباً ما يطول أكثر من مفصل واحد. أحياناً كثيرة، تؤدي أمراض أخرى إلى الشعور بأوجاع في المفاصل وتورمها. لهذا لا يمكن للطبيب أن يعتبر الطفل مصاباً بالتهاب المفاصل الرثواني الشبابي إلا إذا تبيَّن له استمرار الورم والأوجاع أكثر من ستة أسابيع.
أعراض التهاب المفاصل الشبابي
تشير الإحصاءات إلى إصابة خمسة آلاف طفل سنوياً بالتهاب المفاصل الشبابي، ويمكن أن تظهر أعراضه في الأشهر الأولى من عمر الطفل، لكن يصعب أحياناً التأكد من أعراض المرض عند الأطفال الرضع نظراً لتشابهها مع أعراض حالة مرضية أخرى بكاء ليلي دون سبب واضح، حركة خفيفة ونقصان شهية.
إما إذا كان الطفل قادراً على التعبير، فإنه سوف يشتكي من أوجاع في ذراعيه وساقيه أثناء تحريكها، ولا سيما عند الاستيقاظ صباحاً، أحياناً يعاني الطفل صعوبة في إمساك القلم والكتابة، أو أنه يسقط على الأرض من دون سبب. من الأعراض الأخرى التي تصاحب التهاب المفاصل، ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، بحيث تصل إلى أربعين درجة مئوية ظهور طفح جلدي اضطرابات في الجهاز الهضمي، إسهال شديد والتهاب مشيمية العين.
وعلى الرغم من تشابه بعض أعراض التهاب المفاصل الشبابي مع أعراض التهاب المفاصل الذي يصيب الراشدين فإن ثمة اختلافاً بينهما. فالأول لا يؤدي إلى أضرار بالعظام بالسرعة ذاتها التي يتلف فيها الثاني عظام الراشدين أو المسنين.
أنواع مختلفة من التهاب المفاصل
تتفرع من التهاب المفاصل الشبابي أنماط مرضية أخرى تؤثّر في الأطفال وهي:
* داء (ستيل) يعاني 15 في المائة من المصابين بالتهاب المفاصل الشبابي مرض ستيل (وهو يصيب عادة الأطفال في عمر ثلاث سنوات ولا يفرق بين الذكور والإناث.
تتجلى أعراض هذا المرض في ارتفاع مفاجئ للحرارة وتضخم الطحال وظهور طفح جلدي مع تورم المفاصل والتهابها.
*الالتهاب متعدد المفاصل (polyarticular): يشكل نسبة 35 في المائة من التهاب المفاصل الشبابي، وهو يصيب الفتيات بين عمر 10 و 12 سنة يطول هذا المرض أكثر من ستة مفاصل في الجسم وهو يشبه مرض التهاب الروماتيد المتعدد الذي يصيب الكبار.
* التهاب قليل المفاصل (Pauciarticular) : يشكل هذا النوع من الالتهاب نسبة 50 في المائة من حالات الإصابة بالتهاب المفاصل الشبابي وغالباً ما يصيب الفتيات الصغيرات ولا يطول أكثر من أربعة مفاصل كبرى، الركبة، المعصم الكوع والكاحل. وأحياناً أخرى يمكن أن يؤثّر في المفاصل الصغيرة الخاصة باليدين والقدمين إضافة إلى مفاصل الرقبة والفك.
* التهاب المفصل :(Arthritis)من الأمراض النادرة التي ترتبط بالروماتيزم الذي يصيب روابط مفاصل العظام، في الإجمال يظهر هذا النوع من الالتهابات عند الذكور في عمر الـ 12 عاماً. وقد تصاب الأربطة أيضاً بالالتهاب.
أسباب إصابة الأطفال
بالتهاب المفاصل الرثواني الشبابي
لا أحد يعرف السبب الأكيد للإصابة بالمرض، لكن يعتقد بعض الخبراء أن ثمة فيروساً يطلق العنان لظهور المرض عند الأطفال، الذين يملكون جينات معينة تجعلهم عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الرثواني الشبابي.
لهذا يعتبر المرض من أمراض المناعة الذاتية، ذلك أنه لدى الأطفال الأصحاء، يتولى جهاز المناعة إرسال كريات الدم البيضاء لحماية الجسم ضد أي هجوم خارجي تشنه الجراثيم والفيروسات التي تصيب الأطفال بالمرض، لكن يقوم جهاز المناعة عند الطفل المصاب بالتهاب المفاصل الرثواني الشبابي، بمهاجمة الخلايا السليمة، على اعتبار أنها ضارة، فيطلق مواد كيماوية تسبب آلام المفاصل وتورمها.
لا يعتبر التهاب المفاصل الرثواني الشبابي من الأمراض المعدية فلا خوف إذن من انتقاله من شخص لآخر.
كيف يشخّص المرض؟
من المهم جداً استشارة الطبيب عند الشعور بألم في المفاصل أو ملاحظة وجود انتفاخ فيها، بهدف تحديد المشكلة، يطرح الطبيب أسئلة عدة يحاول من خلالها معرفة تاريخ بدء الأوجاع وانتفاخ المفاصل، وما إذا أصيب الطفل بجرح ما، وما إذا كان أحد أقاربه مصاباً بالتهاب المفاصل، بعد ذلك يجري فحصاً سريرياً للطفل ويطلب فحوصاً مخبرية لعينات من الدم بحثاً عن أي آثار للالتهابات في الدم أو أي أجسام ضارة، إضافة إلى تصوير المفاصل بالأشعة الشينية، لأنها تتيح معرفة ما إذا كان ثمة نقص في الأملاح المعدنية أو تلف في العظام واستبعاد أي أسباب أخرى، كذلك يطلب الطبيب إجراء فحوص للعينين، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 20 في المائة من حالات الإصابة بالتهاب المفاصل الشبابي يصحبها التهاب مشيمية العين، ربما يؤدي إلى فقد حاسة النظر في حال الإهمال من المهم جداً إجراء (بزل) للمفاصل للتأكد من خلوها من أي جرثومة.
العلاج
يجتاح الطفل المصاب بالتهاب المفاصل الرثواني الشبابي إلى متابعة طبية من مختلف الاختصاصات اختصاصي داء المفاصل، طبيب أطفال، اختصاصي في إعادة التأهيل، طبيب نفسي، جراح، واختصاصي تغذية في الواقع، لا بد من يتبع الطفل المريض نظاماً غذائياً خالياً من الملح والسكر ولا سيما إذا كان يتناول أدوية تحتوي على (الكورتيكويد) للحد من زيادة الوزن كي لا يؤدي ذلك إلى الضغط على مفاصله كما يطلب الأطباء مراقبة كمية الكالسيوم في جسمه.
يهدف العلاج إلى مكافحة الالتهاب الذي يدمر المفاصل وإلى التخفيف من الشعور بآلالم المفاصل وهو يشمل:
* تناول أدوية: يصف الطبيب في الحالات غير الخطيرة تناول مسكنات الألم أو مضادات الالتهاب، كل أربع ساعات ولأشهر أو سنوات عدة.
وفي الحالات الأكثر خطورة يتركز العلاج على تناول أدوية المتيوتريكسات، وهي مضادات أيضية تصل نسبة فاعليتها إلى 50 في المائة، إلا أنها من جهة أخرى تسهم في ما يعرضه أكثر للإصابة بالتهابات مختلفة.
* العلاج الفيزيائي (Kinetherapy): تعتبر جلسات التدليك وحمامات الماء الساخن مفيدة جداً في الحد من الأوجاع وتصلب المفاصل وهي ضرورية لمساعدة الطفل في تحريك مفاصله ومنه انحسار الكتلة العضلية.
* العلاج بالأشغال اليدوية (Ergotherapy) هو عملية إعادة تأهيل من خلال الأشغال اليدوية ويهدف إلى تعلم الحركات الصحيحة التي يجب فعلها يومياً.
* الجراحة: تتطلب بعض الحالات إجراء جراحة ترميمية، أو زرع مفاصل جديدة بدلاً من تلك التالفة.
دمتن بخير