عالم البنات النسائي كل ما يخص المرأة العربية من ازياء وجمال والحياة الزوجية والمطبخ
عادة ما كانت بعض القنوات الفضائية تلعب على أوتار حساسة من أجل الكسب المادي, فبعد أن استغلت عواطف المراهقين والشباب في برنامجي “ستار أكاديمي” و”سوبر ستار”, هاهو برنامج آخر يستغل براءة الأطفال. “ستار صغار” تبثه قناة أبو ظبي.
والفكرة تدور حول استضافة نجم أو نجمة في عالم الغناء بمشاركة متسابقين من الأطفال الصغار جدا, على هذه الفنون الصعبة والتي بطبيعة الحال لن يجيدها طفل في الرابعة أو الخامسة من عمره.
فكرة البرنامج ووضع الطفل على منصة مباشرة مع فنان أو فنانة بهذه الطريقة فيها الكثير من الاستخفاف بعقول هؤلاء الصغار, فهي من جهة لا تصقل مهاراتهم في إطار يتناسب مع أعمارهم, ومن جهة أخرى, فهي تضعهم في حرج شديد أمام من يحبون عندما أخضعوا لتجربة قاسية أمام الكاميرات!
وعندما يظهر مذيع البرنامج أو الفنان مجاملا الطفل بعد انتهائه من الأغنية قائلا “والله أنت فنان وموهوب وصوتك حلو” فهذا قمة النفاق التربوي الاجتماعي! لأنه من المعروف أن لدى الأطفال طبقة صوتية بريئة لا تخفى على أحد، ناهيك عن أنه يعطي الطفل انطباعا يتجاوز حجم تفكيره, بعد أن اعتاد على أن ينشد أغاني أو أناشيد الأطفال المعروفة والتي تتعامل مع الطفل بطريقة تعكس الواقع والمحيط اللذين يعيش فيهما.
عندما تلقن طفلة كلمات صعبة المعاني وعميقة التأثير بالنسبة لها, وتدعها تترنم بكلمات هي في الأصل لا تفهم معانيها ولا تشعر بها, هنا يكون الأمر استغلالا لبراءة هؤلاء الصغار, وجعلهم محل السخرية من نظرائهم, خاصة إذا غنت أغنية بكلمات غريبة مثل “أهلا إزيك.. ياللي ما شفتش زيك.. ولا حد يشبه لك أبدا.. كشفتك وبرده مش حنسى.. افهم يا عم حس على دمك.. أنا مش قريبتك أنا مش حبيبتك.. خالتي وخالتك اتفرقوا.. تفرقوا الخالتين”!! بالفعل إنه أمر مثير للضحك والحزن في آن, يدعون الأطفال يتعلمون هذه الأغاني, ويؤدونها أمام جمهور غفير وقد احمرت وجوههم من الخجل ومن ثم يصمتون، لا يعرفون ماذا يقولون!
لا أعلم كيف سمح أولياء أمور هؤلاء الأطفال بمشاركة أبنائهم في هكذا برنامج؟ ولكن الحقيقة الواضحة دائما هي “حقيقة التصويت” ورسائل الجوال التي تدر المال, ولو كان على حساب “براءة طفل”!
,,منقوول,,
