إزدياد ظاهرة العنوسة في المجتمع السعودي .. و «العين» «والحسد» ينضمان لقائمة أسبابها


وصف – متابعات – نوف المنديل :

لا ترى «أميرة» في الوجود أحداً أبهى منها؛ قوام رشيق، ونسب رفيع، وحشمة وأدب، وجمال آسر للكثير من زميلاتها، إذا تحدثت أسكتت الحضور، لا بمنطقها، وإنما بغنج الحروف التي تتراقص على شفتيها، ولا أحد يجرؤ على النظر إلى سحر عينيها الواسعتين، لأنه فعلاً «سحر ينطق به الجمال».. ورغم ذلك فهي «عانس، قابعة في منزل أسرتها».
قرأت «أميرة»، التي بلغت من العمر 35 عاماً، كثيراً عن أسباب العنوسة في المجتمع السعودي، واستشعرت من أصحاب الرأي والمشورة، تركيزهم على غلاء المهور، والبطالة، ورفض الآباء تزويج بناتهن، طمعاً في رواتبهن، وعزوف الشبان عن تحمل المسؤولية، والمغالاة في أسعار حفلات الزواج، وارتفاع الإيجارات.. إلخ، عندها أدركت أنه فات على محللي الظاهرة، الإشارة إلى سبب من أهم الأسباب، وهو «العين والحسد»، الذي يحرم الفتيات والنساء من الزواج، ويدخلهن -عنوة- نفق العنوسة، مستدلة بأنه ربما تُحل الأسباب التي لها علاقة بالمادة، ورغم ذلك، ستبقى العنوسة قائمة في المجتمع، بفعل الحسد، الذي لم ينل بعد الاهتمام الكافي من المجتمع.
قبيل الموعد
ومنذ أن كانت في العاشرة من عمرها، كانت أميرة محط أنظار الكثير من الأمهات، فكل أم تريد أن تهدي تلك الدرة المصون لابنها، وتقول أميرة: «كلما تقدم لي خاطب، فرحت به، وأخذت أرسم في ذهني أحلام الرحلات الوردية التي سنعيشها معاً بعد الزواج»، مضيفة: «في كل مرة، نتفق على تفاصيل الزواج، ونحدد موعداً مع المأذون الشرعي، وقبيل هذا الموعد، تنقلب الحال عندي، وتدب في جسدي ما يشبه الصاعقة الكهربائية، تجعلني أستغرب من قبولي بالزواج، وبين محاولات أمي الملحة بإتمام الزواج، ورفضي الشديد، تدب الخلافات بيننا، ويتواصل الصراخ في البيت، وينتهي كل هذا باتصال من أبي للخاطب، يخبره أن الزواج قسمة ونصيب، وأنه لا يملك نصيباً عندنا، ويؤكد له، في الوقت نفسه، أنه شاب جيد، وليس فيه عيب يذكر»، وتؤكد أميرة: «لا أعلم كيف يحصل ذلك، ولماذا، لدرجة أنني بعد الاعتذار عن عدم قبولي بالزواج من الخاطب، أتمنى من أمي، أن تبحث عن طريقة، تعيد لي هذه الفرصة، ولكن دون جدوى».
طلبات زواج
وتستطرد أميرة قائلة: «منذ كنت في الصف الأول متوسط، والكثير من أقاربي، كانوا يتحدثون في أمر زواجي، وكل أم تتمنى أن تخطبني لابنها عندما نكبر»، مضيفة: «بعد أن أتممت المرحلة الثانوية، تتالت الاتصالات والطلبات على والديّ، طالبة الاقتران بي، بيد أن ضرورة إكمال الدراسة الجامعية، كان المخرج الوحيد لأبي، للاعتذار لأصحاب هذه الطلبات»، موضحة: «تقدم لي بطريقة رسمية، قرابة 33 شاباً، ولم أوافق على الاقتران بأي منهم، وقد وصل الأمر بي في إحدى الخطوبات، أن المأذون أتى بالفعل إلى المنزل، لعقد قراني على الخاطب، وسألني: أنتِ أميرة؟ قلت: نعم، وقال: هل توافقين من الزواج على فلان بن فلان؟ فبدأت أطرافي تتجمد، وتملكتني رعشة، لا أعرف من أين مصدرها، وصرخت أمام الجميع لا لا، بدون أن أشعر، وكأن أحداً ينطقها بالنيابة عني، وأخذت أبكي بشدة، فقامت قيامة المجلس، وخرج الخاطب وأهله من المنزل، ظناً منهم بأن والديّ قد أرغماني على الزواج منه»، مشيرة إلى أن «الخاطب، هو أحد أبناء العائلات المعروفة والثرية في المنطقة، لم يصدق ما حصل، وخرج غاضباً من منزلنا، وخرج بعده المأذون، الذي بذل محاولات يائسة منه لإقناعي بالزواج، ولكن دون فائدة»، مضيفة: «قام أبي نحوي، وضربني على وجهي ضربة دخلت إثرها في إغماءة طويلة، ولا أعلم ماذا حصل بعدها».
سر العزوف
وتتابع أميرة: «بعد هذا الحادث، قررت أمي الذهاب بي إلى أحد المشايخ المعروفين بجودة الرقية الشرعية، وذهبنا إلى هناك، واتضح للشيخ بعد قراءته علي، أنني أعاني من عين، ربطت عني الزواج، منذ فترة ليست بالقصيرة، وعلم بعدها أهلي سر عزوفي اللاشعوري عن الزواج، وكيف أصبحت همّا كبيراً على أسرتي، خاصة أن أخواتي الصغيرات، تزوجن كلهن في أعمار لم تتجاوز الحادية والعشرين إلا أنا».
حالات عنوسة
وتذكر أميرة: «تابعت العلاج بطريق الرقية الشرعية، في أكثر من منطقة، وأجمع الكثير من الشيوخ بأنني تعرضت لعين، ربطت عني الزواج، وها أنا ذا أقبع في منزل والدي، وعمري قد تجاوز الـ36 سنة، وأتمتع بجمال كبير، شهد به كل من رآني، إلا أنني عانس»، مستغربة أن «يسرد المحللون لظاهرة العنوسة، أسباباً كثيرة لها، جميعها تتعلق بالمادة فقط، متجاهلين حالتي التي لا علاقة لها بالمادة»، مشيرة إلى أن «هناك حالات عنوسة كثيرة في المجتمع السعودي، لا أحد يستطيع أن يفسر أسباب عنوستها، ولا أستبعد أن تكون الأسباب ذات علاقة بالسحر والعين، أو أسباباً نفسية، أكثر منها مادية، ولكن للأسف، لم يلتفت أحد إليها من قريب أو بعيد»، مشيرة إلى «لدي ثلاث صديقات، دخلن نفق العنوسة، رغم جمالهن الباهر، وثراء أسرهن، واتضح فيما بعد أن اثنتين منهن، يعانين من الحسد والسحر».
الرقية الشرعية
ويروي أصحاب الاختصاص في الرقية الشرعية، الكثير من القصص، التي تؤكد أن غالبية الناس بعيدون كل البعد عن التفكير، ولو للحظات بسيطة، في أن قضية العين والسحر، باتت سبباً مباشراً في تعقيد بعض الأمور، ومنها زواج الفتيات في المجتمع.
ويقول الشيخ عبدالوهاب الشهري (راق): «أصبح الناس في الآونة الأخيرة، يدركون أن أحد أسباب تفشي العنوسة في المجتمع، هو العين أو السحر، وهذا كان شبه منسيٍ في السابق»، مضيفاً «لو لم تكن هناك قصص واقعية، تابعتها بنفسي، لاستبعدت أن تكون العين والسحر سبباً مباشراً في تفشي العنوسة بين الكثير من الفتيات».
الجمال والخلق
ويستطرد: «من القصص التي تؤيد ذلك، قصة امرأة مطلقة، منذ ثماني سنوات، وعمرها الآن 39 سنة، وقد تقدم لها أناس كثيرون، وكلما تقدم لها رجل، لا يكتمل الزواج، وبقيت على هذا الحال سنوات طويلة، ولا يعلم كلا الطرفين ماذا يحصل لهما، وقد عرضوا علي أن أقرأ على تلك المرأة، وبمجرد القراءة، اتضح أنها مصابة بالعين، لأنها تتأثر كثيراً بآيات العين والحسد»، مشيراً إلى أنها «تعمل معلمة، وعلى قدر كبير من الجمال والخلق، وهذه أبرز الأسباب التي جعلتها تصاب بالحسد، والذي ربطها عن الزواج طيلة هذه السنوات، حتى وصلت إلى 39 سنة».
رغبة داخلية
ويذكر الشهري أنه «تلقيت ذات مرة، اتصالاً من رجل يسكن في الكويت، وقال لي أن شقيقته وصل عمرها الآن 35 سنة، ولم تتزوج، ويتقدم لها رجال كثيرون، بل إن أغلبهم أصحاب مناصب ورجال أعمال، إلا أننا إذا ناقشنا معها موضوع الزواج، تتأثر وتبكي بكاءً شديداً، وترفض الاقتران بأحد، وفي الوقت نفسه، تؤكد أن لديها رغبة داخلية بالزواج إلا أنها لا تعلم ما الذي يمنعها منه ويتطور الأمر إلى أنها تترك الأكل والشرب أياماً عدة».
عتبة العنوسة
ويضيف الشهري: «أتى الرجل بشقيقته، وقرأت عليها، ونطق الجان الذي بداخلها مباشرة، وأفاد بأنها كانت تلبس لبساً عارياً في إحدى المناسبات، وتعلق بها ذلك الجان، وقرر أن يتلبسها، ومن بعد هذا الموقف، أصيبت بالإعياء، الأمر الذي جعلها تصل إلى عتبة العنوسة رغماً عنها».
ويشير الشهري إلى قصة أخرى، وصفها بـ«العجيبة»، ويقول: «تقدم رجل لفتاة في الطائف، يريد الزواج منها، فرفضت، بحجة أن خلقه سيئ، وهذا ما جعل الرجل يتعلق بها أكثر من السابق، وأصر على الزواج منها، ولم تفلح محاولاته ومساعيه لتحقيق ما سعى إليه، بعدها قرر الاتصال بأمها، وهددها بالسحر، ليس هذا فحسب، وإنما حضر إلى منزل الفتاة، حاملاً معه سكيناً، طعن بها نفسه، وضرب وجهه، ولا يعلم أحد سبب ذلك، إلا أن الفتاة قالت إن أخاها كان يقف في صف الخاطب، بعدها قام والدا الخاطب برفض الفتاة نهائياً، وأمرا ابنهما بصرف النظر عنها»، موضحا: «هذه الفتاة إن لم تتدارك نفسها بالحرص على الأذكار وقراءة القرآن، فهي عرضة للعين والحسد، من قبل هذا الشاب، الذي يحرص على الزواج منها بأي شكل، ويخشى أن تدخل سن العنوسة».

المصدر: صحيفة وصف الإلكترونية
http://www.oassf.com/?p=2918

~

الله يوفق كل عانس ويفرح قلبها عاجلا غير آجل
اللهم آمين

عن reemks6

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …