..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
..عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعــــــــة..
قرأت كتاب الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة..
وأعجبني ما أحتواه الكتاب..وأشتمل عليه..
وحينما قرأت ما كُتب عن عقيدة أهل السنة والجماعة
أحببت أن أضيفه هنا وأنقله خطًّا ونصًّا كما ورد في الكتاب
من غير تعديل أو إضافة أو نقص
و أسأل الله أن يجزي من كتب وطبع وجمع في ذلك الكتاب ما هو مفيد
أسأله سبحانه أن يكتب لهم أجرهم ويرفع قدرهم
وأن يُقَدِّرَنا نحن على إيضاح منهج أهل السنة والجماعة
والدفاع عنه على أكمل وجه
إنه ولي ذلك والقادر عليه
..
لكل من لا يعرف ما عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة
هذا الموضوع كتبته بيدي نقلاً من كتاب أحتفظ به في مكتبتي
وهو الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة
وأنصح كل من تقرأ عيناها موضوعي أن تحصل عليه
فهو مفيد جداً ورائع
..
بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدة ومنهج أهل السنة و الجماعـــــــــة
التعريف:
تمثل عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة أهل الإيمان الجازم بـالله تعالى وما يجب له من التوحيد والطاعة, والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وسائر ما ثبت من أمور الغيب والأخبار والقطعيات علمية كانت أم عملية.
التأسيس:
الرسول-صلَّى الله عليه وسلَّم- هو المؤسس لهذه العقيدة الناسخة لما سواها, وقد سميت هذه العقيدة بعقيدة أهل السنة لإستسماك أصحابها واتباعهم لسنة النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-, وسميت بعقيدة الجماعة؛ لأنها عقيدة جماعة الإسلام الذين اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين, وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة وهم أهل الأثر أو أهل العقيدة أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية.
أصول عقيدة أهل السنة والجماعة:
* هي أصول الإسلام الذي هو عقيدة بلا فِرَق ولا طرق, ولذلك فإن قواعد وأصول أهل السنة والجماعة في مجال التلقي والإستدلال تتمثل في الآتي:
– مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله-صلَّى الله عليه وسلَّم- وإجماع السلف الصالح.
– كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين, وكل ما صَحَّ من سنة رسول الله– صلَّى الله عليه وسلًّم- وجب قبوله وإن كان أحاديث آحاد.
– المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها, وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم.
– أصول الدين كلها قد بينها النبي-صلَّى الله عليه وسلًّم-, فليس لأحد تحت أي ستتار, أن يحدث شيئاً في الدين زاعماً أنه منه.
– التسليم لله ولرسوله-صلَّى الله عليه وسلَّم- ظاهراً وباطناً فلا يعارض شي من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشفٍ مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك.
– العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيًّا بينهما وعند توهم التعارض يقدم النقل على العقل.
– يجب الإلتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية.
– العصمة ثابته لرسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-, والأمة في مجموعها معصومة من الإجتماع على ضلالة, أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم, والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الإعتذار للمخطىء من مجتهدي الأمة.
– الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة, والفراسة الصادقة حق وهي كرامات ومبشرات_ بشرط موافقتها للشرع _ غير أنها ليست مصدراً للعقيد ولا للتشريع.
– المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة, ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه.
– يجب الإلتزام بمنهج الوحي في الرد ولا ترد البدعة ببدعة ولا يقابل الغلو بالتفريط ولا العكس.
– كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالةٍ في النار.
التوحيد العلمي الإعتقادي:
– الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله-صلَّى الله عليه وسلَّم- من غير تمثيل؛ ولا تكييف؛ ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه له رسوله-صلَّى الله عليه وسلَّم- من غير تحرف ولا تعطيل, كما قال تعالى:
..(( لَيسَ كَمِثلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير ))..
مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص, ومادلّت عليه.
– الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً, وأما تفصيلاً, قبما صحّ به الدّليل, من أسمائهم وصفاتهم, وأعمالهم بحسب علم المكلف.
– الإيمان بالكتب المنزلة جميعها, وأن القرآن الكريم أفضلها, وناسخها, وأن ما قبله طرأ عليه التحريف, وأنه لذلك يجب اتباعه دون ما سبقه.
– الإيمان بأنبياء الله, ورسله-صلوات الله وسلامه عليهم- وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر, ومن زعم غير ذلك فقد كفر.
– الإيمان بانقطاع الوحي بعد محمد-صلَّى الله عليه وسلَّم-, وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين, ومن اعتقد خلاف ذلك كَفَر.
– الإيمان باليوم الآخر, وكل ما صحّ فيه من الأخبار, وبما يتقدمه من العلامات والأشراط.
– الإيمان بالقدر, خيره وشره من الله تعالى, وذلك:
بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكن قبل أن يكون وكتب ذلك في اللوح المحفوظ, وأن ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن, فلا يكون إلاَّ ما يشاء, و الله تعالى على كل شيءٍ قدير, وهو خالق كل شي, فعال لما يريد.
– الإيمان بما صحّ الدليل عليه من الغيبيات, كالعرش والكرسي, والجنة والنار, ونعيم القبر وعذابه, والصراط والميزان, وغيرها دون تأويل شيء من ذلك.
– الإيمان بشفاعة النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-, وشفاعة الأنبياء والملائكة, والصالحين, وغيرهم يوم القيامة, كما جاء تفصيله وبالأدلة الصحيحة.
– رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة وفي المحشر حقّ, ومن أنكرها أو أوَّلها فهو زائغ ضال, وهي لن تقع لأحدٍ في الدنيا.
– كرامات الأولياء والصالحين حقّ, وليس كلّ أمر خارق للعادة كرامة, بل قد يكون استدراجاً. وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين, والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة, أو عدمها.
– المؤمنون كلّهم أولياء الرحمن, وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه.
التوحيد الإرادي الطلبي.(توحيد الألوهية).:
– الله تعالى واحد أحد, لا شريك له في ربوبيته, وألوهيته, وأسمائه, وصفاته وهو رب العالمين, المستحق وحده لجيمع أنواع العبادة.
– صرف شي من أنواع العبادة كالدعاء, والإستغاثة, والإستعانة, والنذر, والذبح, والتوكل, والخوف, والرجاء, والحبّ, ونحوها لغير الله تعالى شرك, أيًّا كان المقصود بذلك, ملكاً مُقرّباً, أو نبيًّا مرسلاً, أو غيرهم.
– من أصول العبادة أن الله تعالى يُعبد بالحبّ والخوف والرجاء جميعاً, وعبادته ببعضها دون بعض ضلال.
– التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله-صلَّى الله عليه وسلَّم-, والإيمان بـالله تعالى حَكَماً, من الإيمان به ربًّا وإلهاً, فلا شريك له في حكمه وأمره, وتشريع مالم يأذن به الله, والتحاكم إلى الطاغوت, واتباع غير شريعة محمد-صلَّى الله عليه وسلَّم-, وتبديل شيء منها كفر, ومن زعم أن أحداً يسعه الخروج عنها فقد كفر.
– الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر, وقد يكون كفراً دون كفر.
فالأول التزام شرع غير شرع الله, أو تجويز الحكم به.
والثاني العدول عن شرع الله, في واقعة معينة لهوى مع الإلتزام بشرع الله.
– تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز لها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة, وفصل السياسة أو غيرها عن الدين باطل؛ بل كل ما خالف الشريعة من حقيقة أو سياسة أو غيرها, فهو إما كفر, وإما ضلال, بحسب درجته.
– لا يعلم الغيب إلاّ الله وحده, واعتقاد أنّ أحداً غير الله يعلم الغيب كُفر, مع الإيمان بأن الله يُطْلع بعض رسله على شيء من الغيب.
– اعتقاد صدق المنجمين والكهان كفر, وإتيانهم والذهبا إليهم كبيرة.
– الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يُقرّب إلى الله تعالى من الطاعات المشروعة.
– والتوسل ثلاثة أنواع:
1- مشروع: وهو التوسل إلى الله تعالى, بأسمائه وصفاته, أو بعمل صالح من المتوسل, أو بدعاء الحي الصالح.
2- بدعي: وهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يرد في الشرع, كالتوسل بذوات الأنبياء, والصالحين, أو جاههم, أو حقهم, أو حرمتهم, ونحو ذلك.
3- شركي: وهو اتخاذ الأموات وسائط في العبادة, ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم والإستعانة بهم ونحو ذلك.
– البركة من الله تعالى, يَخْتَصُّ بعض خلقه بما يشاء منها, فلا تثبت في شيء إلاّ بدليل.
وهي تعني كثرة الخير وزيادته, أو ثبوته ولزومه.
والتبرك من الأمور التوقيفية, فلا يجوز التبرك إلا بما ورد به الدليل.
– أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع:
1- مشروع: وهو زيارة القبور؛ لتذكّر الآخرة؛ وللسلام على أهلها, والدعاء لهم.
2- بدعي ينافي كمال التوحيد, وهو وسيلة من وسائل الشرك, وهو قصد عبادة الله تعالى والتقرب إليه عند القبور, أو قصد التبرك بها, أو إهداء الثواب عندها, والبناء عليها, وتجصيصها وإسراجها, واتخاذها مساجد, وشدّ الرّحال إليها, ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه, أو مما لا أصل له في الشرع.
3- شركيّ ينافي التوحيد, وهو صرف شي من أنواع العبادة لصاحب القبر, كدعائه من دون الله, والإستعانة والإستغاثة به, والطواف, والذبح, والنذر له, ونحو ذلك.
– الوسائل لها حكم المقاصد, وكل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله أو الإبتدا في الدين يجب سدّها, فإن كل محدثة في الدين بدعة.
وكل بدعة ضلالة.
الإيمان:
– الإيمان قول, وعمل, يزيد, وينقص,
فهو: قول القلب واللسان, وعمل القلب واللسان والجوارح.
فقول القلب: اعتقاده وتصديقه,
وقول اللسان: إقراره.
وعمل القلب: تسليمه وإخلاصه, وإذعانه, وحبه وإرادته للأعمال الصالحة.
وعمل الجوارح: فعل المأمورات, وترك المنهيات.
– مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان, فهو في الدنيا مؤمن ناقص الإيمان, وفي الآخرة تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه, والموحدون كلهم مصيرهم إلى الجنة وإن عُذِّب منهم بالنار من عُذِّب, ولا يخلد أحد منهم فيها قط.
– لا يجوز القطع لمعيَّن من أهل القبلة بالجنة أو النار إلاّ ما ثبت النص في حقه.
– الكفر من الألفاظ الشرعية وهو قسمان:
أكبر مخرج من الملة, وأصغر غير مخرج من الملة ويسمى أحياناً بالكفر العملي.
– التكفير من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة, فلا يجوز تكفير مسلم بقول أو فعل مالم يدل دليل شرعي على ذلك, ولا يلزم من إطلاق حكم الكفر على قول أو فعل ثبوت موجبه في حق المعيَّن إلاّ إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع.
والتكفير من أخطر الأحكام فيجب التثبت والحذر من تكفير المسلم.
القرآن والكلام:
القرآن كلام الله.(حروفه ومعانيه ), مُنزل غير مخلوق؛ منه بدأ؛ وإليه يعود, وهو معجز دال على صدق من جاء به-صلَّى الله عليه وسلَّم-. ومحفوظ إلى يوم القيامة.
القدر:
من أركان الإيمان, الإيمان بالقدر خيره وشره, من الله تعالى, ويشمل:
– الإيمان بكل نصوص القدر ومراتبه؛.( العلم, الكتابة, المشيئة, الخلق), وأنه تعالى لا رادّ لقضائه, ولا مُعقّب لحكمه.
– هداية العباد وإضلالهم بيد الله, فمنهم من هداه الله فضلاً, ومنهم من حقت عليه الضلالة عدلاً.
– العباد وأفعالهم من مخلوقات الله تعالى, الَّذي لا خالق سواه, فالله خالقٌ لأفعال العباد, وهم فاعلون لها على الحقيقة.
– إثبات الحكمة في أفعال الله تعالى, وإثبات الأسباب بمشيئة الله تعالى.
الجماعة والإمامة:
– الجماعة هم أصحاب النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-, والتابعون لهم بإحسان, المتمسكون بآثارهم إلى يوم القيامة, وهم الفرقة الناجية.
– وكل من التزم بمنهجهم فهو من الجماعة, وإن أخطأ في بعض الجزئيات.
– لا يجوز التفرّق في الدين, ولا الفتنة بين المسلمين, ويجب ردّ ما اختلف فيه المسلمون إلى كتاب لله,
وسنة رسوله-صلَّى الله عليه وسلَّم-, وما كان عليه السلف الصالح.
– من خرج على الجماعة وجب نصحه, ودعوته, ومجادلته بالتي هي أحسن,وإقامة الحجة عليه, فإن تاب وإلاّ عوقب بما يستحق شرعاً.
– إنما يجب حمل الناس على الجُمَل الثابتة بالكتاب, والسنة, والإجماع, ولا يجوز امتحان عامة المسلمين بالأمور الدقيقة, والمعاني العميقة.
– الأصل في جميع المسلمين سلامة القصد والمعتقد, حتى يظهر خلاف ذلك, والأصل حمل كلامهم على المحمل الحسن, ومن ظهر عناده وسوء قصده فلا يجوز تكلّف التأويلات له.
– الإمامة الكبرى تثبت بإجماع الأمة, أو بيعة ذوي الحل والعقد منهم, ومن تغلّب حتى اجتمعت عليه الكلمة وجبت طاعته بالمعروف, ومناصحته, وحرم الخروج عليهم إلاّ إذا ظهر منه كفر بواح فيه من الله برهان.
– الصلاة والحج والجهاد واجبة مع أئمة المسلمين وإن جاروا.
– يحرم القتال بين المسلمين على الدنيا, أو الحمية الجاهلية؛ وهو من أكبر الكبائر, وإنما يجوز قتال أهل البدعة والبغي, وأشباههم, إذا لم يمكن دفعهم بأقل من ذلك, وقد يجب بحسب المصلحة والحال.
– الصحابة الكرام كلهم عدول, وهم أفضل هذه الأمة, والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي معلوم من الدين بالضرورة, ومحبتهم دين وإيمان, وبغضهم كفر ونفاق, مع الكفّ عمَّا شجر بينهم, وترك الخوض فيه بما يقدح في قدرهم.
وأفضلهم أبو بكر, ثم عمر, ثم عثمان, ثم علي, وهم الخلفاء الراشدون.
وتثبت خلافة كل منهم حسب ترتيبهم.
– ومن الدين محبة آل بيت رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-, وتولّيهم, وتعظيم قدر أزواجه أمهات المؤمنين, ومعرفة فضلهن, ومحبة أئمة السلف, وعلماء السنة والتابعين لهم بإحسان ومجانبة أهل البدع والأهواء.
– الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام, وهو ماضٍ إلى قيام الساعة.
– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام, وأسباب حفظ جماعته, وهما يجبان بحسب الطاقة, والمصلحة معتبرة في ذلك.
أهم خصائص وسمات منهج أهل السنة والجماعة.
* أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية, والطائفة المنصورة, وكما أن لهم منهجاً اعتقاديًّا فإن لهم, أيضاً, منهجهم وطريقهم الشامل الذي ينتظم فيه كل أمر يحتاجه كل مسلم؛ لأن منهجهم هو الإسلام الذي أنزله الله تعالى على النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-, وهم على تفاوت فيما بينهم, لهم خصائص وسمات تميزهم عن غيرهم منها:
– الإهتمام بكتاب الله: حفظاً وتلاوة, وتفسيراً,
والإهتام بالحديث: معرفة وفهماً وتمييزاً لصحيحه من سقيمه,
.(لأنهما مصدرا التلقي).مع إتباع العلم بالعمل.
– الدخول في الدّين كله, والإيمان بالكتاب كله, فيؤمنون بنصوص الوعد, ونصوص الوعيد, وبنصوص الإثبات, ونصوص التنزيه, ويجمعون بين الإيمان بقدر الله, وإثبات إرادة العبد, ومشيئته, وفعله, كما يجمعون بين العلم والعبادة, وبين القُوّة والرحمة, وبين العمل مع الأخذ بالأسباب وبين الزهد.
– الإتباع, وترك الإبتداع, والإجتماع ونبذ الفرقة والإختلاف في الدين.
– الإقتداء والإهتداء بأئمة الهدى العدول, المقتدى بهم في العلم والعمل والدعوة من الصحابة ومن سار على نهجهم, ومجانبة من خالف سبيلهم.
– التوسط: فَهُمْ في الإعتقاد وسط بين فرق الغلو وفرق التفريط, وهم في الأعمال والإتباع, وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم.
– ومن هنا لا يتميزون عن الأمة في أصول الدين باسمٍ سوى السنة والجماعة, ولا يوالون, ولا يعادون, على رابطةٍ سوى الإسلام والسنة.
– يقومون بالدعوة إلى الله الشاملة لكل شيء في العقائد والعبادات وفي السلوك والأخلاق وفي كل أمور الحياة وبيان ما يحتاجه كل مسلم, كما أنهم يحذرون من النظرة التجزيئية للدين فينصرون الواجبات والسنن كما ينصرون أمور العقائد والأمور الفرعية ويعلمون أن وسائل الدعوة متجددة فيستفيدون من كل ما جد وظهر مادام مشروعاً.
والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر بما يوجبه الشرع, والجهاد, وإحياء السنة, والعمل لتجديد الدين, وإقامة شرع الله وحكمه في كل صغيرة وكبيرة ويحذرون من التحاكم إلى الطاغوت و إلى غير ما أنزل الله.
– الإنصاف والعدل: فهم يراعون حق الله-تعالى-لا حقّ النفس أو الطائفة, ولهذا لا يغلون في مُوالٍ, ولا يجورون على معاد, ولا يغمطون ذا فضل فضله إيًّا كان, ومع ذلك فهم لا يقدسون الأئمة والرجال على أنهم معصومون وقاعدتهم في ذلك:
كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلاّ النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-, وأنه لا عصمة إلاّ للوحي ثم إجامع السلف.
– أنهم يقبلون فيما بينهم تعدد الإجتهادات في بعض المسائل التي نقل عن السلف الصالح النزاع فيها دون أن يُضلل المخالف في هذه المسائل, فهم عالمون بآداب الخلاف التي أرشدهم إليها ربهم جلّ وعلا
ونبيهم-صلَّى الله عليه وسلَّم-.
– أنهم يعتنون بالمصالح والمفاسد ويراعونها ويعلمون أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتعطيل المفاسد وتقليلها, إذ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
– أن لهم موقفاً من الفتن عامة:
ففي الإبتلاء يقومون بما أوجب الله تعالى تجاه هذا الإبتلاء.
– وفي فتنة الكفر يحاربون الكفر ووسائله الموصلة إليه بالحجة والبيان والسيف والسنان بحسب الحاجة والإستطاعة.
– وفي الفتنة يرون أن السلامة لا يعدلها شيء والقعود أسلم إلاّ إذا تبين لهم الحق وظهر بالأدلة الشرعية فإنهم ينصرونه ويعينونه بما استطاعوا.
– ويرون أن أصحاب البدع متفاوتون قرباً وبعداً عن السنة, فيعامل كل بما يستحق.
ومن هنا انقسمت البدع إلى:
بدع لا خلاف في تكفير أو عدم تكفير أصحابها مثل المرجئة والشيعة المفضلة, وبدع هناك خلاف في تكفير أو عدم تكفير أصحابها مثل الخوارج والروافض, وبدع لاخلاف في تكفير أصحابها بإطلاق مثل الجهمية المحضة.
– ويفرقون بين الحكم المطلق على أصحاب البدع عامة بالمعصية أو الفسق أو الكفر وبين الحكم على مالعين حتى يبين له مجانبة قوله للسنة, وذلك بإقامة الحجة وإزالة الشبهة.
– ولا يجوزون تكفير أو تفسيق أو حتى تأثيم علماء المسلمين لإجتهاد خاطىء أو تأويل بعيد خاصة في المسائل المختلف فيها.
– ويفرقون في المعاملة بين المستتر ببدعته والظهر لها والداعي إليها.
– ويفرقون بين المبتدعة من أهل القبلة مهما كان حجم بدعتهم وبين من عُلم كفره بالإضطرار من دين الإسلام كالمشركين وأهل الكتاب, وهذا في الحكم الظاهر على العموم مع علمهم أن كثيراً من أهل البدع منافقون وزنادقة في الباطن.
– ويقومون بالواجب تجاه أهل البدع ببيان حالهم, والتحذير منهم وإظهار السنة, وتعريف المسلمين بها, وقمع البدع بما يوجبه الشرع من ضوابط.
– ويصلون الجمع والجماعات والأعياد خلف الإمام مستور الحال مالم يظهر منه بدعة أو فجور فلا يردون البدعة ببدعة.
– ولا يُجوزون الصلاة خلف من يظهر البدعة أو الفجور مع إمكانها خلف غيره, وإن وقعت صحت, ويُؤَثَّمون فاعلها إلاّ إذا قُصد دفع مفسدة أعظم, فإن لم يوجد إلاّ مثله, أو شرّ منه جازت خلفه, ولا يجوز تركها.
ومن حُكِمَ بكفره فلا تصح الصلاة خلفه.
– وفِرَق أهل القبلة الخارجة عن السنة متوعدون بالهلاك والنار, وحكمهم حكم عامة أهل الوعيد, إلاّ من كان منهم كافراً في الباطن.
– والفرق الخارجة عن الإسلام كُفّار في الجملة, وحكمهم حكم المرتدين.
– ولا يمنعهم ذلك كله من الدعء لأهل البدع بالهداية وطلب الرحمة والإستغفار مالم يعلم نفاقهم وكفرهم باطناً.
* ولأهل السنة والجماعة, أيضاً, منهج شامل في تزكية النفوس وتهذيبها, وإصلاح القلوب وتطهيرها, لأن القلب عليه مدار إصلاح الجسد كله وذلك بأمور منها:
– إخلاص التوحيد لله تعالى والبعد عن الشرك والبدعة مما ينقص الإيمان أو ينقضه من أصله.
– التعرف على الله جل وعلا بفهم أسمائه الحسنى وصفاته العلى ومدارستها وتفهم معانيها والعمل بمقتضياتها؛ لأنها تورث النفس الحب والخضوع والتعظيم والخشية والإنابة والإجلال لله تعالى.
– طاعة الله ورسوله بأداؤء الفرائض والنوافل كاملة مع العناية بالذكر وتلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم- والصيام وإيتاء الزكاة وأداء الحج والعمرة وغير ذلك مما شرع الله تعالى.
– اجتناب المحرمات والشبهات مع البعد عن المكروهات.
– البعد عن رهبانية النصرانية والبعد عن تحريم الطيبات والبعد عن سماع المعازف والغناء وغير ذلك.
– السير إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء وعبادته تعالى بالحب والخوف والرجاء.
* ومن أهم سماتهم:
التوافق في الأفهام, والتشابه في المواقف, على الرغم من تباعد الأقطار والأعصار, وهذا من ثمرات وحدة المصدر والتلقي.
– الإحسان والرّحمة وحين الخُلق مع الناس كافةً, فهم يأتمون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في علاقاتهم مع بعضهم أو مع غيرهم.
– النصيحة لله ولكتابه ولرسوله, ولأئمة المسلمين وعامتهم.
– الإهتمام بأمور المسلمين ونصرتهم, وأداء حقوقهم, وكفّ الأذى عنهم.
– موالاة المؤمن لإيمانه بقدر ما عنده من إيمان ومعاداة الكافر لكفره ولو كان أقرب قريب.
* لا يعد من اجتهد في بيان نوع من أصول أهل السنة مبتدعاً ولا مفرطاً مادام لا يخالف شيئاً من أصول أهل السنة والجماعة.
* كل من يعتقد بأصول أهل السنة والجماعة ويعمل على هديها فهو من أهل السنة لو وقع في بعض الأخطاء التي يُبدّع من خالف فيها.
..
مراجع للتوسع:
الإيمان-لأبي عبيد القاسم بن سلاّم.
الإيمان-لابن منده.
الإبانة-لابن بطة.
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة-
أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي.
عقيدة أصحاب الحديث-الإمام أبو عثمان الصابوني.
الإبانة-لأبي الحسن الأشعري.
التوحيد وصفات الرب-لابن خزيمة.
شرح العقيدة الطحاوية-لابن أبي العز الحنفي.
منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية-لابن تيمية.
درء تعارض العقل والنقل-ابن تيمية.
طريق الهجرتين-ابن قيم الجوزية.
مجموع الفتاوى-لابن تيمية.
كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد-محمد بن عبدالوهاب.
معارج القبول شرح سلم الوصول-حافظ أحمد الحكمي.
مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة- د. ناصر بن عبد الكريم العقل.
منهج الاستدلال عند أهل السنة والجماعة-عثمان علي حسن.
أهل السنة و الجماعة معالم الإنطلاقة الكبرى-محمد عبد الهادي المصري.
نواقض الإيمان القولية والعملية- د. عبد العزيز العبد اللطيف.
منهج أهل السنة في تقويم الرجال- أحمد الصويان.
مفهوم أهل السنة عند أهل السنة- د. ناصر بن عبد الكريم العقل.
الأصول العلمية للدعوة السلفية- عبد الرحمن عبد الخالق.
الزهاد الأوائل- د. مصطفي حلمي.
معالم السلوك في تزكية النفوس عند أهل السنة والجماعة- د. عبد العزيز العبد اللطيف.
قواعد المنهج السلفي- د. مصطفي حلمي.
السلفية بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية- د. مصطفي حلمي.