تحقيق ـ نوال الراشد
رابطة قرابة النسب والجوار أقوى من روابط الجنسية والجغرافيا، تلك التي دفعت العديد من الشباب الخليجيين إلى الزواج من سعوديات حيث توثقت علاقات الأسر الخليجية بعضها ببعض كما كان في الماضي؛ والفتيات السعوديات تواقات إلى تغير نمط الحياة والمعيشة والدراسة، بالإضافة إلى سهولة العمل والتوظيف والعادات والتقاليد الخليجية الواحدة الأمرالذي عزز من ذلك التقارب.. في هذا التحقيق نكشف تجارب من تلك الزيجات.
الجمال والنسب
الخطابة “أم فهد” مهنتها هو جمع رأسين بالحلال وهذه المهنة لم تعد تقتصر على المستوى المحلي للأسر السعودية، إنما أيضاً امتد إلى الأسر الخليجية ولقد تمت على يديها أكثر من حالة زواج وهي فخورة بذلك، وتقول: في زمن سهّل فيه التواصل عبر الجوال أصبحت تصلني العديد من طلبات الزواج من الخليجيين وخاصة من (قطر والإمارات والكويت)، وفي الغالب يتصل بي الزوج نفسه الباحث عن (بنت الحلال)، موضحة أن البعض حريص على “أصل البنت ونسبها” بأن تكون سعودية الأبوين والبعض الآخر يطلب أن نخطب له من أسر معروفة، أو تربطهم علاقة معرفة مسبقة أو قرابة ويودون أن نكون لهم وسطاء في الزواج، وقالت بصراحة: “الخليجيون كرماء مع الخطابة ويقدرون أتعابها، وكرماء مع أهل الزوجة وصادقين في معلوماتهم، وواضحين مع أنفسهم.. يريد الزوجة في حدود شروطهم وطلباتهم، واهمها النسب والجمال”، واختتمت حديثها بقولها: “إن الخليجيين مثل السعوديين فهم أبناؤنا لاسيما أنهم يطلبون الزواج على سنة الله ورسوله وعاداتنا وتقاليدنا واحدة (وهم منا وفينا)”.
العنود طالبة في قسم الحاسب والجوهرة طالبة في قسم إدارة الأعمال جامعة الملك سعود، تقول الجوهرة: لا أجد ما يمنع في الزواج من رجل خليجي، فهو يقدرالتعامل مع المرأة، ويتيح لها فرصة المشاركة في الحياة والتخطيط للمستقبل، كما أن تفكير الفتاة الآن تغير فأصبحت تبحث عن تحقيق ذاتها، وكما ترين البلدان الخليجية فيها متسع من التخصصات العلمية المختلفة، وبالإضافة إلى مجالات العمل المتنوعة والمتاحة، وكذلك سهولة التوظيف والحياة الاجتماعية جداً متقاربة والأهم أنها ستستمر على بيئة إسلامية وخليجية متوافقة مع عاداتها وتقاليدها.
أما العنود تقول: لايوجد فرق بين السعودي والخليجي فالفتاة تطمح أن تتزوج بالرجل المناسب في دينه وخلقه وأن يكون عوناً لها في تأسيس حياة أسرية مستقرة والخليجي يعرف كيف يتعامل مع المرأة بكثير من المرونة.
مأذون الانكحة د.عبدالعزيز بن إبراهيم العسكر يقول: لي 20 عاماً وأنا مأذون انكحة، ولقد طرأ على المجتمع تغيرات كثيرة في مسائل الزواج ومن أهمها تأخر سن الزواج للرجل والمرأة، وقبلها كنا نعقد للشاب من سن 20- 25 عاماً بالكثير والفتاة من 16-20 عاماً، أما الآن فالشاب يصل إلى 30 ولم يتزوج والفتاة تقاربه في نفس العمر وهذا من أسباب صعوبة المعيشة وارتفاع تكاليفها على الشباب الذي بالكاد يصرف على نفسه فكيف بالزواج وما يتعلق به من مصاريف المنزل والزوجة والأبناء.
واضاف أن إقبال الخليجي على الزواج من السعودية فهو أمر محمود ونشجع زواج الشباب عامة وقد يكون فارق المستوى المعيشي له دور في قبول الأسر في تزويج بناتها لخليجيين ميسوري الحال، كما أن الأسر الخليجية هي اسر واحدة متشابهة في العادات والتقاليد وترابط علاقة الدم والجوار، ومن مهام مأذون الانكحة في إتمام عقد النكاح أن يكون مستوفياً الشروط والاهم وجود ولي المرأة كما يجب أن توثق عقود النكاح عن طريق المحاكم لحفظ حقوق الطرفين، مؤكداً على أن ليس من حق المأذون أن يفشي للناس ماتم عقده من انكحه أو ماتم دفعة للمرأة من مهر مقدم أو مؤجل فهي أمور سرية خاصة.