:
حقائق علمية كثيرة تحويها الطبيعة، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء. هذا ما تكشفه لنا، كل يوم، صيدلية الطبيعة الزاخرة، التي تحتوي على كنوز من الأسرار الطبية والصيدلانية والعلاجية والعلمية الأخرى التي تتوالى اكتشافاتها يوماً بعد آخر. والسمنة واحدة من أمراض العصر الكبرى، والضريبة التي ينبغي دفعها مقابل الحصول على هذه الرفاهية التي نرفل بها، ولكن هذه السمنة قد لا تكون كابوساً يؤرق كثيرين كما يعتقد على نطاق واسع، إذا ما علمنا أنه يمكن علاجها، وبماذا؟ ببعض الأعشاب الطبية.
نعم بالأعشاب. وهذا، في الحقيقة، هو آخر ما توصلت إليه الأبحاث التي خلصت نتائجها إلى القول بأن كوباً واحداً يومياً من الشاي الأبيض يمكن أن يساعد في القضاء على البدانة طبقاً لما يقوله العلماء والباحثون الذين أشرفوا على هذه الدراسة. وإنه، ووفقاً لأحدث الأبحاث المتعلقة بذلك، فإن خلاصة الشاي الأبيض تمنع خلايا السمنة التي تساهم في تشكل أنسجة الجسم الدهنية من الاكتمال، كما تساعد في حرق الخلايا التي كانت قد تكونت للتو. والخميرة العشبية الموجودة فيها، تزيد من عملية الأيض الـ Metabolism ، أو ما يعرف أيضاً بالاستقلاب، وتساهم في عملية التنحيف عبر امتلاكها لكميات كبيرة من مانعات التأكسد بالمقارنة على ما يحتويه الشاي الأخضر المشروب الشعبي الآخر المعروف.
إلى ذلك، يقول مارك وينفيلد ، خبير وأخصائي التغذية: “يعتبر ارتفاع مخاطر حدوث الاضطرابات المرافقة للسمنة، بما فيها أمراض الأوعية القلبية والسكر، معضلة متصاعدة باضطراد في دول الغرب الصناعية. ولقد برهنـّا بأن الشاي الأبيض، يمكن أن يكون مصدراً طبيعياً مثالياً كمادة منحـِّفة”. وكان السيد وينفيلد قد درس، مع زملاء له، في شركة لمنتجات العناية الشخصية الألمانية المعروفة بـ”بييرسدورف إي جي”، التأثيرات البيولوجية للعصارة المستخرجة، وهي من النوع الذي يتطلب قدراً أقل من المعالجة، أي نبتة الشاي تلك التي يطلق عليها اسم كاميليا سيننسيز. وللتدليل على ذلك، فقد قاموا بزرع خلايا سمنة إنسانية المصدر في المختبر، واكتشفوا بعد معالجتها بالشاي الأبيض، بأن كمية الدهون فيها قد انخفضت.
وأردف السيد وينفيلد، الذي نشرت أبحاثه في جريدة الصحة والأيض الـ Metabolism: “لقد أدى محلول العصارة إلى انخفاض الجينات المسؤولة عن نمو خلايا السمنة، كما ساعد الجينات الموجودة على تفتيت الدهون التي تحتوي عليها”.
ويتكون الشاي الأبيض من البراعم والأوراق الباكورية الأولى من النبات المستخدم لإعداد الشاي الأخضر، والأسود وهو المشروب الأكثر شعبية في بريطانيا، وبلدان غربية أخرى. ومن الجدير ذكره، أن معالجة هذا النوع من الشاي، هي أقل من أنواع أخرى من الشاي. ومع هذا فهو يحتوي على مكونات يعتقد أنها فعالة في الحد من السمنة.
ولقد أبقىَ الصينيون على هذه الخواص المفيدةَ والاستثنائية جداً للشاي الأبيض سراً، وذلك لمئات من السنوات. فيما وصفه بعض العلماء بأنه شراب الصحة المطلق. ومن خواصه الأخرى على سبيل المثال، وكما أنه يساعد في تخفيف الوزن، فقد ظهر أيضاً، أنه يمنع تكاثر خلايا السرطان، كما يحد، في نفس الوقت، من تشكل خلايا جديدة. وفعالية الشاي الأبيض تبدو واضحة في معالجة الإصابة بحالات الإشعاع الجلدي، بسبب توفر مانعات التأكسد بشكل كبير في المادة، والتي تساعد بدورها في القضاء على الجذور السائبة المسؤولة عن تشكل التجاعيد والشيخوخة.
إنها أمنا الطبيعة منها أتينا وإليها نعود، والعالم المليء الذي يفيض بالأسرار، والكنوز من شتى الأنواع، وما على الإنسان سوى البحث والدراسة والتقصي، وإعمال العقل، وقد تكون الحقائق، والوصفات عندها، مذهلة، وغير قابلة للتصديق، وأغرب من الخيال.