أظهرت دراسة أن فيتامين “سي” الذى يتواجد فى غالبية الخضراوات والفواكه، وخصوصا البرتقال والليمون والفراولة، يمنع الإصابة بالأعراض المرضية المصاحبة للأمراض التنفسية كالتليف الكييسى والربو والمرض الرئوى الانسدادى المزمن.
واكتشف الباحثون فى دراستهم التى نشرتها مجلة “أحداث الأكاديمية الأمريكية الوطنية للعلوم”، ودامت سنتين، أن فيتامين “سي” يعزز التميّه الطبيعى لسطوح المجارى الهوائية بينما يؤدى نقصه إلى جفاف ولزوجة الأغشية المخاطية المبطنة لها،لذا فان وجود مستويات منخفضة منه يلعب دورا فى تطور الأمراض التنفسية الالتهابية الشائعة وذلك بزيادة حساسية القناة الهوائية للانتانات.
وأثبتت الدراسات أيضا وجود علاقة إيجابية بين استهلاك الفواكه ومعدل تناول فيتامين “سي” وخطر الإصابة بالربو، حيث تبين وجود نقص فى هذا الفيتامين فى المجارى الهوائية للأشخاص المصابين بالربو.
ويرى الخبراء أن فيتامين “سي” أثبت فعاليته كعلاج مساعد فعال وآمن وقليل التكلفة للعلاجات الحالية التى تشمل موسّعات القصبات ومضادات الالتهاب والمضادات الحيوية.
كذلك أكدت دراسة أميركية أن اتباع نظام غذائي غني بفيتامين (سي) يحمي من أمراض الرئة ويساعد في سلامة الرئتين مع تقدم السن.
وأجريت الدراسة التي نشرتها صحيفة (لو جورنال سانتيه) الفرنسية على2600 شخص تتراوح أعمارهم بين ال 18 و 70 عاما تمت متابعة أنظمتهم الغذائية فتبين أن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا غنيا بفيتامين سي وبالمغنيسيوم يتمتعون بصحة رئوية أفضل من الأشخاص الآخرين.
يذكر أن فيتامين (سي) له العديد من الفوائد والميزات مثل تنشيط الدماغ والحماية من بعض أمراض العيون وتحسين صحة الأسنان وتقليل خطر الإصابة بالجلطات الدماغية.
والجدير بالذكر هو ما توصلت إليه دراسة أميركية أجراها باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية إلى أن تناول فيتاميني (سي و إي) على مدى عدة سنوات يحسن من القدرات العقلية وينشط الدماغ.
وتابعت الدراسة التي نشرتها صحيفة لو جورنال سانتيه الفرنسية، العادات الصحية والغذائية لحوالي عشرين ألف امرأة وخصوصا مدى تناولهن للفيتامينات منذ عام 1980 .
وأظهرت نتائج الدراسة أن النساء اللواتي تناولن فيتاميني (سي) و(إي) لمدة طويلة حصلن على نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة وتميزن بقدرات عقلية وإدراكية أفضل من النساء اللواتي لم يتناولن الفيتامينات.
ووفق الدراسة فأنه يجب تناول فيتاميني (سي و إي) سوية للحصول على هذه النتائج لأن تناول فيتامين (سي) لوحده لا يحسن من القدرات العقلية.
والجدير بالذكر، أن العديد من الدراسات قد أكدت على الخصائص العلاجية التي يتمتع بها فيتامين C ولكن دراسة أضافت فائدة أخرى مهمة وهي أنه يساعد في درء خطر نوع من الاضطرابات العصبية يعرف طبيا باسم سوء التغذية السيمابثاوي الرجعي (RSD) الذي يظهر غالبا بعد الإصابة بالجروح أو الرضوض مثل الكسور.
فقد وجد الباحثون أن خطر إصابة الأشخاص الذين تناولوا فيتامين C بعد كسور الرسغ مثلا بهذه الحالة التي تسبب الألم والانتفاخ وضعف الحركة وعدم تناسقها كان أقل من أولئك الذين تناولوا دواء عاديا.
وقالت الدكتورة نانسي ميسيكو من مركز لوربنسفيل للصحة العائلية في ولاية بنسلفانيا أن تناول 500 ملليجرام من فيتامين C يومياً لمدة 50 يوما بعد الإصابة بكسور الرسغ قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحالة RSD واستند الباحثون في دراستهم على متابعة 115 مريضا مصابين بكسور الرسغ تراوحت أعمارهم بين 24-88 عاما تناولوا إما 500 ملليجرام أو دواء عاديا لمدة سنة واحدة.
وسجل هؤلاء في تقريرهم الذي نشرته مجلة “الممارسات العائلية” الأميركية في عددها الأخير أن حالة (RSD) ظهرت لدى 7% فقط من المرضى في مجموعة فيتامين C مقارنة مع 22% منهم في مجموعة الدواء العادي.
وأشارت الدكتورة ميسيكو إلى أنه على الرغم من أن هذه الكمية أعلى من الكمية اليومية المسموح بها، إلا إنها ما زالت أقل من مستوى الجرعة المفرطة مؤكدة أن هذا العلاج السهل وغير المكلف قد يساعد مرضى الكسور وخصوصا من كبار السن.