تذكرين قصة ذات الرداء الاحمر او ” ليلى والذئب”
ما سر استثارة الذئب وجريانه وراء الفتاة ذات الرداء الاحمر ؟
هل تعتقدين ان اللون الاحمر السبب في هيجانه ؟
لماذا الأحمر بالذات!؟
مجلة نيوساينتست نشرت مؤخراً بحثاً يثبت تفوق الفرق الرياضية التي تلبس اللون الأحمر. فمن جامعة ديرهام راجع (روبرت بارتون) و(راشيل هيل) مباريات الدوري الانجليزي فاكتشفا ان أكثر الفرق فوزاً بالكأس – والمباريات ذاتها – تلبس اللون الأحمر.
وحين توسعا في البحث وجدا ان مانشستر يونايتد وفريق ويلز للرجبي وفريق واشنطن ردسكنز حققوا معدل فوز مرتفعاً بفضل هذا اللون.. وفي مرحلة أكثر تقدماً تتبعا الفرق الرياضية في أربع ألعاب أولمبية يعطي فيها اللاعب حرية لبس اللون المرغوب فاكتشفا معدل فوز كاسح للابسي الشورت الأحمر. فضمن 441 مباراة أولمبية (في الملاكمة، والتايكندو، والمصارعة الرومانية، والمصارعة الحرة) فاز الأحمر في 242 نزالاً في حين تقاسمت بقية الألوان المباريات المتبقية!! أيضا يلاحظ أن اللون الأحمر (وهذه من عندي) هو اللون الطاغي والمفضل في السيارات الرياضية؛ فسيارات فيراري مثلاً لا تطلى بغير اللون الأحمر، وسيارات لومبرجيني ولوتس بالأحمر ثم الأصفر (في حين نادراً ما تطلى السيارات الراقية بهذا اللون كالمرسيدس والأودي والرولزرويس)..
المهم
ويعتقد روبرت وراشيل (منظما الدراسة السابقة) ان اللون الأحمر يلعب دوراً مزدوجاً لدى الطرفين؛ فهو يوحي بقوة ودموية الفريق المقابل، وفي نفس الوقت يعطي لابسه شعوراً بالسطوة وتدفق الادريناليين حتى نهاية المباراة (علماً ان اللون الأحمر لا يضمن الفوز للفرق الضعيفة، ولكن كفته تبدو راجحة بين الفرق المتقاربة)!!
٭ ومن المعروف عموماً ان للألوان تأثيراً قوياً على مزاج الإنسان وتعطي الآخرين (فكرة) عن السمات الانفعالية للابسها.. واللون الأحمر بالذات له تأثير مباشر على الجزء السمبتاوي العصبي المسؤول عن الاستثارة والتحفيز الأمر الذي يجعله مفضلاً في المنافسات الرياضية – وكذلك غرف النوم.. وفي المقابل يعمل هذا اللون على استثارة الطرف المنافس ودفعه للتحدي والتهور (لدرجة قد يستثار أحدهم حين يتجاوزك سيارة رياضية حمراء فيبدأ بمطاردتها كثور أسباني تستفزه راية المصارع)!!
ويرى عالم النفس السويسري ماكس لوستشر أن تأثير الألوان يتجاوز نفسية الإنسان إلى أعضائه وأجهزته الداخلية؛ فالألوان في حقيقتها عبارة عن تموجات فيزيائية تحمل أنواعاً خفية من الطاقة.
وهي تدخل الجسم بترددات طولية مختلفة – وبالتالي تؤثر حتى على العميان.. وهناك طبيبة فرنسية تدعى «إيفون دموبلسي» أثبتت وجود ارتفاعات طفيفة في القدرة العضلية حين يتعرض المرء للونين الأحمر والأخضر (خاصة في الظلام). كما أثبت أطباء الجيش الروسي أن عمل الجنود في كبائن مطلية بالأحمر يرفع حرارة أجسادهم أثناء الشتاء ويبقيهم متحفزين على الدوام!!
٭ وظاهرة اللون الأحمر – بعكس ما توحي به الدراسات السابقة – تملك تاريخاً قديماً ومتراكماً؛ ولو راجعت رايات وأعلام الدول – كما فعلت أنا قبل كتابة المقال – لوجدت 80٪ منها يتضمن اللون الأحمر كرسالة ترهيب وتحذير (بجانب لون يوحي بالسلام كالأخضر، أو النقاء كالأبيض).
وخلال التاريخ اتخذ اللون الأحمر شعاراً لكثير من الثورات الكبرى – كثورة البلاشفة في روسيا والحزب الشيوعي في الصين وحركة جيفارا وكاسترو في كوبا..
كما اتخذ شعاراً لكثير من المنظمات العسكرية والإرهابية في القرن العشرين كالألوية الحمراء في ايطاليا والجيش الأحمر في اليابان والرقبة الحمراء في أمريكا ومنظمة «باينهوف» في ألمانيا!!
.. على أي حال؛ إن كانت اهتماماتك تنحصر في الرياضة فقط.. فالأزرق يأتي في المركز الثاني
دمتن بخير