تبدّل الاحوال الجوية ينشّط الحساسية والروزنامة الخاصة تجنّب المضاعفات


لكل فصل حساسيته التي تنشط مع تغيير الفصول، ومهما تعددت الاسباب تبقى اعراض الحساسية على الفصول شبه متقاربة، فما ان تتبدل الاحوال الجوية ويطل الخريف حتى تبدأ الحساسية الانفية بالاستفحال، وفي الشتاء حدّث ولا حرج عن عوارض الربو المتكررة بسبب تغيير الطقس وكثرة الرشح التي تنبه الحساسية وتزيد من عوارضها وتأزمها. ومع الربيع تزداد حساسية العيون، وكذلك الحساسية الانفية والربو وسببها لقاح النباتات، وفي الصيف تهدأ الحساسية بعض الشيء الا أنواعاً قليلة لبعض الحساسيات.ولكن، مع العلاجات الجذرية الجديدة تغير الوضع وأصبح من الممكن الوقاية خصوصاً اذا وضعت الروزنامة الخاصة بالحساسية، وهي تساعد المريض كما الطبيب على فهم المرض ومسبباته وتجنب العوامل التي تؤدي الى تأزم الحساسية والمضاعفات. ويبقى التشخيص السليم الأهم لاعطاء العلاج الناجح والفعّال والوقاية الجدية ولتجنّب اعراض الحساسية المزعجة مهما تعددت الاسباب خصوصاً انها تزداد مع كل تبدل بالفصول وتغيير سريع بالطقس.

يقول الاختصاصي بأمراض الحساسية والمناعة الدكتور الياس خير الله عن الروزنامة الخاصة بالحساسية فقال: “هي روزنامة خاصة بالنباتات لكل بلد حسب طقسه، لأن كل نبتة تظهر حسب الطقس وحسب مناح البلد. وتتغير هذه الروزنامة من عام الى آخر حسب تأخر الفصول، وعلى اساسها يكون ظهور الحساسية وهي روزنامة للقاحات الموسمية التي توعي الحساسية بحسب الاشخاص، فمن يعاني من حساسية من نبتة “الميموزا” سينزعج في مارس (آذار) وابريل (نيسان).
ثمة آلة لالتقاط اللقاح، ما أهميتها ومدى تأثيرها على الروزنامة؟
للتوصل الى علاجات فعّالة، صمّمت آلة تلتقط اللقاح المتطاير في الهواء، الذي يلتصق بها مباشرة، ويقرؤه الطبيب الاختصاصي ويعرف من خلاله أي موسم بدأ واي حساسية ناتجة عنه فيتصل بمرضاه ليوجههم وليعطيهم العلاج الناجح.
وفي أوروبا وأميركا، هناك نشرة للقاحات والتي على أساسها يتجنب المريض العوامل التي تزعجه والمسببة للحساسية. وهناك مواسم متعلقة بلقاح النباتات التي تنمو في فصول معينة ونموها متعلق بالصقيع او بالحر وهي التي تسبب المشاكل وهذه الآلات التي تلتقط الرحيق تعلن بدء الموسم فيبتعد المريض عن مصدر الحساسية ويتجنبه لتفادي الاعراض المزعجة.
وكل تبدل سريع بالأحوال الجوية يؤدي الى توعية الحساسية، ففي فصل الخريف والشتاء تكثر الانفلونزا والرشح فيزداد تأزم الحساسية ويبدأ الأنف بالزكام وحكة في الاذان وسقف الحلق. وتعتبر الحساسية الانفية بأعراضها رشحاً مستمراً.

طُعم الرشح
هل طُعم الرشح يفيد ومتى يؤخذ؟
طُعم الرشح يعتبر من ادوات الوقاية لأن تخفيف الرشح يؤدي الى تخفيف ايقاظ ازمات الحساسية، ويؤخذ الطُعم منذ منتصف سبتمبر (ايلول) لانه يعطي مفعوله بعد 3 أسابيع، وهكذا نكون جاهزين لموسم الشتاء لان تخفيف الرشح يخفف الأزمات. ويؤخذ هذا الطعم مرة في السنة لأن الفيروس يتغير كل عام.
كيف تحدد الحساسية؟
الحساسية هي تفاعل الجسم في شكل غير طبيعي مع مواد خارجية قد تكون في الهواء او لقاح الزهور والاشجار او تتأتى من وضع بعض المصوغات غير الاصلية، او تناول نوع من المأكولات وغيرها.
الملاحظ أن الحساسية في تزايد مستمر في شكل مقلق، خصوصاً الحساسية المتعلقة بتغيير الفصول، اذ يحصى 66 مليون مصاب تقريباً بحساسية أنفية و150 مليوناً بالربو ومليون حالة وفاة كل عقد.
وتتوقع الابحاث الحالية ان يتحسس شخص من اصل اثنين في العالم بحلول سنة 2010 وفق دراسات منظمة الصحة العالمية. كما أن الاحصاءات في غالبية البلدان الصناعية النامية تشير الى ارقام بين المتحسسين تصل حتى 35 في المئة من الشعب. وهذا العدد المتفاقم من المتحسسين يكثر من التعطيل لدوام العمل اليومي وساعات الدراسة، كما يزيد المصاريف الطبية الاستشفائية والدوائية، مما ينعكس سلباً على مصاريف الفرد والمجتمع. واقرار اليوم العالمي للحساسية يهدف الى لفت الأنظار الى أهمية مرض الربو وأمراض الحساسية بكل أشكالها، وتثقيف المجتمع من حيث كيفية العلاج والوقاية من المسببات للحد ما أمكن من تكاثر الحساسية ومشاكلها لان السيطرة على المرض تكمن في التشخيص المبكر للحساسية والعلاج المنتظم، وهذا ما يسمح للمصاب بالربو مثلاً بالتمتع بحياة طبيعية.
هل من سبب مباشر للحساسية؟
تأتي الحساسية نتيجة زيادة في تفاعل النظام المناعي ضد مواد معينة تدعى “المسببات”. وهذه عديدة تبدأ من الوراثة والمسبّبات الجينية وتغوص في البيئة وتفاعلاتها. إن تلوث البيئة مثلاً يلعب دوراً أولياً في الامراض التنفسية وخصوصاً التحسسية منها ويلقى اليوم اهتمامات ودراسات متعددة من الجسم الطبي والاختصاصيين في علم البيئة، وحتى من تجمعات شعبية عدة تحاول التوعية، كما تطالب الدول بوضع القوانين اللازمة لمراقبة الملوثين وردعهم.
يظهر لنا اليوم بعد دراسات اجريت على الحيوان والانسان اأن المسببات المباشرة للحساسية كافرازات الحيوانات، عث الغبار المنزلي، الصراصير، لقاح الزهر والعفونة أصبحت تتغير جينياً تحت تأثير التلوث بالديزل مثلاً، مما يجعلها تزيد نسبة التحسس وتصبح اكثر ايذاء للمريض.

اختبارات الحساسية
كيف نشخّص المصاب بالتحسس؟
نبدأ بتحقيق مع المريض لمعرفة ما يعانيه، ثم نجري فحوصاً للدم لنؤكد ما اذا كان لدى الشخص استعداد للتحسس. ثم نجري اختبار الحساسية على الجلد ويكون من خلال لصقة او الوخز البسيط، ويظهر الورم في مكان التحسس بعد 15 دقيقة على اجراء الفحص.
وهناك اختبارات اخرى تعتمد على حالة المريض ونوع التحسس. وبعد تحديد النوع ننتقل الى العلاج، علماً أن اهم علاج هو الوقاية اذا كانت ممكنة. واذا كانت الحساسية على الهر مثلاً نهديه لاحد فنشفى بالابتعاد عنه، اي الابتعاد عن مصدر الحساسية. واذا تعذرت الوقاية ننتقل الى العلاجات مثل مضادات الهستامين، والادوية التي توسع القصبات الهوائية والكورتيزون الذي أصبح يعطي بالهواء والمضادات اللوكو ترايين.
وبعد التأكد من وجود حساسية حيال نوع لا يمكن تجنبه مثل العث او غبار الطلع، ننتقل الى العلاج باللقاح، وهو نوعان: الوخز تحت الجلد، وقطرات تحت اللسان، وهذه العلاجات طويلة مدتها 3 الى 5 سنوات، ولكنها مفيدة، واذا استمر المريض في تناولها بانتظام يوفر على نفسه ادوية وعلاجات. ولكن الحساسية مرض مزمن قد يظهر اعراضاً مرضية او نفسية في ما بعد. وتنظيم العلاج يحسن نوعية حياة المريض ويمكنه من العيش بشكل طبيعي.
تعتبر الحساسية الأنفية من أكثر الانواع شيوعاً. ما مسبباتها وكيف تعالج؟
يختلف علاج أنواع الحساسية بحسب موقعها في الجسم، وهناك اشخاص على استعداد للتحسس لأنهم يفرزون (الغلوبولين)، وتلعب الوراثة دوراً كبيراً. فاذا كان أحد الأهل مصاباً Immunoglobuline (I g E) يتعرّض الشخص بنسبة 40 بالمئة، واذا كان الوالدان مصابين تصبح النسبة نحو 60 بالمئة.
وهناك عوامل أخرى غير الوراثة خارج المنزل وداخله.
داخل المنزل: النمل، الصراصير، العث، الحيوانات الداجنة كالهر، والكلب… دخان التبغ وكذلك التلوث، وتغير الطقس، الروائح القوية، ولا سن معينة للاصابة بالحساسية، فقد تأتي في اي عمر كان.
وهناك بعض التدابير التي يمكن اتخاذها لتخفيف الحساسية الانفية، منها اغلاق الابواب والنوافذ خصوصاً في فصلي الربيع والخريف، وتشميس غرفة النوم والشراشف، والتنظيف المنتظم بالمكنسة الكهربائية، وازالة الغبار واستعمال الاسفنج الاصطناعي عوض القطن او الصوف، وعدم استعمال الموكيت مع ضرورة تجنّب كل ما يهيج أنسجة الانف كالعطور والتدخين والابتعاد عن العفونة.
هناك نوعان من المعالجة المسكنة والشافية:
المعالجة المسكنة كاستخدام القطرات للعين والانف ومضادات الهستامين… تزيل الاعراض فقط ولا تشفي.
المعالجة الشافية ترتكز على المعالجة المناعية، على أيدي اختصاصيين في التقليح بالجلد او تحت اللسان.

الربو والحساسية
ماذا عن الربو؟ هل بامكاننا اعتباره مرتبطاً بفصل معين؟
ان سبب الربو عند 80 بالمئة من الذين يعانون منه يكون الحساسية، وعند 20 بالمئة يكون سببه داخلياً، والاشخاص الذين لا يعالجون الحساسية الانفية بجدية، تتأثر صدورهم ويصابون بالربو الذي يؤدي الى ضيق في القصبات الهوائية وصعوبة التنفس، وهو غير جرثومي وغير معد، والسيطرة عليه تكمن في العلاج المنتظم للتمتع بحياة طبيعية كالعمل واللعب ومتابعة الدراسة، ومن أعراضه السعال وصفير في الصدر وضيق تنفس. وتختلف درجة الربو بين شخص وآخر وبين فترة واخرى.
ومن مسبّباته: الاستعداد للربو اي التحسس والمسببات المباشرة مثل افرازات الحيوانات وعث الغبار المنزلي والصراصير والعفونة والمهيجات مثل دخان السجائر ودخان الحطب والطبخ والروائح القوية وتقلّب الطقس. وثمة عوامل اخرى مثل الرياضة المتعبة والرشح والتهاب الجيوب الانفية والاسبيرين وبعض المواد الكيميائية والحرقة.
وتكون الوقاية من نوبات الربو بالسيطرة على الدخان والقضاء على افرازات الحيوانات وعلى عث الغبار المنزلي والابتعاد عن الازهار والعفونة وعن الروائح القوية.

كيف يعالج الربو؟
الاعراض تزول بتناول الادوية وبتجنب المسببات، اما التهاب المجاري الهوائية فهو مزمن ويستمر رغم اختفاء النوبات ان لم يعالج بالأدوية المناسبة ولفترة طويلة.
وتقسم ادوية الربو الى أدوية قصيرة المدى وتعالج النوبات وأدوية للمدى الطويل وتعالج الالتهاب المزمن وتمنع النوبات (علاج وقائي) كما يستعمل الكورتيزون كعلاج وقائي للربو.

عن SoraNoYuki

شاهد أيضاً

بقع سودا غريبه برجلي بدون سبب

السلام عليكم ورحمة الله وركاته بنات انا عندي مشكله بسيطه الحمدالله وهي انو بين لي …