ذكريات طفولتي في شهر رمضان الكريم(مشاهدتي والاماكن وصلاة التروايح)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

اللهم بلغنا رمضان واجعل إعمالنا كلها صالحه ولك خالصة

شهر الله المعظم شهر رمضان له وقع خاص في النفس فنحن نعيش على منهاج واحد طوال السنة… فعند ما يأتي شهر رمضان وما بعده من مواسم الأعياد والحج. تتغير معيشتنا وطريقة حياتنا تختلف كل الاختلاف عن ماسبق
والحديث عن ذكريات رمضان وكيفية استقبال رمضان ومشاهدتي فيه (حديث طويل و ذو شجون) وذكرياتي
هي مشاهدي الطفو ليه وذكريات استقبال رمضان
و الأماكن التي عشت فيها رمضان

الاحتفال باستقبال شهر رمضان في المملكة العربية السعودية يختلف تماما عن باقي الدول العربية والاسلاميه فهو مثلا: في مصر والمملكة المغربية احتفال قوي ومبهج ومهرجان للتراث تقريبا –بينما هو بسيط جد في السعودية ودائما ترتبط أول ليلة يعلن فيه دخول الشهر في ذهني بالأطفال وهم ينادونا على أئمة المساجد (أحيانا يعلن دخول الشهر وهم يصلون العشاء) (يا مطوع صلى التراويح بكره رمضان) هذا إذا كان شهر شعبان (هافي) أي ناقص كما كانت أمهاتي يقولون إما إذا كان شهر شعبان (وافي )فلا حاجه لذالك وأيضا أتذكر مشاهد البكاء من أمهاتي وهذ البكاء يستمر تقريبا طوال ليالي شهر رمضان المبارك ويبلغ ذروته
في العشر الأخير وفي ليلة العيد التي تعتبر ليلة بكاء وتوسل إلى الله وآذ كن في المسجد في صلاة التراويح ليلة الثلاثين وأعلن دخول العيد انقلب المسجد إلى دار عزاء ونحيب رحمة الله عليهم احدهن كانت تبقى طوال الليل تبكي عندما تسمع هذي الآية(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
وفي أول ليله من رمضان يدعون بهذا الدعاء
(الله يجعله داخل علينا بالمغفرة والعفو والعتق من النار)
وفي العشر الأخير وليلة العيد(الله يخلفه علينا باالمغفره والعتق من النار)

-مشاهدتي

وأتذكر جيد أول مشاهدتي الطفو ليه في رمضان كانت في منزل يتبعه بستان كبير في حي القمرية بالطائف
آما تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعا جرى من مقلتي بدمي

والطائف بالنسبة لي هي ضحكات الطفولة وهمسات الصبا وطيش الشباب والفرح واللعب

المشهد الأول في حياتي وأتذكره هو قدر المهلبية وكنت تقريبا في السادسة أو السابعة من عمري وأصوم فقط حتى منتصف النهار وبعد كذا كانت والدتي عليها رحمة الله تقوم بعمل المحلبية الصفراء (الكاسترد وكانت هذي المحلبية تعمل في رمضان فقط ويوميا إما بيضاء وصفراء) وعندما تفرغ من وضعها في الأوعية الصغيرة(الزبديات) المخصصة لها تبقي قليل من المهلبية في القدر وتعطيني أكل ما تبقى في القدر ولا أنسى هذا المشهد وانأ جالسه الحس بواقي المحلبية وأمهاتي الكبار عليهم رحمة الله يضحكون ويقولن (هذا صوم الديك والدجاجة خلاص أفطرتي)

المشهد الثاني
هو إحدى أمهاتي عليها رحمة الله وانأ جالسه بين يديها واتلي عليها القران وكنت في سن السادسة حيت أني أحفظ جزاء عم من البيت وقبل دخولي المدرسة وكنت اقرأ عليها سورة البلد وهي تضحك رحمة الله عليها حيث كنت أتلعثم عند نطق بعض الآيات الصعبة وتنادي أمي رحمة الله عليها وهي في المطبخ (تعالي شوفي بنتك وش تقول)
أمي حليمة هذي عليها رحمة الله كانت عالمة فقيهة في الدين وكريمة النفس دائما تهدي إلي قطع من الذهب والتحف النادرة الجميلة وهي ليس لها ذريه ابد –عليهم رحمة الله جميعا
وأمهاتي عموما إنا ألان وشقيقاتي بناتهم وعقبهم في الدنيا (نسأل الله إن يتكفل بنا وبهم تحت الأرض ويوم العرض) ودائما أحث نفسي وشقيقاتي إذا ذهبنا إلى مكة المكرمة إن نقوم بالطواف عن أمهاتنا إن لم نستطع العمره عنهم وبا الصدقة والأضاحي (إحدى أمهاتي توفيت وإنا صغيره منذ ما يقارب 35سنه تقريبا ولا يزال إلى ألان بيت الوقف الخاص بها يخرج الصدقات عنها في رمضان والأضحية في العيد الأضحى عليها رحمة الله وكانت توفيت وهي ساجدة تصلي صلاة العشاء وكنت جالسه بالقرب منها وهي عانت من إمراض مزمنة أصيبت في شبابها بالسل ثم بمرض خطير في القلب وكان الطبيب دائما يردد(هذي الإنسانة ميتة غير إنها تتحرك بمشية الله فا لا تستغربون ممكن تموت في أي لحظه )فالحمد الله الذي أحسن خاتمتها وهي أول واحد من أمهاتي تنتقل إلى رحمة الله

مكة المكرمةأول ذكرياتي في رمضان في الحرم المكي ليله في عام 1396هـ و1397هـ (لا استطيع التذكر غير إني كنت فتاة صغيره تلبس الملابس القصيرة ولم ا تحجب بعد – وهذ الوضع كان عندما كنت في 10 أو 11 ولا اعلم لما ذكرياتي تبدأ من هذا التاريخ يمكن ما كانوا يأخذوني معهم للحرم قبل ذالك– وأتذكر الجزاء من الحرم الذي مكثنا فيه تلك الليلة ولازال موجود إلى ألان وهو تحت صخرة الصفاء في الجزاء من البناء العثماني لازال كما هو . فكنا نأتي قبل صلاة العشاء ونمكث حتى الانتهاء من صلاة القيام (التهجد الأخير) ولم نكن في ما اعتقد في تلك الأيام نهتم بمن هو الإمام الذي يصلي بنا فكأن جل الاهتمام منصب على الصلاة نفسها والدعاء ورجاء الرحمة والقبول

وأتذكر جيد إن ألائمه كانوا يطيلون الركوع والسجود بشكل لايفعلون مثله ألان وكنت (واستغفر الله )ارفع راسي من السجود لأتنفس ثم أعود وانأ اسمع نحيب أمهاتي ودعائهم الطويل طوال السجود وما كنت اعرف ماذا أقول خلال هذي السجدات الطويلة لكن أتذكر والدتي رحمة الله عليه تردد(يا مقلب القلوب والابصارثبت قلبي على طاعتك)(اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك)و ننزل إلى مكة من الطائف في أيام معينه من رمضان أهمها ليلة 25 و 27 والجمع —وأتذكر إني صلينا خلف الشيخ عبد الله الخياط فلا أزل أتذكر صوته وفرحة أمهاتي به واعتقد والله اعلم انه كانت صلاة جمعه وقد شهدت عام 1401اول صلاة للشيخ علي الحذيفي في الحرم المكي ولم نكن نعرف من هو واعتقدنا لعدة أيام انه فضيلة الشيخ محمد شرف الحلواني (القاضي بالمحكمة الكبرى بالطائف ) حيث كن نعرف الشيخ الحلواني حفظه الله من مساجد الطائف وفي الحج كان يقوم بالتلاوة في يوم عرفه قبل الخطبة وسبحان الله كان فيه تشابهه في الصوت والتلاوة بينهما ولكن بعد ذالك سأل شقيقي الأكبر أصحاب محلات التسجيلات الموجدين في حي الشبيكه سابقا فا خبروه عن الشيخ الحذيفي وكانت أمهاتي وجميع من في البيت عشقوا صوت الشيخ وتلاوته الخاشعة (جدتي طلبت مني بعد ذالك إن أسجل من الاذعه تلاوته لسورة الكهف وقالت لي :انه صوته هادي لا يزعج صوته أذني ويتلو( بلسان عربي مبين ) وأتذكرها رحمة الله عليها وهي جالسه على فراشها وقد بلغت التسعين وتردد خلفه تسجيل سورة الكهف– جزاء الله شيخنا علي الحذيفي عنا خير الجزاء)

المشهد الثالث مشهد ازدحام الأسواق والمحلات التجارية وحتى الشوارع بالناس ليلا و إذا أعلن دخول الشهر انقلب الليل نهار وهذا الوضع نعيشه كل سنه منذ وعت عيني إلى اليوم ثم فهمت من احد الأشخاص أن هذا الوضع طبيعي حيث يقول(نعنى بسهر ليالي رمضان، وإحيائها بالذكر والتلاوة والصلاة، ويعوض النوم فيها بـ (نوم القيلولة) قبل الظهر، حيث علم أنَّ جو الأسحار وهدوئها الملهم، يبعث على صفاء الأفكار) طبعا هذا نوم القيلولة خاص بالرجال إما النساء فلا يعرفنا النوم في رمضان قديما ((اقصد جيل الأمهات ألان الله المستعان ))
المشهد الرابع الجو الاجتماعي والعائلي الحميم والسهرات الجميلة بعد صلاة التراويح إلى وقت السحور والاجتماع على وجبه ثالثه يسميها أهلنا في الكويت( غبقه) (والغبوق أكل الليل كما ورد في الحديث الشريف حديث الصخرة التي انحدرت على الثلاثة الذين في الغار) وهو المفروض يعني !!!إن يكون بواقي الفطور (من لقيمات وسمبوسه وغيرها )يؤكل في هذي الفترة مع المحلبية أو الجلي او (كريمة رضا الوالدين) ألان أصبحت هذي الغبقة احتفال له مراسيم واكلات خاصة فسبحان الله….
وأتذكر دائما أخواني يذهبون بعد صلاة التراويح إذا كنا في مكة المكرمه وشراء ما لذا وطاب من سوق الليل والمدعى (حلوى المشبك المقليه والمكسرات والحلويات من محلات النقليه وشراء مشروب يدعى السوبيا لازم كل ليله يشربونه
المشهد الخامس
الذي لن أنساه وان لم افهمه معناه ألا بعد أن كبرت حينما كنت في السابعة من عمري وقعت حرب العبور في العاشر من رمضان وكانت أحدى خالتي تعشق القومية العربية ومصر بالذات وهي سمت حفيدها ابن ابنته جمال من شدة حبها للرئيس جمال عبد الناصر وكان خبر الحرب له وقع الصاعقة علينا بالمنزل وتحول التلفزيون إلى نشرات أخبار والراديو إلى أذعه (صوت العرب وهنا القاهرة) ولم نعد نسمع سوى أخبار الحرب وبكاء خالتي وصوت أخي الذي يكبرني
وهو ينشد بصوت عالي ويقلد حركات الجنود
والله زمان ياسلاحي اشتقت لك في كفاحي
والله زمان على الجنود سايره بترعد رعود
حالف تروح لن تعود الا بنصر الزمان
فالحمد الذي نصر جند الاسلام واعاد الى بلاد المسلمين امنهم واستقراهم ورحم الله الشهداء
المشهد السادس
(إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغضب)

والمشاهد بحمد الله إن الناس في هذا الشهر تصبح أكثر روحانيه وخشوع وتسامح تحب
فعل الخير والصدقات ودائما كن أذا غضبنا ونحن صغار أو تشاجرنا مع بعض نقول اللهم إني صائم فيذهب عنا الغضب ونتسامح وعموما كانت النفوس صافيه

نسأل الله إن يوفقنا إلى جعل رمضان موسما للطاعة والعبادة والسعادة ونحن جميع في أفضل حال، وان يتقبل منا ومن المسلمين جميعا صالح الأعمال ويرزقنا فيه الرحمة والمغفرة والعتق من النار وان يرحم موتنا وموتى المسلمين أجمعين
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حده

عن Samira Ikram

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!