أَسْعَد الْلَّه أَوْقَاتِكُن بِكُل خَيْر
وَجَعَلَهَا عَامِرَة بِذِكْرِه .
يَقُوْل الْشَّاعِر:
طُبِعَت عَلَى كَدَر وَأَنْت تُرِيْدُهَا …صُفّوا مِن الْأَقْدَار وَالْأَكْدَار.
دَار مَتَى مَاأَضَحِكَت فِي يَوْمِهَا … أَبْكَت غَدا.. قُبْحَا لَهَا مِن دَار.
غَالِيَتِي:
نُوَاجِه فِي حَيَاتِنَا الْكَثِيْر مِن الْصِّعَاب ، وَلَكِن الْحَيَاة
لَاتَعْرِف أَبَدا الْتَوَقَّف ، وَتَذَكَّرِي دَوْمَا غَالِيَتِي إِنَّه هُنَاك
الْكَثِير مِن الْأُمُور التَافَهَه هِي الَّتِي تَكُوْن سَبَبا فِي شَقَائِنَا ،
وَتَعاسْتِنا. فَاحذَرِيُّهَا وَكُوْنِّي يَقَظَة، وَحَاوِلِي قُدِّر الْإِمْكَان أَلَا
تُعِيْقُك عَن تَحْقِيْق أَهْدَافُك فِي الْحَيَاة.
نَمَاذِج بَسِيْطَة لِبَعْض الْأُمُور الْتَّافِهَة الَّتِي تَسْتَنْزِف الْكَثِيْر مِن
أَوْقَاتِنَا فِي الْتَّفْكِيْر فِيْهَا ، وَلَو أَتَيْنَا لِلْصَّوَاب وَجَدْنَاهَا أُمُوْر
تَافِهَة لَاتَسْمَن وَلَا تُغْنِي مِن جُوْع.لَكِنَّهَا وَقَفْت حَائِلَا أَمَامَنَا.
1) هِنْد مُضَايَقَة >>> صَدِيْقَتِي مَّاتَكَلَمّت مْعَاي الْيَوْم، شَكْلِه أَحَد وَصَلَهَا كَلَام عَنِّي، شَكْلِهَا بْتَتْرَكِنِي، أَنَا إِيْش سُوِّيَت لَهَا …. الْخ
( تَفْسِيْرات وَظَنْوُن إِلَى مَالَا نِهَايَة ).
2) هِنْد مُضَايَقَة >>> صَدِيْقَتِهَا طَلَبَت مِنْهَا طَلَب وَرَفَضَت،
بَدَأَت مَع نَفْسِهَا ، أَنَا ضَعِيْفَة الْشَّخْصِيَّة، وَأَنَا فَاشِلَة. لّيّش مَاوَافَقت عَلَى طَلَبِهَا، رَاح تَتْرُكْنِي… الْخ
( تَفْسِيْرات وَهْمِيَّة).
3) هِنْد مُضَايَقَة >>> صَدِيْقَتِي أَعْطَيْتُهَا كُل الِلِي بِقَلْبِي، اكْتُشِفَت إِنَّهَا خْايِنّة، وَإِنَّهَا كَذَّابَة ، وَإِنَّه عُيُوْب الْدُّنْيَا فِيْهَا…الْخ
( بَدَأْت فِي تَحْلِيْل شَخْصِيَّة صَدِيْقَتِهَا وَنَسِيْت نَفْسَهَا)
الْنِّهَايَة:
هِنْد مَرِيْضَة وَتِتْعَالِج مِن الْضَّغْط وَالْسُّكْر. وَالْسَّبَب بَعْد الْلَّه
عَزَّوَجَل إِنَّهَا أَشْغَلْت نَفْسُهَا فِي الْتَّفْكِيْر فِي الْأُمُوْر الْتَّافِهَة،
وَأُهْدِرت وَقْتِهَا وَعَمَرَهَا وَصِحَّتِهَا فِي ذَلِك، وَنَسِيْت الْهَدَف
مِن وُجُوْدِهَا فِي هَذِه الْحَيَاة.
غَالِيَتِي:
هِنْد نَمُوْذَج مِن مَلَايِيْن النَّمَاذِج الْمَوْجُوْدَة بِمُجْتَمَعِنَا ، وَلَكِن هَلْا فَكَرْنَا يَوْما وَسَأَلْنَا أَنْفُسَنَا.
لِمَاذَا كُل هَذَا الاهْتِمَام بِالْأُمُور الْتَافْهَة الَّتِي تَعْتَرِض حَيَاة كُل إِنْسَان عَلَى وَجْه الْأَرْض؟
لِمَاذَا نُهْدِر الْكَثِيْر مِن أَوْقَاتِنَا فِي الْتَّفْكِيْر فِي تِلْك الْأُمُوْر؟
هَل نَحْن خَلَقْنَا فِي هَذِه الْحَيَاة عَبَثَا؟ وَإِنَّمَا لَنَا أَهْدَاف
وَغَايَات نَسْعَى لتَحِقَيُّهَا؟
غَالِيَتِي:
يَقُوْل أَحَد الْفَلَاسِفَة:
إِذَا أُتْخِمَت عَقْلِك بِصَغَائِر الْأُمُور ، فَلَن يَبْقَى فِيْه مُتَّسَع
لِعَظَائِم الْأُمُوْر.
بِالْفِعْل اهْتِمَامِنَا اللَامُتَنَاهِي بِتِلْك الْأَحْدَاث وَالْوَقَائِع أَشْغَلَنَا
عَن تَحْقِيْق أَهْدَافِنَا وَالْسُّمُو بِذَاتِنا ،
وَقَبْل كُل شَيْء أَهْمَلْنَا وَجَعَلْنَا نُقَصِّر فِي الْغَايَة الَّتِي وُجُوْدُنَا
مِن أَسَاسَهَا وَهِي عِبَادَة الْلَّه عَزَّوَجَل.
أُخَيَّتِي:
كُل يَوْم نَّوَاجِه الْكَثِيْر مِن الْأُمُور الْتَّافِهَة، لَكِن حَاوِلِي أَن
تَتَخَلِّصي مِنْهَا فَوْرَا وَتَذَكَّرِي بِأَنَّهَا سَوْف تَسْتَنْزِف وَقْتَك
وَأَنْت فِي أَمَس الْحَاجَة لِلْاسْتِفَادَة مِن وَقْتِك فِي بِنَاء
مُجْتَمَعِك وَإِصْلَاحِه
وَالْدَّعْوَة إِلَى الْلَّه عَزَّوَجَل بِشَتَّى الْطُّرُق.
غَالِيَتِي:
وَقَفَات بَسِيْطَة أَحَب أَن أَضَعَهَا بَيْن يَدَيْك حَتَّى تَتَغَلَّبِي عَلَى
بَعْض مِن تِلْك الْأُمُور الْتَّافِهَة الَّتِي تَعْتَرِض حَيَاتِك:
1) تَذَكُّرِي أَنَّه كُلَّمَا ازدَدْت نَجَاحَا تَعَرَّضْت لِهُجُوْم أَكْبَر
وَنَقَد أَكْثَر وَرَدِّدِي دَوْمَا:
( سَأَفْعَل مَابُوُسَّعي حَتَّى أَتَمَكَّن مِن الْمُوَاصَلَة، وَإِذَا بَقِيَت
حَتَّى الْنِّهَايَة عَلَى صَوَاب فَلَا يَهُمُّنِي كُل مَاقِيْل عَنِّي).
2) تَذَكُّرِي إِنَّه كُل مَافِي هَذِه الْحَيَاة لَيْس شَرْطا أَن يَكُوْن
مَرْضِيّا لَك 100%، وَالتَّمَسُّي الْعُذْر دَوْمَا لِغَيْرِك، وَتَذَكَّرِي
أَنَّك لَو لَم تَصَادُفِي إِنْسَانَة لَاعَيْب فِيْهَا لِمَا صَادَقْت
نَفْسَك.
يَقُوْل الْشَّاعِر:
وَإِن تَجِد عَيْبا فَسُد الْخَلَلَا … جَل مَن لَاعَيْب فِيْه وَعَلَّا.
3) عُوْدِي نَفْسَك أُخَيَّتِي عَلَى الْتَّسَامُح وُتَمْشِيَة الْأُمُور، أَو
بِمَعْنَى آَخَر التَّغَابِي وَعَدَم الْإِسْهَاب فِي الْتَّفْسِيْرَات وَالْظُّنُوْن
وَإِلَا فَسَوْف تَتْعَبِين كَثِيْرا.
يَقُوْل الْشَّاعِر:
لَيْس الْغَبِي بِسَيِّد فِي قَوْمِه… لَكِن سَيِّد قَوْمِه الْمُتَغَابِي.
4) تَذَكُّرِي إِنَّه لَيْس بِالْضَّرُوُرَة أَن يُحِبُّك الْنَّاس أَجْمَع، وَثِق
بِأَن مِفْتَاح الْفَشَل هَو إِرْضَاء الْجِمِيْع، وَتَذَكَّرِي بِأَن قَوْل
كَلِمَة (لَا) أَحْيَانا سَيُرْفَع شَأْنُك، فَهُو دَلِيْل عَلَى قُوَّة
الْشَّخْصِيَّة وَوُضُوْحِهَا،
وَالْحَقِيْقَة تُؤَكِّد أَن كَثِيْرا مِمَّن تَوَرَّطْت وَسَقَطَت فِي مُسْتَنْقَع
إِرْضَاء الْجِمِيْع لاتَحْضَى بِاحْتِرَام كَبِيْر عِنْدَهُم.
وقفة:
تَذَكُّرِي أُخَيَّتِي أَنَّك زَهْرَة فَوَّاحَة يُشَيِّع رُوْحُهَا فِي أَرْجَاءالْدُّنْيَا
فَلَا تُطْفِيء نَفْسُك بِنَفْسِك بِالِاهْتِمَام بِالْأُمُور الْتَافْهَة،
وَاجْعَلِي لَك أَهْدَاف سَامِيَّة تِسْعِيْن لتَحِقَيُّهَا. فَمَتَى مَاكَانَت
لَك أَهْدَاف سَتُصْبِح لَك مَكَانَه عَالِيَة ومَرْموقَة فِي هَذِه
الْحَيَاة.
خِتَامَا:
أَسْأَل الْلَّه تَعَالَى أَن أَكُوْن قَد وُفِّقْت فِي إِيْصَال رِسَالَتِي
الْبَسِيطَة وَالَّتِي أَتَمَنَّى مِن خِلَالَهَا أَن نَبْتَعِد عَن كُل مَايُعِيقّنا،
وَنَرْتَقِي دَوْمَا لِلْمَعَالِي.
وأأسَف كَثِيْرا لِلْإِطَالَة ، فَقَد عَمِلَت جَاهِدَة عَلَى الِاخْتِصَار.
وَلَكِن مَابِالْيد حِيْلَة. فَالْكَلَام جَدَّا يُطَوِّل فِي هَذَا الْمَجَال.
كُل مَاأَتَمْنَاه دَعْوَة فِي ظَهْر الْغَيْب بِأَن الْلَّه يَفْرُجُهَا عَلِيا فِي
الْقَرِيْب الْعَاجِل.
مْحَبَّتْكُن: فلووووورِه
أَم رَيَّان وَلِيَن.
يَقُوْل الْشَّاعِر:
سَهِرَت أَعْيُن ، وَنَامَت عُيُوْن … فِي أُمُوْر تَكُوْن أَوَّلا تَكُوْن.
إِن رَبّا كَفَاك بِالْأَمْس مَاكَان … سَيَكْفِيْك فِي غَد مَايَكُوْن.