،،
،،
إن آياتِ الله – تعالى – الشرعية، وآياته – سبحانه – الكونية في الآفاق والأنفسِ – أكثرُمن أن تُحصى
وهي دالة على عظمته وقُدرته، ووجوب عبادته وحده لا شَريك له
{سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}
[فصلت: 53].
وتلك الايات مخلوقةٌ للتفكر والاعتبار
لكن النَّاس عن هذا في غفلةٍ ، ومنه في بُعدٍ
قال الله تعالى
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ في السَّمواتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } !!.
...
فالليل سكن وراحة واطمئنان والقمر نوره
أما النهار فمعاش وكد وتعب ونصب والشمس ضياؤه
ولهذا قال الله تعالى :
{ وهو الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشوراً }
( الفرقان47 )
ان الله تعالى حكيم عليم لا يخلق شيئاً عبثاً ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
ومن حكمته تعالى
أن جعل في تلك الآيتين العظيمتين ـ الشمس والقمر ـ
خروج عن المالوف وحدوث ظاهرتي الخسوف والكسوف
وذلك تخويفاً لعباده إذا طغوا وبغوا
حتى يراجعوا دينهم قبل أن يحل بهم عذاب ربهم
قال تعالى : { وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً }
( الإسراء59 )
أمر صلى الله عليه وسلم عند انعقاد أسباب الشرِّ بما يدفع موجبها بمشيئة الله تعالى وقدرته منـ ..
( 1 ) الصلاة
وهي صلاة غير مألوفة ، لم يألفها الناس ولم يعتادوها .. فزع اليها النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس في عهده ..
واختلاف تلك الصلاة كان توافقا مع الحدث الذي كان خروجا عما الفه الناس من احوال الشمس والقمر
( 2 ) الصدقة
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاس فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ …. ثُمَّ قَالَ : “إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ … وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا”
رواه البخاري (1044) ومسلم (901) .
( 3 ) الدعاء
عن الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قال: انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاس انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ”
رواه البخاري (1061) ومسلم (915).
( 4 ) ذكر الله والاستغفار
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ وَقَالَ هَذِهِ الْآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ”رواه البخاري (1059) ومسلم (912). قال الحافظ ابن حجر : وفيه الندب إلى الاستغفار عند الكسوف وغيره لأنه مما يدفع به البلاء .أ. هـ “فتح الباري” (2/695).
...
هذا ما تيسر ذكره مما يُفعل وقت الخسوف و الكسوف ، وأما الصلاة فلها أحكامٌ كثيرة
نوجزها فيما يأتي
...