مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم ابناء عشر(الأبناء في الإسلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

تذكر أن رسول الله صلى الله علية وسلم أمرنا بتدريب الأبناء على الصلاة من سن السابعة يقول صلى الله علية وسلم في يالحديث الذي رواه أبو داود : ” مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ” ؛ وإذا تأملنا التوجيه النبوي الشريف نجد أنه صلى الله علية وسلم خصص r ثلاث سنوات متواصلة لتأصيل الصلاة في نفس الأطفال ، وذلك بأن يأمر الوالدان ابنهما بالصلاة في كل وقت صلاة لمدة ثلاث سنوات ، وبنظرة حسابية لهذه المدة ينتج عن ذلك رقم ضخم من أوامر التكرار وهو : ( 5× 365 )× 3 = 5475 مرة !!

لماذا أعطى الأبناء المهلة ثلاث سنوات ؛ لا شك أن هذه المهلة للتدريب ، وإعطاء فرصة مناسبة للتطوير والإحسان والانضباط في هذا العمل قبل أن يكون محل محاسبة .. بحيث يكون الأداء في كل عام أفضل درجة وأكثر دقة من العام السابق حتى نصل إلى أفضل ما يمكن في نهاية مدة التدريب ، ويصبح موضوع الصلاة جزءاً من حياة الطفل ، ثم يتلو ذلك بعام أو عامين سن التكليف والبلوغ الذي يكون فيه الأمر أكثر دقة وأهمية .

إن تدريب الطفل وأمره بالصلاة منذ وقت مبكر ( في السابعة ) يجعله يحس أن العبادات فالطفل أمور مسلَّم بها ، فكما أنه يجب أن يأكل لينمو ، ولا بد أن يذهب للمدرسة من غير نقاش ؛ فعليه أن يصلي كذلك وبلا نقاش لا لشيء سوى لأنه يجب أن يصلي كما أمرنا الله تعالى ، فالأمر يحتاج إلى تخطيط ومراحل وزمن كاف .

وفي سن ( العاشرة ) يكون التدريب على الصلاة أصعب من سن السابعة ؛ لأن طبيعة التكوين النفسي والعقلي لطفل العاشرة يحتاج إلى مجهود أكبر ، فالأمر في هذه الحالة يحتاج إلى صبر وهدوء وحكمة وليس عصبية وتوتر ، فهو يفكر كثيرًا بالعالم حوله ، وبالتغيرات التي بدأ يسمع أنها ستحدث له بعد عام أو عامين ، ويكون للعب أهميته الكبيرة لديه ، لذلك فهو يسهو عن الصلاة ويعاند لأنها أمر مفروض عليه و يسبب له ضغطاً نفسياً … فلا يجب أن نصل بإلحاحنا عليه إلى أن يتوقع منا أن نسأله عن الصلاة كلما وقعت عليه أعيننا! ولنتذكر أنه لا يزال تحت سن التكليف ، وأن الأمر بالصلاة في هذه السن للتدريب فقط ، ولكن للاعتياد لا غير .

أيها الأب الكريم سبع وعشرون قاعدة ذهبية لتدريب الأبناء على الصلاة :
1) شجع الطفل على أداء الصلاة منذ سنواته الأولى ؛ حتى وإن كان يقف للصلاة لبضع ثوان ويلهو خلال الصلاة ، ووفر سجادة صلاة صغيرة للطفل خاصة به ؛ وحجابًا صغيرًا خاصًا بالفتاة فتسر بوضعه تقليدًا لأمها .

2) درب على الصلاة صلاة صلاة ؛ بمعنى أن ندرب الابن لمدة أيام على الانتظام في صلاة العصر ؛ فإذا واظب عليها –ولو نسبيًا– دربناه على المواظبة على صلاة العصر والمغرب ؛ كل في وقتها حتى يتدرب على الصلوات الخمس ، وينبغي بعدها أن تتفاوت المكافآت فنكافئ على الصلاة في أول وقتها المكافأة الأكبر، ثم نكافئ على مجرد الصلاة، والمكافأة الأقل المكافأة على الصلاة قضاء .

3) في مرحلة التدريب ( بين السابعة والعاشرة ) يكفي للبنات أن تقول الأم : ” هيا سوف أصلي تعالى صلي معي ” ، فالبنات يملن إلى صلاة الجماعة ؛ لأنها أيسر مجهوداً وفيها تشجيع ، أما الذكور فيمكن تشجيعهم على الصلاة بالمسجد وهي بالنسبة لهم فرصة للترويح بعد طول المذاكرة ، ولضمان نزول الطفل يمكن ربط النزول بمهمة ثانية ، مثل شراء الخبز ، أو السؤال عن الجار ..، وفي هذه المرحلة يلحظ بصورة عامة تغير سلوك الأبناء تجاه الصلاة ، وعدم التزامهم بها ، حتى وإن كانوا قد تعودوا عليها ، فيلحظ التكاسل والتهرب وإبداء التبرم ، إنها ببساطة طبيعة المرحلة الجديدة ( مرحلة التمرد وصعوبة الانقياد والانصياع ) ، وهنا لابد من التعامل بحنكة وحكمة معهم ، فنبتعد عن السؤال المباشر : هل صليت العصر ؟ لأنهم سوف يميلون إلى الكذب وادعاء الصلاة للهروب منها ، فيكون رد الفعل إما الصياح في وجهه لكذبه ، أو إغفال الأمر ، بالرغم من إدراك كذبه ، والأولََى من هذا وذاك هو التذكير بالصلاة في صيغة تنبيهذ ، مثل العصر يا شباب : مرة ، مرتين ثلاثة ، ولنقل ذلك بهدوء .

4) إن لم يصلِّ الطفل يقف الأب أو الأم بجواره ويقول : ” أنا في انتظار شيء ضروري لابد أن يحدث قبل فوات الأوان ” بطريقة حازمة ولكن غير قاسية بعيدة عن التهديد ، ويجب أن لا ننسى التشجيع والتعزيز والإشارة إلى أن التزامه بالصلاة من أفضل ما يعجبنا في شخصيته ، وفي هذه السن يمكن أن يتعلم الطفل أحكام الطهارة وبعض الأدعية الخاصة بالصلاة .

5) اعتبر يوم بلوغ الطفل السابعة حدث مهم في حياة الطفل ، بل ويفضَّل إقامة احتفال خاص بهذه المناسبة ، يُدعى إليه المقربون ويزين المنزل بزينة خاصة ، إنها ( مرحلة بدء المواظبة على الصلاة ) ؛ فهذا يؤثر إيجابًا في نفس الطفل ؛ بل يمكن أيضاً الإعلان عن هذه المناسبة داخل البيت قبلها بفترة حتى يظل الطفل مترقباً لمجيء هذا الحدث الأكبر! وفي هذه المرحلة نبدأ بتعويده أداء الصلوات الخمس كل يوم ، وإن فاتته إحداهن يقوم بقضائها ، وحين يلتزم بتأديتهن جميعًا على ميقاتها .

6) يجب أن يرى الابن دائماً في الأب والأم يقظة الحس نحو الصلاة ، فمثلا إذا أراد الابن أن يستأذن للنوم قبل العشاء ، فليسمع من الوالد وبدون تفكير أو تردد : “لم يبق على صلاة العشاء إلا قليلاً نصلي معًا ثم تنام بإذن الله ” ؛ وإذا طلب الأولاد الخروج للنادي مثلاً ، أو زيارة أحد الأقارب ، وقد اقترب وقت المغرب ، فليسمعوا من الوالدين : ” نصلي المغرب أولاً ثم نخرج ” ؛ واجعل مواعيد الطعام والدراسة والنوم مرتبطة بأوقات الصلاة قدر الإمكان ، فلا تجعل وقت أذان العصر هو موعد غداءهم ..

7) إذا حدث ومرض الصغير فيجب أن نعوِّده على أداء الصلاة قدر استطاعته ، حتى ينشأ ويعلم ويتعود أنه لا عذر له في ترك الصلاة حتى ولو كان مريضاً ، وإذا كنت في سفر فيجب تعليمه رخصة القصر والجمع ، وتوجيه نظره إلى نعمة الله تعالى في الرخصة ، وأن الإسلام تشريع مملوء بالرحمة .

8) اغرس في طفلك الشجاعة في دعوة زملائه للصلاة ، وعدم الشعور بالحرج من إنهاء مكالمة هاتفية أو حديث مع شخص أو غير ذلك من أجل أن يلحق بالصلاة جماعة بالمسجد أو قبل أن يفوت وقتها ، وأيضاً اغرس فيه ألا يسخر من زملائه الذين يهملون أداء الصلاة ، بل يدعوهم إلى هذا الخير ، ويحمد الله الذي هداه لهذا .

9) ربِّ طفلك على أولوية أداء الصلاة في وقتها ؛ فهي أهم من أداء الواجبات المدرسية ، كما أ، إدراك ركعة أهم من إدراك لعبة كرة القدم ، ومراعاة أوقات الصلاة أهم من مراعاة صديق أو مكالمة هاتفية أو برنامج في التلفاز .. وأخبره أن الصلاة لا تسقط حتى في حالة الحرب والخوف والمرض فكيف بمن في صحة وأمن ..؟

10) استخدم أسلوب الجداول والمكافآت والحوافز في التدريب على الصلاة ؛ بحيث يكافئ الطفل مكافأة سريعة على كل صلاة ؛ بعدها تكون المكافأة بعد صلاة العشاء مباشرة إذا أدى الصلوات الخمس في اليوم الواحد ؛ بعدها يكون الحساب بالدرجات ، فكل صلاة بدرجة ، ولو حصلت على أكثر من 33 درجة في الأسبوع مثلاً فلها جائزة كذا لو حصلت على 35 كاملة فلها جائزة أجمل، وهكذا ننتقل إلى المكافآت الشهرية …

11) لنستخدم كل الوسائل المتاحة لنغرس الصلاة في نفوسهم ، ومن ذلك : المسطرة أو اللوائح المرسوم عليها كيفية الوضوء والصلاة ، وكذلك أشرطة الفيديو أو الصوتيات وأقراص الحاسوب أو كتب الأطفال التعليمية أو كتب التلوين المسطرة أو اللوائح المرسوم عليها التي تعلِّم الوضوء والصلاة .

* تعليمهم الحساب وجدول الضرب بربطهما بالصلاة ، مثل : ” رجل صلى ركعتين ، ثم صلى الظهر أربع ركعات ، فكم ركعة صلى ؟ ” … وهكذا ، وإذا كان كبيراً ، فمن الأمثلة :” رجل بين بيته والمسجد 500 متر وهو يقطع في الخطوة الواحدة 40 سنتيمتر ، فكم خطوة يخطوها حتى يصل إلى المسجد في الذهاب والعودة ؟ وإذا علمت أن الله تعالى يعطي عشر حسنات على كل خطوة ، فكم حسنة يحصل عليها ؟

* تعليمهم الحساب وجدول الضرب بربطهما بالصلاة ، مثل : ” رجل صلى ركعتين ، ثم صلى الظهر أربع ركعات ، فكم ركعة صلى ؟ ” …وهكذا ، وإذا كان كبيراً ، فمن الأمثلة :” رجل بين بيته والمسجد 500 متر وهو يقطع في الخطوة الواحدة 40 سنتيمتر ، فكم خطوة يخطوها حتى يصل إلى المسجد في الذهاب والعودة ؟ وإذا علمت أن الله تعالى يعطي عشر حسنات على كل خطوة ، فكم حسنة يحصل عليها ؟
.
12) اطلب من المعلمين الأفاضل أن يبينوا باستمرار أهمية الصلاة ، مع سؤالهم للطلاب عن محافظتهم عليها ؛ وحبذا لو سأل المعلم أو المعلمة كل يوم ثلاثة من الطلاب على انفراد : ” هل صليت الفجر اليوم ؟ ” .
13) حاول أن تحمِّل أولادك المميِزين مسؤولية أنفسهم في العبادات ؛ كأن تردد على مسامعهم : ” أنا أمرتك بالصلاة ، وأنت سوف تحاسب عليها أمام الله ، أنا خائف عليك من النار ، وأتمنى أن تدخل الجنة فاختر لنفسك أي الطريقين تريد ..؟ ” .
14) كونا أيها الأبوين قدوة حسنة لأولادكما ، بأن تكونا أكثر من يحافظ على الصلاة وأول من يصليها في وقتها ، ولا ينتظر أحدكما الآخر في تدريب الأبناء على الصلاة بل تعاونا وإن قصر أحد الأبوين ، فلا يعني ترك الآخر الحبل على الغارب .
15) استغل الاجتماعات العائلية وزيارات الأصدقاء لأداء الصلاة جماعة الصغار مع الكبار .
16) لا تظهر اليأس من إصلاح ولدك أمامه فذلك يقويه على التمرد ، كما أن اليأس من رحمة الله سوء ظن به يخالف الأدب معه سبحانه .
17) حين تشجع ابنك على الصلاة أخبره بأن في الجنة مكافآت كالشيء الذي يحبه هو ( مثل كذا الذي تحب .. ) ؛ بل أن في الجنة مثله أضعافاً ؛ بل الذي في الجنة أفضل منه .
18) نفذ بعض طلبات أولادك المعقولة بشرط أن يؤدوا الصلاة في أول وقتها .
19) اطلب من أولادك أن يستعدوا للصلاة قبل دخول وقت الصلاة ؛ وذلك لكي يصلوها في أول وقتها ولا يؤخروها .
20) اشكر ولدك عندما يؤدي الصلاة دون أن يُذكِّره أحد بذلك ، واشكره إن ذكَّر إخوته أو ذكَّرك بدخول وقت الصلاة ، واطلب من أكبر أولادك أن يذكِّر إخوته بالصلاة برفق وحنو ، وأكِّد له أنه قدوة لإخوته في ذلك .
21) دع ولدك يستفيد ويتمتع بالرحلات الجماعية التي تنظمها حلقة تحفيظ القرآن في المسجد ، أو مع أصدقاء صالحين ، ليمارس المحافظة على الصلاة في أوقاتها عملياً .
22) قم بعمل مسابقة في تطبيق الصلاة الصحيحة عملياً ؛ واعمل مسابقة شفهية في مسائل فقهية بسيطة تتعلق بالوضوء والصلاة .
23) أوجد بين أولادك روح التنافس في العبادات ؛ وعمل الخيرات عموماً ، وإقامة الصلاة خصوصاً ( ).
24) اجعل ابنك المميِز إمامًا في الصلاة واقتد به في صلاة النافلة ، فإن كان مميِزًا ويتقن التلاوة وأحكام الصلاة فلا بأس أن تقتدي الأسرة به في الفريضة ( ) .
25) اصحب أيها الأب وأيتها الأم أطفالكما إلى المسجد لتغرسوا فيهم حب بيوت الله وإعمارها بالذكر والصلاة ، ولم يرد نصوص شرعية تمنع اصطحاب الطفل إلى المسجد ، بل ورد الكثير من الأحاديث التي يُستدل منها على جواز إدخال الأطفال المساجد ، من ذلك حديث الذي رواه البخاري أن أبي قتادة قال: خرج علينا النبي  وأمامة بنت العاص على عاتقه، فصلى فإذا ركع وضعها،وإذا رفع رفعها .
كما روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” إني لأقوم في الصلاة فأريد أن أطيل فيها ، فأسمع بكاء الصبي ، فأتجوَّز في صلاتي كراهية أن أشُق على أمه “.
26) شجع وكافئ الطفل على صلاة السنن قبل أو بعد الفرائض ، وكذلك صلاة التهجد أو الضحى أو الاستخارة .
27) وفر الماء الدافئ شتاءًا للوضوء .
28) قدّم لابنك هدية عند بلوغه ، وقل له : ” قد أصبحت رجلًا ، وأول خطوة في هذه المرحلة المحافظة على الصلاة ” .
29) لنكن على ثقة بأننا إذا قمنا بأداء دورنا كما ينبغي منذ مرحلة الطفولة المبكرة وبتعاون متكامل بين الوالدين ، أو القائمين برعاية الطفل ، فإنهم لن يحتاجوا إلى الضرب في العاشرة ، وإذ اضطروا إلى ذلك فليكن ضرباً غير مبرِّح وبشكل عام فإن الضرب غرضه الإصلاح والعلاج ؛ وليس العقاب والإهانة وخلق المشاكل ؛ وإذا رأى المربِّي أن الضرب سوف يخلق مشكلة ، أو سوف يؤدي إلى كره الصغير للصلاة ، فليتوقف عنه تماماً ، وليحاول معه بالبرنامج المتدرج الذي يفيد في هذه الحالة وفي حالة تدريب المراهق على الصلاة ، وهو برنامج قد يستغرق ثلاثة أشهر تقريبًا ، حسب توفيق الله تعالى .
تضرع إلى الله جل وعلا بالدعاء :{ ربِّ اجعلني مقيمَ الصلاة ومِن ذُرِّيتي ربنا وتقبَّل دُعاء}واستعن به لأننا لن نبلغ الآمال بمجهودنا وسعينا بل بتوفيقه تعالى .

* رغب ولا ترهب ؛ لأن الرسول r قال في الحديث الذي رواه مسلم : “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا خلا منه شيء إلا شانه” ، ولأن الهدف الرئيس لنا هو أن نجعلهم يحبون الصلاة ؛ والترهيب لا تكون نتيجته إلا البغض ، فإذا أحبوا الصلاة تسرب حبها إلى عقولهم وقلوبهم ، فلا يستطيعون الاستغناء عنها طوال حياتهم ؛ ولأن الترغيب يحمل في طياته الرحمة ، أما الترهيب فإنه يخلق في نفوسهم الصغيرة خوفاً منا ، وإذا خافوا منَّا فلن يُصلُّوا إلا أمامنا وفي وجودنا ، وهذا يتنافى مع تعليمهم تقوى الله تعالى وخشيته في السر والعلَن .

عن sahar5533

شاهد أيضاً

هل تعرفي أم عندها …” توأم ” ؟؟؟ تعالى قولي لنا كيف رتبت حياتها معاهم ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الغاليات نبغى منكم قصص عن أي أحد تعرفوه ..امهات …